بوابة الوفد:
2024-11-15@13:24:07 GMT

ضمائر صامدة

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

ألقت تظاهرات الجامعات الأمريكية ضد الاحتلال الإسرائيلى، وما يقوم به من عمليات إبادة وحشية ممنهجة فى غزة حجرًا فى بحر الإنسانية الراكد، وكشفت أمواجها المتلاحقة زيف أرض الحرية باستثناء تلك البقعة التى تقف عليها تلك الضمائر الحية ثابتة صامدة فى وجه القمع والطغيان، وأصبحت تلك الأمواج بوصلة إنسانية لمن يريد الحفاظ على ما تبقى من إنسانيته الضائعة خلف تلال الخوف وحواجز «رهاب معاداة السامية» الكاذب، وبات هذا الطوفان الحر إشارة مضيئة للدفاع عن قيمة الإنسان كونه إنسانًا وليس رقمًا فى معادلات سياسية ومصالح مشتركة بين أطراف تلطخت أيديهم وأفواههم بدماء الأبرياء.

لقد ألقت تلك الحركة الجامعية قنبلة فى وجه الصهيونية القبيح ومن يدعمها ويساندها ومن يقف خلفها، فجعلت رئيس دولة الكيان الإجرامى يشعر بالقلق وخيبة الأمل والإهانة وخيانة الصداقة، بعد فترات من الصمت والنوم الهادئ على صرخات قلوب الأطفال، ونشوة الاستيقاظ على أصوات دماء الأبرياء، لم يشعر خلال تلك الفترات بالإهانة ولم ينتبْه القلق ولم تصادفه خيبة الأمل من تلك الأفعال الوحشية ضد المدنيين العزل!

تلك الاحتجاجات زرعت الأمل فى نفوس أعياها دوى القنابل وطلقات الرصاص وهدم الجدران فوق رؤوس أصحابها، وحطمتها مشاهد التهديد والترويع والتجويع لزهور ذنبها الوحيد أنها ولدت عربية على أرض فلسطينية فدخلت نطاق الاستهداف وحقول الاغتيال! 

تلك الأصوات الطلابية أنبتت الأمل فى قلوب تداعت عليها إعانات غير مسبوقة للمجرمين وحماية غير مشروطة للقتلة، بعد أن تحولت قاعة «هاميلتون» إلى قاعة «هند»، تكريمًا وتخليدًا للطفلة الفلسطينية «هند رجب- 6 سنوات» التى استهدفتها نيران دبابة إسرائيلية، وتم العثور على جثمانها البريء و5 من أفراد عائلتها بعد 12 يومًا من اغتيالها، وزاد هذا الأمل بريقًا ولمعانًا بعد ظهور العلم الفلسطينى مرفوعًا من نافذة تلك القاعة فى وجه أكاذيب «معاداة السامية» وسيفها المسلط على رقاب من يفضح وحشيتها!

تلك الاحتجاجات التى بدأت داخل جامعة كولومبيا، ثم انتشرت على نحو متسارع في بقية الجامعات الأمريكية متخطية أسلاك التهديدات الشائكة بالفصل والسجن للأساتذة والطلاب على حد سواء، تخطت قوتها وتأثيرها حدود الأوطان لنرى طلاب الجامعات في كثير من دول العالم الإنساني ينصبون خياماً تأييداً لغزة وتضامناً مع زملائهم المحتجين فى الولايات المتحدة، مرددين: «عاشت فلسطين حرة».. و«فلسطين ستنتصر».

تلك التظاهرات تخبرنا بما يجب علينا فعله وقت الأزمات الإنسانية دون تردد، كما حدث فى نفس المكان ونفس القاعة داخل جامعة كولومبيا عام 1968 اعتراضاً على حرب فيتنام، كما يقول «ستيفان برادلى أستاذ التاريخ، كلية أمهرست» مؤكداً أن الاحتجاجات الطلابية فى الستينيات علمت الأجيال اللاحقة عدم قبول الظلم والقتل العشوائى.

تلك الاحتجاجات تجسيد حى لمشهد طفل فلسطينى وقف يلتقط بغطاء لم يتجاوز قبضة يده، قطرات ماء تتساقط ببطء من صنبور مغلق لم يتجاوز عددها عمره الصغير، لعلها تروى ظمأه وتبقيه على قيد الحياة، هذه الاحتجاجات هى قطرات الحياة فى عالم تناسى أن دعم القتلة ومساندة المجرمين وتقييد الضحية بالأغلال استعداداً لذبحها جريمة لا تسقط بالتقادم!

فى النهاية: ربما تُحدث تلك التظاهرات التى تتساقط علينا دفاعًا عن الإنسانية تغييراً واسعاً في سياسات الغرب نحو القضية الفلسطينية، وربما تكون تلك الاحتجاجات الطلابية شرارة البداية لعزل إسرائيل ونبذها عالمياً، وربما توقظنا نحن العرب من هذا الخزى غير المبرر، وهذا الموات غير المفهوم، بعد أن ضربت احتجاجات رافضة لسياسة نتنياهو الإجرامية قلب إسرائيل!

أخيرًا: لقد طفح الكيل، فلم تعد النفوس قادرة على استيعاب مزيد من مشاهد الإبادة، ولم تعد القلوب تتحمل هذا العنف الغاشم، ولم تعد العقول تستوعب تلك السياسات الدافئة! فأصبحت الكلمات عاجزة عن الوصف والتعبير، وآن الأوان للتكاتف حكامًا ومحكومين ضد هذا العدوان الوحشي وتفكيك قطار التطبيع مع هذا العدو.. وهذا أضعف الإيمان بالإنسانية وليس بالعروبة التى تجمعنا.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب الجامعات الأمريكية إبادة وحشية

إقرأ أيضاً:

إسرائيل بصدد سن قانون يمنع رفع علم فلسطين في الجامعات

تسعى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتمرير مشروع قانون يمنع رفع العلم الفلسطيني في الجامعات الإسرائيلية والمؤسسات المدعومة من الدولة، ومن المنتظر أن تناقش اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في الكنيست هذا القانون في جلستها المقبلة الأحد القادم.

وقالت هيئة البث العبرية (رسمية) اليوم الخميس إن هذا القانون سيطبق على المؤسسات التي تمولها ميزانية الدولة، بما في ذلك الجامعات، وسينص على فرض غرامة على المخالفين بقيمة حوالي 10 آلاف شيكل جديد (2700 دولار) والسجن لمدة تصل إلى سنة.

وأضافت أنه بحسب الاقتراح الذي قدمه عضو الكنيست نسيم فيتوري، من حزب الليكود (اليميني الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو)، سيكون من الممكن تفريق التجمعات وحتى معاقبة المتظاهرين الذين يلوحون بالأعلام بالسجن لمدة تصل إلى سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف شيكل.

وأشارت إلى أنه من بين الهيئات التي تمولها الدولة الجامعات، التي تشهد بين الحين والآخر احتجاجات يرفع خلالها الطلاب والطالبات الأعلام الفلسطينية.

وكثيرا ما ينظم الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية احتجاجات ضد السياسات الإسرائيلية يتم خلالها رفع العلم الفلسطيني.

وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها نائب عن حزب الليكود اقتراحا لحظر رفع علم فلسطين في مؤسسات الدولة أو في الجامعات، وفرض غرامات أو العقوبة بالسجن لمن يرفع علم فلسطين.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 147 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • مولوي عزى بشهداء الدفاع المدني: الإدانة وحدها لا تكفي..فلتتحرك ضمائر العالم
  • إسرائيل بصدد سن قانون يمنع رفع علم فلسطين في الجامعات
  • أردوغان لم يفقد الأمل في الصلح مع الأسد
  • مانشستر يونايتد يشعر بخيبة الأمل بسبب لاعب بايرن ميونخ
  • «مسبار الأمل» يرصد عموداً سحابياً ارتفاعه 1500 كلم بالمريخ
  • فخر ما بعده فخر .. انسانياً .. العراقية الدكتورة تالا خليل تفوز بدرع صناع الأمل ..
  • الشهري يتبرع بكليته لإنقاذ ابن أخيه.. عطاءٌ يلامس الحياة
  • مؤمن الجندي يكتب: مسرحية بلا فصل أخير
  • أمريكا: لم نفقد الأمل في التوصل لوقف إطلاق النار بقطاع غزة
  • المعلقون في الجامعات والمعاهد؟!