الجزيرة:
2024-10-04@00:29:31 GMT

ما فعلته جينفر.. وثائقي متواضع لجريمة قتل غامضة

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

ما فعلته جينفر.. وثائقي متواضع لجريمة قتل غامضة

احتل الفيلم الوثائقي "ما فعلته جنيفر" (What Jennifer Did) مركزا متقدما ضمن قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على "نتفليكس" في الولايات المتحدة والعديد من دول العالم، معولا على موضوعه الذي يتناول جريمة قتل حقيقية ويكشف تفاصيلها من البداية حتى النهاية. لكن هل يستحق العمل حقا هذا الصيت؟

يبدأ "ما فعلته جنيفر" بمكالمة تجريها فتاة تشعر بالهلع مع الشرطة، لتبلغ عن جريمة تحدث في منزلها وهي مقيدة.

نعرف بعد دقائق أن الجريمة تسببت في وفاة والدة المتصلة ودخول والدها في غيبوبة، في حين نجت هي من الموت. ونتبع عبر الفيديوهات المصورة خلال التحقيقات والتعليق الصوتي ومقابلة مع مجموعة من معارف وأصدقاء عائلة جنيفر، تفاصيل الكشف عن شخصية المجرم.

وثائقي يفتقد الإثارة عن جريمة مرعبة

لا يضع الفيلم الوثائقي هوية الجاني موضع تساؤل، بل يوضح عنوانه للمشاهد منذ البداية أن جنيفر هي المجرمة! لذلك يتوقع المشاهد أن تتمثل الإثارة في تفاصيل ومراحل الكشف عن حقيقة جنيفر وإجبار الشرطة لها على تغيير شهادتها من ضحية فقدت أمها ودخل والدها في غيبوبة، إلى متورطة بجريمة قتل.

وبالفعل يبدأ الفيلم بشكل يمهد فيه لأسباب ارتكاب الجريمة؛ فيصور حياة جنيفر التي تنحدر من عائلة آسيوية صارمة، وتعيش في كندا مع والدين مهاجرين يتطلعان لأن تكون ابنتهما مثالية، وبالتالي يضغطان عليها للتفوق في المدرسة وفي دروس الموسيقى والتدرب على آلة البيانو، ويدخلان في حياتها العاطفية.

وتبدو هذه السردية مقنعة، بل قد تدفع المشاهد للتعاطف مع الابنة المحرومة من حنان أب وأم قاسيين، حتى تعترف في إحدى التحقيقات بأنها مزورة شبه محترفة؛ فقد أوهمت والديها بتفوقها الدراسي، وحصولها على منحة جامعية بتزوير شهادات وأوراق رسمية متعددة، بل سافرت إلى المدينة التي يفترض وجود جامعتهما بها دون أن تنتسب إليها.

تزداد علامات الاستفهام حول شخصية جنيفر التي يوحي عنوان الفيلم أنها قاتلة والديها في الفصل الثاني من الفيلم الوثائقي، خصوصا بعدما أفاق الأب من غيبوبته ويكشف أن ابنته كانت تتحدث مع المجرمين بشكل ودي خلال اقتحامهم منزله، وهو ما يوحي بأن الفصل الأخير سيزداد إثارة. لكن لسبب ما، يتخلى صناع الفيلم عن هذه الإثارة وينهون الوثائقي بشكل "مبتسر"، عبر عرض الاستنتاجات التي توصل لها المحققون بصورة شديدة المباشرة، ثم يعرضون التحقيق المفصل الذي اعترفت جنيفر بعده.

كان بين يدي صنّاع "ما فعلته جنيفر" قصة مثيرة؛ عائلة متماسكة تفككها جريمة قتل، وابنة تبدو مثالية نكتشف مدى إجرامها الممتد لسنوات، لكنهم اختاروا وضع القصة في قالب تقليدي يشبه النشرات الإخبارية، وهو ما أفقد العمل أهم ما يميزه وحوله إلى فيديو يصلح للنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

"ما فعلته جينيفر" من إخراج جيني بوبلويل المخرجة المتخصصة في الأفلام الوثائقية المتمحورة حول قصص حقيقية مقززة ومرعبة منها "جريمة قتل أميركية: عائلة في المنزل المجاور" (American Murder: The Family Next Door) الصادر عام 2020 على منصة "نتفليكس" كذلك.

قصص الجريمة الحقيقية بين العرض والطلب

أصبحت المسلسلات والأفلام الوثائقية التي تقدم قصص جرائم حقيقية ظاهرة هذا العقد، سواء من حيث الكم أو من حيث عدد المشاهدات؛ فتبعا لهذه الإحصائية التي قام بها موقع "ذا رينجر" (The Ringer) قدمت منصة "نتفليكس" وحدها 18 عملا من هذا النوع خلال 18 شهر. وقد احتلت هذه الأعمال قائمة الأعلى مشاهدة لمدة 232 يوما.

ليست هذه الإحصائية الوحيدة؛ فشركة "باروت للتحليلات" (Parrot Analytics) المتخصصة في تحليل بيانات الطلب على المشاهدة، أكدت أيضا أن مشاهدات المسلسلات الوثائقية هو الأعلى على الإطلاق في السنوات الأخيرة.

هذه الإحصائيات والأرقام والنتائج ليست خافية على المنصات الإلكترونية وصنّاع المحتوى، بل أصبحت المحرك الأساسي لتغذية هذا الطلب المتزايد، وفيلم "ما فعلته جنيفر" نتاج لهذه الإحصائيات.

"ما فعلته جنيفر" عمل مصنوع تحت ضغط العرض والطلب، يروي حكاية جريمة حقيقية، لكنه لا يمثل الاستغلال الأمثل للقصة، إذ يبدو في الكثير من الأحيان كما لو أنه من إنتاج الذكاء الاصطناعي، وليس عملا فنيا وراءه طاقم كامل من صنّاع الأفلام.

وفي الواقع، اتُهم الفيلم بالفعل باستخدام الذكاء الاصطناعي لتعديل إحدى المشاهد، الأمر الذي نفاه المنتجون.

وبعيدا عن هذه الاتهامات، يمكن وصف الفيلم الوثائقي بأنه ابنٌ بار لمعادلة تجارية بحته؛ نوع سينمائي يلقى الإعجاب ويحقق مشاهدات عالية، في مقابل قيمة سينمائية ضعيفة.

فعلى سبيل المثال، لم يهتم الفيلم بالأحداث التالية للقبض على جنيفر التي لم يتم إغلاق قضيتها حتى الآن، أو الدافع النفسي وراء ارتكاب ابنة الأسرة العادية لجريمة غير عادية، وقد مر "ما فعلته جنيفر" مرور الكرام على شهادة الطبيبة المتخصصة وأبرز فقط دهشتها كمشاهدة لا كشخص معني بتحليل الشخصيات.

وتبعا لعلم النفس التطوري، تداعب المسلسلات والأفلام الوثائقية التي تتناول جرائم حقيقية ذلك الجزء الخامل من الغرائز البشرية الذي نشط لدى الإنسان القديم عندما اعتمد على الصيد وقتل الحيوانات الخطيرة المهددة لحياته، والفضول البشري لمعرفة هوية القاتل وكيفية تنفيذه للجريمة، وكلها مشاعر طبيعية، ومن المقبول إرضاؤها بالفنون، غير أن الأزمة الحقيقية تتمثل في استغلال المنصات الرقمية لهذه الميول بإنتاجها أعمال دون المستوى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الفیلم الوثائقی جریمة قتل

إقرأ أيضاً:

توابع التصعيد بين إيران وإسرائيل.. تهديدات حقيقية أم مجرد مسرحية ‏سياسية؟

أصابع الاتهام كانت تتجهه إلى إيران كونها تساعد الاحتلال الإسرائيلي في تسليم أبرز قيادات المقاومات الإسلامية الفلسطينية واللبنانية، إذ اغتال الاحتلال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية خلال تواجده في طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشيكان.

إيران ترد على الاتهامات البطالة بشأن ردها لاغتيال إسماعيل هنية وحسن نصرالله

وأفادت السلطات الإيرانية حينها، بأنها لن تردخ في رد فعلها جراء إغتيال إسماعيل هنية داخل أراضيها، ولكن طال الوقت حتى اغتال الاحتلال الإسرائيلي المحتل أبرز وأهم قائد في حزب الله وهو الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، و20 قيادي من الحزب خلال اجتماعهم في المقر المركزي في الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت.

صور النار من داخل الأرض المحتلة، بعد صواريخ #إيران التي وجهتها إلى #إسرائيل ...
وأقول لأصحاب نظرية المسرحية: أتمنى أن يتم عرضها يوميا، ويكفي أن #الصهاينة يشاهدونها على مسرح الكوابيس، وأن المسرحية أدخلت البهجة على أهل #غزة. #تل_أبيب_تحترق pic.twitter.com/PGJSYtIMV9

— د. محمد الصغير (@drassagheer) October 1, 2024

وبعد توجيه الكثير من الاتهامات الموجهة إلى إيران وظل الاحتلال إن طهران تحذر فقط ولا توجد أفعال واستهان بكلماتها التحذيرية، لكن فاجئ الحرس الثوري الإيراني الكيان الصهيوني، أمس الثلاثاء الموافق 1 أكتوبر 2024، بإطلاق أكثر من 200 صاروخ باليستي إلى عدة مدن مختلفة إسرائيلية لاستهداف قواعد عسكرية وأماكن حيوية تابعة للاحتلال،

وهذا ما أصاب الكيان الصهيوني بالشلل، إذ أطلقت تلك الصواريخ في عدة مدن مختلفة وهم «عسقلان، تل أبيب» وفور سماع دوي تلك الاتفجارات، هرع الإسرائيليين، لكن مع بدء تشغيل صافرات الإنذار اختبئ المستوطنيين الإسرائيليين في الملاجئ الموجودة تحت الأرض.

الحرس الثوري الإيراني ينجح في إصابة قواعد عسكرية إيرانية

ونجحت صواريخ الحرس الثوري الإيراني، في إصابة قوات الاحتلال الإسرائيلية المتواجدة بالأراضي الفلسطينية المحتلة بضربة عسكرية كانت متوقعة منذ اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وحسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني.

الصهاينة يسعون إلى منع تداول هذه الفيديوهات من داخل تل أبيب، لأنها تثير الرعب والخوف في المحتلين الغاصبين لأرض فلسطين، مما قد يدفع البعض للتفكير في الهروب دون نية للعودة.#تل_ابيب_تحترق #اسراییل #Iran pic.twitter.com/k3cYesIGbn

— عبدالله العدوي (@Abdullah_adawi) October 1, 2024

وبالتزامن مع إطلاق تلك الرشقات الإيرانية على عدة مدن إسرائيلية، قام شخصان بالتسلل حتى وصل إلى مدينة «يافا» وقتل 8 أشخاص وإصابة أكثر من 17 شخص آخرين، وذلك كرد على كافة الهجمات والانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتسمرة تجاه المدنيين العزل في فلسطين ولبنان.

اقرأ أيضاًحزب المؤتمر: اغتيال حسن نصرالله يجر المنطقة إلى حرب شاملة

حزب الاتحاد: المنطقة على موعد جديد من التصعيد والعنف بعد اغتيال حسن نصرالله

بايدن يناقش مع هاريس تطورات الوضع في الشرق الأوسط بعد اغتيال حسن نصرالله

نتنياهو يعلق على الهجوم الإيراني

وبعد الانتهاء من تلك الصواريخ الإيرانية الباليستية وإصابة قواعد عسكرية تابعة للاحتلال، عقد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مصغر مع عدد من قادة الاحتلال، على خلفية الهجوم الإيراني وكيفية الرد عليها بالوقت والمكان.

وقال «نتنياهو» في أول تصريح له عقب الهجوم الإيراني على الأراضي المحتلة: «إيران ارتكبت خطأ كبيرًا الليلة وستدفع ثمنه، وهذا الهجوم الصاروخي الإيراني قد فشل».

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة: الحكومة لديها رغبة حقيقية في تحقيق المزيد من الاستثمارات بقطاع السياحة
  • على هامش معرض كتاب “الصحفيين”.. عرض الفيلم الوثائقي "عبدالمنعم رياض.. سيرة المقاتل الشهيد" من إنتاج القناة الوثائقية
  • صور أقمار صناعية تُظهر ما فعلته الصواريخ الإيرانية بقاعدة جوية إسرائيلية
  • طنجة: خلاف بين جارين يتحول لجريمة قتل بحي بني مكادة القديمة
  • توابع التصعيد بين إيران وإسرائيل.. تهديدات حقيقية أم مجرد مسرحية ‏سياسية؟
  • سليمان: هناك مهددات حقيقية بانتشار الأمراض وخصوصًا مرض الملاريا إثر السيول
  • قبل التوغل البري.. تقرير يكشف ما فعلته إسرائيل في لبنان
  • عبد اللطيف: الهدف من الزيارات الميدانية متابعة تقديم عملية تعليمية حقيقية
  • على هامش معرض كتاب “الصحفيين”.. العرض العام الأول للفيلم الوثائقي الدرامي "ممر الألم" غدًا
  • فيلم للمخرج الكوردي العراقي ريكوت حمه توفيق يفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان ايطالي