هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت  بشن عمل عسكري واجتياح بري لمدينة رفح في المستقبل القريب جدا إذا تم تقويض محادثات الهدنة في العاصمة المصرية، القاهرة. 

واتهم جالانت حركة المقاومة الفلسطينية حماس بإظهار مؤشرات على أنها غير جادة بشأن التوصل إلى هدنة، وقال إنه إذا كان الأمر كذلك فإن إسرائيل ستشن عمليات عسكرية في رفح وأجزاء أخرى من قطاع غزة "في المستقبل القريب جداً".

".

وجالانت هو عضو في حكومة الحرب المكونة من ثلاثة رجال – والتي تضم أيضًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبيني جانتس، وزير الدفاع السابق ومنافس نتنياهو الوسطي، بالإضافة إلى العديد من المراقبين.

وتأتي تصريحاته في الوقت الذي استأنف فيه المفاوضون محادثات الهدنة في العاصمة المصرية القاهرة للتوسط في وقف الحرب الإسرائيلية على غزة مقابل إطلاق سراح محتمل للأسرى الذين تحتجزهم حماس.

وبشكل منفصل، هناك دلائل متزايدة على أن إسرائيل تستعد لعمليتها البرية المهددة منذ فترة طويلة في رفح، وهو الجزء الوحيد من الأراضي الفلسطينية الذي لم يواجه قتالاً برياً، وحيث لجأ أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى مأوى.

وقد أثارت خطة العملية معارضة شديدة من حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تقول إن ظروف الاكتظاظ يمكن أن تؤدي إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين بالإضافة إلى المزيد من تعطيل عمليات تسليم المساعدات القادمة من مصر.

وتعهد نتنياهو الأسبوع الماضي بأن إسرائيل ستواصل هجومها على مدينة رفح جنوب قطاع غزة حتى لو أدت الجهود المتجددة في محادثات بوساطة دولية مع حماس إلى إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

لماذا غضبت إسرائيل من محادثات إدارة ترامب المباشرة مع حماس؟

استقبلت إسرائيل محادثات واشنطن مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقلق شديد، وهو ما يطرح تساؤلات بشأن أسباب هذا القلق، خاصة في ظل التناغم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأرجع الخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى القلق الإسرائيلي إلى سببين اثنين، الأول كونها محادثات مباشرة وليست عبر وسطاء، مما يعطي حماس شرعية سياسية.

ووفق حديث مصطفى لبرنامج "مسار الأحداث"، فقد تكون هذه المحادثات أيضا مسارا بديلا، إذ لا تريد إسرائيل هدنة طويلة الأمد، وإنما تمديد المرحلة الأولى وإطلاق سراح بعض أسراها والجثث.

وكذلك، تتناقض هذه المباحثات مع التصور السياسي الإسرائيلي بشأن مصير اتفاق غزة، لافتا إلى أن إسرائيل تريد هدنة محددة زمنيا ثم استئناف الحرب أو الدخول إلى المرحلة الثانية بشروطها.

جاء ذلك بعدما كشف موقع أكسيوس الأميركي عن محادثات مباشرة غير مسبوقة بين واشنطن وحماس في قطر لـ"إطلاق سراح الرهائن الأميركيين في غزة، وبحث اتفاق أوسع لإنهاء الحرب، والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد".

ووفق الموقع، فإن المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر شارك في المحادثات التي جرت خلال الأسابيع الأخيرة، لكنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن.

إعلان

ونقلت القناة الـ14 الإسرائيلية عن مصادر أن محادثات إدارة ترامب مع حماس لم تغير موقفها بشأن الحرب.

بدوره، اعتبر نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة تفاوض الإدارة الأميركية مع المقاومة وعلى رأسها حركة حماس أمرا طبيعيا، مؤكدا أن "من يفرض الحقائق على الأرض مؤهل لكي يجبر الطرف الآخر على الحديث معه".

وقال خريشة إن الفلسطينيين يعيشون معركة وجودية "فلا مجال للترف والمناكفات السياسية"، مشيرا إلى أن هناك موقفا فلسطينيا واضحا بأن مستقبل غزة لن يرسم سوى مع الضفة الغربية والقدس.

الخطة العربية

وبشأن الرفض الإسرائيلي والأميركي للخطة العربية، قال الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي إن الخطة العربية التي تقودها مصر والأردن مهمة لتثبيت حقوق الشعب الفلسطينيين ووضع الشرعية الدولية مجددا على الطاولة.

وأوضح مكي أن الخطة العربية تعد مشروعا بديلا لخطة ترامب، مشيرا إلى أن رفض إسرائيل ليس غريبا، في وقت كانت فيه مصر والأردن في حاجة لتضامن عربي لرفض فكرة التهجير.

وأعرب عن قناعته بأن خطة ترامب غير قابلة للتنفيذ، لكنه شدد على أنه لا يمكن القول إن الرئيس الأميركي تراجع عن خطته بشأن غزة أو لا يزال متمسكا بها.

ونبه إلى أن ترامب لا يمكن التنبؤ به "فهو ينظر إلى الخطة من بوابة المصالح الأميركية"، مشيرا إلى أنه "عندما تكون تكاليف الخطة أعلى من المردود يمكن الاستغناء عنها".

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي براين هيوز رأى أن الخطة العربية لإعمار القطاع "تتجاهل واقع كونه مدمرا، ولا تعالج حقيقة مفادها أن غزة غير صالحة للسكن حاليا".

ولا تعالج الخطة العربية -وفق هيوز- حقيقة أنه لا يمكن لسكان غزة العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة، مؤكدا أن الرئيس دونالد ترامب متمسك برؤيته لإعادة بناء "غزة خالية من حماس".

إعلان

غياب الضغط العربي

وحمّل الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات العرب مسؤولية غياب أي ضغط على الرئيس الأميركي، متسائلا عن مدى توفر إرادة سياسية عربية لفرض وقائع معينة تتعلق بمستقبل المنطقة.

ومن بين الخيارات العربية -وفق مكي- استقبال حماس في العواصم العربية نكاية بنتنياهو وردعه في ظل "خطط إسرائيل التوسعية القائمة على القتال داخل أراضي العدو مثل سوريا ولبنان والضفة الغربية وقد تصل إلى الأردن".

وخلص إلى أن نتنياهو يعتبر نفسه منتصرا ويحظى بدعم ترامب بالكامل، و"لن يتراجع إلا عندما تكون هناك تكاليف عالية لما يحدث وإلا سيبقى العرب يدفعون استحقاقات".

أما خريشة، فقد اعتبر الرفض الإسرائيلي والأميركي للخطة العربية "استخفافا"، رغم أن نتائج قمة القاهرة تعد تكرارا للبيانات العربية والإسلامية السابقة.

وطالب نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني العرب بالتلويح بوقف التطبيع مع إسرائيل، واستخدام وسائل القوة خاصة الاقتصادية ومقاطعة الإسرائيليين وفرض عقوبات على تل أبيب.

وإسرائيليا، وصفت وزارة الخارجية -في بيان- الخطة العربية بأنها "مغرقة في وجهات نظر عفا عليها الزمن" ورفضت الاعتماد على السلطة الفلسطينية وبقاء حماس في السلطة.

من جانبه، أرجع الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى الرفض الإسرائيلي للخطة العربية إلى 3 أسباب وهي:

إسرائيل تنظر لنفسها بأنها دولة مؤثرة في الشرق الأوسط، ولا تقبل بخطة عربية تناقش مستقبل غزة بمنأى عنها. الخطة لم تتطرق إلى نزع سلاح المقاومة. إسرائيل لا تريد عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، وترفض إعادة الوحدة السياسية بين القطاع والضفة الغربية.

وخلص إلى أن نتنياهو يرى نفسه منتصرا، في ظل قناعته بأن "أي توجه توسعي إسرائيلي لا يواجه بمعارضة داخلية طالما لا تُدفع أثمان مقابل ذلك".

إعلان

مقالات مشابهة

  • حماس: تهديدات ترامب “تشجع” إسرائيل على عدم تنفيذ بنود اتفاق الهدنة
  •  حماس: تهديدات ترامب “تشجع” إسرائيل على عدم تنفيذ بنود اتفاق الهدنة
  • وزير الخارجية الأمريكي يهدد حماس: ترامب فقد صبره ولا تستهينوا بتحذيراته
  • لماذا غضبت إسرائيل من محادثات إدارة ترامب المباشرة مع حماس؟
  • مفكر سياسى: الولايات المتحدة أعلنت عن محادثات جارية مع حركة حماس
  • واشنطن تؤكد إجراء محادثات مباشرة مع حماس بالتشاور مع إسرائيل
  • نتنياهو يهدد باستئناف الحرب في غزة ومواصلة تدمير قوة حماس
  • نتنياهو يهدد باستئناف الحرب في غزة ومواصلة تدمير قوة حركة حماس
  • هدنة غزة بين التمديد والانهيار.. هل يناور نتنياهو لاستئناف القتال؟
  • عاجل. نتنياهو يهدد حماس بـ "تبعات لا يمكن احتمالها" إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن