بوابة الوفد:
2025-03-29@11:50:33 GMT

ضمائر صامدة

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

ألقت تظاهرات الجامعات الأمريكية ضد الاحتلال الإسرائيلى، وما يقوم به من عمليات إبادة وحشية ممنهجة فى غزة حجرًا فى بحر الإنسانية الراكد، وكشفت أمواجها المتلاحقة زيف أرض الحرية باستثناء تلك البقعة التى تقف عليها تلك الضمائر الحية ثابتة صامدة فى وجه القمع والطغيان، وأصبحت تلك الأمواج بوصلة إنسانية لمن يريد الحفاظ على ما تبقى من إنسانيته الضائعة خلف تلال الخوف وحواجز «رهاب معاداة السامية» الكاذب، وبات هذا الطوفان الحر إشارة مضيئة للدفاع عن قيمة الإنسان كونه إنسانًا وليس رقمًا فى معادلات سياسية ومصالح مشتركة بين أطراف تلطخت أيديهم وأفواههم بدماء الأبرياء.

لقد ألقت تلك الحركة الجامعية قنبلة فى وجه الصهيونية القبيح ومن يدعمها ويساندها ومن يقف خلفها، فجعلت رئيس دولة الكيان الإجرامى يشعر بالقلق وخيبة الأمل والإهانة وخيانة الصداقة، بعد فترات من الصمت والنوم الهادئ على صرخات قلوب الأطفال، ونشوة الاستيقاظ على أصوات دماء الأبرياء، لم يشعر خلال تلك الفترات بالإهانة ولم ينتبْه القلق ولم تصادفه خيبة الأمل من تلك الأفعال الوحشية ضد المدنيين العزل!

تلك الاحتجاجات زرعت الأمل فى نفوس أعياها دوى القنابل وطلقات الرصاص وهدم الجدران فوق رؤوس أصحابها، وحطمتها مشاهد التهديد والترويع والتجويع لزهور ذنبها الوحيد أنها ولدت عربية على أرض فلسطينية فدخلت نطاق الاستهداف وحقول الاغتيال! 

تلك الأصوات الطلابية أنبتت الأمل فى قلوب تداعت عليها إعانات غير مسبوقة للمجرمين وحماية غير مشروطة للقتلة، بعد أن تحولت قاعة «هاميلتون» إلى قاعة «هند»، تكريمًا وتخليدًا للطفلة الفلسطينية «هند رجب- 6 سنوات» التى استهدفتها نيران دبابة إسرائيلية، وتم العثور على جثمانها البريء و5 من أفراد عائلتها بعد 12 يومًا من اغتيالها، وزاد هذا الأمل بريقًا ولمعانًا بعد ظهور العلم الفلسطينى مرفوعًا من نافذة تلك القاعة فى وجه أكاذيب «معاداة السامية» وسيفها المسلط على رقاب من يفضح وحشيتها!

تلك الاحتجاجات التى بدأت داخل جامعة كولومبيا، ثم انتشرت على نحو متسارع في بقية الجامعات الأمريكية متخطية أسلاك التهديدات الشائكة بالفصل والسجن للأساتذة والطلاب على حد سواء، تخطت قوتها وتأثيرها حدود الأوطان لنرى طلاب الجامعات في كثير من دول العالم الإنساني ينصبون خياماً تأييداً لغزة وتضامناً مع زملائهم المحتجين فى الولايات المتحدة، مرددين: «عاشت فلسطين حرة».. و«فلسطين ستنتصر».

تلك التظاهرات تخبرنا بما يجب علينا فعله وقت الأزمات الإنسانية دون تردد، كما حدث فى نفس المكان ونفس القاعة داخل جامعة كولومبيا عام 1968 اعتراضاً على حرب فيتنام، كما يقول «ستيفان برادلى أستاذ التاريخ، كلية أمهرست» مؤكداً أن الاحتجاجات الطلابية فى الستينيات علمت الأجيال اللاحقة عدم قبول الظلم والقتل العشوائى.

تلك الاحتجاجات تجسيد حى لمشهد طفل فلسطينى وقف يلتقط بغطاء لم يتجاوز قبضة يده، قطرات ماء تتساقط ببطء من صنبور مغلق لم يتجاوز عددها عمره الصغير، لعلها تروى ظمأه وتبقيه على قيد الحياة، هذه الاحتجاجات هى قطرات الحياة فى عالم تناسى أن دعم القتلة ومساندة المجرمين وتقييد الضحية بالأغلال استعداداً لذبحها جريمة لا تسقط بالتقادم!

فى النهاية: ربما تُحدث تلك التظاهرات التى تتساقط علينا دفاعًا عن الإنسانية تغييراً واسعاً في سياسات الغرب نحو القضية الفلسطينية، وربما تكون تلك الاحتجاجات الطلابية شرارة البداية لعزل إسرائيل ونبذها عالمياً، وربما توقظنا نحن العرب من هذا الخزى غير المبرر، وهذا الموات غير المفهوم، بعد أن ضربت احتجاجات رافضة لسياسة نتنياهو الإجرامية قلب إسرائيل!

أخيرًا: لقد طفح الكيل، فلم تعد النفوس قادرة على استيعاب مزيد من مشاهد الإبادة، ولم تعد القلوب تتحمل هذا العنف الغاشم، ولم تعد العقول تستوعب تلك السياسات الدافئة! فأصبحت الكلمات عاجزة عن الوصف والتعبير، وآن الأوان للتكاتف حكامًا ومحكومين ضد هذا العدوان الوحشي وتفكيك قطار التطبيع مع هذا العدو.. وهذا أضعف الإيمان بالإنسانية وليس بالعروبة التى تجمعنا.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب الجامعات الأمريكية إبادة وحشية

إقرأ أيضاً:

اتحاد أمهات مصر يكشف تخوفات الأهالي من عقد امتحانات الثانوية العامة بالجامعات

أكدت عبير أحمد مؤسس إتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وإئتلاف أولياء الامور ، أن عقد امتحانات الثانوية العامة 2025 في الجامعات هي فكرة جديرة بالدراسة، خاصة إذا كان الهدف منها توفير بيئة آمنة ومنظمة بعيدة عن التكدس والزحام داخل المدارس ومكافحة الغش.


وأشارت مؤسس إتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وإئتلاف أولياء الامور ، إلي أن الجامعات تتمتع ببنية تحتية جيدة من حيث القاعات الواسعة والتهوية المناسبة والإمكانيات التقنية، مما قد يساهم في تقليل التوتر لدي الطلاب أثناء امتحانات الثانوية العامة 2025 ، ويعزز من الإنضباط ويحد من ظاهرة الغش، خاصة في ظل الرقابة المحكمة التي يمكن تطبيقها داخل الحرم الجامعي.

وأوضحت مؤسس إتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، أن أولياء الأمور لديهم بعض التخوفات من مقترح عقد امتحانات الثانوية العامة 2025 ، داخل الجامعات، التخوفات  تتعلق بمدى توفر وسائل النقل والمسافات الطويلة التي قد يضطر الطلاب إلي قطعها يوميًا، إضافة إلي احتمالات إرهاق الطلاب نفسيًا بسبب الانتقال إلى بيئة جديدة عليهم في امتحانات مصيرية، لذلك نناشد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بدراسة كافة الأبعاد قبل اصدار القرار النهائي ، ووضع خطة واضحة لضمان سهولة الوصول، وتأمين لجان امتحانات الثانوية العامة 2025 ، وتقديم الدعم الكامل لأبنائنا الطلاب.

وفي الاطار نفسه ، تفاعل عشرات الأمهات من أولياء الأمور علي صفحة إتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بشأن مقترح عقد امتحانات الثانوية العامة 2025 في الجامعات ، حيث قالت ولي أمر: أنه قرار مناسب لمنع الغش في بعض لجان امتحانات الثانوية العامة 2025  

وأضافت ولي أمر اخرى : "طيب والمحافظات اللي مافيهاش جامعه هل يعقل ان ولادنا يسافروا محافظة تانية في امتحانات الثانوية العامة 2025 مش ناقصه توتر وقلق" 

 وعلقت ولي أمر أخري: "مينفعش طبعا بيني وبين الجامعة ساعة ونص رايح و زيهم راجع، وبعدين مش عاوزين اختراعات في امتحانات الثانوية العامة 2025 لانها امتحانات مصيرية.


وتابعت ولي أمر أخري: "القرار فى حد ذاته جميل بس المشكلة انا مثلا بنتى بينها وبين أقرب جامعة حوالى ساعتين مواصلات،  ده غير الموصلات صعبه جدآ جدآ

 وقالت ولي أمر اخري: " انا مع القرار جدا بس امتحانات الثانوية العامة 2025 من الساعة العاشرة صباحا وليس التاسعة ، ويكون في اتوبيسات تبع الوزراة تنقل الطلبة من القري، عشان حسن التنظيم هو قرار ممتاز هيمنع الغش بصورة كبيرة".

مقالات مشابهة

  • تعاون بين «الإمارات الصحية» و«عالم يقرأ» لإثراء المستشفيات بالكتب
  • حيث الإنسان يزرع الأمل في حياة إيمان وينقلها الى مصاف رائدات الأعمال بجزيرة سقطرى ... حكاية شابة غادرت دائرة الهموم وتلتحق بمضمار النجاح والمستقبل
  • جامعة حلوان تعزز التبادل الأكاديمي الدولي ضمن برنامج Erasmus
  • من الجامعات لمراكز الاعتقال.. كيف تستهدف أمريكا الطلاب المشاركين في التضامن مع غزة؟
  • بسبب "تأييد حماس".. روبيو يكشف عن ألغاء 300 تأشيرة
  • أجواء أول عيد فطر في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد: بين الأمل والتحديات
  • جدل بين «أمهات مصر» حول مقترح عقد امتحانات الثانوية العامة داخل الجامعات
  • اتحاد أمهات مصر يكشف تخوفات الأهالي من عقد امتحانات الثانوية العامة بالجامعات
  • حملة مانحي الأمل تكتب رسالة حب وحياة في ليلة ساحرة على ضفاف النيل
  • مجلس الوزراء يوافق على إنشاء جامعة سوهاج الأهلية