اتحاد القبائل العربية.. دلالات الزمان والمكان
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
- لماذا انطلق الاتحاد من أرض سيناء؟ ولماذا اختار الشيخ إبراهيم العرجاني رئيسًا؟
- الحملات المسمومة استهدفت عرقلة مسيرة الانطلاق بالادعاءات والأكاذيب
- الاتحاد يسعى إلى تشكيل كيانه وفقًا لقانون الجمعيات الأهلية رقم 149 لسنة 2019
- أبرز أهداف الاتحاد:
- توحيد القبائل - تنمية المناطق المحرومة - الدفاع عن ثوابت الدولة - مواجهة الحروب الممنهجة - دعم المشروع الوطني للرئيس عبد الفتاح السيسي.
كان الموعد هو الأول من مايو 2024، احتشد الآلاف من الشيوخ والعوائل والرموز في انتظار الحدث الأهم في مسيرة اتحاد القبائل العربية، بعضهم جاء من محافظات الصعيد، وآخرون من مطروح ومناطق الغرب، والدلتا وشرق القناة، أما سيناء فقد كانت بشيوخها وعوائلها هي بطل «القصة».
منذ أكثر من عشر سنوات اختطفت سيناء على يد الإرهابيين، عاثوا فيها فسادًا، مارسوا القهر والإرهاب على كل من يرفض «إرهابهم» وقهرهم للمواطنين، وهل ينسى الناس مذبحة الروضة التي استشهد فيها أكثر من 350 شيخًا وشابًا وطفلًا؟
على بعد كيلو مترات قليلة من الأرض التي شهدت حدث انطلاق المؤتمر التأسيسي يوجد مطار الجورة، نصبت الخيام في ذات البقعة التي كان الإرهابيون يعدونها مكانًا للإعلان منها عن ولادة «ولاية سيناء (الإسلامية).. من هنا كانت عناصر داعش تمضي بسياراتها وآلياتها العسكرية منطلقة إلى العديد من مناطق سيناء، كان الإرهاب والخوف هما العنوان، كانت الأيام ثقيلة تمضي ببطء، وكان الضباط والجنود ومن خلفهم أبطال سيناء يواجهون بكل حسم وقوة، على بعد كيلو مترات معدودة يوجد كمين «البرث» هذا الكمين الذي شهد ملحمة بطولية استشهد فيها البطل أحمد المنسي والعديد من رفاقه في 7 من يوليو 2017، وعلى مقربة من هنا استشهد سالم لافي (أحد رموز قبيلة الترابين) وأعز أصدقاء الشيخ إبراهيم العرجاني، رئيس اتحاد قبائل سيناء الذي واجه الإرهاب في المخابئ والأوكار والجحور في الجبال، جمعتهما (العرجاني ومنسي) ساحة القتال ضد الإرهاب، جنبًا إلى جنب مع الشهيد البطل أحمد منسي ورحلات الجيش والشرطة في ساحة المواجهة.
استشهد سالم لافي في العاشر من مايو 2017 ورثاه الشهيد أحمد منسي، أما الشيخ إبراهيم العرجاني فقد شعر بخسارة فادحة برحيل زينة شباب سيناء.. كانت العناصر الإرهابية تمرح وتقتل وتخطب وتهدم البيوت على ساكنيها مئات الشيوخ والعوئل والمواطنين البسطاء استشهدوا وقطعت رءوسهم من أبناء سيناء على يد هؤلاء القتلة.. كانت عناصر اتحاد قبائل سيناء (شبابًا وشيوخًا) تقاتل في كل مكان، تواجه بجرأة، وتدفع الثمن، مزيدًا من أرواح الأبطال.
الشيخ إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد القبائل العرييةعندما يحدثك أهالي سيناء عن تلك الفترة وعن دور هذا الاتحاد الذي انطلق في 2016 بقيادة الشيخ إبراهيم العرجاني وبدعم من أكثر من 30 قبيلة، تشعر بالفخر، حكايات وروايات عديدة تستحق أن تسجل بأحرف من نور، هكذا هي سيناء «ولاده».
منذ قليل وصلنا إلى مدينة السيسي، استقبلنا أهالي سيناء بالترحاب، رافعين أعلام مصر، وصور الرئيس عبد الفتاح السيسي، غاص الشيخ إبراهيم العرجاني وسط الحشود، الشباب يعرفونه جيدًا، يتقدم ليحتضن المشايخ الذين يعرفهم بالاسم، لم يتخوف من شيء، من غدر، من مؤامرة تحاك له في هذا اليوم، بل كان يمضي وسط الحشود التي عرفته وأحبته.
بعد أن اكتمل الحشد، حانت اللحظة، في هذا الوقت كنت مكلفًا بإلقاء البيان التأسيسي، بينما أصر الشيخ إبراهيم العرجاني على أن يجلس وسط الصفوف وكان إلى جواره الشيخ عيسى الخرافين الذي تعرض في وقت سابق لعملية إرهابية أدت إلى إصابته وكادت تودي بحياته، وفي الجانب الآخر كان يجلس كابتن «عصام العرجاني» نجله الذي ظل ملازمًا لوالده خطوة بخطوة..
عندما وصلت في البيان الذي ألقيته باسم الاتحاد إلى الحديث عن قرار أهالي سيناء ببناء مدينة السيسي في ذات المنطقة التي كانت وكرًا للإرهابيين صفق الحاضرون، ووقفوا احترامًا، فقد كان القرار قرارهم، وكانت هديتهم للرئيس السيسي عرفانًا بما قدمه لسيناء، خاصة تطهيرها من الإرهاب ووضعها على خريطة التنمية للمرة الأولى.
لقد اختار الاتحاد برموزه الرئيس السيسي رئيسًا شرفيًا تقديرًا لمواقفه، واختاروا الشيخ إبراهيم العرجاني رئيسًا للاتحاد، وكلًا من أحمد رسلان وأحمد ضيف صقر نائبين، ومصطفى بكري متحدثًا رسميًا ومستشارًا إعلاميًا.
النائب مصطفى بكريانتهى المؤتمر، وعقدت اللقاءات على هامشه، ثم بدأت العناصر والرموز تغادر ساحة المؤتمر، محققًا نجاحًا مبهرًا في الأداء والتنظيم مع عقد مؤتمره التأسيسي الأول كان البيان الصادر عن المؤتمر قد أكد عدة أهداف لهذا الاتحاد أبرزها:
- خلق إطار شعبي وطني يضم أبناء القبائل على مستوى البلاد لتوحيد الصف ودمج الكيانات القبلية في إطار واحد.
- مساندة الدولة والعمل معها في كل ما يخدم أهداف التنمية للمناطق المحرومة والدفاع عن ثوابت الأمن القومي على كافة الاتجاهات.
- تعزيز التماسك الاجتماعي وتعزيز المواطنة.
- تنمية الاقتصاد المحلي وتعزيز التبادل التجاري وخلق فرص عمل جديدة.
- تنظيم برامج توعية وإطلاق الحملات لمواجهة حروب الجيل الرابع التي تهدف إلى التحريض والتشكيك وإنشاء إعلام قوي وفاعل.
- تدريب الكوادر من أبناء القبائل وإقامة بروتوكولات تعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب ووزارة الشباب والجمعيات والاتحادات المختلفة.
- تأسيس العديد من الشركات التنموية خاصة في مناطق الصعيد والمناطق الحدودية الأخرى.
- الحفاظ على التراث القبلي لما يحمله من منظومة قيم في كافة الأطر والمجالات.
كانت تلك هي الأهداف التي طرحت على أعضاء المؤتمر التأسيسي، فنالت توافقًا عامًا بين المشاركين.
مضينا عائدين بعد انتهاء المؤتمر، ومع ظهور قوة المؤتمر وتأثيراته وتزاحم الآلاف من الرموز والمشايخ والعواقل على الانضمام إلى الاتحاد، بدأت العناصر الإرهابية المتربصة حملاتها الكاذبة بادعاء أن هذا الاتحاد ما هو إلا ميليشيا مسلحة، وبدأوا حملة التطاول على رموز بادعاءات وأكاذيب هدفها النيل من هذه العناصر، وسعوا في تحريضهم إلى استخدام كافة وسائل التواصل في حملة ممنهجة هدفها وقف هذا الكيان الصاعد.. وكان الرد حاسمًا من رئيس الاتحاد الشيخ إبراهيم العرجاني عندما طلب الإسراع بالترخيص للاتحاد كمنظمة أهلية أو اتحاد نوعي في إطار قانون الجمعيات الأهلية رقم 149 لسنة 2019 فبدأوا توظيف أدواتهم المسمومة في بتر التصريحات الصادرة عن المتحدث الرسمي في محاولة للوقيعة، إلا أن عمر الكذب قصير، حيث بدأت أكاذيبهم تتبدد رويدًا رويدًا، وكان ذلك من الجانب الآخر عاملًا مهمًا في زيادة حجم الإقبال على الاتحاد الذي بلغت عضويته خلال يومين فقط أكثر من عشرة آلاف من الرموز والشيوخ والعوائل في كافة المحافظات، وبدأ الكثير منهم في الاستعداد لإنشاء المقرات في كافة المحافظات.
احتفالية اتحاد القبائل العربيةلقد أحدث إعلان «اتحاد القبائل العربية» برئاسة الشيخ إبراهيم العرجاني ردود فعل محلية وإقليمية ودولية، حيث تناولته العديد من الصحف ووسائل الإعلام في الداخل والخارج، وبدأت تطرح تساؤلات عديدة حول الهدف والاستراتيجية. لقد قلنا: إن الاتحاد ليس حزبًا سياسيًا ولن يكون وإنما هو كيان اجتماعي تنموي يقوم على التنوع والاستيعاب والتعاون بين مختلف القبائل بهدف المزيد من التفاعل ولم الشمل، ولكن البعض بدأ يتخوف من قوة هذا الاتحاد والالتفاف حوله وانضمام عشرات النواب إليه من أعضاء مجلس النواب والشيوخ، وهي مخاوف لا أساس لها، لأن الاتحاد واضح في أهدافه وثوابته، وهو قد أكد منذ البداية أنه يدعم الدولة ويقف خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي في دفاعه عن الأمن القومي المصري في وقت يتعرض فيه هذا الأمن إلى مخاطر على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.
لقد انطلقت مسيرة «اتحاد القبائل العربية» بوعي وإدراك بما يحدث من حولنا، وستمضي هذه المسيرة في طريقها غير عائبة بهؤلاء الذين يروجون ادعاءات كاذبة، وهم الذين سعوا إلى تفتيت الوطن وأخونة الدولة، والتآمر على وحدته الوطنية.
أما الشرفاء الذين أخذتهم الغيرة، فراحوا يتساءلون فالأهداف أمامهم واضحة، ومسيرة الانطلاق محددة، والالتزام بالدستور والقانون مسألة قطعية، تساؤلاتهم مشروعة وردودنا عليها قاطعة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئيس السيسي الرئيس السيسي سيناء مصطفى بكري الرئيس عبدالفتاح السيسي تنمية سيناء الشيخ إبراهيم العرجاني اتحاد القبائل العربية عيسى الخرافين رئيس اتحاد القبائل العربية المتحدث باسم اتحاد القبائل العربية الشیخ إبراهیم العرجانی اتحاد القبائل العربیة هذا الاتحاد أکثر من رئیس ا
إقرأ أيضاً:
رئيس حزب مستقبل وطن يوضح دلالات العفو الرئاسي عن أبناء سيناء
ثمّن علاء عابد، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعفو الرئاسي عن 54 محكوماً عليهم من أبناء سيناء، مؤكداً أنه يعكس اهتمام القيادة السياسية بأبناء سيناء ودعمها المستمر لهم.
وقال عابد، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز": "الرئيس عبد الفتاح السيسي دائماً ما يسعد المصريين بقراراته الحكيمة، وآخرها قرار العفو الرئاسي عن أبناء سيناء، هذا القرار يعكس حرصه الدائم على الوقوف إلى جانب الشعب المصري، خاصة في الظروف الصعبة، وأوجه له الشكر على دعمه المتواصل لأبناء سيناء".
وأشار إلى أن سيناء تشهد تطوراً شاملاً بفضل توجيهات الرئيس السيسي، مضيفًا: "سيناء تمتد يدها للتنمية الشاملة تحت قيادة الرئيس، وهذا القرار يأتي بالتزامن مع الجهود المستمرة لتطوير أرض الفيروز. إنها خطوة تستحق التقدير والاحترام، وتجسد عمق اهتمام الدولة بأبناء هذه المنطقة".
كما نوّه النائب إلى التفعيل غير المسبوق لنصوص الدستور الخاصة بالعفو الرئاسي، موضحًا: "لم نشهد من قبل هذا الالتزام بتفعيل المادة 155 من الدستور، مثلما فعله الرئيس السيسي في السنوات الماضية، هذا القرار يبرز شعور القائد بأبناء وطنه، ويؤكد دوره ككبير الأسرة المصرية، أنا في غاية السعادة لأن القرار يعكس تقديراً للمواطن السيناوي الذي وقف كحائط صد ضد الإرهاب بجانب الدولة المصرية".