الأسبوع:
2025-02-26@21:05:03 GMT

وقف انتصارات السودان وصرف الأنظار عن غزة

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

وقف انتصارات السودان وصرف الأنظار عن غزة

في تحرك مشبوه عاد التحالف الأمريكي- الأوربي إلى الاهتمام بالسودان مدعيًا حرصه على شعب السودان، وخوفه من اندلاع حرب مدمرة في مدينة الفاشر بين الجيش، والدعم السريع، وسبق هذا التحرك المشبوه صدور تقارير عن المجاعة، وعقد مؤتمرات كان أبرزها مؤتمر وباريس.

(مؤتمر باريس)

وتدشينًا لكل هذه التحركات عقدت الدول الأوربية منتصف أبريل الماضي مؤتمرًا للمانحين في باريس، وجاء المؤتمر متوافقًا مع تحركات قوات الدعم السريع لاحتلال مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي آخر الولايات الخمس التي تقع بيد الجيش حيث يسيطر الدعم على أربعة من الولايات الخمسة لدارفور، وباحتلالها يمكن للدعم أن يعلن انفصال دارفور عن البلاد، أو يشكل حكومة من داخلها، وهو ما يعني تقسيمًا فعليًّا للبلاد، وهذا ما تحدثت عنه أوساط سياسية وإعلامية حيث أكدت أن هناك اتجاهًا لتطبيق النموذج الليبي بإعلان حكومتين وجيشين في البلاد، ومما يدفع في هذا الاتجاه أن إقليم دارفور محاط بدولتي تشاد وأفريقيا الوسطى اللتين ترتبطان مع الدعم السريع بعلاقات قوية، ويتخوف قادة الجيش السوداني من استغلال قوافل الإغاثة في إمداد قوات الدعم بالأسلحة عبر الدخول من حدود تلك الدولتين، وكان الجيش السوداني قد اكتشف استغلال دول إقليمية، وأوروبية لقوافل الإغاثة، وشحنها بالأسلحة للدعم السريع بدلاً من الأدوية والأغذية لمتضرر الحرب، وربما يأتي إعلان الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة عزم الجيش إغلاق الحدود مع دولتي تشاد وأفريقيا الوسطى ترجمة لهذا التخوف الذي بات معلومًا لكل متابع للشأن السوداني، ويمكن الإشارة لهذا المؤتمر الذي يعكس وجهة النظر الأمريكية- الأوروبية في النقاط التالية:

1- حاولت باريس استخدام وتوظيف المؤتمر في تحقيق أهدافها السياسية عبر تحويل مساره من مؤتمر لجمع التبرعات، وحشد مواد الإغاثة إلى مؤتمر يناقش وقف إطلاق النار، ومناقشة الفترة الانتقالية، وكيفية الوصول إلى حكومة مدنية وهذا ما أكده وشدد عليه وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، وهو ما يكشف النوايا الحقيقية للتحالف الأمريكي- الأوروبي من وراء عقد هذا المؤتمر.

2- أكد سلطان قبيلة المساليت سعد عبد الرحمن، أن دعوته للمؤتمر كانت بقصد تشريع فصل دارفور عن البلاد حيث كان الخطاب السائد في المؤتمر ينصب على دارفور وكأنها دولة مستقلة عن البلاد.

(وقف انتصارات الجيش السوداني)

وهنا يمكن تلخيص أهداف التحالف الأمريكي في الآتي:

1-صرف الأنظار عما يحدث من عمليات الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.

2 - محاصرة انتصارات الجيش السوداني، ومحاولة تقديم إعانات عسكرية لقوات الدعم السريع من خلال استغلال قوافل الإغاثة.

3- الدفع في اتجاه فصل دارفور وهي ثلث البلاد عن السودان خاصة بعدما تأكدت تلك الدول أن الجيش السوداني في طريقه لتحقيق نصر مؤكد على قوات الدعم السريع.

4- القيام بخطوات استباقية توقف التدخل الروسي في السودان خاصة بعد إعلان روسيا أن البرهان ومجلس السيادة هما الممثل الشرعي للسودان.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجیش السودانی الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

حكومة الدعم السريع: منظمة إغاثة أم سودان جديد (2-2)

ملخص
لم تترك الصفوة السودانية جنباً من خطاب الفريق الركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، في الـ17 من فبراير الجاري، "يرقد عليه" كما نقول عمن تكاثر عليه الطعان. لكنهم أضربوا عن الفقرة التي تحدث فيها عن الحاجة إلى البحث العلمي لمعرفة مشاكل السودان، البحث الذي هو الذي هو اختصاصهم دون غيرهم، إضراباً.
نعرض في الجزء الثاني من المقال لبيان المؤتمر الوطني الذي صدر في أعقاب كلمة الفريق ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، في 17 فبراير الماضي ولمشروع الحكومة الأخرى في مناطق سيطرة الدعم السريع كحالتين دالتين على عقم الصفوة المدنية عن انتاج السياسة كما عرفناها هنا.
صدر في أعقاب بيان البرهان من جهة أخرى بيان من المؤتمر الوطني هو ممارسة سياسية عادية خلا هو أيضاً من عادة إنتاج المعرفة. فبدا مهجوساً بأمرين. أما الأمر الأول فهو تأكيد موقفه من أن تقرير مصير الشعب استحقاق للشعب "وأنه لا صلاحية لحزب واحد، أو حتى كل الأحزاب، أو أي جهة أخرى أن تقرر لوحدها في أمره"، وهذا بمثابة لفت نظر للبرهان الذي قسى على المؤتمر الوطني في خطابه لحفاوته بوثيقة "المشروع الوطني" وتمييزها كالأصل الذي سيغتني بآراء الآخرين. أما الهاجس الثاني فهو شبح الاستثناء من العملية السياسية الذي طارده طويلاً.
وبدا من بيان المؤتمر الوطني أنه يقدم رجلاً ويؤخر أخرى من دون التصالح مع حقيقة أنه ممن خلعته ثورة، أو بأي اسم كما قال البيان، عن حكم دام لثلاثة عقود طوال. فقال المؤتمر في البيان أنه قرر فتح الحوار بصورة موسعة حول خريطة طريق للوطن "داخل حزبنا ومع كل الأحزاب والرأي العام السوداني"، بل إنهم "أنجزوا مراجعات مهمة وعميقة لتجربتنا في الحكم وقفنا فيها على إيجابياتها وسلبياتها بكل موضوعية وشجاعة وجرأة وجارٍ الآن تحريرها وسيتم تداولها مع كل عضويتنا ونشارك الآخرين والرأي العام" طلباً ليهديهم الناس عيوبهم. ولكن ما عتم أن بان تمنع المؤتمر الوطني على هذا النقد الذاتي. فذكروا "حوار الوثبة" مع طوائف من القوى السياسية (2015) كسابقة ذكية لهم في إدارة الحوارات مع الآخر بشرف. وربما لم يجد الإسلاميون كثيراً من بين السودانيين من يشاركهم رأيهم الحسن في ذلك الحوار، وخلافاً لذلك سيجدون إجماعاً ربما على أنه كان الطريق القصير للخدعة السياسية.
من جهة أخرى وجد الإسلاميون في فشل الحكومة الانتقالية التي جاءت بعد الإطاحة بهم عاذرة لهم من أخذ أنفسهم بالشدة في طريق النفس اللوامة، وهي حال غراء من إنتاج المعرفة. فما طرأ لهم وجوب نقد أنفسهم ذاتياً حتى وجدوا في تهافت الحكومة الانتقالية ذريعة للقول إنهم كانوا الأفضل بالمقارنة. فقالوا إنهم قبلوا بعد إزاحتهم عن الحكم بعد الثورة بالقيام بدور "المعارضة المساندة"، ولكن كانت الانتقالية اختطافاً كاملاً للوطن بواسطة الأجانب وتشاكس بين أطرافها على "كيكة السلطة". وعمدت إلى "فرض قوانين وتشريعات ودستور ومناهج تعليم ومنظومة قيم اجتماعية وثقافية دخيلة على موروثنا". وجرؤت على تفكيك مؤسسات الدولة السودانية الدفاعية والأمنية والعدلية والخدمية تحت دعاوى تفكيك التمكين"، ولما حاق بها الفشل من كل جهة لجأت إلى الاتفاق الإطاري وهددت إما بالقبول به أو الحرب.
فإذا كان هذا ديدن الإسلاميين حيال ارتكابهم الحكم في غير ما موعد ولا شرعية فسيطول بهم الزمن من دون أخذ فشل تجربتهم في الحكم باستقلال عن فشل الحكومة الانتقالية. ففشل الأخيرة لا نفاد له. وهذه ممارسة للسياسة كما قال فوزي بشرى لا إنتاجاً للسياسة يجدد بها الإسلاميون الدم في عروقهم وعروق الوطن معاً.
أما حال صفوة الفكر التي تقاطرت على نيروبي خلال الأسبوع الماضي لتكوين حكومة في المناطق الواقعة تحت السيطرة فهي من عادة السياسة عندنا منذ عقود. وهي العادة التي يعرض المثقف، سود الصحائف، خدماته لمسلح، بيض الصفائح، بلا قيد أو شرط. وعرضهم هذه المرة "مبالغة" كما يقول السودانيون لأنهم يأتون بحكومة لحركة كـ"الدعم السريع" هي نقيض الحكومة كما رأينا منها لعامين خلال الحرب.
فتجد رموز هذه الحكومة الموعودة يلجون حول طبيعة علاقتهم مع "الدعم السريع". فلا يفهم المرء من وزير العدل في الحكومة الانتقالية الدكتور نصر الدين عبدالباري إن كانت جماعة نيروبي بصدد تكوين حكومة تمثل قوى عسكرية تخوض حرباً ضروساً أو إنها منظمة إغاثة ملحقة بهذه القوة. فقال عبدالباري إن الفكرة من وراء تكوين الحكومة ليست خوض الحرب التي لا يملكون عدتها. فعلاقتهم مع "الدعم السريع"، في قوله، مبنية على "التعاون من منطلق المسؤولية الأخلاقية والوطنية من أجل توفير الخدمات للمواطنين (في مناطق سيطرة "الدعم السريع") وتمثيل مصالحهم وتنظيم شؤونهم في كل جهد لإيقاف الحرب". وزاد بقوله إنه غير مشغول بسؤال شرعية حكومتهم المقبلة لأن صون كرامة الإنسان فوق الاعتبارات السياسية.
لكن للدكتور النور حمد، مؤلف كتاب "العقل الرعوي"، خطة للحكومة المرتقبة أكثر طموحاً. فالحكومة عنده هي إرادة ما بقي من القوى المدنية التي انهارت دعائمها والتي لا تزال تحمل لواء ثورة ديسمبر عام 2018. فهي ليست حكومة "الدعم السريع" وكل ما حدث أنها قامت في أرض تحتلها "الدعم السريع" التي هي القوة الوحيدة التي وقفت بوجه الفلول، الإسلاميين، لتقتلع أراضي السودان منهم. فالحكومة المنتظرة طرف في حلف عسكري مدني لاستعادة السودان من الفلول لا بالهتاف ومن منصات المهاجر.
وصدر النور في هذا عن سوء الظن في القوى المدنية الممثلة في تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية "تقدم". فتغير المسرح، في قول النور، فلا مجال للحديث عن سلمية الثورة بل لا بد من شق طريق آخر يخرج فيه المدني الذي بلا شوكة ليتحد مع قوة عسكرية كما يفعل الجيش والفلول بينما تضرب الفرقة الجماعات المضادة لهم. وانتهى في توصيف علاقتهم مع "الدعم السريع" بمقاربة مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق في أوائل الثمانينيات. وهي مقاربة توثق عراهم مع ذلك بـ"الدعم السريع" بغير ما أراد النور ربما. فلم تكُن الحركة الشعبية شئياً آخر غير الجيش الشعبي إلا من ناحية الوظائف تحت قيادة سياسية واحدة، بل تحت العقيد قرنق أبداً.
ولا يتفاءل المرء بأن يكون للحكومة المرتقبة للصفوة تأثير حسن في "الدعم السريع" من جهة التزام قانون الحرب الإنساني. فالنور يعترف بارتكاب "الدعم السريع" لتجاوزات في حربه ضد القوات المسلحة وهي عنده موجبة للمساءلة. وبينما يصعب الدفاع، في قوله، عن "الدعم السريع" إلا أن من صحت مؤاخذته حقاً فالقوات المسلحة التي أشعلت الحرب. فالأولى تحميل وزر التعديات لمن أشعل الحرب بدلاً من التمسك بتفاصيل التعديات التي لا سيطرة لمرتكبها عليها. فالحرب تخلق أوضاعاً ينهار فيها القانون وتلغي دولة و"من غلب سلب". وبدا النور كمن يقول "لا تحلموا بعالم سعيد". فالحرب على علاتها محكومة بأعراف لا يبدو أن حكومة "الدعم السريع" تهيأت للالتزام بها في دولتها.
لطلاق الفكر عن السياسة تاريخ طويل ينظر في ظرف آخر. ولكن دعوة البرهان إلى "احتواء الأزمة بالبحث" في عبارة سديدة للدكتور آدم الزين لافتة بوجهين، صدورها أولاً من عسكري في خضم حرب ضروس وتجاهل الصفوة لها كأنها لا تعنيهم.

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • تداوله مؤيدو الجيش السوداني والدعم السريع.. ما حقيقة فيديو الحركة الشعبية بجبال النوبة؟
  • زمزم مخيم للنازحين بدارفور يموت فيه طفل كل ساعتين
  • مدفعية الجيش السوداني تقصف مواقع لميليشيات الدعم السريع بمدينة الخرطوم
  • مدفعية الجيش السوداني تقصف مواقعا لميليشيا الدعم السريع بمدينة الخرطوم
  • ضربة أخرى لقوات حميدتي.. الجيش السوداني يكسر حصار الدعم السريع لمدينة الأبيض الاستراتيجية
  • الجيش السوداني يحقق تقدماً كبيراً في الخرطوم ويقترب من وسطها .. الدعم السريع تعلن إسقاط طائرة حربية وإحراقها وطاقمها داخل نيالا
  • انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني
  • حكومة الدعم السريع: منظمة إغاثة أم سودان جديد (2-2)
  • السودان- معركة الهوية بين أهل الأرض وورثة السلطة
  • الجيش السوداني يحقق مكاسب ميدانية جديدة أمام الدعم السريع