أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
أخضعت الجماعة الحوثية منتسبي قطاع محو الأمية في المناطق تحت سيطرتها للتعبئة، حيث أجبرت الكادر التعليمي والوظيفي والدارسين على الالتحاق بالمعسكرات الصيفية التي دشنتها لتلقينهم الأفكار ذات الصبغة الطائفية، وفق ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ صحيفة«الشرق الأوسط»
ودفع الانقلابيون الحوثيون - حسب المصادر- نحو 5 آلاف و700 موظف ومتعاقد، وآلاف الدارسين أغلبهم من النساء في المركز الرئيسي لجهاز محو الأمية في العاصمة المختطفة صنعاء ونحو 12 فرعاً تابعاً له في المحافظات لتلقي أنشطة ودروس تعبوية تحت اسم «دورات صيفية» يُشرف على تنفيذها معممون استقدمتهم الجماعة من صعدة معقلها الرئيسي.
واتهمت المصادر الجماعة الحوثية بتحويل مراكز محو الأمية الخاضعة لها من أماكن للتعلم والحد من الأمية إلى أماكن للتعبئة والتلقين الفكري واستهداف آلاف الموظفين والدارسين من مختلف الأعمار بأنشطة تبث العنصرية، وتحرّض على القتل والكراهية.
وجاء الاستهداف الحوثي تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه شقيق زعيم الجماعة يحيى بدر الدين الحوثي المعين وزيراً للتربية والتعليم في الحكومة غير المعترف بها، والقيادي أحمد الكبسي المنتحل لصفة رئيس جهاز محو الأمية.
وخلص الاجتماع - طبقاً للمصادر- إلى تشكيل ما سمته الجماعة اللجنة الإشرافية واللجان الفرعية لإطلاق المعسكرات الصيفية لمنتسبي جهاز محو الأمية والدارسين فيه بصنعاء وبقية المحافظات تحت سيطرتها.
وأعلنت الجماعة الحوثية - بموجب الاجتماع - آلية تنص على تشكيل غرفة عمليات مركزية بديوان الجهاز لمتابعة واستقبال تقارير مكاتب محو الأمية وتعليم الكبار في المحافظات، وإقرار خطة نزول مركزي للإشراف ميدانياً على نشاط المراكز الصيفية.
استهداف مستمر
يعد التحرك الحوثي في قطاع محو الأمية امتداداً لسلسلة استهدافات سابقة ضد منتسبي الجهاز وفروعه، حيث حرمت الجماعة آلافاً منهم في السنوات الماضية من الحصول على نصف الراتب أسوة ببقية الموظفين في القطاعات الحكومية.
ويستهدف جهاز محو الأمية الذي تأسس في صنعاء عام 1990 الفئات العمرية من 10 سنوات إلى أكثر من 40 سنة، حيث لا تقتصر أنشطته على تعليم القراءة والكتابة فحسب، بل يرافق ذلك إقامة كثير من البرامج والأنشطة التوعوية والصحية والمهارية لمختلف الحرف والمهن للدارسين فيه من الرجال والنساء.
وبينما يعاني مئات آلاف من الموظفين اليمنيين، من أوضاع بائسة وحرمان من أقل الحقوق في مقدمها الراتب، اشتكى معلمون وموظفون في جهاز محو الأمية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من إجبارهم بين كل فينة وأخرى على حضور دورات تعبوية.
وسعت الجماعة عبر عشرات الدورات التي أقامتها سابقاً إلى غسل أدمغة منتسبي جهاز محو الأمية، وعلى نشر «ملازم» مؤسس الجماعة حسين الحوثي بين فئات كبار السن من الذكور والإناث، وإقناعهم بأفكارها المتطرفة.
وأجبر سلوك الجماعة أحمد وهو ابن إحدى الملتحقات في مركز لمحو الأمية بصنعاء، إلى إقناع والدته بالانسحاب من المركز؛ لكي لا تقع ضحية لأفكار الجماعة.
ويذكر أحمد لـ«الشرق الأوسط» أن الغرض من تسجيل والدته مريم (65 عاماً) قبل نحو شهر كان لتعلم القراءة والكتابة، وبعض تعاليم الدين المتعلقة بالصلاة والصيام وغيرها، وليس للخضوع لخطب زعيم الجماعة ومؤسسها.
ارتفاع الأعداد
استهداف الجماعة الحوثية لقطاع محو الأمية جاء مع إقرارها بارتفاع أعداد الأميين في مناطق سيطرتها، وتسجيلها أعلى النسب على مستوى العالم.
وأوضح القيادي الحوثي أحمد الكبسي المعين في منصب رئيس جهاز محو الأمية في تصريحات بثتها وسائل إعلام الجماعة أن عدد الأطفال اليمنيين المتسربين من التعليم تجاوز 350 ألف طفل سنوياً ضمن الفئة العمرية بين 6 و10 سنوات.
ووفقاً لآخر التقديرات الصادرة عن النسخة الحوثية من الجهاز المركزي للإحصاء، فإن عدد الأميين في الفئة العمرية من عشر سنوات فأكثر بلغت ستة ملايين و380 ألفاً و763 أمياً وأمية، أي ما يمثل 29.2 في المائة من إجمالي عدد السكان.
من جهتها، اعترفت منظمة «انتصاف» الحوثية بوجود معاناة ومشكلات تواجهها المناطق تحت سيطرة الجماعة فيما يخص العملية التعليمية ومجال محو الأمية وتعليم الكبار، وأكدت ارتفاع نسبة الأمية من 45 في المائة قبل اندلاع الحرب في عام 2014 إلى أكثر 65 في الوقت الحالي.
ووفق التقرير الحوثي، فإن نسبة الأمية في أوساط النساء تزيد على 60 في المائة في بعض المحافظات، مثل الحديدة التي تصل فيها أعداد الأميين والأميات إلى أكثر من 1,2 مليون شخص، 62 في المائة منهم من الإناث.
وفي حين أبدى تقرير الجماعة اعترافاً بوجود معوقات وتحديات كبيرة يواجهها قطاع التعليم بشكل عام ومراكز محو الأمية على وجه الخصوص، كشف مسؤولون وعاملون في هذه المراكز عن حالة من التدهور الكبيرة وغير المسبوقة بسبب سلوك الحوثيين، وانقطاع الرواتب، وتحريف المناهج.
واتهم العاملون عناصر الجماعة الحوثية بمصادرة الدعم المقدم محلياً وخارجياً لمراكز محو الأمية، وإيقاف المحفزات المقدمة للملتحقين والملتحقات ببرامج محو الأمية، وتحويل عدد من مدارس محو الأمية إلى ثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة، ومجالس لتلقين الطائفية.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
الدفاع المدني: نقدر عدد الشهداء الذين تبخرت جثامينهم بـ2840 شهيداً
أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة ، اليوم الاثنين 20 يناير 2025، أنه "يقدر عدد الشهداء الذين تبخرت جثامينهم ولم نجد لها أثراً (2840) شهيداً، وذلك بفعل استخدام جيش الاحتلال أسلحة تنتج عنها درجات حرارة ما بين 7000-9000 درجة مئوية تصهر كل ما هو في مركز الانفجار".
وفيما يلي نص البيان كما وصل "سوا":
بيان صحفي حول واقع جهاز الدفاع المدني بعد 470 يوماً من العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة
الحمد لله الذي منّ على شعبنا بالسلامة بعد عدوان إسرائيلي استمر 470 يوماً بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، والصلاة والسلام على سيد الشهداء محمد بن عبد الله الذي بعث الله رحمة للعالمين،
بداية نسأل الله الرحمة لأرواح شهدائنا الكرام الذين قضوا نحبهم خلال حرب الإبادة الإسرائيلية، والرحمة لشهدائنا الزملاء رفاق العمل الإنساني، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
أولاً: الخسائر المادية والبشرية:
- لحق بجهاز الدفاع المدني خلال هذه الحرب خسائر مادية وبشرية كبيرة بفعل الاستهدافات الإسرائيلية، حيث استشهد (99) كادراً وأصيب (319) آخرون، بينهم العشرات بإعاقات مستدامة.
- بلغ عدد المعتقلين لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي من منتسبي جهاز الدفاع المدني (27) كادراً، بينهم مدير الدفاع المدني في محافظة شمال غزة، ومدراء المراكز الثلاثة بالمحافظة، ولا نعرف عن ظروفهم شيئاً بعد أن اقتادهم جيش الاحتلال إلى أماكن مجهولة.
وعليه، فقد بلغ إجمالي الخسائر البشرية من منتسبي جهاز الدفاع المدني ما نسبته 48% ما بين شهيد وجريح وأسير.
- بلغ عدد المقرات والمراكز التي تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافها (17) مركزاً ومقراً من أصل (21)، منها (14) تم تدميرها كلياً، و(3) مراكز تعرضت لأضرار جزئية.
- أما مركبات الدفاع المدني التي دمرها جيش الاحتلال تدميراً كلياً وجزئياً بلغت ما نسبته 85% من مركبات الجهاز، حيث تم استهداف (61) مركبة من إجمالي مركباتنا وهي (72) مركبة متنوعة ما بين: مركبات إطفاء وإنقاذ، وتدخل سريع، ومركبات إسعاف.
ثانياً: المهام التي نفذتها طواقمنا منذ 7 أكتوبر 2023 حتى هذا اليوم:
- تلقينا منذ بداية حرب الإبادة أكثر من (500) ألف إشارة استغاثة جراء التعرض للخطر، منها قرابة (50) ألف إشارة لم تستطع طواقمنا الوصول إليها لعدم توفر الوقود، أو لعدم القدرة على التنسيق للمهام الميدانية والدخول للمناطق التي تصلنا منها نداءات استغاثة نظراً للخطر الشديد والاستهداف من قبل الاحتلال.
- انتشلت طواقمنا في جميع محافظات القطاع أكثر من (38300) شهيد من الأماكن والمنازل والمباني التي استهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
- انتشلت طواقمنا من أماكن الاستهداف حوالي (97) ألف مصاب، ونقلت إلى المستشفيات (11,206) حالات مرضية.
- تمكنت طواقمنا من السيطرة على (22,403) حرائق ناتجة عن استهداف مناطق مأهولة بالسكان، ومباني تجارية واقتصادية، وأراضي زراعية، وغيرها.
- نجحت طواقمنا في إخلاء (42) ألف شخص من مناطق ومنازل شكلت خطورة على حياتهم.
- يقدر عدد الشهداء الذين تبخرت جثامينهم ولم نجد لها أثراً (2840) شهيداً، وذلك بفعل استخدام جيش الاحتلال أسلحة تنتج عنها درجات حرارة ما بين 7000-9000 درجة مئوية تصهر كل ما هو في مركز الانفجار.
-في انتظارنا مهام شاقة وصعبة تتمثل في البحث عن جثامين أكثر من (10) آلاف شهيد، ما زالت تحت أنقاض المنازل والمباني والمنشآت المدمرة، غير مسجلة في إحصائية الشهداء.
- منع جيش الاحتلال طواقمنا من العمل في منطقة معبر رفح ومنطقة تل السلطان بمحافظة رفح، ومنطقة بيت لاهيا وبين حانون ومخيم جباليا في محافظة شمال غزة، ومنطقة شمال النصيرات والمناطق الشرقية للمحافظة الوسطى، ومنطقة جنوب الزيتون وتل الهوا، وفيها مئات جثامين الشهداء لم يتم الوصول لها حتى الآن.
- اليوم وبعد 470 يوماً من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، يحتاج جهاز الدفاع المدني في القطاع إلى إعادة تأهيل وبناء ورفد بالكوادر البشرية والإمكانات والمعدات اللازمة للعمل خلال الفترة القادمة؛ للتعامل مع الدمار الهائل الذي خلفته حرب الإبادة على مدار أكثر من 15 شهراً.
- نطالب بإدخال طواقم دفاع مدني بمعداتها من الدول الشقيقة إلى قطاع غزة من أجل مساندتنا في القيام بواجبنا للتعامل مع الواقع الكارثي الذي خلفته الحرب، والذي يفوق قدرة جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة.
- الجميع مطالب اليوم بالسعى إلى دعم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة بكل الإمكانات اللازمة من مركبات ومعدات إنقاذ وإطفاء وإسعاف، والآلات والمعدات الثقيلة التي تساعدنا في انتشال جثامين الشهداء من تحت أنقاض آلاف المباني والمنازل المدمرة.
المديرية العامة للدفاع المدني الفلسطيني- قطاع غزة
الإثنين 20 يناير، كانون الثاني 2025
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين وزير الأوقاف: أكثر من 6 آلاف حاج حصة فلسطين وخطة طوارئ لحجاج "غزة" السلطات الإسرائيلية تهدم منزلا مأهولا في رهط العطاري: ريادة الأعمال ركيزة أساسية لبناء اقتصاد وطني مستدام الأكثر قراءة حصيلة شهداء وإصابات حرب غزة في يومها الـ 465 فلسطين: تحذير من مخاطر نقل الإبادة والتهجير من غزة إلى الضفة محدث: مجزرة بحي الدرج – سلاح الجو الإسرائيلي يكثّف غاراته على غزة المالية تعلن رسميا صرف رواتب الموظفين بهذه النسبة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025