الجزيرة:
2025-04-17@07:52:16 GMT

ما خلفيات وتداعيات قرار حظر الجزيرة في إسرائيل؟

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

ما خلفيات وتداعيات قرار حظر الجزيرة في إسرائيل؟

القدس المحتلة- صادقت الحكومة الإسرائيلية، في جلستها الأسبوعية اليوم الأحد، على اقتراح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الاتصالات شلومو كرعي إغلاق مكاتب قناة الجزيرة في إسرائيل، ليدخل القرار حيز التنفيذ بشكل فوري بتوقيع وزير الاتصالات اليوم.

وبموجب "قانون الجزيرة"، يأمر القرار بإغلاق مكاتب القناة لمدة 45 يوما، ويمكن تمديده لمدة 45 يوما إضافية، ولكنه يخضع للمراجعة من قبل قاضي محكمة إسرائيلية خلال 24 ساعة من وقت صدوره.

ويسمح القرار، الذي أقرته الحكومة بالإجماع، بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل، ومصادرة معدات البث والاتصالات، ومنع بث تقارير القناة، وإخراج القناة من شركات الكابل والأقمار الصناعية، وحجب مواقعها على شبكة الإنترنت، وإلغاء شهادات هوية خطاباتها وغيرها من الإجراءات.

ويحظر الأمر الحكومي على مزودي المضامين الذين يعملون في إسرائيل وشركات الإنترنت تقديم خدمات للشبكة، وكذلك إلغاء أوراق الاعتماد وبطاقات الصحافة الإسرائيلية الصادرة عن مكتب الصحافة الحكومي.

أوامر الصف الأول

ووقع الوزير كرعي الأوامر الصادرة بحق قناة الجزيرة فور مصادقة الحكومة عليها، قائلا "لقد دخلت أوامرنا حيز التنفيذ على الفور، لقد مر وقت طويل، حيث واجهتنا العديد من العقبات القانونية غير الضرورية، حتى نتمكن من إيقاف آلة التحريض التابعة لقناة الجزيرة، والتي تمس بأمن الدولة، وسأواصل القيام بكل شيء حتى لا يتمكنوا من العمل من إسرائيل أكثر".

الطرح ذاته تبناه نتنياهو الذي علق على قرار الحكومة بالقول "سنتحرك فورا ضد أولئك الذين يستخدمون حرية الصحافة للإضرار بأمن إسرائيل وجنود الجيش الإسرائيلي والتحريض على الإرهاب أثناء الحرب، ولن تكون هناك حرية تعبير لأبواق حماس في إسرائيل".

وحرض نتنياهو على مراسلي وفرق الجزيرة، مضيفا في معرض تعليقه "لقد أضر مراسلو الجزيرة بأمن إسرائيل، وحرضوا على جنود الجيش الإسرائيلي، سيتم إغلاق قناة الجزيرة فورا، وستتم مصادرة المعدات، القرار اتخذ والآن نخرج إلى الميدان لتنفيذه".

ويمنح قرار الحكومة وزير الاتصالات صلاحيات واسعة بإصدار أوامر بوقف قناة الجزيرة باللغتين العربية والإنجليزية، وإغلاق مكاتبها في إسرائيل، ومصادرة المعدات التي يستخدمها أفرادها باستثناء الهواتف وأجهزة الحواسيب، وتقييد الوصول من إسرائيل إلى موقع الشبكة وحجبه.

وجاء قرار الحكومة متناغما مع توصية جهاز الأمن العام (الشاباك)، الذي زعم من خلال تقدير الموقف الذي قدمه عند تحضير "قانون الجزيرة" أن بث القناة "يضر فعليا بأمن إسرائيل"، وهو شرط مطلوب للإغلاق بموجب القانون الذي تمت المصادقة عليه في شهر أبريل/نيسان الماضي.

إجماع غير مكتمل

لكن توصية الشاباك تأتي خلافا لموقف وتوصية جهاز الموساد ورأي الجيش الإسرائيلي والرأي المنفصل للرقابة العسكرية، حيث تحفظت هذه المؤسسات على الإغلاق بشكل كامل لشبكة الجزيرة، لكنها أيدت تقييد البث.

وبسبب التباين في الموقف والآراء لقادة الجيش والأجهزة الأمنية، تغيّب وزيرا "المعسكر الوطني" بيني غانتس وغادي آيزنكوت عن جلسة الحكومة، وسوغا ذلك بالقول إنه جاء "بناء على طلب مسؤولي الأجهزة الأمنية، ورئيس الموساد بشكل خاص".

وأضاف غانتس، في بيان مقتضب صادر عن حزبه، "تقرر تأجيل التصويت لعدة أيام من أجل عدم الإضرار بجهود التفاوض، إن طرح الموضوع للتصويت في وقت حساس ينبع لاعتبارات سياسية ودوافع شخصية، وقد يفسد جهود التوصل إلى صفقة تبادل".

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان 11" أنه كان من المفترض أن يتم اتخاذ القرار في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) في جلسة ليلة الجمعة، ولكن تحت ضغط من رئيس الموساد دافيد برنياع ورئيس الشاباك رونين بار تم تأجيل التصويت لمنح فرصة لمفاوضات صفقة التبادل.

وحذر رئيس الموساد من أن إغلاق قناة الجزيرة في هذا الوقت سيضر بجهود الوساطة القطرية بين حركة حماس وإسرائيل من أجل التهدئة والتوصل إلى صفقة تبادل، ورغم اتخاذ قرار بتأجيل التصويت إلى أجل غير مسمى، فإن نتنياهو -ولدوافع سياسية شخصية بحسب تقديرات صحيفة "هآرتس"- لم يمنح مفاوضات الصفقة أي فرصة، وسارع إلى الإقرار في جلسة الحكومة الأسبوعية.

واعتبر عضو الكنيست عن حزب العمل غلعاد كاريب أن تجاهل نتنياهو وشركائه منصب رئيس الموساد دليل آخر على أن الحكومة لا تضع إطلاق سراح المختطفين على سلم أولوياتها، معتبرا أن قرار إغلاق مكاتب قناة الجزيرة "خطوة تجميلية وغير مهمة، ولن تحجب حقيقة أن نتنياهو فشل في التعامل مع قطاع غزة".

تداعيات القرار

يعمل في مكاتب الجزيرة 70 موظفا، بحسب مكتب الصحافة الحكومي، وتتوجه وزارة الاتصالات إلى إغلاق المكاتب ومصادرة مرافق البث وإلغاء أوراق الاعتماد الصحفية لجميع مراسلي القناة في إسرائيل.

كما يعتزم وزير الاتصالات الاتصال بالقائد العسكري للقيادة المركزية بالجيش الإسرائيلي لمطالبته بإصدار أمر بمنع بث القناة في الضفة الغربية أيضا، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت".

وفور مصادقة الحكومة على القرار، اتصل وزير الاتصالات بممثلي منصات "فيسبوك" و"تيك توك" و"غوغل" و"يوتيوب" في إسرائيل، وأبلغهم بقرار الحكومة بشأن "حجب محتوى شبكة الجزيرة في إسرائيل".

وطلب الوزير الإسرائيلي من ممثلي هذه المنصات التصرف بأسرع وقت ممكن وفقا للقانون ونص قرار الحكومة، وحظر أي محتوى لشبكة الجزيرة الإعلامية على منصاتهم بذريعة أن "الشبكة داعمة للإرهاب"، بحسب ما أوردت صحيفة "إسرائيل هيوم" المقربة من نتنياهو.

وسبق أن صادق الكنيست الإسرائيلي في أبريل/نيسان الماضي، بالقراءات الثلاث، على مشروع قانون يسمح بإغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل بادعاء أنها "تضر بأمن الدولة"، حيث صوت لصالح القانون 71 عضو كنيست، في حين عارضه 10 أعضاء.

ونص القانون على أنه لا يمكن لوزير الاتصالات الإسرائيلي التحرك ضد "قناة أجنبية تعمل ضد أمن الدولة" إلا بعد الحصول على توصية أمنية من مختلف الأجهزة الأمنية، مما يتطلب موافقة الحكومة أو الكابينت.

ويمنح القانون -الذي بات يعرف بـ"قانون الجزيرة"- السلطات الإسرائيلية صلاحيات تقييد عمل وإغلاق قنوات بث أجنبية بناء على توصية أمنية تنص على أن القناة الأجنبية "تضر بأمن الدولة"، ويكون ذلك بموجب أوامر موقعة من وزير الاتصالات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الجزیرة فی إسرائیل الجیش الإسرائیلی وزیر الاتصالات قناة الجزیرة قرار الحکومة رئیس الموساد إغلاق مکاتب من إسرائیل

إقرأ أيضاً:

مدبولي يشهد إطلاق خدمة نوعية بقناة السويس: نحو عبور «أخضر» للسفن

شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، من مجمع مارينا قناة السويس بالإسماعيلية، إطلاق خدمة جمع وإزالة المخلفات الصلبة للسفن العابرة بقناة السويس، في خطوة هامة نحو تعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق رؤية القناة "الخضراء" بحلول عام 2030.

كما حضر رئيس الوزراء مراسم توقيع مذكرة تفاهم تتعلق بهذه الخدمة، وذلك بحضور عدد من الوزراء وسفيرة الاتحاد الأوروبي وسفراء دول الاتحاد، بالإضافة إلى مسؤولي شركة "أنتيبوليوشن إيجيبت" المنوط بها تقديم هذه الخدمة.

وتضمنت الفعاليات عرضًا تقديميًا تفصيليًا من الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، استعرض خلاله أحدث المستجدات الخاصة بحركة الملاحة في القناة، والأنشطة الملاحية المتنوعة، والخدمات البحرية المتطورة التي تقدمها الهيئة. كما قام رئيس الوزراء والوفد المرافق بجولات بحرية في القناة لمتابعة حركة الملاحة الدولية عن كثب.

ومن المقرر أن يعقد الفريق أسامة ربيع مؤتمرًا صحفيًا عالميًا لاحقًا للإعلان عن معدلات حركة الملاحة الدولية بقناة السويس خلال العام الماضي، وتسليط الضوء على تأثيرات الأحداث الجارية في باب المندب والبحر الأحمر على سلاسل الإمداد العالمية وحركة النقل البحري المتجهة والقادمة من أوروبا وأمريكا.

وخلال الفعاليات، أعلن رئيس هيئة قناة السويس عن تعزيز الأسطول البحري للهيئة بوحدات جديدة، حيث تم مؤخرًا ضم 4 قاطرات حديثة بقوة 70 طن شد، و6 قاطرات أخرى بقوة 75 طن شد، بالإضافة إلى نحو 10 قاطرات بقوة شد 90 طن، وقاطرتين عملاقتين بقوة شد 190 طن. كما تم ضم 8 قاطرات حملت اسم "عزيمة" (من 1 إلى 8) بقوة شد 12.6 طن لكل منها.

وفي سياق التوسع في الأنشطة البحرية، كشف الفريق ربيع عن دخول قناة السويس مجال صناعة اليخوت من خلال تأسيس شركة "Egypt Yachts" المتخصصة في بناء اليخوت الجديدة. وشهد الأسطول انضمام اليخت "نصر" واليخت "إرادة" بعد انتهاء بنائهما في ترسانة جنوب البحر الأحمر. كما تم استحداث نشاط جديد لتصنيع البنتونات العائمة.

وأضاف أنه تم ضم نحو 19 لنشًا بحريًا من طراز "بحار" و3 لنشات ألومنيوم من طراز "غزال". وفي مجال الخدمات الطبية البحرية، تم ضم نحو 5 لنشات للإسعاف البحري للعمل لصالح هيئة الإسعاف المصرية، وجاري حاليًا إنشاء 3 لنشات جديدة أخرى.

وأشار الفريق ربيع إلى الانتهاء من بناء 34 سفينة صيد متطورة وفقًا لأحدث التقنيات العالمية، وذلك ضمن المرحلة الأولى من المشروع القومي الذي يستهدف بناء 100 سفينة صيد حديثة في البحر المفتوح بهدف توفير فرص عمل جديدة للشباب.

وفي مجال النقل بين ضفتي القناة، أوضح أنه تم انضمام 3 معديات جديدة بحمولة 210 أطنان تم بناؤها بترسانة بورسعيد البحرية، بالإضافة إلى بناء معدية مماثلة بترسانة بورتوفيق بالسويس.

وفي ختام كلمته، أكد الفريق أسامة ربيع أن إطلاق مشروع جمع وإعادة تدوير المخلفات العابرة من السفن المارة بقناة السويس يمثل خطوة محورية في تنفيذ استراتيجية القناة للتحول إلى قناة خضراء بحلول عام 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأوضح أن شركة "Ap Egypt"، وهي شركة مساهمة مصرية تأسست بشراكة بين هيئة القناة ممثلة في شركتي القناة للحبال وشركة السويس، وشركة "Anti pollution" اليونانية، ستتولى تقديم هذه الخدمات الحيوية.

وتشمل أنشطة المشروع جمع المخلفات الصلبة بنوعيها الخطرة وغير الخطرة، والتخلص الآمن منها داخل مصر، مع إمكانية شحن المخلفات إلى اليونان في حالة عدم توافر منفذ آمن للتخلص منها محليًا. كما يتضمن المشروع جمع المخلفات السائلة من السفن العابرة واستخلاص الزيوت منها بغرض الاستخدام التجاري، وتدوير 20% من المخلفات الصلبة، بالإضافة إلى بناء مصنع متخصص في تحويل النفايات إلى وقود بديل. وأكد على أن الكفاءات المصرية تشكل 95% من قوة العمل في هذا المشروع الهام.

وأشار إلى أن قناة السويس كانت قد عززت أسطولها البحري لمكافحة التلوث بثلاث وحدات بحرية جديدة من طراز "Multi Cleaner 128" تم بناؤها في فرنسا، وتعتبر الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، حيث صممت وفقًا لأعلى المواصفات العالمية للوحدات المعتمدة في مجال مكافحة التلوث البترولي.

مقالات مشابهة

  • "قناة السويس" تطمح لزيادة الإيرادات إلى 7 مليارات دولار في 2025
  • بها جواسيس وعناصر إرهابية.. أحمد موسى: ضيوف قناة الحرة لهم مواقف معادية مع مصر
  • رئيس قناة السويس: أزمة البحر الأحمر تسببت في انخفاض الإيرادات 61% خلال 2024
  • أسامة ربيع: قناة السويس تواصل دورها المحوري في تعزيز حركة الملاحة البحرية
  • مدبولي: نشهد اليوم تحولًا جذريًا في أنشطة وخدمات قناة السويس وانفتاحها على العالم
  • مدبولي يشهد إطلاق خدمة نوعية بقناة السويس: نحو عبور «أخضر» للسفن
  • مدبولي: هيئة قناة السويس هيئة متعددة الأنشطة والخدمات البحرية
  • ترامب ينتقد النفوذ الصيني في قناة بنما: "لا يعجبنا ما نراه"
  • الإعلام الإسرائيلي يرصد اتساع دائرة المحتجين على استمرار حرب غزة
  • قناة arte الأوربية تبث وثائقياً معادياً للمغرب ومناصراً لجبهة البوليساريو