تأسست دولة الكيان الصهيوني المحتل على المرويات الكاذبة للصهاينة والمستعمرين ورموز القوى الاستعمارية، فبعد وعد بلفور الظالم عام 1917 كانت أكبر كذبة هي إنشاء دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات وفقًا لأباطيل ومرويات حاخاماتهم، وصولًا إلى حائط المبكى والمعبد المزعوم الذي لم يظهر له أثر أو حجر إلى الآن. ولهذا فإن إسرائيل التي وجدت مَن يصدقها نكايةً في المنطقة العربية والعالم الإسلامي تخالف -منذ تأسيس كيانها المغتصِب على أرض فلسطين العربية- كافةَ القوانين الدولية، وتنسف كلَّ القرارات، وتتملص من كل القوانين، وتقتل وتدمر كلَّ ما له صلة بالفلسطيني وأرضه ومقدساته.
فخلال أكثر من مائة عام لم نرَ إسرائيل إلا وهي تسرق الأرض وتبني المستوطنات تلو المستوطنات، وتقتل وتعتقل الأجيال وراء الأجيال، وترفض السلام، وتبني أجيالًا من المتطرفين والحاقدين والكارهين للسلام. وما زالت إسرائيل وقواتها الغاشمة تقتل وتشرِّد الفلسطينيين وتمنع عنهم الغذاء والدواء، وترتكب في حقهم أبشع المجازر التي اعتبرها العالم إبادةً جماعيةً، وفي نفس الوقت تتهم الفلسطينيين بأنهم هم الذين قتلوا أنفسهم!! والصادم في ذلك أن أمريكا دون غيرها من شعوب الأرض تصدِّقهم وتُجمِّل أكاذيبهم، ما جعل دولة الكيان الصهيوني تتمادى في جرائم القتل والإبادة، مهاجمةً كل مَن ينتقدها من أجل الحق، إلى أن قتلت موظفي الأونروا، متهمةً إياهم بالخيانة والتواطؤ مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، لدرجة أن أمريكا عملت من خلال إعلامها وحلفائها على تصديقهم، وإصدار الكثير من القرارات الجائرة لوقف المساعدات المالية عن الأونروا رغم تأكد أمريكا من أكاذيب إسرائيل!! لقد زادت أكاذيب قادة إسرائيل المتطرفين خلال الأشهر الأخيرة، فمنذ السابع من أكتوبر الماضي وفي سياق ردِّها على عملية حماس «طوفان الأقصى» بانطلاق عمليتها الانتقامية المسماة «السيوف الحديدية» وما خلَّفته من قتل وتهجير للمدنيين الفلسطينيين أطفالًا ونساءً وشيوخًا ومرضى ودمار لقراهم ومساكنهم ومستشفياتهم وبناهم التحتية، فإن إسرائيل كانت ولا تزال ترتكب المجازر وتتهم الفلسطينيين بأنهم الذين قتلوا واغتصبوا الأسرى دون وجه حق، وأن فصائل المقاومة في غزة هم الذين دمَّروا المستشفيات بما فيها من مرضى ومصابين، وبأنهم هم الذين قتلوا الأطفال والنساء، وبأن رجال المقاومة الفلسطينية هم الذين قتلوا موظفي الأمم المتحدة، وبأنهم هم الذين استخدموا المدنيين دروعًا بشرية!! ومع كل تلك الجرائم فإن إسرائيل قد اعتادتِ الكذب أمام أمريكا (أو بالأحرى بالتواطؤ مع أمريكا) التي تُجمِّل تلك الأكاذيب، فلقد وصل كذب إسرائيل إلى تملصها ونفيها لجرائمها أمام محكمة العدل الدولية وأمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها من المؤسسات الحقوقية!! ووصلت سيناريوهات الكذب إلى حدٍّ غير معقول عندما اتهمت مصر بأنها التي سرَّبتِ المعدات العسكرية من رفح إلى قطاع غزة، وأنها التي تتسبب في عدم وصول المساعدات الإنسانية من معبر رفح الحدودي إلى قطاع غزة، وغيرها من الأكاذيب المتواصلة التي تجمِّلها أمريكا عبر وزير خارجيتها الذي لم تنقطع زياراته للمنطقة منذ أكثر من سبعة أشهر بحجة قدرته على وقف الحرب في غزة، وبقدرة بلاده على حل الدولتين، متجاهلًا - إن لم يكن متغافلًا ومتعاميًا- عن أنه هو وقيادات بلاده مَن يشجع إسرائيل على مواصلة عدوانها، وصولًا إلى موافقة أمريكا الضمنية على اجتياح إسرائيل لرفح ولكن بالشروط الأمريكية!! وللأسف فإن شعوب العالم الحر وشبابه من الطلبة المثقفين في الكثير من بلدان العالم لا يرون غير الجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد شعب فلسطين الأعزل، بل يرون الكذبَ والأباطيلَ والمرويات الكاذبة التي تضرب في عمق وحقائق التاريخ، وفي عمق الأديان والإنسانية، ولِمَ لا تفعل إسرائيل ذلك وتنتهك القيمَ والأعرافَ الدوليةَ ما دامت أمريكا تدعم وتُجمِّل كل تلك الأكاذيب، ولا تتخذ أو توافق على إصدار ولو قرارا واحدًا ضد جرائم وفظائع إسرائيل، أو تعترف يومًا بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، رغم أن أمريكا التي لا تزال تدعم إسرائيل وتجمِّل أكاذيبها تصدِّر نفسها للعالم بأنها الراعي الأول للسلام، وحامي حمى الديمقراطية؟!!
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
رئيس دائرة اللاجئين الفلسطينيين يكشف الأسباب الحقيقية لمواقف إسرائيل من الأونروا
أكد رئيس دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين أحمد أبو هولي أن استهداف إسرائيل للأونروا هو استهداف مباشر لقضية اللاجئين، كي يتحول "همهم" للبحث عن الدول المضيفة أو تشتيهم في أنحاء الأرض.
وقال أبو هولي إن الأونروا تؤدي دورا أساسيا على مدار 75 عاما في مجتمع اللاجئين الفلسطينيين ببعدها الإنساني والقانوني والسياسي وباعتبارها الشاهد على قضيه اللجوء والنكبة التي حدثت في فلسطين عام 1948.
وأضاف رئيس دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين، في تصريح لـRT، أن إسرائيل تعلم جيدا أن الأونروا تم تأسيسها نتيجة "لعجز المجتمع الدولي" في تطبيق قرار حق العودة رقم 194، وأن بقاء الأونروا موجودة وتقوم بدورها الطبيعي سيؤدي في نهاية المطاف إلى تطبيق القرار، لذلك فإن إسرائيل تريد إنهاء دور الأونروا تمهيدا لطمس قضية اللاجئين وإنهاء القضية الفلسطينية من الوجود حسب إسرائيل.
وشدد القيادي الفلسطيني على أن إسرائيل تريد أن تؤكد بقرارتها ضد الأونروا أنه "لا وجود لحل سياسي قادم" سواء حل الدولتين أو عودة اللاجئين لديارهم أو حتى تعويض اللاجئين واستعادة ممتلكاتهم.
وأقر البرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، الأسبوع الماضي، حظر كل أنشطة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" داخل إسرائيل، وقانون آخر لقطع العلاقات مع المنظمة الأممية وتصنيفها كمنظمة إرهابية، وحظر العلاقات بين المسؤولين الإسرائيليين والوكالة وتجريد موظفيها من حصاناتهم القانونية.
وأضاف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن إسرائيل ماضية في استهدافها للأونروا، والحكومة الإسرائيلية أخذت قرارها باستهداف المقر الرئيسي للأونروا في منطقه الشيخ جراح. والبرلمان الإسراىيلي (الكنيست) اتخذ قرارين واضحين بمثابة "إعلان الحرب" على الأونروا، بحظر عملها في القدس الفلسطينية وإلغاء الإمتيازات المقررة للعاملين في الأونروا باعتبارها منظمة أممية.
وأشار أبوهولي إلى "الدور التاريخي للأونروا في فلسطين باعتبارها شريكا رئيسيا لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية والقدس وفي لبنان وسوريا والأردن، وتقدم خدمات أساسية لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، من بينهم نحو 650 ألف طالب وطالبة في العملية التعليمية، متسائلا: أين سيذهب طلاب هذه المدارس؟".