نظمت أناسي للإعلام، بمشاركة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، ومركز أبوظبي للغة العربية، جلسة حوارية للسفارة الثقافية بعنوان “دليلك للمغامرة الثقافية .. إضاءات على أول سفارة ثقافية للدولة” وذلك في إطار فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب .

شارك في الجلسة سعادة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية والدكتور أحمدو حبيبي الخبير في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، والدكتورة هنادا طه مديرة مركز زاي لبحوث تعليم اللغة العربية جامعة زايد، وغيثة الرابولي ضابط اتصال المملكة المغربية في برنامج المرشد الثقافي العربي، وأدارتها الإعلامية ذكرى والي المستشارة الثقافية لأناسي للإعلام.

وتم في البداية توجيه الشكر لمركز أبوظبي للغة العربية ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب على استضافة بودكاست مروة في موسمه الثاني خلال فعاليات المعرض وعلى المشاركة في تنظيم الجلسة الحوارية، وإلى قناة النيل الثقافية والمخرجة فاتن عبدالعزيز على الفيديو الذي عرض قبل بداية الجلسة وتناول رحلة مسيرة وإنجازات السفارة الثقافية.
وقال سعادة علي بن تميم، في كلمته : منذ أن أرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة، نهج الدبلوماسية الثقافية، والقوة الناعمة للدولة من خلال حزمة من المبادرات والاستراتيجيات التي رسّخت من هذا المفهوم وجعلت أحد أهم المبادئ التي تمضي الدولة ومؤسساتها في تطبيقها، لتضمن بذلك تدشين جسور للحوار المشترك مع مختلف الثقافات والشعوب حول العالم.
وأضاف : في هذا الإطار تم تأسيس السفارة الثقافية لتكون ممثلا لهذا التوجّه، ورافعة ضامنة لتطبيقه في مختلف المحافل التي تتواجد بها وتمثّل الدولة من خلالها، ومما لا شكّ أن تأسيس السفارة جاء نتاج رؤية القيادة الحكيمة التي تأتي في مقدمتها إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عن تشكيل مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات في العالم 2017، بهدف ترسيخ مكانة الدولة إقليميا وعالميا وزيادة معرفة شعوب العالم بها وتعزيز تقارب الشعوب.
ومضى قائلا : مضت السفارة في تبنّي مفهوم الدبلوماسية الثقافية التي أصبحت جزءا من العمل الدبلوماسي لسفارات الدولة في الخارج، وجزءا لا يتجزأ من مهام السفارة اليومية، وقد حققت السفارة الكثير من النجاحات وساهمت في التعريف بجهود الدولة في مختلف المحافل، وساهمت في تعزيز العلاقات التي تربط بلادنا مع عديد الدول الصديقة والشقيقة، وهذا يحسب لطموح، وتطلعات القائمين عليها، فهي غدت ركنا مهما من أركان تواصل الدولة الخارجي مع مختلف الثقافات والجنسيات العالمية.
وأوضح أن الدبلوماسية الثقافية تقوم على العديد من المحاور المهمّة والرئيسية مثل معارض الكتب، وقال : إن دولتنا رائدة في إقامة واستضافة معارض الكتب الكبرى، وتحلّ ضيفا دائما على معارض الكتب العالمية، وكذلك نجدها موطنا للعلم والمكتبات المرموقة ذات الصروح المعمارية التي تعكس مدى تمسّك البلاد بعراقة هويتها الفكرية والثقافية، وارتباطها الوثيق بماضيها العريق، وتطلعاتها المثابرة نحو المستقبل، إلى جانب اهتمام الدولة بالمتاحف واستضافتها للنسخ الخارجية من أهم المتاحف العالمية مثل اللوفر وها هي تحجز لمتحف جوجنهايم مساحة خاصة به، ليتعرّف جميع أفراد المجتمع المحلي على ما يطرحه من كنوز معرفية، ناهيك عن أنها تفتح أبوابها لجميع ثقافات العالم للتلاقي والتعارف والتحاور.

وأضاف : ساهم معرض “إكسبو 2020 دبي” في حشد العالم وثقافاته على أرض الدولة، إلى جانب ما تسهم به المعارض الفنية وملتقيات الإبداع في التعريف بمكانة الدبلوماسية الثقافية وحضورها وأثرها، وهذا كله ينسجم في إطار منظومة عمل واحدة تخدم الارتقاء بمكانة الدولة وريادتها على خارطة العمل الإبداعي بصفة عامة.
وقال الدكتور أحمدو حبيبي الخبير بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) : بهدف إضفاء المزيد من النجاعة على أنشطة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومبادراتها الثقافية، تم إطلاق مشروع سفراء الآلكسو للثقافة، حيث تختار المنظمة مجموعة بارزة من الشخصيات العامة والشخصيات الثقافية المرموقة ليكونوا سفراء للثقافة العربية، وتعمل معهم على استقطاب وسائل الإعلام والقاعدة الجماهيرية في البلدان العربية وخارجها للفت الانتباه للقضايا الثقافية المهمة التي تركز عليها المنظمة لأداء رسالتها.
وأضاف : اختارت المنظمة بالتنسيق مع وزارة الثقافة في دولة الإمارات الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان لتكون سفيرتها الأولى برتبة فوق العادة للثقافة العربية وذلك لما تحظى به من مكانة كبيرة وطنيا وعربيا كسبتها بفضل ما حققته من إنجازات متميزة في مختلف ميادين الثقافة والإبداع، مشيرا إلى أن هذا الاختيار جاء تأكيدا لرغبة المنظمة في تطوير وتنويع مسارات العمل المشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال : خلال السفارة الثقافية التي استمرّت سنتين تم إطلاق عدد كبير من المشروعات والمبادرات والأفكار الخلاقة التي ساهمت بشكل كبير، في تحقيق أهداف المنظمة، وتنفيذ التزاماتها في سبيل تثمين الثقافة العربية والترويج لها، وتوظيفها لتحقيق التنمية في البلدان العربية.
وأضاف : لقد ساهمت مشروعات السفارة الثقافية في صناعة صورة إيجابية للثقافة العربية على المستوى الدولي، وعززت الأواصر بين الثقافة العربية والثقافات الإنسانية، وكان لأنشطة السفيرة وقع كبير ساهم في الترويج للمنظمة وأنشطتها داخل الدولة وخارجها وفي الأوساط الثقافية والإعلامية والأكاديمية والتربوي.
وأكد أن السفارة الثقافية كانت على قدر الأمانة وأوفت بالتزامها اتجاه المنظمة وشركائها وقادت بحكمة أنشطة مشروع السفارة الثقافية على مختلف مستوياته المحلية والإقليمية والدولية.
وقالت الدكتورة هنادا طه مديرة مركز زاي لبحوث تعليم اللغة العربية جامعة زايد : نستطيع أن نرى نماذج متعددة للنقوش العربية القديمة، والخطوط العربية القديمة على موقع بوابة النقوش العربية www.aip.ae التي تعتبر من أهم المشروعات التي نفذتها السفارة الثقافية، وأصبحت ملتقى الخبراء العرب ووزارات الثقافة العربية، بحيث تتيح للخبراء والمختصين والمهتمين فرصة اللقاء والنقاش ومشاركة الأعمال البحثية.
كما ألقت غيثة الرابولي ضابط اتصال المملكة المغربية في برنامج المرشد الثقافي العربي كلمة قدمت فيها الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة، على استضافتها الكريمة ودورها في مجالات دعم الثقافة والتراث، والسفارة الثقافية للدولة على مبادراتها لدعم الثقافة والتراث بالمنطقة العربية، ولمنظمة ” الألكسو” والقائمين عليها، وكذلك المنظمة العربية للمتاحف، والقائمين على برنامج المرشد الثقافي العربي، كما قدمت شكرا خاصا لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب لاحتضانه هذا اللقاء.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم الدبلوماسیة الثقافیة السفارة الثقافیة

إقرأ أيضاً:

أبوظبي الدولي للكتاب: الأطفال والناشئة شركاء في عوالم الثقافة والإبداع

أبوظبي (الاتحاد) ينظّم معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في دورته الـ 34، برنامجاً تعليمياً يستهدف الأطفال والناشئة عبر منصة «أتعلّم»، ويقدم لهم أنشطة وفعاليات تهدف إلى استثمار طاقاتهم، وتنمية هواياتهم، وتطوير حب القراءة وموهبة الكتابة لديهم، وإشراكهم في عالم الثقافة والمعرفة والإبداع، بطرق جاذبة ومفيدة.ويستضيف المعرض، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، تحت شعار «مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع»، نخبة من الأكاديميين والتربويين والأدباء المختصين في مجال الطفولة من مختلف أنحاء العالم، ليقدموا جلسات وورشات متنوّعة تشمل مجالات منها القراءة، والرسم، والموسيقى، والمسابقات المعرفية والترفيهية. وحرصاً من مركز أبوظبي للغة العربية على تعزيز اللغة العربية وتمكينها لدى الأطفال والناشئة، يقدم البرنامج التعليمي جلسة بعنوان «العربية.. حكاية حلوة»، تقدمها الدكتورة سارة ضاهر، رئيس مجمع اللغة العربية الخاص في لبنان، وتتميز بأسلوبها الماتع لتعليم اللغة العربية، إذ سيتم التركيز على تبسيط قواعد اللغة العربية، وجعلها أكثر قابلية للتعلم، كما تتطرق الجلسة إلى تكريس فكرة أهمية اللغة العربية لدى الناشئة في الحفاظ على الهوية الثقافية. وينظّم المعرض جلسات قراءة، أبرزها: جلسة «تحدي الخيال: من يحكي القصة أفضل؟» تقدمها الدكتورة ريم صالح القرق، باحثة أكاديمية، ومتخصصة في أدب الأطفال، تهدف إلى تشجيع الأطفال على قراءة القصص، ثم إعادة سردها. وتفتح جلسة «مخيلات صغيرة: من الفكرة إلى الصفحات»، المجال أمام الأطفال المشاركين لتعلّم أساليب كتابة القصص للأطفال، تقدمها المترجمة راما قنواتي، كاتبة قصص أطفال، والتي ستمزج في الجلسة بين النظرية والتطبيق. وتتقدّم الموسيقى كلغة عالمية تتجاوز الحدود والثقافات، لتعانق اللغة العربية في جلسة تحمل عنوان: «كيف تحكي الموسيقى حكاية؟» تقدمها الدكتورة أمل عبود، أكاديمية وكاتبة قصص أطفال، إذ سينطلق الأطفال في هذه الجلسة السحرية، برحلة استماع مبهجة تصبح خلالها الكلمات ألحاناً والأحداث أنغاماً، مع عرض موسيقي حي. وينظّم المعرض جلسة «من تراثنا تُروى الحكايات»، تقدمها الدكتورة فاطمة المزروعي، الأديبة الكاتبة وعضو المجلس الوطني الاتحادي سابقاً، بهدف إثراء وجدان الأطفال بحكايات من شأنها تعزيز الهوية الوطنية وغرس القيم الإيجابية، من خلال سرد القصص المبدعة عن تاريخ وتراث دولة الإمارات والآباء والأجداد، إذ سيعرض في هذه الجلسة جزء من حكاية بشكل درامي، ومن سيعرف الحكاية ومؤلفها يفوز بالمشاركة في المشهد التالي من الحكاية نفسها، بما يكشف عن المهارات الكامنة لدى المشاركين، ويشجّعهم على التنافس والإبداع. ويتيح البرنامج التعليمي جلسات باللغة الإنجليزية، أولاها «الصندوق السحري: هل تستطيع معرفة الكتاب؟» تقدمها كاثي أوربان مؤلفة كتب أطفال وصحفية، بأسلوب محفّز لإطلاق مهارات الأطفال في أجواء تنافسية. وينظّم الحدث جلسة باللغة الإنجليزية تعرّف بفنون الرسم بعنوان: «ما وراء الكلمات: كيف تروي الصور الحكايات؟» تقدمها الدكتورة كريستسن شولتس، كاتبة أدب أطفال، بمشاركة هيلغه لايبرغ، رسام وفنان بصري، تسعى لاستكشاف العلاقة بين الصورة والكلمة وكيف يمكن للصورة أن تحمل معانٍ أعمق، وتروي قصصاً أو احتمالات متعددة من دون الحاجة للكلمات. وتحمل الجلسة الثالثة باللغة الإنجليزية، عنوان «من سيحل اللغز؟» تقدم خلالها ابتسام البيتي، كاتبة قصص للأطفال، رموزاً وعلامات عن كتب وشخصياتها المشهورة. ويضم البرنامج التعليمي جلسات وورشات مخصصة للأطفال والناشئة، ضمن منصة «أتعلّم»، تضم باقة من الجلسات متنوعة الاهتمامات، منها «الكلمات المفقودة، نعيش معاً في كل قصة، كلمات تفتح باب الخيال، حروف تتكلم وأصوات تروي، رواية قصة للأطفال».

أخبار ذات صلة "أبوظبي الدولي للكتاب" يستعرض ثراء وتنوع الثقافة الكاريبية "بودكاست من أبوظبي".. مبادرة مبتكرة لنشر المعرفة في معرض الكتاب معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة

مقالات مشابهة

  • “أبوظبي للكتاب”.. مبادرات تعزز الوعي الثقافي والمعرفي بين أفراد المجتمع
  • القمة الثقافية في أبوظبي تناقش تبدلات توزيع القوى والأقطاب العالمية
  • «أبوظبي للكتاب».. يستحدث برامج وأركاناً تثري تجربة زواره
  • أبوظبي الدولي للكتاب: الأطفال والناشئة شركاء في عوالم الثقافة والإبداع
  • أبوظبي الدولي للكتاب يستعرض ثراء وتنوع الثقافة الكاريبية
  • القمة الثقافية أبوظبي تنطلق بمشاركة قادة عالميين
  • علي بن تميم: «أبوظبي للكتاب» يعزز حضور وتأثير الثقافة العربية عالمياً
  • أمسيات ثقافية و6 إصدارات جديدة لـ “اتحاد كتاب الإمارات” في “أبوظبي للكتاب”
  • “إنترريجونال” يشارك في أبوظبي للكتاب بـ 80 إصداراً متخصصاً
  • “المستقبل” يشارك في “أبوظبي الدولي للكتاب” 2025 بإصدارات جديدة