هل سيعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل صناعة الأدوية في العالم؟
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
تتنافس الشركات الكبرى على استخدام الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات لإحداث ثورة علمية غير مسبوقة يقودها AI "الذكاء الاصطناعي"، آخرها ما تقوم به شركة إيلي ليلي Eli Lilly حالياً لاستخدامه في تصميم أدوية جديدة في المستقبل القريب.
تستخدم شركة إيلي ليلي الذكاء الاصطناعي التوليدي للبحث في ملايين الجزيئات، ومع قدرة الذكاء الاصطناعي على التحرك بسرعة الاكتشاف التي يمكنها في خمس دقائق توليد عدد من الجزيئات بقدر ما تستطيع شركة Eli Lilly تصنيعه خلال عام كامل في المختبرات التقليدية، فمن المنطقي اختبار حدود الذكاء الاصطناعي في الطب.
إيلي ليلي هي شركة دواء أمريكية عالمية، تمتلك مكاتب في 17 بلدًا آخر. وتباع منتجاتها في حوالي 125 دولة. تأسست في عام 1876 من قبل العقيد إيلاي ليلي، وهو صيدلاني كيميائي ومن قدامى المحاربين في الحرب الأهلية الأمريكية.
من بين عدة تخصصات أخرى، كانت ليلي أول شركة تنتج كميات كبيرة من البنسلين، و«سالك» لقاح شلل الأطفال، و الأنسولين، وهي أيضا واحدة من أولى الشركات الدوائية التي تنتج الأنسولين البشري باستخدام الحمض النووي المؤتلف. كما أنها أكبر منتج وموزع في العالم للأدوية النفسية.
اكتشاف الأدوية الجديدةيعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي على تسريع وتيرة تطبيقه على التطورات واكتشاف الأدوية الجديدة، في خطوة من شأنها أن تعيد تشكيل ليس فقط صناعة الأدوية ولكن الأفكار على مستوى الأرض التي تم بناؤها في المنهج العلمي لعدة قرون، لكن لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كانت وفرة التصميمات المولدة للجزيئات المتعلقة بالأدوية بواسطة الذكاء الاصطناعي ستعمل في العالم الحقيقي، وهذا أمر أراد المسؤولون التنفيذيون في الشركة المتشككون معرفة المزيد عنه، بحسب تقرير لشبكة CNBC.
أفضل التصميمات البيولوجيةوجرى نقل أفضل التصميمات البيولوجية التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهي الجزيئات التي وصفها راو بأنها تحتوي على «هياكل غريبة المظهر» ولا يمكن مطابقتها كثيراً في قاعدة البيانات الجزيئية الحالية للشركة، لكنها تبدو وكأنها مرشحات قوية للأدوية، إلى علماء أبحاث شركة Eli Lilly.
وتوقع المسؤولون التنفيذيون في الشركة، بما في ذلك كبير مسؤولي المعلومات والمسؤول الرقمي، ديوغو راو، أن يرفض العلماء نتائج الذكاء الاصطناعي، وكان من المتوقع من العلماء أن يشيروا إلى كل الأخطاء في التصميمات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، لكن ما قدموه رداً على ذلك كان مفاجأة للمسؤولين التنفيذيين في الشركة.
فتح مسارات في تطوير الطبقال راو: «إنه أمر مثير للاهتمام.. .لم نفكر في تصميم جزيء بهذه الطريقة» عن ما قاله العلماء وهو يروي القصة، للحاضرين في قمة المجلس التنفيذي للتكنولوجيا في CNBC خلال شهر نوفمبر الماضي. وأضاف: «نحن نتحدث دائماً عن تدريب الآلات، ولكن هناك فناً آخر هو أن تنتج الآلات أفكاراً بناءً على مجموعة بيانات لم يكن البشر قادرين على رؤيتها أو تصورها. وهذا يحفز المزيد من الإبداع من خلال فتح مسارات في تطوير الطب ربما لم يستكشفها البشر بطريقة أخرى».
حسب المديرين التنفيذيين العاملين في مجال التقاطع بين الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية، فإن هذا المجال يسير على مسار سيشهد إنتاج الأدوية بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، ووفقاً للبعض، فإنه في غضون سنوات قليلة على الأكثر سوف يصبح معياراً في اكتشاف الأدوية.
اقرأ أيضاًبعد نجاحه في أداء مهام جديدة.. هل يتسبب الذكاء الاصطناعي في فقدان البشر وظائفهم
بقيمة 1.116 تريليون ريال.. السعودية تعلن إجمالي ديون المملكة بنهاية الربع الأول
الإمارات وأمريكا تصيغان قواعد الذكاء الاصطناعي للمستقبل.. صفقات تاريخية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي التوليدي الرعاية الصحية ثورة علمية صناعة الأدوية بواسطة الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی
إقرأ أيضاً:
لماذا تراهن الشركات التقنية على وكلاء الذكاء الاصطناعي؟
في تحول تقني غير مسبوق، تتجه صناعة التكنولوجيا نحو تطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على أداء المهام بشكل مستقل، متجاوزين بذلك المساعدات الافتراضية التقليدية.
وتثير هذه التقنية المتقدمة تساؤلات حول مستقبل سوق العمل، وتأثيرها في الوظائف التقليدية، إضافة إلى دورها في تعزيز الكفاءة والإنتاجية.
ما وكيل الذكاء الاصطناعي؟بينما يستطيع روبوت الدردشة التقليدي تقديم توصيات حول وصفات الطعام أو خطط السفر، فإن وكلاء الذكاء الاصطناعي يذهبون إلى أبعد من ذلك، حيث يمكنهم تنفيذ المهام نيابة عن المستخدمين بحد أدنى من التدخل البشري.
ويُعرَّف وكيل الذكاء الاصطناعي بأنه نظام ذكي قادر على تنفيذ مهام محددة أو حل المشكلات بشكل مستقل، مستفيدًا من التعلم المستمر وتحليل البيانات لاتخاذ قرارات أكثر دقة بمرور الوقت.
وتتنوع استخدامات وكيل الذكاء الاصطناعي بين خدمة العملاء، وتحليل البيانات، وأتمتة العمليات، وإدارة سلاسل التوريد.
ويشكل المساعدون الافتراضيون، مثل "سيري" (Siri) و "أليكسا" (Alexa)، أمثلة لوكلاء ذكاء اصطناعي يؤدون مهام تركز على المستخدم.
ولكن هذه الأدوات محدودة إلى حد ما في فهم نية المستخدم، ونادرًا ما تتجاوز المهام البسيطة، مثل تشغيل أو إطفاء الأنوار.
إعلانويعد منظم الحرارة الذكي مثالا على وكيل ذكاء اصطناعي بسيط، إذ تقتصر قدرته على إدراك بيئته من خلال مقياس حرارة يخبره بدرجة الحرارة.
وعندما تنخفض درجة الحرارة في الغرفة إلى ما دون مستوى معين، يستجيب منظم الحرارة الذكي برفع الحرارة.
الإمكانات الموعودةتشير التوقعات إلى أن وكلاء الذكاء الاصطناعي قد يحدثون ثورة في مختلف الصناعات، من الرعاية الصحية إلى التجارة الإلكترونية، حيث يسهمون في تحسين الكفاءة التشغيلية وخلق مصادر دخل جديدة.
وعلى سبيل المثال، تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية تقديم توصيات مخصصة للعملاء، مما يعزز من تجربة التسوق وزيادة المبيعات.
ويعتمد العديد من هؤلاء الوكلاء على آليات متطورة لاتخاذ القرارات، حيث يوازنون المخاطر والفوائد لكل نهج قبل تنفيذ المهمة. كما يمكنهم التعامل مع أهداف متضاربة وتحديد أولوياتها وفقًا لاحتياجات المستخدم.
تشهد كبرى الشركات التكنولوجية، مثل "أوبن إيه آي" (OpenAI) و "مايكروسوفت" (Microsoft) و "غوغل" (Google) و "سيلز فورس" (Salesforce)، سباقًا محمومًا لتطوير وإطلاق وكلاء ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا.
وتقول "أوبن إيه آي" إن الوكلاء قد يصبحون قريبًا أدوات تعمل بشكل مستقل لأيام أو أسابيع، دون الحاجة إلى التحقق من التقدم أو النتائج.
ويقول الباحثون في "أوبن إيه آي" و "غوغل" إن وكلاء الذكاء الاصطناعي يمثلون خطوة أخرى على طريق الذكاء الاصطناعي العام، أي الذكاء الاصطناعي الذي يتجاوز القدرات البشرية في مجموعة واسعة من المجالات والمهام.
وكشفت "غوغل" عن "مشروع مارينر" (Project Mariner)، وهو إضافة لمتصفح كروم تستطيع التفكير في النصوص والصور عبر الشاشة.
وفي العرض التوضيحي، ساعد الوكيل في التخطيط لوجبة من خلال إضافة عناصر إلى عربة التسوق عبر الموقع الإلكتروني لسلسلة البقالة، مع إيجاد بدائل عندما لم تكن بعض المكونات متوفرة.
إعلانولا يزال الشخص بحاجة إلى المشاركة لإتمام عملية الشراء، ولكن يمكن توجيه وكيل الذكاء الاصطناعي لاتخاذ جميع الخطوات اللازمة حتى تلك النقطة.
في حين تعمل "مايكروسوفت" على دمج وكلاء "كوبايلوت" (Copilot) داخل منظومتها من خلال مجموعة "مايكروسوفت 365" (Microsoft 365) للمؤسسات.
وكشفت "مايكروسوفت" عن "كوبايلوت استديو" (Copilot Studio)، الذي يسمح للشركات ببناء وكلاء مخصصين قادرين على أداء مهام، مثل التعامل مع استفسارات العملاء وتحديد العملاء المحتملين.
أما "سيلز فورس"، فقد وسعت نطاق وكلائها من خلال منصتها "إيجينت فورس" (Agentforce)، التي وقعت من خلالها صفقات لتثبيت وكلاء الذكاء الاصطناعي في أكثر من 200 شركة عالمية، بما في ذلك "فيدكس" (FedEx) و "آي بي إم" (IBM).
وفي الوقت نفسه، بعد اختبارها هذا المجال من خلال منشئ وكيل الذكاء الاصطناعي "فيرتيكس" (Vertex)، أطلقت "غوغل" منافسها لوكيل الذكاء الاصطناعي للمؤسسات مع "إيجينت سبيس" (Agentspace).
وتقدم "أمازون" و "آي بي إم" وكلاء "بيدروك" (Bedrock) و"واطسون إكس" (watsonx)، مما يسمح للعملاء ببناء تطبيقات وكيل ذكاء اصطناعي ودمجها مع الأنظمة.
ومن بين عمالقة التكنولوجيا، اتجهت مايكروسوفت إلى المجال المفتوح المصدر مع إطار عمل وكلاء الذكاء الاصطناعي "أوتو جين" (AutoGen).
وأصدرت "أوبن إيه أي" خيارها المفتوح المصدر "سوارم" (Swarm)، ولكن المقصود منه أن يكون أداة تعليمية تجريبية وليس للإنتاج الكامل.
طموح يستحق المخاطرةبالرغم من أن المنافسة على وكلاء الذكاء الاصطناعي داخل شركات التكنولوجيا الكبرى تجري على قدم وساق، فقد شهدت الأشهر القليلة الماضية صعودًا سريعًا لنوع فرعي قوي هو وكيل استخدام الحاسوب المتعدد الوسائط.
ويتفاعل معظم وكلاء الذكاء الاصطناعي مع العالم من خلال النص فقط، ولكن هناك اهتمام متزايد بمنحهم القدرة على التحكم المباشر في أجهزة الحواسيب عبر واجهات المستخدم الرسومية كما يفعل البشر، مما يجعلهم أقرب إلى الموظفين المستقلين كليًا.
وبدأت "أنثروبيك" (Anthropic) سباقها للتفوق في الوكلاء المرئيين بإعلانها عن نسخة حديثة من نموذجها "كلود" (Claude) قادرة على تشغيل جهاز حاسوب مثل الإنسان، تبعه نظام مشابه من "أوبن إيه أي" يسمى "أوبيريتور" (Operator).
إعلانواستجابت "غوغل" من خلال "مشروع مارينر"، الذي يستفيد من متصفح "كروم" (Chrome) المتوفر في كل مكان.
ويتوقع بعض المحللين أن ينمو السوق العالمي لوكلاء الذكاء الاصطناعي من 5.1 مليارات دولار حاليًا إلى 47.1 مليار دولار بحلول عام 2030، وهو ما يعادل معدل نمو سنوي مركب يبلغ نحو 45 في المئة.
تأثير وكلاء الذكاء الاصطناعييعتمد وكلاء الذكاء الاصطناعي على تقنيات متقدمة، مثل التعلم العميق، ومعالجة اللغة الطبيعية، والرؤية الحاسوبية، ويُعتقد أنهم قادرون على إحداث تغييرات جذرية في سوق العمل، وقد تؤدي هذه التكنولوجيا إلى زيادة الإنتاجية، وخفض التكاليف، وتحسين جودة الخدمات.
ومع ذلك، فإن هذه التكنولوجيا تثير مخاوف جدية حول فقدان الوظائف، وخاصة في المهن الروتينية أو التي تعتمد على مهام قابلة للأتمتة.
وقد تفقد ملايين الوظائف في قطاعات مثل النقل، والتجزئة، والخدمات الإدارية بسبب التوسع في استخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي.
وبغض النظر عن التقدم الكبير، لا تزال هناك شكوك حول قدرة وكلاء الذكاء الاصطناعي في أداء مهام معقدة تتطلب تفكيرًا إبداعيًا أو عاطفيًا.
ويعتمد وكلاء الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات، في حين يفتقرون إلى الفهم الحقيقي للسياقات الإنسانية أو العواطف.
وفي حال حدوث أخطاء، فمن الصعب تحديد المسؤولية، وخاصة إذا كانت القرارات تتخذ بشكل مستقل.
وتعتمد جودة أداء الوكلاء بشكل كبير على جودة بيانات التدريب، مما قد يؤدي إلى تحيزات أو أخطاء.
ولا تزال هذه التقنية تواجه تحديات في التعامل مع المواقف غير المتوقعة التي تتطلب إبداعًا وتفكيرًا نقديًا، وهناك حالات يفشل فيها وكلاء الذكاء الاصطناعي في أداء مهام معقدة بشكل دقيق وفعال.
في الختام، يمثل وكلاء الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في الطريقة التي تعمل بها الشركات، ومع ذلك، فإن تأثير تلك الأنظمة في سوق العمل يثير تساؤلات حول مستقبل الوظائف، كما أن الشكوك حول قدراتها تظل قائمة.
إعلانوتوجد تحديات يجب معالجتها لضمان استخدام هذه التقنية بطريقة توازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على فرص العمل.
ومن الضروري أن تعمل الحكومات، والشركات، والمجتمعات معًا لضمان استخدامها بشكل مسؤول وفعّال، مع مراعاة الجوانب الأخلاقية والاجتماعية ووضع سياسات تنظيمية وأخلاقية لضمان أن هذا التحول يسهم في تحسين حياة البشر بدلاً من تهديد مستقبلهم المهني.