«مَن غير مصر يستحقُّ؟» هكذا أنهى د. على بن تميم رئيس مركز أبوظبى للغة العربية كلمته فى افتتاح المؤتمر الدولى للنشر العربى والصناعات الإبداعية الذى عُقد بأبوظبى جامعا الناشرين وصانعى المحتوى والمفكرين وكان أبرزهم الخبير الاقتصادى المصرى العالمى الدكتور محمد العريان الذى بدأ الجلسة الافتتاحية بقوله «أنا فلاح مصري»ويشارك فى جلسة حوارية مثمرة معالى محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبى، ويعلن الدكتور على بن تميم اختيار مصر ضيف شرف معرض أبوظبى الدولى للكتاب فى دورته الثالثة والثلاثين الذى يقام تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والذى افتتحه الشيخ ذياب بن محمد بن زايد نائب رئيس ديوان الرئاسة وينظمه مركز أبوظبى للغة العربية لتكون أول دولة عربية فى تاريخ المعرض تُختار ضيف شرف المعرض ويختار نجيب محفوظ شخصية المعرض المحورية ويتحول المعرض إلى مظاهرة فى حب مصر، الندوات الأدبية والنقدية والفنية ورموز مصر الثقافية يتجولون فى عقول زائرى المعرض؛ هنا حرافيش نجيب محفوظ وهنا قهوة الفيشاوى ومجدى يعقوب وصابر عرب وهانى شنودة ويوسف القعيد ورانيا يحيى وخفة دم أحمد حلمى، هذا الحضور البهى للدكتور أحمد بهى الدين والهيئة العامة للكتاب وجنودها المجهولين الذين سهروا الليالى ليخرج هذا العرس الثقافى يليق باسم مصر وقد عبرت الدكتورة نيفين الكيلانى بحضورها وكلماتها عن شكر الإمارات العربية حكاما وشعبا على هذا الاختيار وهذه الحفاوة المبهرة التى تليق بشعب الإمارات وكرمه المعهود؛وعبّر معالى الشيخ سالم بن خالد القاسمى وزير الثقافة الإماراتى عن تقديره واعتزازه بمصر، وتحدث سعادة شريف عيسى سفير مصر بالإمارات عن عُمق العلاقات المصرية الإماراتية؛ أتجولُ بالمعرض لأجد مصر تمشى معى نقادا وفنانين وأدباء وإعلاميين ومن حضر من غير المصريين بندوات المعرض يتحدث عن مصر وعن نجيب محفوظ، كم كنت أتمنى أن ينقل الإعلام المصرى هذا الحب لمصر الذى عبّر عنه شيوخ الإمارات ووزراؤها ومثقّفوها وشعبها، هنا منصة طيبة ومنف وشوارع القاهرة وحواريها وصفحات كتب العالم.
مختتم الكلام:
قال الشاعر معالى عبدالله بلحيف النعيمي:
وزُيّنَتْ فى بلادى كلُّ زاويةٍ
عطرٌ يفوحُ، وترحابٌ بمًنْ قدموا
أهلُ الديارِ وخلَّانٌ بنا وصفُوا
نحنُ الضيوفُ، وهمْ مِن بيننا الكرمُ
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر بمعرض أبوظبي مركز أبوظبي للغة العربية جلسة حوارية
إقرأ أيضاً:
«فن أبوظبي».. احتفاء استثنائي بإبداعات الشباب
فاطمة عطفة
لكل جيل تجربته الإبداعية، علماً وفناً وأدباً، وهو يمضي مزوداً بتجارب من سبقوه ليبدع شيئاً جديداً ويقدم رؤاه وهواجسه وطموحاته، والمحيط الثقافي الاستثنائي والكبير، الذي يقدمه معرض «فن أبوظبي» الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، (من 20 إلى 24 نوفمبر الحالي) بمنارة السعديات، لهؤلاء الفنانين الشباب لا مثيل لغناه وتنوعه وتأثيره في عالمنا المعاصر، إذ يعكس هذا الاهتمام دعماً لتجاربهم وإبداعاتهم، وفرحاً واهتماماً بمواهبهم وإنتاجهم الفني وسط المئات من التجارب الفنية المحلية والعالمية، حيث تشهد نسخة هذا العام من المعرض مشاركة 102صالة عرض من 31 دولة، وتقدم أكثر من 1.500 عمل فني، لتصبح الدورة الحالية، بذلك، أكبر نسخة من المعرض حتى الآن، بانضمام 42 صالة عرض جديدة إلى المعرض. وخلال جولة «الاتحاد» في هذا الموسم الفني المتميز التقينا مجموعة من الفنانين الشباب الذين يشقون طريقهم بتميز في هذا الفضاء الفني الجميل.
بداية تقول الشاعرة والفنانة ريم المبارك: «أعمالي الفنية تتكلم عن الذكريات، وتأتي من خلال تجارب أعمل عليها، فأنا أحب أن أجرب كثيراً، وكما ترين بعض هذه اللوحات من أوراق الألمنيوم، وهو مادة يكثر استخدامها في تحضير الأطعمة، وقد أحببت أن أشتغل على هذه المادة التي نرميها عادة بعد الاستخدام، لكي أمنحها وجوداً آخر بأن تكون عملاً فنياً جميلاً».
وتشير المبارك إلى أن بعض هذه اللوحات لا تحمل أي رسوم، بعضها مرسوم، وبعضها غير مرسوم، وهي تعبر عن ذكريات لم أعد أتذكرها. واللوحات المرسومة أتذكر منها أجزاءً، وبعضها أتذكر التفاصيل كاملة، وهذا هو مضمون أعمالي المعروضة.
وحول أهمية الطفولة، وما تمده للفنان من أفكار وذكريات، أكدت المبارك، أن العائلة لها تأثير كبير على الفنان، إضافة إلى البيئة والمجتمع، ومن المؤكد أن هذه العوامل جميعها لها تأثير مباشر أو غير مباشر على الفنان. وأشارت إلى أن إحدى اللوحات التي تحمل عنوان: «عندما تلامس الصحراء البحر»، وهي تجسيد فني عن الإمارات. وهذه اللوحة عبارة عن رمل جمعته من عدة أماكن مختلفة من الإمارات: من جزر دلما، ومدينة العين، ومدينة أبوظبي، وقمت بخلطها مع بعضها لتشكيل هذه اللوحة.
وحول معرض «فن أبوظبي» وما يضيفه لها كفنانة شابة، تقول ريم المبارك: «فن أبوظبي» يضيف لي الكثير، حيث نتقابل مع كثير من الناس، ونتعرف أكثر على أفكارهم، من خلال الحوار معهم، وكل هذه الأشياء تضيف للفنان معلومات جديدة، لأنها تلامس عقله وروحه وتفكيره، وتشجعه أكثر على العمل والإبداع والتميز.
الفنانة ميثا العميرة، تشارك في «فن أبوظبي» مع جاليري «رزق»، تقول: «أشارك بعملين فنيين، الأول يشكل 6 مجسمات، وهي من أوراق الشجر، استخدمت فيها مادة «الجبس»، وهي تمثل أوراق الشجر التي تسقط على الأرض، لكن تم إعادة إنتاج هذه الأوراق لتظهر التغيير الذي يمكن أن يحدث على أوراق الأشجار، بحيث تشير إلى أن الطبيعة أيضاً تتغير. والعمل الثاني عبارة عن أوراق شجر خضراء صغيرة وزعتها في لوحة ضمن زجاج». وتوضح العميرة أنها استخدمت فيها مواد حافظة ليعيش الورق مدة أطول، وهو يحافظ على لونه الطبيعي.
وقالت: «جمعت أوراق شجر اللوز، ووضعتها بشكل فني، لأني أحب الطبيعة جداً، وقد جففت الأوراق بالشمس، وأعطيت لها ألواناً، لأعبر فيها عن مرور الوقت، بحيث تشير إليه هذه الأوراق من خلال اللون». وعبرت ميثا العميرة عن شكرها للقائمين على «فن أبوظبي»، حيث يساعد الشباب على الاطلاع على الفنون الأخرى التي تشارك بهذا المعرض، كما أن الشباب يقدمون أعمالهم في هذا الملتقى الفني الكبير، وتختتم العميرة قائلة: «أنا فخورة ببلادي وما تقدمه لنا».
الفنان خليفة أحمد، يشارك لأول مرة في «فن أبوظبي»، ويوضح أن أعماله الفنية دائماً ما تعبر عن قيم السلام والتسامح، مضيفاً: المعرض يجمع شباب الفنانين مع كبار الفنانين، سواء من الإمارات أم من العالم، وهو فرصة ذهبية، ونحن نتعلم من تجارب الآخرين دائماً، حيث يلعب «فن أبوظبي» دوراً هاماً في تعزيز التفاهم والتبادل الثقافي، والفن في مثل هذه المعارض الكبرى والمهمة يعتبر وسيلة لتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة وتقديم تجارب فنية متنوعة، وأثبت «فن أبوظبي» أنه يتجاوز مجرد عرض الأعمال، بحيث يبني جسوراً بين مختلف الثقافات، حيث يلتقي الفنانون مع الجمهور، وهذا التفاعل يعزز الفهم المتبادل ويثري التجربة الإنسانية والإبداعية.