طالب الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي في مقال له نشره في صحيفة هآرتس اليوم الأحد 5 مايو 2024 ، باعتقال قادة إسرائيل بسبب جرائم الحرب التي ترتكب في قطاع غزة .

وأعرب ليفي عن أمله في أن يمثل القادة الإسرائيليون أمام المحكمة الجنائية الدولية على جرائم القتل والدمار في قطاع غزة الذي أوقع بلدهم في "مأزق كبير".

ووصف ما يحدث في غزة بأنه "أسوأ كارثة" تتعرض لها إسرائيل في تاريخها على الإطلاق، قائلا إن على كل "وطني إسرائيلي" وكل من يهتم بمصلحة الدولة أن يتمنى محاكمة قادته، معتبرا أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستتغير بها المعايير الأخلاقية لإسرائيل.

وقال :" إن على الإسرائيليين أن يوجهوا الأسئلة التالية إلى أنفسهم: هل ترتكب بلادهم جرائم حرب في غزة؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف يجب إيقافهم؟ كيف ينبغي معاقبة الجناة؟ من يستطيع معاقبتهم؟ هل من المعقول أن تمر الجرائم دون ملاحقة قضائية، وأن تتم تبرئة المجرمين؟

وأردف قائلا إنه يمكن للمرء بالطبع أن يجيب بالنفي على السؤال الأول، زاعما أن إسرائيل لا ترتكب أي جرائم حرب في غزة، وبالتالي تصبح بقية الأسئلة لا لزوم لها.


بيد أنه يعلّق مستدركا، فيقول كيف يمكن للمرء أن يجيب بالنفي في مواجهة الحقائق والوضع في غزة: حوالي 35 ألف شخص قتلوا و10 آلاف آخرين في عداد المفقودين، حوالي ثلثيهم من المدنيين الأبرياء، وفقا لبيانات الجيش الإسرائيلي نفسه.

ومن بين القتلى نحو 13 ألف طفل، و400 من العاملين في الحقل الطبي وأكثر من 200 صحفي، في حين تعرض 70% من المنازل للدمار أو لحقت بها أضرار، ويعاني 30% من الأطفال من سوء التغذية الحاد، ويموت اثنان من كل 10 آلاف شخص يوميا من الجوع والمرض، وفق كاتب المقال الذي يشير إلى أنه استقى كل هذه الأرقام من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

ويؤكد ليفي أن القتل والتدمير والتجويع والتشريد بهذا الحجم لم يكن ليحدث دون ارتكاب جرائم حرب، مضيفا أن هناك حروبا أسبابها عادلة ووسائلها إجرامية، إلا أن "عدالة الحرب لا تبرر جرائمها"، على حد تعبيره.

وقال إن الدبلوماسية العامة أو -"الهاسبارا" باللغة العبرية- لا تحاول إنكار الواقع، بل تُفسره في سياق معاداة السامية.

ولفت إلى أن إسرائيل لن تحاكم أحدا من مواطنيها على الجرائم المرتكبة في فلسطين المحتلة، حيث لم تفعل ذلك أبدا سواء في الحروب التي خاضتها أو أثناء احتلالها للأراضي. وتابع ساخرا: إنها ستحاكم جنديا سرق بطاقة أحد الفلسطينيين الائتمانية.

بيد أنه يرى أنه ليس من السهل على المرء أن يتمنى أن يُعتقل زعماء بلده وجنودها، والأصعب من ذلك أن يقبل بذلك علنا.

لكنه أكد أنه لا يعتقد أن ثمة طريقة أخرى لمنعهم من ارتكاب ما يرتكبونه، "فلولاهم لما تحولت (إسرائيل) -بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول- من دولة تستدعي التعاطف إلى دولة منبوذة".

وأشار إلى أن كثيرا من الإسرائيليين يتمنون أن يُعاقب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الفساد الذي اتُّهم به، كما عليهم أن يتمنوا أيضا أن يُعاقب هو وأتباعه على جرائم أخطر بكثير، وهي الجرائم التي تُرتكب في قطاع غزة.

وفي نبرة تشي بالإحباط، فإن ليفي يعتقد أن من المستبعد جدا مثول نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بسبب الضغوط الهائلة التي تمارسها الولايات المتحدة وإسرائيل على المحكمة الجنائية الدولية.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: إسرائيل حققت حلمها بنزع أنياب سوريا

أكد الكاتب الصحفي أشرف أبو الهول، أن إسرائيل تحقق الآن حلمها في القضاء على واحدة من أهم دول الطوق العربي، من خلال تدمير الأسلحة السورية ومئات الطائرات وآلاف الدبابات وأكثر من 15 قطعة بحرية، إضافة إلى جميع مقار الوحدات الاستخباراتية والرصد، معتبرا أن هذا الأمر لم يحدث في عامي 1967 و1973، ويعد أكبر عملية تقوم بها إسرائيل منذ عام 1948.

وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي إبراهيم عيسى في برنامج "حديث القاهرة" الذي يُبث عبر شاشة "القاهرة والناس"، أضاف أبو الهول أن إسرائيل قد استولت على الأراضي السورية، بما في ذلك ما تبقى من القنيطرة وجبل الشيخ، مؤكدا أن إسرائيل تتحكم الآن في جميع مناطق الأراضي السورية من الناحية الأمنية، ولديها القدرة على دخول والسيطرة على كامل سوريا في غضون ساعات. 

إبراهيم عيسى: لا يجب التهليل للطغيان الديني السياسي في حكم سوريا إبراهيم عيسى: تجميل الوضع الراهن في سوريا يشبه وضع "المكياج على خنزير"

وأشار إلى أن إسرائيل تسعى للتواصل مع الطوائف المختلفة لتشجيعها على التمرد ضد الثورة في سوريا، مشددًا على أن الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن أن من مصلحة إسرائيل عدم توحد سوريا تحت راية واحدة.

وتابع: "الفصائل السورية المسلحة تعيش حلم الخلافة الإسلامية، ووسائل الإعلام في إسرائيلي تعبر على إندهاشه من رد فعل الحكام الجدد في سوريا على الغارات الإسرائيلية في سوريا، مضيفًا: "السؤال الآن.. ماذا فعلت الفصائل السورية لصالح فلسطين؟، الفصائل لم تتحرك مترا واحدا تجاه إسرائيل بعد سيطرتها على دمشق".

ولفت إلى أن صحيفة التايمز الأمريكية ذكرت أن أسرة الجولاني تعيش في مصر بحي أكتوبر وهو ما يجعل هناك مساحة للانشغال والغم، مشددًا على أن هذا يؤكد أن هناك طابور إخواني خامس سوري موجود في مصر وينضم للإخوان المصري.

وأضاف، أن الإخواني في السجن ليس سجين رأي أو سجين سياسي وهو سجين لأنه ينتمي لجماعة إرهابية، مؤكدا أن هذه التهمة تم ابتذالها، الانتماء لجماعة الإخوان جريمة يعاقب عليها القانون المصري".

وتابع: "بيان الإخوان هو إحياء للخلايا النائمة.. الإخوان ليس له جنسية وهو ينتمي لوطنه وهو جماعة الإخوان، الإخواني وطنه الجماعة، ووجود أسرة الجولاني في مصر يجعلنا نقلق على سلمنا الاجتماعي"، لافتا إلى أن اللاجئ السياسي ملزم به مصر إنسانياً ودستوريًا ودوليًا.

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي: 10 معضلات تكتنف قيام دولة فلسطينية وأسئلة لصناع القرار
  • بسبب جرائم حرب في غزة..مقاضاة جندي إسرائيلي فرنسي في باريس
  • كاتب صحفي: إسرائيل حققت حلمها بنزع أنياب سوريا
  • القصة الكاملة .. مجدي الهواري يكشف أخطر الجرائم التي هزت المجتمع المصري
  • كاتب إسرائيلي: احتلال القنيطرة مسرحية لا تمحو فشل 7 أكتوبر
  • كاتب صحفي يدعو نقابة الصحفيين لحماية الصحفي الإلكتروني
  • جدعون ليفي: إسرائيل تجرع شعبها الخوف مع حليب أمهاتهم
  • «إيكواس» توافق على إنشاء محكمة بشأن جرائم عهد الدكتاتورية في غامبيا
  • “إيكواس” توافق على إنشاء محكمة بشأن جرائم عهد الدكتاتورية في غامبيا
  • 184 شهيداً وجريحاً تضاف إلى جرائم الإبادة الصهيونية ومجازره المتواصلة على غزة