نهيان بن مبارك: مهرجان السودان في قلب الإمارات يجسد المشاعر القومية المخلصة
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
نهيان بن مبارك: مهرجان "السودان في قلب الإمارات" يجسد المشاعر القومية المخلصة
أخبار ذات صلة نهيان بن مبارك يثمن دور المبدعين في تعزيز القيم الإنسانية «رواق الأدب والكتاب».. استدامة المعرفة ودعم المبدعينشهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، مهرجان "السودان في قلب الإمارات"، الذي أقيم اليوم في مركز دبي التجاري العالمي، بحضور كبير ومميز من الأسر والعائلات من أبناء الجالية السودانية.
وأكد معاليه، خلال المهرجان الذي نظمته الجالية السودانية في الإمارات بالتعاون مع صفحة "الإمارات تحب السودان"، وشهد حضور أكثر من 4 آلاف شخص وحظي بتفاعل كبير من أبناء الجالية السودانية في الدولة، أن "المهرجان بما يمثله ذلك من تواصل إنساني مهم بين السودان والإمارات ومن اعتزازٍ قوي بالعلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين البلدين المتحابين، وما نشهده بحمد الله من آثار هذه المحبة والتقدير على الوفاق الصادق، والأخوة الحقيقية، التي تجمع الشعبين الشقيقين برباطٍ قوي يجسد ما نشعر به معاً من مشاعر قومية مخلصة توحد بيننا وتجعلنا نعمل معاً من أجل تأكيد التعاون التام والكامل بين بلدينا، بل وكذلك من أجل رفعة الأمة العربية كلها، وأيضاً من أجل بناء جسور التفاهم والتعايش، مع شعوب العالم أجمع".
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن "العلاقة القوية بين الإمارات والسودان هي أساساً علاقة عريقة ومتجددة، علاقة تستند إلى القيم المثلى، والمبادئ المشتركة، التي نعتز بها معاً، والتي تشمل قيم حب الوطن والاعتزاز بالأمة العربية والإسلامية، بالإضافة إلى قيم الاحترام المتبادل، والسعي الحثيث والمستمر لتحقيق الخير والسلام والأمان لكلا البلدين".
شهد المهرجان، الذي حظي بإقبال جماهيري مميز من أبناء الجالية السودانية، نحو 4 آلاف شخص، بينهم عدد من أبرز الشخصيات السودانية المقيمة في الدولة، شملت رجال أعمال وفنانين ومثقفين ورياضيين وغيرهم، فيما تضمنت أجندته العديد من الفقرات الترفيهية والعروض الفنية والاستعراضية والتراثية المتنوعة، بالإضافة إلى معرض تراثي، وسوق كرنفالية مستوحاة من أبرز معالم السودان.
شاركت الفنانة السودانية نانسي عجاج في الفقرة الفنية بمجموعة من أبرز أعمالها. كما شهدت الفقرة الفنية مشاركة الفنان محمد حامد وعدد من أبرز مقدمي "ستاند أب كوميدي"، وغيره من أنواع المحتوى المتميز، ومنهم صانع المحتوى الكوميدي السوداني المعروف بـ"بوش بشاشة".
ويعكس المهرجان، الذي استهدف الاحتفاء بالثقافة والتراث والفنون السودانية، من خلال دعوة أبناء الجالية السودانية والمجتمع السوداني في الدولة للتفاعل مع فعالياته، الأجواء الاجتماعية الإيجابية التي تربط بين أبناء الجالية السودانية في الإمارات. المصدر: وام
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مهرجان السودان في قلب الإمارات نهيان بن مبارك نهیان بن مبارک من أبرز
إقرأ أيضاً:
تشخيص الذهنية السياسية السودانية والحلول الممكنة
لقد كشفت حقبة ما بعد الاستقلال في السودان، بدءًا من عام 1956، عن إشكالية التأسيس السياسي للأحزاب في البلاد. هذه الإشكالية تجسدت في أن الصراع كان يتمحور حول الشعارات الكبرى مثل الاستقلال أو الاتحاد، دون وجود مشروع سياسي واضح أو برامج عملية تعالج قضايا الحكم والتنمية وبناء الدولة. هذه الظاهرة ظلت تتكرر عبر الفترات المختلفة من تاريخ السودان السياسي.
إن الأهداف الوطنية الكلية، في شكلها المجرد، يمكن أن تكون قاعدة لتكوين جبهات وائتلافات سياسية. لكن الأحزاب تحتاج إلى تفصيل برامجي وفكري ذي محتوى اجتماعي يميزها عن بعضها البعض ويخدم مصالح قواعدها بشكل مباشر. بدون ذلك، تصبح الممارسة السياسية مجرد لعبة فوقية خاضعة للمزايدات، منفصلة عن الواقع الاجتماعي وتفاعلاته.
منذ تأسيس السياسة في السودان بعد وأد تجربة جمعية اللواء الأبيض في ثلاثينيات القرن الماضي، انحصر الصراع حول من يدير جهاز الدولة: المستعمر الأجنبي أم الأفندي الوطني. وأصبح الهدف السياسي الأساسي هو من يحكم، دون اهتمام كبير بسؤال: ماذا نصنع بجهاز الدولة؟ وكيف يمكننا إعادة هيكلته لخدمة المصالح الاجتماعية والتنموية؟ هذا النهج استمر حتى بعد الاستقلال، ما أدى إلى فشل متكرر في تأسيس نظام سياسي مستدام.
خلال فترات الديمقراطية الثلاث في السودان (1956–1958، 1964–1969، و1986–1989)، استُهلك الوقت في نقاشات حول قضايا فوقية مثل الدستور الإسلامي أو العلماني، ونظام الحكم البرلماني أو الرئاسي، بدلاً من التركيز على بناء مؤسسات تخدم تطلعات الشعب. مثل هذه النقاشات لم تثمر سوى عن إضعاف النظام الديمقراطي، وتهيئة المسرح لانقلابات عسكرية أطاحت بتلك الديمقراطيات.
في الديمقراطية الثانية، على سبيل المثال، جاء حل الحزب الشيوعي السوداني في عام 1965 كمحطة مفصلية. برغم الادعاءات بأن الحزب الشيوعي كان يروج للإلحاد، إلا أن الحقيقة كانت أن الأحزاب الكبرى تخوفت من تنامي نفوذ اليسار السياسي في البلاد بعد ثورة أكتوبر 1964. هذا القرار، الذي اتُّخذ خارج الإطار القانوني والدستوري، مثّل طعنة قاتلة للنظام الديمقراطي. وأدى ذلك لاحقًا إلى استقالة رئيس القضاء احتجاجًا على عدم تنفيذ قرارات المحكمة ببطلان حل الحزب.
هذا الحدث وغيره من الأخطاء السياسية، التي تجاهلت العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة، أسست لجذور الانقسامات العميقة التي يعيشها السودان اليوم. لم يُعالج إرث الاستعمار المتمثل في سياسات "فرق تسد"، التي عزلت مناطق واسعة من السودان وركزت التنمية في مناطق محددة. هذا الإرث ساهم في ظهور خطاب إثني وسياسي حاد أدى إلى نشوب النزاعات المسلحة.
واليوم، في ظل حرب أبريل 2023 الكارثية التي تُعد أكبر أزمة وجودية تمر بها البلاد منذ الاستقلال، لا يزال التفكير السياسي محصورًا في سباق على السلطة، دون رؤية واضحة لإعادة بناء الدولة.
إن معالجة هذه الأزمة تتطلب تغييرًا جذريًا في الذهنية السياسية، والانتقال من التركيز على الصراع حول السلطة إلى بناء مشروع وطني متكامل. الحلول الممكنة تشمل
إعادة هيكلة جهاز الدولة بما يخدم المصالح الوطنية بعيدًا عن النزاعات الإثنية أو الإقليمية.
إطلاق مبادرات للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية لمعالجة آثار النزاعات السابقة.
التركيز على التنمية المتوازنة لتوفير الخدمات والفرص لكافة السودانيين.
على السياسيين السودانيين أن يدركوا أن السلطة ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق العدالة والتنمية والاستقرار. بدون هذا الفهم، سيظل السودان يدور في دائرة من الأزمات المتكررة.
zuhair.osman@aol.com