الأسبوع:
2025-04-17@07:56:14 GMT

إسرائيل تكذب وأمريكا تُجمِّل

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

إسرائيل تكذب وأمريكا تُجمِّل

تأسست دولة الكيان الصهيوني المحتل على المرويات الكاذبة للصهاينة والمستعمرين ورموز القوى الاستعمارية، فبعد وعد بلفور الظالم عام 1917 كانت أكبر كذبة هي إنشاء دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات وفقًا لأباطيل ومرويات حاخاماتهم، وصولًا إلى حائط المبكى والمعبد المزعوم الذي لم يظهر له أثر أو حجر إلى الآن. ولهذا فإن إسرائيل التي وجدت مَن يصدقها نكايةً في المنطقة العربية والعالم الإسلامي تخالف -منذ تأسيس كيانها المغتصِب على أرض فلسطين العربية- كافةَ القوانين الدولية، وتنسف كلَّ القرارات، وتتملص من كل القوانين، وتقتل وتدمر كلَّ ما له صلة بالفلسطيني وأرضه ومقدساته.

فخلال أكثر من مائة عام لم نرَ إسرائيل إلا وهي تسرق الأرض وتبني المستوطنات تلو المستوطنات، وتقتل وتعتقل الأجيال وراء الأجيال، وترفض السلام، وتبني أجيالًا من المتطرفين والحاقدين والكارهين للسلام. وما زالت إسرائيل وقواتها الغاشمة تقتل وتشرِّد الفلسطينيين وتمنع عنهم الغذاء والدواء، وترتكب في حقهم أبشع المجازر التي اعتبرها العالم إبادةً جماعيةً، وفي نفس الوقت تتهم الفلسطينيين بأنهم هم الذين قتلوا أنفسهم!! والصادم في ذلك أن أمريكا دون غيرها من شعوب الأرض تصدِّقهم وتُجمِّل أكاذيبهم، ما جعل دولة الكيان الصهيوني تتمادى في جرائم القتل والإبادة، مهاجمةً كل مَن ينتقدها من أجل الحق، إلى أن قتلت موظفي الأونروا، متهمةً إياهم بالخيانة والتواطؤ مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، لدرجة أن أمريكا عملت من خلال إعلامها وحلفائها على تصديقهم، وإصدار الكثير من القرارات الجائرة لوقف المساعدات المالية عن الأونروا رغم تأكد أمريكا من أكاذيب إسرائيل!! لقد زادت أكاذيب قادة إسرائيل المتطرفين خلال الأشهر الأخيرة، فمنذ السابع من أكتوبر الماضي وفي سياق ردِّها على عملية حماس «طوفان الأقصى» بانطلاق عمليتها الانتقامية المسماة «السيوف الحديدية» وما خلَّفته من قتل وتهجير للمدنيين الفلسطينيين أطفالًا ونساءً وشيوخًا ومرضى ودمار لقراهم ومساكنهم ومستشفياتهم وبناهم التحتية، فإن إسرائيل كانت ولا تزال ترتكب المجازر وتتهم الفلسطينيين بأنهم الذين قتلوا واغتصبوا الأسرى دون وجه حق، وأن فصائل المقاومة في غزة هم الذين دمَّروا المستشفيات بما فيها من مرضى ومصابين، وبأنهم هم الذين قتلوا الأطفال والنساء، وبأن رجال المقاومة الفلسطينية هم الذين قتلوا موظفي الأمم المتحدة، وبأنهم هم الذين استخدموا المدنيين دروعًا بشرية!! ومع كل تلك الجرائم فإن إسرائيل قد اعتادتِ الكذب أمام أمريكا (أو بالأحرى بالتواطؤ مع أمريكا) التي تُجمِّل تلك الأكاذيب، فلقد وصل كذب إسرائيل إلى تملصها ونفيها لجرائمها أمام محكمة العدل الدولية وأمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها من المؤسسات الحقوقية!! ووصلت سيناريوهات الكذب إلى حدٍّ غير معقول عندما اتهمت مصر بأنها التي سرَّبتِ المعدات العسكرية من رفح إلى قطاع غزة، وأنها التي تتسبب في عدم وصول المساعدات الإنسانية من معبر رفح الحدودي إلى قطاع غزة، وغيرها من الأكاذيب المتواصلة التي تجمِّلها أمريكا عبر وزير خارجيتها الذي لم تنقطع زياراته للمنطقة منذ أكثر من سبعة أشهر بحجة قدرته على وقف الحرب في غزة، وبقدرة بلاده على حل الدولتين، متجاهلًا - إن لم يكن متغافلًا ومتعاميًا- عن أنه هو وقيادات بلاده مَن يشجع إسرائيل على مواصلة عدوانها، وصولًا إلى موافقة أمريكا الضمنية على اجتياح إسرائيل لرفح ولكن بالشروط الأمريكية!! وللأسف فإن شعوب العالم الحر وشبابه من الطلبة المثقفين في الكثير من بلدان العالم لا يرون غير الجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد شعب فلسطين الأعزل، بل يرون الكذبَ والأباطيلَ والمرويات الكاذبة التي تضرب في عمق وحقائق التاريخ، وفي عمق الأديان والإنسانية، ولِمَ لا تفعل إسرائيل ذلك وتنتهك القيمَ والأعرافَ الدوليةَ ما دامت أمريكا تدعم وتُجمِّل كل تلك الأكاذيب، ولا تتخذ أو توافق على إصدار ولو قرارا واحدًا ضد جرائم وفظائع إسرائيل، أو تعترف يومًا بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، رغم أن أمريكا التي لا تزال تدعم إسرائيل وتجمِّل أكاذيبها تصدِّر نفسها للعالم بأنها الراعي الأول للسلام، وحامي حمى الديمقراطية؟!!

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

كمال الزين: الجنجويد قتلوا أبي

حينما نزح أهلي شمالاً بطريقهم إلى مصر المؤمنة ، عدة أشهر من المعاناة بالطريق إلى عطبرة ثم مصر ، وصلوا أخيراً ، لكن والدي سقط منهم بأم الطيور …
سقط كما يسقط شيئاً من قافلة الملح في صحراء العتمور ، تركوا خلفهم قبره و مضوا ليحافظوا على ما تبقى من أبي …
( أمي ) .
زهدت بالحياة …
لم تعد تعني لي شيئاً …
خسرت الكثير بسبب هذه الحرب …
خسرت منزلي و سياراتي و كل مغتنياتي …
خسرت تعاطفي مع غمار الناس …
خسرت إحساسي بوطني و بمكارم أهليه …
بيني و بين الجنجويد ثأرٌ شخصي …
ليس لأنهم نهبوا بيتنا و شردوا أهلنا و سرقوا كل ما عملنا من أجله …
بيني و بينهم ثأر ٌ شخصي …
لأنهم حرفياً …
قتلوا أبي …
زهدت بالحياة …
لأن أبي كان كل شيء بالنسبة لي …
لم أعد أحفل بصراعات الساسة ، يمينهم و يسارهم …
لم أعد أأبه لمن سيحكم و من سيُحكم و من سيجلس على عرش مملكة الجماجم و النار و الدم …
فقط أنتظر أن أرى نهاية الجنجويد و مقاتل قادتهم …
هذا الجيش الذي يحارب الجنجويد ، لم يعد يهمني إن قاده البرهان أو كرتي أو الخطيب …
فهو جيش يقاتل عني و عن ثأري و عن ثأر كل من سقطوا بطرق النزوح من آباء و أمهات كانوا مسالمون هانئون غاية حياتهم أن ينعموا بالسكينة في كبرهم …
لم ينازعوا أحداً سلطانه …
و لم يقتلوا نملة بمفازة و لم يقطعوا شجرة بمرعى …
هذا الصراع لم يعد بالنسبة لي صراعاً سياسياً …
لم يعد حتى صراعاً جهوياً ولا قبلياً …
هو بالنسبة لي حرباً تدور بين قتلة أبي و أعداءهم أنى كانوا كنت معهم …
لست محايداً في دم أبي …
و لست متسامحاً فيه …
فمن أخذ منا أبي …
أخذ حياتنا …
أخذ منا حتى الرغبة في المضي قدماً في ما يمكن أن يسميه غيرنا مستقبلاً …
أستطيع أن أقول و بكل صدق :
أنني زهدت كل شي ء
عدا توقي لرؤية الجنجويد و مناصريهم بالمشانق و القبور …
و لن تقبل روحي التي صدأت سوى ذلك …
أو أن يعيدوا لنا أبي حياً …
أنتظر موتهم بشغف …
أنتظر هزيمتهم بحقد لم أعهده في نفسي من قبل …
فكل هذا التراب الذي يقتتلون حوله و كل هذه المكتسبات و الثروات التي أسالوا دماءنا لأجلها لا تسوى إبتسامة أبي المطمئنة في مخدعه الوادع قبالة معهد أم درمان العلمي بضاحية العرضة المستباحة من عرب الشتات و مناصريهم من كل حدب و كل صوب …
لقد قتل الجنجويد بأنفسنا كل معنى تربينا عليه و كل حلم وطني نمنا و بأجفاننا وعد إنتظاره …
فقد قتلوا أبي …
زهدت بالحياة و لا زلت أنتظر مصارع التتار و لن يزعجني رؤية الكلاب و هي تأكل جيفهم …..
لست محايداً في ذلك …
و لست موارباً حقدي …
بعدها لن أحفل بالموت و لن أحرص على البقاء و لن أقلق على مستقبل هذا الوطن الذي صار مملكة الجماجم و البغضاء و الأرواح الرخيصة و الأعراض المستباحة و الدماء التي تسيل شلالات في سبيل سلطة لا تدوم و ثروة تصب بدول الجوار و جاه مبتذل يلتحف به كل قاتل و سفاح لبس رداء السياسي …
زهدت في متابعة أخبار الحرب …
أجلس بغرفتي المظلمة أنتظر نبأ مقاتل الجنجويد و تذوقهم لما أذاقونا من ويلات سبقها وعيد …
زهدت …

كمال الزين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لماذا يزيد معدل الأطفال الذين لديهم إصابة بالتوحد في أمريكا؟
  • أحمد موسى: المعركة الحالية هي حرب تجارية بامتياز بين الصين وأمريكا
  • رئيس برلمان أمريكا الوسطى يشيد بالتنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية في لقاء مع الطالبي العلمي
  • أمريكا تخطر إسرائيل بموعد انسحابها من سوريا
  • الأمين العام للأمم المتحدة: “إسرائيل” تحرم المدنيين في غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة
  • أمريكا توافق على إرسال شحنة ضخمة من الأسلحة إلى إسرائيل
  • كمال الزين: الجنجويد قتلوا أبي
  • حرب التعريفات الجمركية بين الصين وأمريكا.. إلى أين؟
  • الأمم المتحدة تكذب "رواية الصناديق".. كيف انتشرت في السودان؟
  • مجلة أمريكية متخصصة بالحرب تنشر أسماء وصور قيادات الحوثيين الذين قتلوا بالغارات الأمريكية الأخيرة (ترجمة خاصة)