بوابة الوفد:
2025-03-04@15:31:03 GMT

ديمومة التعلم هى الحل

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

فى الثانى من يناير الماضى أتم العالم المصرى الكبير فاروق الباز عامه السادس والثمانين، وقال لمحبيه شرقا وغربا إنه مازال يتعلم حتى الآن. يستيقظ مُبكرا قبل الناس، ليقرأ ما هو جديد، ويبحث، ويفكر، ويكتب، ويستذكر دروسه، فالرجل يؤمن فى قرارة نفسه أن التعلم صفة مستمرة لا تنقطع بتقدم العُمر.

لا كبير على العلم والتعلم.

لا وقت لتوقف المطر. ديمومة الحياة تستلزم معارف لا حدود لها، والتكيف مع التطور يدفع النبهاء للتعلم الدائم.

أنهيت دراستك، وتوظفت، لكنك لم تُنه تعلمك بعد، لأن العلم الحقيقى من المهد إلى اللحد. طالب العلم لا يشبع أبدا، فكل معرفة جديدة تفتح أمام الإنسان نوافذ الشغف لمعارف أخرى وأخرى.

وإذا كانوا علمونا صغارا أن «التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر، والتعليم فى الكبر كالنقش على الماء»، فإن التطور التكنولوجى المبهر أسقط هذه الفكرة، وجعل التعليم كله أيسرمن اليسر. ببساطة وبضغطة زر يُمكن أن تتعلم. أنت فى العشرين ملزم بالتعلم، وأنت فى الخمسين مُلزم بالتعلم، وأنت فى السبعين ملزم بالتعلم، ومادمت تتنفس، ابحث عن العلم.

إن الكِبر يدفع بعض الناس إلى تصور حيازتهم للأستاذية الدائمة، فيطرحون أنفسهم مُعلمين لا مُتعلمين. يأنفون أن يُصحح لهم مَن هم أصغر سنا خطأ ما، وينظرون بفوقية واستعلاء إلى الشباب، يوصدون أى نوافذ للمعرفة الجديدة ما دامت تتعارض مع ما عرفوه، وألفوه، ويعادون ما يجهلونه وما أكثره. نراهم حولنا كل يوم رُكعا سُجدا لذواتهم الجريحة فى زمن العلم اليومى.

غيرهم حولنا ممن غزا الشيب رؤوسهم يستسهلون مقولة «فات الأوان» فيقررون خمولا السير وراء القطيع، والتسليم والخضوع لما يفعله الزمن، ثم الفضفضة بين الحين والحين بسوء البخت واضطهاد الآخرين.

يشكو لى صديق عزيز ضيق الحال: روتينية العمل، وتضاؤل مهامه. قلة العائد وتفتت الطموحات والأحلام الكبيرة. تسيّد التافهين وصعود الانتهازيين. رتابة الحياة وخمود العواطف الجياشة، ومؤامرات الحُساد. سوء الحظ، ومرارة العيش. أسأله بدورى عما فعل ليُغيّر حاله. ما تعلم جديدا؟ ما درس وما قرأ وما عرف مؤخرا؟ ما أضاف لذاته من قدرات لم تكن لديه؟ ما اكتسب من مهارات غائبة؟ ما قدمه من جهد جديد ليُحسّن قُدراته ويفتح أبوابا جديدة للرزق؟ كم ورشة عمل استفاد بها؟ كم برنامج تدريب اجتازه؟

أنصحه كما أنصح حالى بأن يضع خطة لكل عام تتضمن المهارات والقدرات والخبرات التى يحتاج لاكتسابها: لُغة جديدة، تقنية حديثة، مهارة ما، خبرة نادرة،، مشروع معرفى معين. حدد ما تريد واسع له بجهد حقيقى.

لقد تعلم سعد زغلول اللغة الإنجليزية بعد أن تجاوز عمره الستين عاما. وهذا مانفريد شتاينر طبيب أمريكى تخرج سنة 1955، وعمل طوال حياته أستاذا لأمراض الدم فى جامعة براون، وعندما تقاعد سنة 2000 قرر أن يدرس الفيزياء، ويتخصص فيها ثم واصل دراساته العليا ليحصل على دكتوراة فى الفيزياء وعمره تسع وثمانين عاما.

الأغرب منه طبيب نفسى بريطانى اسمه ديفيد مارجوت، ضرب للعالم مثالا يُدرس بحصوله على الماجستير وعمره خمس وتسعين عاما.

فانتفض فلم يفت الأوان. والله أعلم.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد العالم المصرى فاروق الباز العلم والتعلم

إقرأ أيضاً:

جامعة القناة تعقد ندوة حول التعلم النشط والتفكير الإيجابي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظّمت جامعة قناة السويس ندوة توعوية بعنوان "التعلم النشط والتفكير الإيجابي في تنمية شخصية الطالب"، بمدرسة فاطمة الزهراء الإعدادية بنات، وذلك في إطار جهود الجامعة لنشر الوعي التعليمي والتربوي وتعزيز مهارات الطلاب الفكرية.

جاءت الندوة تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس الجامعة، الذي أكد أن الجامعة تحرص على تقديم برامج تعليمية وتوعوية تستهدف الطلاب في مختلف المراحل الدراسية، إيمانًا بدورها في دعم العملية التعليمية داخل المجتمع، وتعزيز قدرة الطلاب على التعلم بطرق أكثر تفاعلية وإيجابية.

وأشارت الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إلى أن التعلم النشط يمثل أحد أهم الأدوات الحديثة في تطوير التعليم، حيث يسهم في تحفيز الطلاب على المشاركة والتفاعل بدلاً من الاعتماد على أساليب الحفظ التقليدية، مؤكدة أن التفكير الإيجابي يعد ركيزة أساسية في بناء شخصية متزنة قادرة على مواجهة التحديات بثقة وإبداع.

عُقدت الندوة تحت إشراف الدكتور مدحت صالح، عميد كلية التربية، وقدمتها الدكتورة هبه سعيد، مدرس الصحة النفسية بكلية التربية، واستهدفت 42 طالبة وتناولت خلالها مفهوم التعلم النشط وأهم استراتيجياته، مع تطبيقات عملية مباشرة على الطالبات لتعزيز فهمهن لهذا الأسلوب التعليمي. كما ناقشت أهمية التفكير الإيجابي، ومهاراته المختلفة، ودوره في تنمية الشخصية، إضافةً إلى الفوائد التي تعود على الفرد من تبني هذا النمط الفكري في حياته اليومية.

تم تنفيذ الندوة بالتعاون مع الدكتورة أميرة خيري، مدير مركز تعليم الكبار بالجامعة، وبالتنسيق مع إدارة الاتصالات والمؤتمرات تحت إشراف الأستاذة إيفون حبيب، مدير الإدارة، كما تم التنسيق مع الأستاذة شيماء نصر، مدير تكافؤ الفرص وحقوق الإنسان بمديرية التربية والتعليم، لضمان تحقيق أقصى استفادة للطالبات من هذه الفعالية التوعوية التي تهدف إلى تطوير أساليب التعلم وتعزيز مهارات التفكير البناء في المجتمع التعليمي.

مقالات مشابهة

  • أونروا: نحو 260 ألف طفل في غزة التحقوا ببرنامج التعلم عن بُعد
  • بالفيديو .. إنزال وإحراق العلم الإسرائيلي بعد رفعه في السويداء بسوريا
  • نائب:الحظر البحري على العراق ما زال مستمراً بسبب ضعف وفشل حكومة السوداني
  • الأونروا تعلن التحاق 260 ألف طفل من قطاع غزة ببرنامج التعلم عن بعد
  • اعتقال شخص رفع العلم الصدّامي فوق منزله وسط بغداد
  • محمد بن يزيد المبرّد
  • مقربون من ترامب: رحيل زيلينسكي قد يكون الحل الأخير للأزمة
  • صحف عالمية: آمال وقف دائم للحرب تراجعت وعلى إسرائيل التعلم مما حدث لزيلينسكي
  • جامعة القناة تعقد ندوة حول التعلم النشط والتفكير الإيجابي
  • حصيلة جديدة لضحايا العدوان على غزة وربع الشهداء لم يتجاوزوا 12 عاما