حالات معلقة.. ما علاقة الوزن والنظام الغذائي بخطر الإصابة بالسرطان؟
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
كشفت دراسة حديثة أن بعض التغيرات المتعلقة بمعالجة الغلوكوز في جسم الإنسان، يمكن أن تساعد على نمو السرطان، وخلصت إلى أن النظام الغذائي والتحكم في الوزن، يمكن أن يلعب دورا إيجابيا في إدارة مخاطر السرطان.
وأشارت دراسة أجراها باحثون من سنغافورة والمملكة المتحدة، على نماذج من الفئران والثدي والأنسجة البشرية، إلى أن معالجة الغلوكوز قد يتخللها تعطيل مؤقت لجين يعرف باسم "بركا تو"، مسؤول عن حماية جسم الإنسان من الأورام، مما يزيد خطر الإصابة بالسرطان، وفقا لموقع "ساينس أليرت".
ونقل الموقع عن المؤلف الأول للدراسة، لي رين كونغ، من معهد علوم السرطان في سنغافورة، قوله إن "النتائج التي توصلت إليها الدراسة تزيد الوعي بتأثير النظام الغذائي والتحكم في الوزن في إدارة مخاطر السرطان".
وأضاف كونغ "بدأنا الدراسة بهدف فهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان في الأسر المعرضة للإصابة بالمرض، ولكن انتهى بنا الأمر إلى اكتشاف آلية أعمق تربط مسار استهلاك الطاقة الأساسي بتطور السرطان".
وبحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فإن بعض أنواع السرطان لديها أعراض غامضة أو صامتة، لا تشير إلى وجود داء خبيث في الجسم، وبالتالي يجب الانتباه لها للحصول على علاج مبكر، قد يسهم في إنقاذ المريض من الموت أو المساهمة في إطالة عمره.
وأفادت الصحيفة البريطانية، نقلا عن خبراء صحة، أن هناك 5 أنواع شائعة من السرطان ذات أعراض غامضة أو صامتة، هي سرطانات الجهاز الهضمي وسرطان المبيض وسرطان الرئة وسرطان الدماغ وسرطان المثانة.
وبرأي الموقع، فإن نتائج الدراسة الجديدة تتعارض مع نظرية علمية راسخة، جرى وضعها لأول مرة في عام 1971، تنص على أنه يجب تعطيل نسختي الجين الحامي من الورم بشكل دائم في خلايا الإنسان قبل أن يبدأ السرطان.
بينما وجدت الدراسة الحالية أن طفرة في أحد جينات "بركا تو" داخل الخلية تتسبب في أنواع مختلفة من السرطان.
وقال الباحث في الأورام والسرطان، أشوك فينكيتارمان، للموقع، "لم يتضح بعد كيف تزيد هذه العوامل من خطر الإصابة بالسرطان، ولكن من المهم أن نفهم العلاقة إذا أردنا اتخاذ تدابير وقائية تساعدنا على البقاء بصحة جيدة لفترة أطول".
ودعا الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات باستخدام دراسات سريرية أكبر أو نماذج حيوانية للنظر في الروابط المحتملة بين العوامل الغذائية والسكري والاضطرابات الأخرى.
وخلص الباحثون إلى أن تعطيل جين "بركا تو" مؤقتا يحد من قدرته على إصلاح الحمض النووي، وقالوا إن النظام الغذائي السيء أو مرض السكري غير المنضبط يمكن أن يساهما في زيادة خطر الإصابة بالسرطان بمرور الوقت.
وتوقعت الدراسة أن تؤدي النتائج والمعلومات الجديدة إلى استراتيجيات وتدابير استباقية للوقاية من السرطان، أو الكشف المبكر عنه، وذلك عن طريق الأدوية واتباع نظام غذائي جيد.
وفي مارس الماضي، أعلن باحثون في معهد السرطان، بجامعة كامبريدج البريطانية، إمكانية اكتشاف السرطان قبل سنوات من ظهور الإصابة بالمرض، مشيرين إلى أن "ذلك يتم عبر دراسة تغيرات الخلايا قبل تطورها إلى أورام"، بحسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وأشار الباحثون في المعهد الذي جرى افتتاحه مؤخرا، إلى أن "تحديد ودراسة التغيرات في الخلايا يساعد على تصميم طرق جديدة لعلاج السرطان".
وبحسب الصحيفة، فقد ركز البحث الذي تبناه المعهد، على إيجاد طرق لمعالجة الأورام قبل ظهور الأعراض، وذلك باستغلال الاكتشافات الحديثة التي أظهرت أن "العديد من الأشخاص يصابون بحالات سرطانية تظل معلقة لفترات طويلة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: خطر الإصابة بالسرطان إلى أن
إقرأ أيضاً:
فاكهة مجففة شائعة تُسهم في الوقاية من سرطان القولون
يُعدّ سرطان القولون رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال والنساء، كما أنه من الأسباب الرئيسية للوفيات المرتبطة بالسرطان، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
ولكن هناك أخبار مبشرة، حيث كشفت دراسة سريرية حديثة تشير إلى أن تناول الجوز - وهو فاكهة مجففة شائعة - قد يُقلل من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان، إضافة إلى مساهمته في مكافحة الالتهابات المزمنة.
أجرت كلية الطب بجامعة كونيتيكت دراسة سريرية أظهرت أن للجوز فوائد كبيرة في خفض الالتهاب وتحسين صحة القولون ويعود ذلك إلى مركب طبيعي فيه يُعرف بالإيلاجيتانين، وهو نوع من البوليفينولات التي تتحول داخل الأمعاء إلى جزيئات مضادة للالتهابات تُعرف باليوروليثينات، أبرزها "اليوروليثين أ".
الدكتور دانيال دبليو روزنبرغ، رئيس قسم بيولوجيا السرطان في HealthNet وأحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، أشار إلى أن اليوروليثين أ يُظهر خصائص قوية مضادة للالتهابات والسرطان.
وأوضح أن هذا المستقلب ناتج عن تفاعل ميكروبيوم الأمعاء مع مركبات الجوز، ما يؤدي إلى تقليل علامات الالتهاب في الجسم وتحسين الاستجابة المناعية، لا سيما في القولون.
الدراسة شملت 39 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 40 و65 عامًا، جميعهم معرضون لخطر أكبر للإصابة بسرطان القولون.
خضع المشاركون لنظام غذائي خالٍ من الإيلاجيتانين لفترة مبدئية لإعادة ضبط بيئة أمعائهم، ثم تناولوا نظامًا غنيًا بالجوز لمدة ثلاثة أسابيع.
وأظهرت الفحوصات نتائج واعدة، حيث رُصد تحسن في صحة القولون، وانخفاض في علامات الالتهاب، خصوصًا لدى من يعانون من السمنة.
ولاحظ الباحثون انخفاضًا في بروتين الفيمنتين، الذي يُعتبر مؤشرًا لأشكال متقدمة من سرطان القولون، لدى الأشخاص الذين أنتجت أجسامهم أعلى مستويات من اليوروليثين أ.
كما سُجل ارتفاع في مستويات الببتيد YY، وهو بروتين يُسهم في تنظيم الهضم ويُعتقد أنه يُثبط نمو الخلايا السرطانية في القولون.
ويؤكد روزنبرغ أن هذه الدراسة تُعد الأولى من نوعها التي تُظهر تأثير الجوز المباشر على تحسين صحة القولون.
ويُضيف أن الجوز قد يكون وسيلة طبيعية فعّالة للوقاية من السرطان، خاصةً عند دمجه في النظام الغذائي اليومي ضمن نمط حياة صحي.
تناول حفنة من الجوز يوميًا قد يكون له فوائد صحية كبيرة، ليس فقط للوقاية من السرطان، بل أيضًا لدعم صحة الجهاز الهضمي والمناعة.
وبتأثيراته الإيجابية على الميكروبيوم والالتهابات، يبدو أن هذه الفاكهة المجففة البسيطة تحمل في طيّاتها إمكانيات علاجية واعدة.