ليست إلَّا هفوة.. ولكل عالمٍ هفوة.. !!
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
لا يَكبُ الناس في النار على وجوهِهم إلَّا حصائد ألسنتهم.
وقيل:
جِراحُ السِّنانِ لها التئامٌ.. ولا يلتئِمُ ما جَرَحَ اللِّسان ُ
كيف ننادي بالرُّقي في التعامل والسُّموِ بالأخلاق وبعضُنا ينهَشُ لحمَ بعض دون رأفةٍ أو شفقة.. ؟
ما حدث منذ أيامٍ من تناول البعض شخص الدكتور "حسام موافي" بالنقد اللاذع، واللَّمز والتشكيك في مبادئه والإقلال من وقاره لهوَ أمرٌ محزنٌ بل داعٍ للأسى لِما وصلَ إليه الحال في مجتمعنا.
فهل سأل المتطاول نفسهُ ما وزنه وقيمته هو في مقابلة وزن وقيمة عالم؟
"د.موافي" اسمه، وسيرته يكفياه الدفاع عن نفسه فليس بحاجة إلى دفاعي، أو دفاع غيري عنه، ولكني أوجه للمتطاولين بعض الأسئلة:
ماذا جَنيتم بتطاولِكم على الرجل بسبب ما يمكن اعتباره- على أكثر تقدير- هفوة بمعايير من لم يعتادوا إظهار المَودةِ، واللينِ للآخرين بصفةٍ عامة، ولمحبيهم بصفةٍ خاصة. وشاء الله القدير ألاّ تكون هفوةَ هذا العالم في مجال عمله كطبيب، ولم تَضُر حياة إنسان، وهو موسوعة طبية، وأستاذ جامعي تتلمذَ على يديهِ الآلاف مِمّن يمارسون أسمى مهنة إنسانية.. فمن أنت؟
أمّا التَشدُق، وترديد الببغاوات بالغيرةِ على العِلمِ، وهيبةِ العلماء فأقول ذلك يتم بالتَعَلُّم والنبوغ لا بنقد سلوك العلماء.
ليت كل إنسان ينشغل بعيوبه، ويحاول إصلاحها، ويضَع نفسَه في موضعِ غيره، ليدرِكُ ما يسببهُ من ألمٍ وإيذاءٍ لغيره.
صدق من قال إن مِصر بلد العجائب والمتناقضات. وعجبًا لأناسٍ يتركون الأصول، ويتعلقون بالفروع.
هل قَبَّل "د.حسام" يد ضيفه الذي حَضَر لتهنئتهِ وهو واقف أمامهُ في ذِلةٍ وانكسارٍ سائلاً إيَّاهُ عَطيةً أو مساعدةً؟ أم أنه أراد أن يُعبِّر عن شكرهِ وامتنانهِ لضيفه على كلمتهِ التي ألقاها يمدح فيها خلقه، وعلمه وسيرته المُشَرِّفة لمصر في أرجاء الدول العربية فتناول يدَ الضيف الذي يجلس بجواره كتفًا بكتف مثلما يتناول يد حبيبٍ، أو قريب، أو طفلٍ ليقبلها حبًّا وعطفًا؟
لماذا تخرس ألسنة المتطاولين على الرجل حين نُذكِّرهُم بمَن يُقبِّل يد زوجة صديقه عند تبادل الزيارات العائلية. ويحدث الآن في المهرجانات الفنية ما هو أبعد من تقبيل الأيدي، ويعتبرونه مظهرًا للتحضُّرِ والمَدَنية. وكم من أفعال ارتكبتها شخصيات سياسية وفنية، ورياضية مُخلَّة بالشرف يَعِفُ اللسان عن ذكرها، ومع ذلك اعتبروها حرية شخصية ومرتكبوها الآن يمارسون حياتهم بكل جرأة وتبجح. فأي جريمة ارتكبها "د.موافي"؟
أُحذِّرُ البعض مِن أن يكون معولاً في يدِ مَن يريدون هَدم رموز مصر ليفقد شبابها القدوة، وتنهار أمامهم القِيَم والمثلُ العُليا فينهار المجتمع.
رفقًا بأبٍ أفسدتم عليه فرحته بعُرسِ ابنتهُ. أليس في قلوبكم رحمة؟
هنيئًا بحسناتك يا دكتور "حسام" من سوء ما يتلسَّن بهِ، ويتقيأه الحمقى والحاقدين.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
ماريا الهطالي: مواجهة التحديات المعاصرة ليست خيارًا بل واجب وطني وديني
أكدت الدكتورة ماريا الهطالي، الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء، على أهمية دور الفتوى في تحقيق الأمن الفكري في المجتمعات، مشيرةً إلى التحديات المعاصرة التي تتطلب وعيًا إفتائيًّا رفيعًا.
بدأت الدكتورة ماريا الهطالي كلمتها بتعبيرها عن سرورها للمشاركة في هذا الحدث المهم، حيث قالت: «إنَّه لمن دواعي السرور والغبطة أن نلتقي بكم في هذا الصرح الإسلامي العريق: أزهر المجد، ونور الفكر، وبهاء العلم، وضياء الحكمة، ومصنع العلماء؛ حيث أتيت إليكم وأنا أحمل لكم أجمل التحايا وأرقَّ العبارات وأزكاها من بلدكم الثاني، دولة الإمارات العربية المتحدة». وأعربت عن شكرها للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم على جهودها في تنظيم هذه الندوة تحت الرعاية الكريمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، متمنيةً لمصر دوام الأمان والاستقرار والتقدم.
وفي سياق حديثها عن موضوع «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري»، أكدت الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن هذا العصر يشهد تحديات كبرى تتطلب منا جميعًا التصدي لها. حيث قالت: «إنَّ الحديث عن "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري" والذي أحسنت الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم اختياره - زمانًا ومكانًا وموضوعًا وتنظيمًا - ليس من نافلة القول؛ فإنَّنا هذا العصر الذي نعيش فيه نتعرض لتحديات كبرى راهنة ومستقبلية».
وأشارت إلى أن الأجيال الحالية تواجه مخاطر متعددة، على رأسها تأثير العوالم المفتوحة ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي أدت إلى ظهور ظواهر، مثل: "الإفتاء الافتراضي" و"السيولة الإفتائية" و"الصراع الإفتائي".
وأضافت الدكتورة ماريا الهطالي: "كادت الفتوى الشرعية مع وجود هذه الظواهر أن تفقد هويتها الوطنية، وصميم تقاليدها وواقعها الحقيقي، ووسطها الثقافي والاجتماعي، وتصبح أداةً ومعولًا لتهديم الأوطان والقيم والأخلاق؛ بعد أن كانت أداةً رئيسةً في البناء وتحقيق الأمن الفكري والعدل والاستقرار والسعادة في المجتمعات." وشددت على ضرورة بناء "الوعي الإفتائي" كضرورة ملحة، قائلة: "إنَّ بناء "الوعي الإفتائي" وقيام الفتوى بدَورها في تحقيق الأمن الفكري ضرورة هذا العصر."
وأوضحت الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن عصر التقنية والذكاء الاصطناعي يتطلَّب منا فهم طبيعة التساؤلات التي تطرحها الأجيال الجديدة، وعدم الاكتفاء بالتحليل السطحي لهذه التحديات. وأكدت أن مواجهة هذه التحديات ليست خيارًا بل واجب وطني وديني. وأشارت إلى أهمية تقديم إجابات شافية لهذه التساؤلات، وإلا فإن الفراغ الفكري سيتيح للجماعات المتطرفة استغلال هذه الحاجة لنشر أفكارها السامة. وقالت: "لا أجد للتعبير عن خطورة هذه الآفة أبلغ من الحكمة التي سمعتها من الوالد صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي: "إنَّ البطون إذا جاعت أكلت الجيف، كذلك العقول إذا جاعت أكلت عفونة الأفكار.""
وفي إطار الحديث عن الأمن الفكري، أكدت الدكتورة الهطالي أن هذا الأمن يقوم على خمس دعائم أساسية: العدالة، التعليم، الإعلام، الانتماء للوطن، ووعي المجتمع وقيمه الأخلاقية، حيث تعد الفتوى جزءًا أساسيًّا في تشكيل هذا الوعي. وقالت: "لا شكَّ أنَّ الفتوى الشرعية هي جزءٌ رئيسيٌّ في تشكيل الوعي المجتمعي وصيانة قيمه وحماية أخلاقه، وضمان استقراره ورخائه."
واستعرضت تجربة دولة الإمارات الشقيقة في مجال الفتوى، مشيرة إلى دَور مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، برئاسة معالي الشيخ عبد الله بن بيه، في مواجهة التحديات. حيث أوضحت: "عندما قامت جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة بتهديد النسيج المجتمعي في عالمنا العربي والإسلامي، لم يتأخر المجلس في إصدار فتوى شرعية بتجريم هذه الجماعة واعتبارها منظمةً إرهابية." كما أكدت على أهمية الفتوى في تعزيز التعايش بين أبناء الوطن من خلال إجازة تهنئة غير المسلمين في أعيادهم، وتقديم إجابات علمية حول الأسئلة الناشئة بسبب جائحة كورونا.
وفي ختام كلمتها، دعت الدكتورة ماريا الهطالي الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الحضور إلى التعاون من أجل وضع خطة شاملة للتصدي لتحديات الأمن الفكري، معبرةً عن أملها في الوصول إلى نتائج ملموسة من خلال الندوة. وقالت: "إنني لأرجو أن نتوصل من خلال هذه الندوة إلى نتائج ملموسة، وذلك من خلال حصر التحديات التي تهدد أمننا الفكري، ووضع خطة تعاونية نتشارك من خلالها في تقديم حلول واقعية".
وأعربت عن شكرها للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، ولدار الإفتاء المصرية، وللجهود المبذولة في تنظيم هذه الندوة.