أصدر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية اليوم الأحد بيانا حول متابعة جولة المفاوضات في القاهرة.

وركز البيان على ثلاث نقاط، هي:

أولا: "تأكيدا على جدية الحركة وإيجابيتها قبل الجولة الحالية للمفاوضات، فإنها أجرت سلسلة من الاتصالات مع الإخوة الوسطاء ومع فصائل المقاومة، وعقدت اجتماعات مكثفة ومشاورات بين الداخل والخارج قبل إرسال الوفد إلى القاهرة، وحملته مواقفها الإيجابية والمرنة مع أهمية الارتكاز على أن الأولوية لدى الحركة هي لوقف العدوان على شعبنا، وهو موقف جوهري ومنطقي، ويؤسس لمستقبل أكثر استقرارا، فما مفهوم الاتفاق إذا لم يكن وقف إطلاق النار أول نتائجه".

ثانيا: "إن العالم بات رهينة لحكومة متطرفة، لديها كمّا هائلا من المشاكل السياسية ومن الجرائم التي ارتكبت في غزة، ورئيسها يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع، وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة، وإن أمريكا التي أعطت غطاء لهذا الاحتلال هي من يجب أن يوقفه بدلا من تزويده بأسلحة الدمار والإبادة".

ثالثا: "إن حركة حماس ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل، ينهي العدوان، ويضمن الانسحاب، ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى".

هذا وتحدثت تقارير إعلامية اليوم الأحد عن نتائج جولة المحادثات التي عقدت أمس بالقاهرة في شأن التوصل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بغزة، مشيرة إلى أنه لم يتم حتى الآن التوصل إلى أي اتفاق.

وقالت قناة "CBS News" الأمريكية، نقلا عن مسؤول كبير في حماس، إن المفاوضات التي تجري في القاهرة عبر وسطاء مصريين، انتهت دون نتائج يوم السبت، وستعقد جولة جديدة يوم الأحد.

وكان وفد من حماس وصل قبل أيام إلى القاهرة لبحث المقترح المصري حول وقف إطلاق النار في القطاع، وتسليم رد نهائي.

فيما امتنعت إسرائيل عن إرسال وفدها، قبل معرفة رد حماس على المقترح قيد البحث.

يشار إلى أن المقترح المصري كان تضمن عدة بنود لتبادل اأسرى بين الجانبين، فضلا عن وقف النار وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة.

إلا أن بند وقف النار نهائياً الذي تتمسك به حماس، لا يزال يواجه معارضة إسرائيلية شرسة، فضلا عن الانسحاب الشامل من القطاع.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: التوصل إلى

إقرأ أيضاً:

"اتفاق غزة".. نصر وعزة (2- 2)

 

 

جمال بن ماجد الكندي

بعد ما استعرضنا في الجزء الأول من هذا المقال بنود الاتفاق والملاحظات عليها، نطرح السؤالين اللذين قلنا عنهما إن الإجابة عنهما نصر غزة؛ ففي السؤال الأول نسأل: هل اتفاق غزة هو نصر وعزة لأهل غزة؟ الإجابة نجدها في تصريحات القادة السياسيين والعسكريين والصحفيين داخل الكيان الصهيوني نفسه.   

إيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي): أعلن أنَّه سيستقيل من الحكومة إذا تمَّ إقرار اتفاق وقف إطلاق النَّار مع حماس، واصفًا الاتفاق بأنَّه "غير مسؤول". بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية): دعا إلى استمرار العمليات العسكرية ضد حماس، مشددًا على ضرورة تحقيق أهداف إسرائيل الأمنية. معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: "اتفاق وقف إطلاق النار يعني أن إسرائيل لم تدمر حماس لأنها لم تكن قادرة على ذلك." جريدة يديعوت أحرونوت: "نتنياهو فشل سياسيًا، والجيش ورئيس أركانه فشلا عسكريًا بعد 15 شهرًا من الحرب." الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي ألون مزراحي: "حماس أسطورة لأجيال قادمة، ولقد انتصرت علينا؛ بل على كل الغرب وصمدت في المواجهة." صاحب "خطة الجنرالات"، غيورا آيلاند: "الحرب على غزة فشل كبير لأنها لم تحقق أهدافها، وكان من الممكن التوصل لنفس الصفقة في مايو قبل أن يُقتل 120 جنديًا إسرائيليًا." صحيفة أرئيل كاهانا: "في الواقع يمكن للمرء أن ينتقد الجيش الإسرائيلي بسبب حقيقة مفادها أن حماس لا تزال قوية بعد 15 شهرًا من السابع من أكتوبر."

هناك عبارة متداولة في الكيان الصهيوني تذكر كلام نتنياهو في عام 2023؛ حيث قال: "لن يكون وجود لحماس في غزة"، وفي عام 2025 يقول: "نحن ننتظر رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار".

عوديد عليم، مسؤول شعبة العمليات الأسبق في الموساد الإسرائيلي: "يجب أن نعترف بصدق أننا لم نحقق الهدف المركزي من الحرب وهو القضاء على القدرات العسكرية لحماس."
ميخا كوبي المسؤول السابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك": عبّر عن موقفه المتشدد تجاه اتفاق وقف إطلاق النار، حيث وصف الصفقة بأنها "ليست المثالية بالنسبة لإسرائيل"، بل اعتبرها "من بين أسوأ الصفقات التي عقدتها في تاريخها على الإطلاق."

الباحث الإسرائيلي مايكل ميلشتاين عبر إذاعة "103 إف إم" العبرية يقول: "لا جدوى من إثارة مسألة اليوم التالي هل هناك حماس، حماس هي التي تسيطر وهنا تبدأ المعضلات الكبرى". وأضاف: "سنرى في غزة الكثير من الفرح. ونقول اليوم الأول من الحرب هو يوم حماس بمعركة طوفان الأقصى واليوم الأول بعد الحرب هو يوم فرحة حماس وأهل غزة بالنصر الكبير وهي حقيقة نشاهدها في عيون الغزاويين". 

هذه بعض آراء السياسيين والعسكريين السابقين والحاليين في الكيان الصهيوني عن اتفاق غزة.

السؤال الثاني: هل حقق رئيس الوزراء الإسرائيلي أهدافه التي أعلن عنها قبل معركة غزة؟ فقد أعلن ثلاثة أهداف رئيسية:

إعادة الرهائن المحتجزين في غزة. القضاء على حركة حماس وتفكيك قدراتها العسكرية. ضمان عدم تشكيل قطاع غزة تهديدًا أمنيًا لإسرائيل في المستقبل.

وحتى تاريخ 19 يناير 2025، تشير التقارير إلى أن هذه الأهداف لم تتحقق بالكامل:

إعادة الرهائن: على الرغم من الجهود المستمرة، لم تتم إعادة جميع الرهائن المحتجزين في غزة. المفاوضات لا تزال جارية، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل يضمن عودتهم.

القضاء على حركة حماس: لم يتم القضاء الكامل على حركة حماس أو تفكيك بنيتها التحتية؛ إذ لا تزال الحركة تحتفظ بقدراتها العسكرية وتواصل نشاطها في القطاع.

ضمان أمن إسرائيل: لم يتم تحقيق ضمانات دائمة تمنع قطاع غزة من تشكيل تهديد أمني لإسرائيل. التوترات والمواجهات المتقطعة لا تزال مستمرة، مما يشير إلى أن التهديد الأمني لم يُزل بالكامل.

وبناءً على ذلك، يمكن القول إن الأهداف التي أعلن عنها نتنياهو قبل معركة غزة لم تتحقق بشكل كامل حتى الآن. لذلك، أُجبر نتنياهو، بضغط داخلي وخارجي، على قبول وقف إطلاق النار، خاصة بعد خيبة أمله في صديقه العزيز دونالد ترامب.

من خلال السؤالين المطروحين في المقال، وبالأخص السؤال الأول، الذي استندنا في الإجابة عليه إلى تصريحات القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين؛ سواء الحاليين أو السابقين، نستخلص حقيقة واضحة ودقيقة مفادها أن ما تعرضت له غزة من دمار وقتل وتنكيل لشعبها الصامد، قابله صبر أهلها وبسالة مقاومتها. وفي النهاية، تجلى النصر في هذا الاتفاق الذي جاء مطابقًا للشروط الفلسطينية، وهو اعتراف ضمني من الصهاينة أنفسهم بأن غزة انتصرت.

نلاحظ من خلال ما سردناه في السؤال الأول والأجوبة التي قدمها السياسيون والعسكريون أن اتفاق غزة جاء وفق الشروط الفلسطينية؛ بل في بعض فقراته كان الجانب الإسرائيلي ينتظر رد حماس للموافقة، وكانت الحركة تدقق على كل فقرة من فقراته، وتبدي رأيها ولا توافق بمجرد الطرح. وهذا يدل على تمسكها بقواعدها الثابتة في مسألة وقف إطلاق النار. كما أن تفاصيل الاتفاق تدل على قبول الشروط الفلسطينية، ومن أهمها الانسحاب الكامل من غزة.

كانت هناك أوراق ضغط على الكيان الصهيوني جعلت الاتفاق يظهر بهذا الشكل المتوافق مع الإرادة الفلسطينية في غزة، منها ما هو في يد حماس ومؤثر في الداخل الإسرائيلي، وهي ورقة الأسرى، الذين لم يستطع الجيش الإسرائيلي ولا حلفاؤه الوصول إليهم وتحريرهم. وهو ما أذهل العالم، فبعد 15 شهرًا من القتال داخل غزة، ذات الجغرافيا المنبسطة والصغيرة، لم يستطع الجيش الإسرائيلي تحرير جميع الأسرى. ولم يتمكن، بكل تقنياته التجسسية وبمساعدة حلفائه الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم، من معرفة مكان الأسرى، وهذه كانت أكبر انتكاسة لهذا العدو، وهي من أهم الأوراق الضاغطة عليه لقبول الاتفاق. ويُحسب لحماس والقوى الفلسطينية الأخرى ذكاء إدارتهم لهذا الملف واستغلاله إعلاميًا.

الورقة الأخرى التي كانت ضاغطة على العدو الصهيوني هي جبهة اليمن، التي لم تتوقف عن استهداف العمق الإسرائيلي. فبعد توقف جبهة لبنان، والتي لها أسبابها المُقدَّرة في قبول وقف إطلاق النار مع الكيان الصهيوني، زادت جبهة اليمن من استهدافها لإسرائيل، وكأنها كانت عملية تسلُّم المهام من جبهة لبنان بزيادة عدد الصواريخ والطائرات المسيرة ضد الكيان الصهيوني. وهذه كانت المفاجأة التي لم يتوقعها الجيش الإسرائيلي.

لا ننسى كذلك تدخل ترامب لإرغام نتنياهو على قبول الصفقة ذاتها التي اقترحها الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن. وهذا يعني توافق الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مسألة وقف إطلاق النار بأي وسيلة، حتى لو كانت بشروط لا تعجب الإسرائيليين. وكما ذكرنا في جواب السؤال الأول، هي صفعة وجهها ترامب لصديقه نتنياهو. والأيام ستُظهر أسباب ذلك، والذي ندركه جيدًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يريد حروبًا في المنطقة. وقد ذكر سابقًا أنه يريد حلًا لمسألة غزة قبل استلامه الحكم في أمريكا، وهذا ما حصل.

في جواب السؤال الثاني، ندرك بالملاحظة أن أهداف نتنياهو لم تتحقق في غزة. وحتى اليوم التالي لوقف إطلاق النار، الذي أراده نتنياهو أن يكون نهايةً لحماس، أصبح من الماضي، وحماس باقية ما بقيت غزة العزة.

اتفاق غزة يمثل نصرًا عظيمًا وعزةً راسخة لأهلها؛ إذ أثبت صمودهم أن إرادتهم قادرة على كسر الحصار وإجبار المحتل على التراجع. وهذا الاتفاق يعكس قوة المقاومة وصوت الشعب الذي لا ينكسر، ويؤكد أن الحقوق تُنتزع بالصمود والتضحيات، لتظل غزة رمزًا للكرامة والنضال.

مبارك لكِ يا غزة هذا النصر المؤزر الذي كان ثمنه غاليًا من دماء أهلك الشرفاء؛ فهم شهداء عند ربهم، وما تم تدميره سوف يُبنى بسواعد أهل غزة وشرفاء هذه الأمة.

 

 

 

 

 

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ترامب يهدد روسيا بفرض عقوبات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا
  • بشأن تجديد عقده.. زيزو يصدر بيانا رسميا
  • مبعوث ترامب: تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة أصعب من التوصل إليه
  • ويتكوف: تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أصعب من التوصل إليه
  • إسرائيل تُوضح بشأن إدارة معبر رفح
  • "اتفاق غزة".. نصر وعزة (2- 2)
  • موقع عبري: رئيسا الشاباك والموساد زارا القاهرة أمس بشأن اتفاق غزة
  • الجيش الإسرائيلي يصدر بياناً عاجلاً لسكان غزة
  • حزب الله يصدر بياناً بشان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • أبرز الفاعلين في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة