بوابة الوفد:
2025-02-01@19:33:06 GMT

ديمومة التعلم هى الحل

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

فى الثانى من يناير الماضى أتم العالم المصرى الكبير فاروق الباز عامه السادس والثمانين، وقال لمحبيه شرقا وغربا إنه مازال يتعلم حتى الآن. يستيقظ مُبكرا قبل الناس، ليقرأ ما هو جديد، ويبحث، ويفكر، ويكتب، ويستذكر دروسه، فالرجل يؤمن فى قرارة نفسه أن التعلم صفة مستمرة لا تنقطع بتقدم العُمر.

لا كبير على العلم والتعلم.

لا وقت لتوقف المطر. ديمومة الحياة تستلزم معارف لا حدود لها، والتكيف مع التطور يدفع النبهاء للتعلم الدائم.

أنهيت دراستك، وتوظفت، لكنك لم تُنه تعلمك بعد، لأن العلم الحقيقى من المهد إلى اللحد. طالب العلم لا يشبع أبدا، فكل معرفة جديدة تفتح أمام الإنسان نوافذ الشغف لمعارف أخرى وأخرى.

وإذا كانوا علمونا صغارا أن «التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر، والتعليم فى الكبر كالنقش على الماء»، فإن التطور التكنولوجى المبهر أسقط هذه الفكرة، وجعل التعليم كله أيسرمن اليسر. ببساطة وبضغطة زر يُمكن أن تتعلم. أنت فى العشرين ملزم بالتعلم، وأنت فى الخمسين مُلزم بالتعلم، وأنت فى السبعين ملزم بالتعلم، ومادمت تتنفس، ابحث عن العلم.

إن الكِبر يدفع بعض الناس إلى تصور حيازتهم للأستاذية الدائمة، فيطرحون أنفسهم مُعلمين لا مُتعلمين. يأنفون أن يُصحح لهم مَن هم أصغر سنا خطأ ما، وينظرون بفوقية واستعلاء إلى الشباب، يوصدون أى نوافذ للمعرفة الجديدة ما دامت تتعارض مع ما عرفوه، وألفوه، ويعادون ما يجهلونه وما أكثره. نراهم حولنا كل يوم رُكعا سُجدا لذواتهم الجريحة فى زمن العلم اليومى.

غيرهم حولنا ممن غزا الشيب رؤوسهم يستسهلون مقولة «فات الأوان» فيقررون خمولا السير وراء القطيع، والتسليم والخضوع لما يفعله الزمن، ثم الفضفضة بين الحين والحين بسوء البخت واضطهاد الآخرين.

يشكو لى صديق عزيز ضيق الحال: روتينية العمل، وتضاؤل مهامه. قلة العائد وتفتت الطموحات والأحلام الكبيرة. تسيّد التافهين وصعود الانتهازيين. رتابة الحياة وخمود العواطف الجياشة، ومؤامرات الحُساد. سوء الحظ، ومرارة العيش. أسأله بدورى عما فعل ليُغيّر حاله. ما تعلم جديدا؟ ما درس وما قرأ وما عرف مؤخرا؟ ما أضاف لذاته من قدرات لم تكن لديه؟ ما اكتسب من مهارات غائبة؟ ما قدمه من جهد جديد ليُحسّن قُدراته ويفتح أبوابا جديدة للرزق؟ كم ورشة عمل استفاد بها؟ كم برنامج تدريب اجتازه؟

أنصحه كما أنصح حالى بأن يضع خطة لكل عام تتضمن المهارات والقدرات والخبرات التى يحتاج لاكتسابها: لُغة جديدة، تقنية حديثة، مهارة ما، خبرة نادرة،، مشروع معرفى معين. حدد ما تريد واسع له بجهد حقيقى.

لقد تعلم سعد زغلول اللغة الإنجليزية بعد أن تجاوز عمره الستين عاما. وهذا مانفريد شتاينر طبيب أمريكى تخرج سنة 1955، وعمل طوال حياته أستاذا لأمراض الدم فى جامعة براون، وعندما تقاعد سنة 2000 قرر أن يدرس الفيزياء، ويتخصص فيها ثم واصل دراساته العليا ليحصل على دكتوراة فى الفيزياء وعمره تسع وثمانين عاما.

الأغرب منه طبيب نفسى بريطانى اسمه ديفيد مارجوت، ضرب للعالم مثالا يُدرس بحصوله على الماجستير وعمره خمس وتسعين عاما.

فانتفض فلم يفت الأوان. والله أعلم.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد العالم المصرى فاروق الباز العلم والتعلم

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب يناقش «دور العلم والتكنولوجيا في تطور علاج الأورام»

استضافت القاعة الرئيسية ضمن فعاليات معرض الكتاب في دورته الـ56، ندوة بعنوان «دور العلم والتكنولوجيا في تطور علاج الأورام».

وحضر الندوة كل من: الدكتور محمد سعد زغلول، أستاذ العلاج بالإشعاع في جامعة القاهرة ورئيس قسم العلاج بالإشعاع في مستشفى سرطان الأطفال 57357، الدكتور سامي سليمان، مدير عام شركة إليكتا إيجيبت وخبير التكنولوجيا الطبية، والدكتور محمد فاروق، مدير قسم الفيزياء والتدريب والتطوير في شركة بي تي دابليو الألمانية.

ندوة «دور العلم والتكنولوجيا في تطور علاج الأورام»

أدارت الندوة الإعلامية مروة الشبراوي، حيث أشارت مروة الشبراوي إلى أن التطور العلمي يحدث في كل لحظة، وأن المريض أو أهله هم أكثر الناس حرصاً على متابعة هذا التطور، مضيفةً أنه يُقال دائماً إن التشخيص الصحيح هو بداية العلاج.

من جانبه، قال الدكتور محمد سعد إن التشخيص الصحيح هو مفتاح العلاج السليم، إذ يسمح بتوفير المال والحصول على أفضل النتائج، مشيراً إلى أن السرطان غالباً ما يصيب كبار السن، رغم أنه قد يصيب الأطفال أيضاً، لكن النسبة الأكبر تكون بين كبار السن.

وشرح سعد طبيعة الأورام، موضحاً أن السرطان هو انقسام غير طبيعي في الخلية يستمر دون توقف. كما أوضح الفرق بين الخلية السليمة والخلية السرطانية، حيث تنقسم الخلايا السليمة حسب حاجة الجسم، بينما تنقسم الخلايا السرطانية بسرعة دون حاجة، مما يؤدي إلى تكوّن السرطان.

وتحدث «سعد» عن مراحل السرطان، التي تبدأ بتكاثر الخلايا في نفس العضو، ثم تنتقل إلى مرحلة ثانية وثالثة عندما تخرج من العضو. وأضاف أن بعض الخلايا السرطانية قد تنتقل إلى الغدد الليمفاوية، أو إلى الشرايين والأوردة، مشيراً إلى أن مناعة الجسم يمكن أن تقضي على الخلايا السرطانية.

ندوة «دور العلم والتكنولوجيا في تطور علاج الأورام»

كما تناول «سعد» أنواع العلاج المتاحة للأورام الخبيثة، مثل العلاج الجراحي الذي كان معروفاً منذ العصور الفرعونية، بالإضافة إلى العلاج الكيميائي، المناعي، الإشعاعي، والمكمل.

بدوره، قال الدكتور محمد فاروق إن الوضع في مصر أصبح أفضل بكثير في الفترة الأخيرة، حيث توافرت جميع الأجهزة المطلوبة لعلاج الأورام، وبدعم من وزارة الصحة والهيئات الحكومية الأخرى لتوفير هذه الأجهزة.

كما أشار إلى توفر كل تقنيات الأساليب الحديثة، فضلاً عن سفر الكوادر الطبية إلى الخارج لتلقي أفضل التدريبات، مما أسهم في تحسين مستوى الكوادر الطبية في مجال الأورام.

وأضاف «فاروق» أن هناك نقلة كبيرة حدثت في العشر سنوات الأخيرة في جميع مجالات الطب، وخاصة في علاج الأورام. كما تحدث عن توفير بيئة تعليمية متميزة من الشركات الموردة للخدمات الطبية في مصر، بهدف ضمان كفاءة الطواقم الطبية في استخدام الأجهزة الحديثة على أكمل وجه، حيث إن استخدام الأجهزة المتطورة يتطلب معرفة كافية للاستفادة من إمكانياتها.

وفيما يتعلق بتقنيات المستقبل، أشار فاروق إلى أن الفترة القادمة ستشهد تطوراً ملحوظاً بفضل دخول الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، مما سيسهم في تسريع العمل وتحسين النتائج.

من جانبه، أوضح الدكتور سامي سليمان، أن مرض السرطان لا يقتصر على فئة معينة من الناس، وهو مرض غير معدٍ، لافتًا إلى أن أكبر صعوبة كان يواجها مريض السرطان في الماضي هي عدم اكتشاف المرض إلا في مراحل متقدمة، مما يعطل العلاج ويؤثر على نسب الشفاء.

ندوة «دور العلم والتكنولوجيا في تطور علاج الأورام»

وأضاف أن الوعي المتزايد حول المرض يساهم في زيادة نسب الشفاء وتأخير المضاعفات. كما بيّن أن الوضع في مصر قد تحسن بشكل كبير مقارنة ببعض الدول الأفريقية الأخرى التي تفتقر إلى أبسط التقنيات مثل المناظير الجراحية، مؤكداً أن الكوادر الطبية المصرية أصبحت تتمتع بكفاءة عالية في هذا المجال.

كما تطرق «سليمان» إلى الموروث الثقافي الذي يربط مرض السرطان بالموت المبكر، وهو ما يتم ترسيخه في الأعمال الدرامية، حيث يعتقد المرضى أنه بمجرد تشخيصهم بالسرطان، يتعين عليهم الاستعداد للموت في غضون أشهر قليلة.

وأكد أن هذا المفهوم خاطئ، وأن مريض السرطان يمكن أن يتم علاجه وشفاؤه تماماً، مما يمنح الأمل لبقية المرضى. ودعا المنتجين والقائمين على الأعمال الدرامية إلى إعادة تشكيل وعي الناس حول مرض السرطان.

وفي ختام الندوة، أشار «سليمان» إلى أن تقنيات التشخيص قد تطورت بشكل كبير، حيث أصبح من الممكن الكشف عن الخلايا ومعرفة ما إذا كانت سليمة أو مصابة، مما يسهم في الكشف المبكر عن المرض وفتح آفاق جديدة في طرق العلاج.

اقرأ أيضاًمنذ الساعات الأولى.. إقبال جماهيري كثيف في اليوم الثامن لمعرض الكتاب 2025

الصالون الثقافي بمعرض الكتاب يناقش التراث والثقافة بين السودان وموريتانيا

معرض الكتاب 2025.. «اتحاد كتاب مصر» ينظم أصبوحة شعرية متميزة

مقالات مشابهة

  • الحزب الديمقراطي الأمريكي.. استراتيجية جديدة ومواجهة منتظرة لترامب
  • بشرى سارة| مياه الشرب والصرف الصحي يعلن عن وظائف جديدة.. وهذه الشروط
  • الهروط يكتب .. اصنعوا لحكومة جعفر طعاماً
  • خبراء يحذرون من مخاطر الكتابة غير اليدوية.. هذا أثرها على اللغة والذاكرة
  • جامعة رسمية.. منارة العلم أم ساحة العبث الإداري؟
  • امبارك: الحل في ليبيا بأيدي الليبيين
  • الأزمة الليبية والمبعوثون الأمميون.. أين الحل؟
  • مشواري في مركز شباب الشعراء بدمياط
  • معرض الكتاب يناقش «دور العلم والتكنولوجيا في تطور علاج الأورام»
  • مستجير العلم والأدب