السودان: مبادرات إعلامية نشطة لوقف الحرب
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
شكل منتدى الإعلام السوداني أبرز هذه المبادرات، وهو تحالف إعلامي سوداني مستقل، يضم 27 مؤسسة، أطلقت بالتزامن حملة تحت شعار (ساندوا السودان)
كمبالا: التغيير: سارة تاج السر
تواجه الصحافة السودانية أحد أصعب المراحل في تاريخها، بعد حرب منتصف أبريل، التي تسببت في تدمير البنية التحتية، وتشريد الصحفيين، وفرض قيود متزايدة على التغطية الإعلامية.
ومع ذلك فإن المؤسسات الصحفية، لم تقف مكتوفة الأيدي، في مواجهة هذه الأزمات، بل ردت بإطلاق مبادرات تسعى لإعادة توطيد أسس الصحافة المستقلة من خلال تسليط الضوء على الانتهاكات وتعزيز المحتوى الإعلامي الذي يدعو إلى السلام ويقدم الدعم للضحايا والمتضررين.
ساندوا السودان
شكل منتدى الإعلام السوداني أبرز هذه المبادرات، وهو تحالف لمؤسسات ومنظمات صحفية وإعلامية سودانية مستقلة، تضم 27 مؤسسة، أطلقت بالتزامن
حملة تحت شعار: (ساندوا السودان) بهدف لفت انتباه الرأي العام والضمير العالمي وخلق تضامن واسع إقليميًا ودوليًا لمساندة الشعب السوداني وعونه في محنته خلال عام من الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والضغط على طرفي الحرب لوقف نزيف الدم وفتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية.
فضلاً عن إيصال صوت الشعب السوداني إلى العالم وإبراز معاناته من الحرب والكارثة الإنسانية.
وتشمل الحملة نشر تقارير صحفية عن الوضع الإنساني والانتهاكات في البلاد، وتنظيم فعاليات في الداخل والخارج، باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي حول الحملة ومطالبها.
ويضم المنتدي عددًا من المؤسسات والمنظمات والصحفية والإعلامية، من بينها:
راديو دبنقا، نقابة الصحفيين السودانيين، سودان تربيون، صحيفة التيار، صحيفة الجريدة، قناة سودان بكرة، صحيفة التغيير، شبكة عاين، الراكوبة، سودانايل، صحفيون لحقوق الإنسان (جهر)، شبكة إعلاميات سودانيات، صحيفة الديمقراطي، اذاعة هلا 96، إذاعة (PRO FM) 106.6، صحيفة مداميك، دارفور 24، مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية، مركز طيبة برس، مركز الألق للخدمات الصحفية، المركز السوداني لخدمات البحوث والتدريب والتنمية، مركز آرتكل للتدريب والإنتاج الإعلامي، مشاوير، سودانس ريبورترس، ومنصة تلفزيون.
وأكد السكرتير العام لنقابة الصحفيين السودانيين محمد عبدالعزير، أن الصحافة السودانية، تمر، بأسوا الظروف منذ تأسيسها في بداية القرن المنصرم، فقد تسببت الحرب في تدمير المؤسسات الإعلامية وخلق حالة من الإظلام الإعلامي تسمح بممارسة انتهاكات وفظائع غير محدودة. في ظل مناخ تسوده خطابات الحرب والكراهية والتضليل.
وقال في حديثه مع «التغيير»: إزاء هذا الوضع كان لابد من جهد مؤسسي منسق، فأتت مبادرة منتدى الإعلام السوداني التي تضم عشرات المؤسسات والمنظمات الإعلامية المستقلة.
وأوضح عبدالعزيز، أن المنتدى، أطلق في مارس الماضي حملة إعلامية واسعة لوقف خطر المجاعة ومجابهة الكارثة الإنسانية ووضع حد للانتهاكات والضغط على طرفي الحرب للسماح بتمرير الإغاثة والمساعدات وفتح ممرات آمنة لتوصيل الطعام والإمدادات الضرورية للمتضررين في كافة مدن وقرى وأرياف البلاد. علاوة على إيصال صوت الشعب السوداني إلى العالم وإبراز معاناته من الحرب والكارثة الإنسانية.
وجدد الدعوات لتوفير الحماية للصحفيين والصحفيات ليتمكنوا من أداء واجبهم عبر الضغط على طرفي الحرب للالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية والقانون الإنساني الدولي.
قضايا إنسانية
غطت الصحافية مشاعر دراج قضايا إنسانية وصحية ملحة بولايات دارفور وكردفان، بعد انطلاق حملة ساندوا السودان.
وأشارت دراج إلى تزايد حالات سوء التغذية بين الأطفال وانعدام الرعاية الصحية ونقص الغذاء والأدوية نتيجة للحرب المستمرة، وقالت لـ«التغيير»: ركزت جهودي على أهمية تسليط الضوء على هذه القضايا للفت انتباه المجتمع الدولي لمعاناة الشعب السوداني.
كما تطرقت دراج إلى قضية اللاجئين السودانيين في معسكر كريندنقو في شمال أوغندا، من خلال كشف المعاناة الحقيقية والأوضاع المأساوية داخل المعسكر، بما في ذلك انعدام الخدمات الأساسية من المياه وعدم وجود مستشفى أو مركز صحي.
وأضافت دراج: تم الاتفاق على نشر هذه القضايا في المنتدي الإعلامي السوداني المؤلف من حوالي 30 مؤسسة إعلامية، للتنبيه للأزمة الإنسانية الناجمة عن حرب السودان التي أصبحت مهملة.
حملة لا للحرب
مبادرة مماثلة لجهود إنهاء الحرب وهزيمة دعوات التسليح وخطاب الكراهية، أطلقها في يناير الماضي، مركز الخاتم عدلان للاستنارة، عبر ورشة عمل حول الاستراتيجية الإعلامية لحملة “لا للحرب”، بالعاصمة اليوغندية كمبالا، خلال الفترة من 13 إلى 16 يناير، شارك فيها 30 من (الصحفيين، الإعلاميين، صناع المحتوى، الناشطين.(
وناقشت الورشة، وفقا للباحث ومدير المشروعات بالمركز أبوهريرة عبدالرحمن، سجالاً على مدى ثلاثة أيام، حول التفكير الاستراتيجي وأهميته في تحديد الغايات، واتخاذ القرارات الموحدة والمتكاملة.
وكيف تساهم حملة “لا للحرب” في وضع رؤى وتصورات للشكل والمكانة التي ترغب أن تكون فيها، فضلاً عن وضع مناهج وتصميم برامج في إطار خطة تتسم بالوضوح، من أجل تحقيق هذه الرؤى.
وهدفت الحملة لتحقيق عدد من الأهداف من ضمنها، نزع المشروعية الأخلاقية عن الحرب عبر مسارات ثلاثة: إعلامي، وحراك شعبي في دول العالم المختلفة، والتواصل مع اللاعبين الإقليميين والدوليين، فضلا عن التركيز على الوضع الإنساني، ووقف النزاعات وتعزيز السلام من خلال تحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات.
تشكيك
فاعلية مثل هذه المبادرات في تحقيق ودعم ضحايا الحرب، محل شك لدي الكاتب الصحفي الجميل الفاضل، حيث يعتبر أن الواقع السائد لا يزال يميل نحو القوة والعنف، وأن صوت البندقية يظل الأعلى، حتي الآن، وأن من لا يملك بندقية هو أخرس لا صوت له.
واكد إن إنهاء الحرب لن يتحقق فقط بتعبير الأفراد عن رفضهم لها، بل يتطلب جهداً مستمراً وشاقاً. يتضمن ذلك دحض السرديات المضللة التي تروج لشرعنة الحرب من قبل (البلابسة) وتضفي عليها درجة من القداسة.
ورأى الفاضل، أن الحرب لن يكسبها من يتمدد في مسارح عملياتها على الأرض فحسب، إنما من يحسن ادارة المعركة حول عقول الناس وبداخلها، وأن مقاومتها لا تتم سوى بمحاصرة وكفكفت السرديات الزائفة والمضللة.
واعتبر أن ما تقوم به ‘لى الآن مختلف الجهات الرافضة للحرب داخليا وخارجيا، لا يعدو أن يكون مجرد إعلان نوايا ومواقف، لا يتبعها فعل قوي ومؤثر من شأنه أن يجبر طرفي القتال علي وضع السلاح.
الوسومأزمة السودان حرب السودان مبادرات إعلامية لوقف الحرب مركز الخاتم عدلان منتدى الإعلام السوداني
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أزمة السودان حرب السودان منتدى الإعلام السوداني
إقرأ أيضاً:
جولان: من الأفضل لإسرائيل وقف الحرب بغزة
قال زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يائير جولان، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو غير مؤهل لإدارة إسرائيل، ويجب إجراء انتخابات مبكرة في أقرب وقت.
وأضاف زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي: “أمامنا فرصة لن تتكرر بإعادة جميع المحتجزين والمضي قدما نحو وضع لا يكون فيه حكم حماس بغزة.. ومن الأفضل لإسرائيل وقف الحرب”.
ولفت إلى أن عدم إنهاء الحرب يصب في مصلحة نتنياهو فقط بينما إسرائيل بحاجة إلى استعادة جميع المحتجزين.
جاء ذلك خلال عاجل عبر قناة “القاهرة الإخبارية”.
وفي وقت سابق؛ أشارت مصادر طبية فلسطينية إلى أن 48 فلسطينيًا استشهدوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة.
تأتي هذه الهجمات في إطار التصعيد العسكري المستمر منذ أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 51,000 فلسطيني حتى الآن، وفقًا لوزارة الصحة في غزة .
غارة لطيران الاحتلال على منطقة المواصي جنوبي قطاع غزة غارة لطيران الاحتلال على منطقة المواصي جنوبي قطاع غزة
واستهدفت الغارات مناطق متعددة في القطاع، بما في ذلك مخيمات للنازحين في خان يونس ورفح، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
كما تضررت البنية التحتية بشكل كبير، حيث دُمرت منازل ومرافق حيوية، ما زاد من معاناة السكان الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية صعبة.
في ظل هذا التصعيد، أعربت منظمات حقوقية وإنسانية عن قلقها البالغ إزاء تدهور الأوضاع في غزة، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف العنف وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة.
كما طالبت بتحقيقات مستقلة في الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي الإنساني.
من جانبها، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية، مؤكدة أنها تستهدف مواقع تابعة لحركة حماس، إلا أن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين يثير تساؤلات حول مدى التزام القوات الإسرائيلية بقواعد الاشتباك والتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.
في الوقت نفسه، تتواصل الجهود الدولية لتهدئة الأوضاع، حيث تُبذل مساعٍ دبلوماسية لوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات بين الأطراف المعنية.
ومع ذلك، لا تزال الأوضاع على الأرض تنذر بمزيد من التصعيد والمعاناة للسكان المدنيين في غزة.