البوابة نيوز:
2025-03-04@00:25:18 GMT

آلام المسيح في سينما سكورسيزي

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قبل عام مضى، وعقب العرض العالمي الأول لفيلمه "Killers of the Flower Moon" بمهرجان كان السينمائي، توجه المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، إلى الفاتيكان، لإتمام زيارة كانت قد تأخرت كثيرًا لصانع الأفلام المخضرم المعروف بنزعته الكاثوليكية في معظم أعماله. تمخضت هذه الزيارة، التي التقى خلالها البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، عن فكرة فيلم جديد عن المسيح، وهو النداء الذي استجاب له سكورسيزي بالطريقة الوحيدة التي يعرفها أي " من خلال تخيل وكتابة سيناريو فيلم عن يسوع"، حسب وصفه.

 

الإغواء الأول لسكورسيزي

إذا أردنا تتبع قصص الأفلام التي تناولت حياة المسيح في السينما منذ الميلاد وحتى القيامة، لابد أن نتوقف قليلاً عند أعمال سكورسيزي التي غلب عليها النزعة الدينية والتي حازت على مكانة خاصة في قلوب محبي السينما طوال عقود بنفس قدر إثارتها للجدل. 

ففي فيلمه "الإغواء الأخير للمسيح" المأخوذ عن رواية للكاتب نيكوس كازانتزاكيس، لم يفقد المخرج الأمريكي المخضرم مارتن سكورسيزي، الأمل طيلة السنوات الأربع التي استغرقها في إنتاج المشروع، والذي صور خلاله المسيح في صورة الإنسان الضعيف أمام شهوات الجسد. هذا التصور الإبداعي تسبب في حالة من الغضب العارم لدى بعض الجماعات المسيحية وقت عرض الفيلم، مما دفع عدد من الجماعات المسيحية بالاعتداء على دور العرض، وأقيمت دعاوى قضائية عديدة ضد الفيلم ومخرجه، كما منع من العرض في الكثير من الدول، من بينها مصر.

في الفيلم، يقدم سكورسيزي الازدواجية الشديدة داخل المسيح (ويليام دافو)، الذي عُرض عليه إمكانية عيش حياة بعيدة عن الجانب الإلهي فيها. وبالتالي "مسيح سكورسيزي" يكافح مع الجميع، ونضاله الأعظم والأشد ضراوة هو مع نفسه. صراع فضَّل "سكورسيزي" أن يبقيه في الجانب الداخلي من الروح، حيث تصبح جروح ومعاناة الجسد بمثابة مرآة تعكس آلامه الداخلية، في استعارة واضحة لمعاناة العالم.

صنف الفيلم ضمن الأعمال الأكثر جدلاً في تاريخ السينما، فهو خلق موجة من الانتقادات بسبب الزاوية الجريئة التي أعطاها سكورسيزي عن المسيح. وعلى الرغم من كونه عملاً ينتمي لأفلام السيرة الذاتية لشخصيات مقدسة، إلا أن إنطلاقة الفيلم تبدأ من شباب المسيح وليس من ولادته وطفولته، في مدة طويلة تصل إلى ساعين و44 دقيقة.

 

صمت سكورسيزي 

ورغم الهجمة الشرسة التي تعرض لها سكورسيزي وقت طرحه الفيلم عام 1988، إلا أنه وفي نفس العام كان يخطط لفيلمه الديني المقبل. حيث أبدى إعجابه برواية "الصمت" للكاتب الياباني إيندو شوساكو، والتي حازت على استحسان عالمي داخل الدوائر الأدبية إضافة إلى استنكارها من جانب الكنيسة الكاثوليكية – كحال أفلام سكورسيزي – وعزم على تحويلها إلى فيلم سينمائي. وبالفعل صدر الفيلم الذي حمل نفس عنوان الرواية لكنه لم يرى النور إلا بعد 28 عامًا على "إغواءه الأول".

في تحفة سكورسيزي الدينية لا وجود للمسيح، ولكن هذا الأمر لم يمنع وجود الكثير من الأسئلة المترامية والتي تتعلق بجوهر الإيمان والغرض منه عند سكورسيزي. قصة الفيلم تدور في عام 1633 حول مبشرَين برتغاليين يتوجهان إلى اليابان بحثاً عن معلمهما الأب اليسوعي فيريرا، الذي وصلت إلى مركز اليسوعيين بالبرتغال أنباء تفيد بأنه قد تخلى عن إيمانه في لحظة ضعف بعد أن ألقت السلطات القبض عليه وعمدت إلى تعذيبه في منطقة جبل أونزين، حيث كانت قد فقدت آثاره هناك.

وكان الأب فيريرا قد خاض رحلته إلى اليابان من أجل نشر تعاليم المسيحية، لكنه اختفى بعد أن شنت الإمبراطورية هجمة ضارية على الجماعات المسيحية، ولم يتبق منها سوى مجموعة صغيرة كانت تطلق على نفسها اسم "المسيحيون المختبئون"، الذي إذا ما وصلت أنباء عن أماكنهم إلى السلطات الحاكمة كان يتم تعذبيهم بوحشية حتى الموت، وكأنهم امتداد للرحلة المعذبة التي خاضها المسيح من أجل خلاص البشرية.

 

حياة المسيح مجددًا !

بالعودة إلى لقاء سكورسيزي مع بابا الفاتيكان، وبعد النجاح المدوي الذي حققه فيلم "الصمت" عام 2016، يستند سكورسيزي في مشروعه الجديد على رواية للكاتب الياباني إندو شوساكو أيضًا بعنوان "حياة المسيح"، وهى تحمل تصورًا بسيطًا عن حياة يسوع، حيث يتخيل شخصية المسيح وهو يمشي ويكرز ويشارك عقيدة الحب المرفوضة في النهاية فوق كل شيء. إنه يتأمل ويوضح ويسلط ضوءه الخاص على تلك الفترة من التاريخ الإنساني.

وكشف سكورسيزي في مقابلة مع صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن فيلمه الديني القادم ستدور أحداثه في الوقت الحاضر في الغالب، لكن بحسب الصحيفة، "لا يريد سكورسيزي أن يكون مقيدا بفترة معينة". بالإضافة إلى ذلك، فهو يتوقع أن تبلغ مدة الفيلم حوالي 80 دقيقة، وهو تناقض صارخ مع مدد عرض غالبية أعماله.

وقال سكورسيزي للصحيفة: "أحاول إيجاد طريقة جديدة لتسهيل الوصول إلى القصة والتخلص من العبء السلبي لما ارتبط بالصورة النمطية للدين. "في الوقت الحالي، "الدين"، أنت تقول هذه الكلمة والجميع غاضبون لأنها فشلت في نواحٍ عديدة. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الداوفع الأولي كانت خاطئة. دعونا نعود، دعونا فقط نفكر في الأمر، يمكنك رفض ذلك، لكن قد يُحدث ذلك فرقًا في الطريقة التي تعيش بها حياتك، حتى في رفضها. لا ترفض الأمر من باب الرفض فقط. هذا كل ما أتحدث عنه وأنا أقول ذلك كشخص يبلغ من العمر 81 عامًا".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي الصمت

إقرأ أيضاً:

معنى تصفيد الشياطين في شهر رمضان.. ومن الذي يوسوس لنا ؟

أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"ما معنى تصفيد الشياطين في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»، وكيف نفسر حصول المعاصي من بعض الناس في شهر رمضان مع كون الشياطين مُصفَّدة؟".

لترد دار الإفتاء المصرية، موضحة: أن معنى عبارة "تصفيد الشياطين" الواردة في الحديث الشريف المسؤول عنه قد تفاوت العلماء في تفسيره على مداركَ متعددةٍ، وإن كانت في جملتها متكاملة متعاضدة، فقد يُرَاد به أنَّ الشياطين مغلولون ومقيدون حقيقةً في هذا الشهر، وقد يكون المراد أنهم ممنوعون من إيذاء المؤمنين وإغوائهم والتزيين لهم، ويحتمل أن المراد أن الله تعالى يحفظ فيه المسلمين أو أكثرهم في الأغلب من المعاصي، أو يقصد به نوعٌ مخصوصٌ من الشياطين، وهم: مُسْتَرِقُو السَّمْع منهم، أو مَنْ صُفِّدوا هم غالب الشياطين والمَرَدةُ منهم، وأما غيرهم فغير مُصَفَّد.

وأما حصول المعاصي من بعض الناس في شهر رمضان مع كون الشياطين مُصَفَّدة: فإما أن يكون تصفيدُهم إنما هو في حقِّ الصائم المراعي لشروط الصوم وما ينبغي أن يتحلَّى به من آدابه، أو أنَّ سبب اقتراف الذنوب آتٍ من النفس وخَطراتها.

تفضيل شهر رمضان على غيره من الشهور

مما امتاز به شهر رمضان المعظم عن غيره من الشهور الأخرى ما أكدته السُّنَّة النبوية المطهرة من أنه إذا دخل هذا الشهر المُعظم صُفِّدَتِ الشياطين، وقد تواردت نصوص السُّنَّة المشرفة على ذلك، وأهمها:

ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ» رواه مسلم.

وما ثبت أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ» رواه الشيخان، واللفظ للبخاري.

وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلَّ لَيْلَةٍ» رواه الترمذي، وابن ماجه في "السنن"، والحاكم في "المستدرك".

معنى تصفيد الشياطين في شهر رمضان

لفظ «صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ» الوارد في كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إما أن يكون معناه التصفيد حقيقة، فتكون الشياطين في هذا الشهر مغلولةً مُصَفَّدَةً ممنوعة من التصرف وبعض الأفعال التي لا تُطِيقُهَا إلا مع الانطلاق، والأغلال تكون بالحديد، وإن الشياطين مع ذلك ليست ممتنعةً مِن التصرف جملة؛ لأن الْمُصَفَّدَ المغلول اليد إلى العنق يتصرف بالكلام والرأي وغيرهما، كما ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (1/ 144، ط. دار المعرفة)، والإمام الباجي في "المنتقى" (2/ 75، ط. مطبعة السعادة).

وإما أن يكون تصفيد الشياطين معناه: أنه مِن شدةِ بركات هذا الشهر فكأنها كالْـمُصفَّدة، وإما أن يكون المراد: أنهم ممنوعون من إيذاء المؤمنين وإغوائهم وتزيين الشهوات لهم في هذا الشهر.

قال القاضي عياض في "شرح صحيح مسلم" (4/ 5-6، ط. دار الوفاء): [«وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»: قيل: يحتمل الحقيقة... وكذلك تصفيد الشياطين ليمتنعوا من أذى المؤمنين وإغوائهم فيه، وقيل: يحتمل المجاز لكثرة الثواب والعفو، والاستعارة لذلك بفتح أبواب الجنة، وإغلاق أبواب النار، وقد جاء في الحديث الآخر: «وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ» وبأن الشياطين كالمصفدة لما لم يتم إغواؤهم بعصمة الله عباده فيه... ويكون معنى "تصفيد الشياطين" هنا خصوصًا عن أشياء دون أشياء، ولبعض دون بعضٍ، أو على الغالب، وجاء في حديث آخر: «صُفِّدَتْ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ»... ومعنى "صُفِّدَتْ": أي: غُلِّلَتْ، والصَّفَد، بفتح الفاء، الغُلُّ، وقد روى في الحديث الآخر: "سُلسِلت"] اهـ.

وقال الإمام ابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 153، ط. أوقاف المغرب): [وأما قوله: «وَصُفِّدَتْ فِيهِ الشَّيَاطِينُ» أو «سُلْسِلَتْ فِيهِ الشَّيَاطِينُ» فمعناه عندي -والله أعلم-: أن الله يعصم فيه المسلمين أو أكثرهم في الأغلب من المعاصي، فلا يخلص إليهم فيه الشياطين كما كانوا يخلصون إليه منهم في سائر السَّنَة] اهـ.

ومن المعاني المحتملَة في "تصفيد الشياطين": أن يكون المراد نوعًا من الشياطين، وهم: مُسْتَرِقُو السمع منهم، والذين يقع تسلسلهم في ليالي رمضان دون أيامه؛ لأن القرآن كان ينزل فيها، وهم قد مُنِعُوا في زمن نزول القرآن مَن استراق السمع، فزيدوا في التصفيد والتسلسل مبالغة في الحفظ. يُنظر: "فتح الباري" للحافظ ابن حجر العسقلاني (4/ 114).

ويحتمل أيضًا أن يكون المراد: أن الشياطين لا يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليه في غيره؛ لاشتغالهم بالصيام والطاعات ومما فيه قَمْعٌ للشهوات، فكأنَّ الله تعالى يَعْصم في هذ الشهر المُعَظَّم المسلمين أو أكثرهم في الأغلب من المعاصي.

قال الإمام المُنَاوي في "فيض القدير" (1/ 340، ط. المكتبة التجارية): [لفظ رواية مسلم: "صُفِّدت" (الشياطين)، شُدَّت بالأغلال؛ لئلا يوسوسوا للصائم، وآية ذلك تنزه أكثر المنهمكين في الطغيان عن الذنوب فيه وإنابتهم إليه تعالى] اهـ.

وقال العلامة الطيبي في "شرح الطيبي على مشكاة المصابيح" (5/ 1576، ط. مكتبة نزار مصطفى الباز): [والتصفيد في شهر رمضان مبالغة للحفظ، ويحتمل أن يكون المراد به أَيَّامَهُ وبعده، والمعنى: أن الشياطين لا يخلصون فيه من إفساد الناس ما يخلصون إليه في غيره؛ لاشتغال أكثر المسلمين بالصيام الذي فيه قمع الشهوات، وبقراءة القرآن وسائر العبادات، والله أعلم] اهـ.

تفسير وقوع المعاصي في رمضان مع كون الشياطين مصفدة


أما وقوع المعاصي والذنوب مِن بعض الناس في شهر رمضان مع أن الشياطين مُصَفَّدة، فهذا له تأويلات: فإما أن تصفيدهم إنما هو في حقِّ مَن صام محافظًا على شروط الصوم وما ينبغي أن يتحلَّى به الصائم من آداب، وإما أن هناك أسبابًا أخرى لاقتراف الذنوب والمعاصي، كالنفوس الخبيثة، والعادات الركيكة، والشياطين الإنسية، وإما أن يكون المراد بمن صُفِّدوا هم غالب الشياطين والمردة منهم، وأما غيرهم فقد لا يُصَفَّد، ويكون المعنى المراد حينئذٍ هو: تقليل الشرور، وذلك موجود في رمضان؛ فإن وقوع الشرور والفواحش فيه قليلٌ بالنسبة إلى غيره من الشهور الأخرى.

قال الإمام أبو العباس القرطبي في "المفهم" (3/ 136، ط. دار ابن كثير): [فإن قيل: فنرى الشرور والمعاصي تقع في رمضان كثيرًا؛ فلو كانت الشياطين مُصَفَّدة لما وقع شرٌ؟ فالجواب من أوجه:

أحدها: إنما تُغَلُّ عن الصائمين الصوم الذي حُوفظ على شروطه، ورُوعيت آدابه، أما ما لم يحافظ عليه فلا يُغَل عن فاعله الشيطان.

والثاني: أنا لو سلمنا أنها صُفِّدت عن كل صائم، لكن لا يلزم من تصفيد جميع الشياطين، ألا يقع شرٌ؛ لأن لوقوع الشر أسبابًا أُخَر غير الشياطين، وهي: النفوس الخبيثة، والعادات الرَّكيكة، والشياطين الإنسية.

والثالث: أن يكون هذا الإخبار عن غالب الشياطين، والمردة منهم، وأما من ليس من المردة فقد لا يُصَفَّد. والمقصود: تقليل الشرور. وهذا موجود في شهر رمضان؛ لأن وقوع الشرور والفواحش فيه قليل بالنسبة إلى غيره من الشهور] اهـ.

وقال الإمام المُنَاوي في "فيض القدير" (1/ 340): [وأما ما يوجد فيه من خلاف ذلك في بعض الأفراد فتأثيرات من تسويلات المردة أغرقت في عُمْق تلك النفوس الشريرة وباضت في رؤوسها، وقيل: خُصَّ من عُمومٍ.. تنبيه: عُلم مما تقرر أن تصفيد الشياطين مجازٌ عن امتناع التسويل عليهم واستعصاء النفوس عن قبول وساوسهم وحسم أطماعهم عن الإغواء؛ وذلك لأنه إذا دخل رمضان واشتغل الناس بالصوم وانكسرت فيهم القوة الحيوانية التي هي مبدأ الشهوة والغضب الداعيَيْن إلى أنواع الفسوق وفنون المعاصي وصَفَتْ أذهانهم واشتغلت قرائحهم وصارت نفوسهم كالمرائي المتقابلة المتحاكية وتنبعث من قُواهم العقلية داعية إلى الطاعات ناهية عن المعاصي فتجعلهم مُجمِعين على وظائف العبادات عاكفين عليها مُعرِضين عن صنوف المعاصي عائقين عنها، فتفتح لهم أبواب الجنان وتغلق دونهم أبواب النيران ولا يبقى للشيطان عليهم سلطان فإذا دنوا منهم للوسوسة يكاد يحرقهم نور الطاعة والإيمان] اهـ.

مقالات مشابهة

  • محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟
  • الدور المصري الذي لا غنى عنه
  • أنقذ حياة 2.4 مليون طفل.. وفاة الرجل ذو الذراع الذهبية
  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • عبد الله: ودعنا اليوم رفيقنا علي عويدات الذي تشهد له الساحات والمواقف
  • بيتحكم فيا وعايزني ندخل سينما أسمع كلامه؟ علي جمعة يرد على سؤال فتاة
  • التقاطع المزراحي الفلسطيني الذي لا يتحدث عنه أحد
  • شاب ينهي حياة والده ويحرق جثته بأول أيام رمضان
  • «خطوة حياة» نموذج للتضامن المجتمعي
  • معنى تصفيد الشياطين في شهر رمضان.. ومن الذي يوسوس لنا ؟