الاحتجاجات الطلابية فى الجامعات الأمريكية دعمًا لغزة
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
فى تسعينيات القرن الماضى، كنت أستاذا فى جامعة براون الأمريكية، وكنت أدرِّس–إلى جانب زميلى المتخصص فى الدراسات العبرية–دورة تصوّر الصراع العربى الاسرائيلى من خلال الأعمال الأدبية والسينمائية.
كنا نؤمن أن تدريس العلوم الانسانية يمهّد الطريق نحو السلام (ما اسمّيه (Pax Humana بين العرب واليهود فى الشرق الاوسط، وغمرتنا موجة من التفاؤل عندما تم التوقيع على معاهدة أوسلو سنة 1993.
أمّا الآن فقد اختلفت الأمور، اندلعت حرب غزة وتفاقمت الاحتجاجات الطلابية فى الجامعات الأمريكية كصرخة دعم لغزة. امتدت أحداثها كأمواج عاتية تغمر كل معقل للصمت، حيث اقتحمت قوى الأمن الامريكى حرم الجامعات الشهيرة، معتقلة مئات من الطلبة المتمردين المندفعين فى حراك احتجاجى يعبر عن رفض شديد للمجازر الإسرائيلية الوحشية فى غزة.
تتركز هذه الاحتجاجات بوضوح على رفض الحرب على غزة، وتواطؤ الولايات المتحدة الأمريكية فى الحرب من خلال تزويد اسرائيل بالأسلحة المدمرة واستعمال حقّ الفيتو لحمايتها من العقوبات الدولية.
والطلاب فى جامعات عريقة مثل هارفارد وكولومبيا وبراون وكاليفورنيا وبنسلفانيا، يطالبون جامعاتهم بسحب الاستثمارات فى اسرائيل ومقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، كعربون على تضامنهم مع القضية الفلسطينية المظلومة.
هذه الاحتجاجات تأتى ردًا على الحملات العسكرية الإسرائيلية الهمجية فى غزة، التى أدت إلى استشهاد آلاف الفلسطينيين الأبرياء، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وتدمير شامل للبنى التحتية من مساكن ومستشفيات ومدارس. وتأتى هذه الدعوات ضمن إطار حملة المقاطعة والفصل والعقوبات، التى تهدف إلى محاسبة اسرائيل على انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان واحتلالها غير القانونى للأراضى الفلسطينية.
وفى الأيام الأخيرة، جاء ذكر جامعة براون ضمن موجة الاحتجاجات الطلابية التى اجتاحت عددًا كبيرًا من الجامعات الأمريكية، واتسمت احتجاجات الطلاب فى براون بالسلمية والتنظيم، حيث ألغى المحتجون اعتصامهم بشكل سلمى يوم الثلاثاء الماضى. وأشارت إدارة الجامعة إلى أن الطلاب يمكنهم تقديم حججهم لسحب تمويل الجامعة من الشركات المتورطة فى دعم الحرب فى غزة.
يرى مؤيدو حرية التعبير الكاملة أن الجامعات يجب أن تحافظ على حق الطلاب فى التعبير عن آرائهم حتى لو كانت مثيرة للجدل أو مسيئة، بينما يرى آخرون أن هذه الاحتجاجات تتنافى مع قيم المساواة والاحترام المتبادل والمحافظة على النظام.
وعلى الرغم من الدعاوى القضائية المتكررة، لم تقدم المحاكم الأمريكية توجيهات واضحة لتحديد متى تنتفى سمة السلمية عن الجهر بالاحتجاج ويفقد بذلك حماية التعديل الأول من الدستور. هذا الغموض يجعل المسؤولين الجامعيين فى مأزق لا يمكنهم الخروج منه بسهولة–وهو موقف لن يتغير حتى تتفق المحاكم والسياسيون على أولوياتهم الأساسية: هل هى حماية حق الطلاب فى التعبير أم المحافظة على النظام والسلمية فى الحرم الجامعي؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة براون الأمريكية الصراع العربى الإسرائيلى الطلاب فى
إقرأ أيضاً:
برعاية وزيري التعليم العالي والشباب.. الاحتفال باليوم الأفريقي لطلاب الجامعات المصرية
أقام الاتحاد الرياضي المصري للجامعات فعاليات اليوم الإفريقي الرياضي تحت شعار (تراث ألعابنا.. ديما مجمعنا) بالجامعة الكندية بالعاصمة الإدارية، بالتعاون مع اتحاد الطلاب الأفارقة، وشارك في تنظيم الفعاليات مجموعة من الطلاب المتطوعين من الجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني، إلى جانب وفود طلابية من سبع دول إفريقية هي: (مصر، السودان، تشاد، الصومال، الكاميرون، بنين، وجيبوتي)، برعاية كل من الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس الاتحاد الرياضي المصري للجامعات، ود.أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وتحت إشراف د.أحمد كامل مهدي سكرتير عام الاتحاد الرياضي المصري للجامعات،.
ويأتي هذا الاحتفال في ضوء رؤية الدولة المصرية وتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرامية إلى تعزيز دور مصر كمركز إقليمي للتعليم العالي، وجذب الطلاب من مختلف دول العالم للدراسة في الجامعات المصرية، كما يعقد هذا الحدث في إطار حرص الدولة على توطيد أواصر الصداقة، وتعزيز التفاهم، وتبادل الثقافات بين الطلاب الوافدين ونظرائهم من الطلاب المصريين الدارسين بالجامعات، بما يسهم في دعم التواصل الإنساني وتعميق الروابط بين الشعوب.
وفي ضوء رؤية الاتحاد الرياضي المصري للجامعات لنشر ثقافة الممارسة الرياضية بين طلاب الجامعات، وحرصه على تعزيز مشاركة القاعدة العريضة من الطلاب في مختلف الأنشطة، تضمن المهرجان الرياضي الإفريقي مجموعة من الفعاليات الترويحية والرياضية، شملت مباريات في خماسيات كرة القدم، إلى جانب أنشطة رياضية متنوعة تهدف إلى الترفيه والتقارب بين المشاركين.
كما شهد المهرجان مشاركة طلاب الجامعة الكندية من خلال تقديم عروض ثقافية وتراثية تمثل مختلف دول العالم، حيث تم عرض منتجات ومأكولات شهيرة، إلى جانب تقديم نبذات تعريفية عن أبرز المعالم الثقافية والتراثية في بلدانهم، وذلك ضمن فعاليات احتفالية "ثلاثة أيام حول العالم" التي تنظمها الجامعة الكندية، بالتوازي مع مشاركة وفد المهرجان الإفريقي.
كما تضمنت فعاليات المهرجان عروضًا فنية فلكلورية مميزة قدمتها فرقة الفنون الشعبية، حيث عكست هذه العروض التراث الثقافي الغني والمتنوع للدول المشاركة، وأضفت جوًا من البهجة والتفاعل بين الطلاب.
وعلى هامش فعاليات المهرجان، تم تنظيم زيارة إلى منشآت العاصمة الإدارية الجديدة، كما تم تعزيز الوعي الثقافي بالتراث الرياضي المصري والأفريقي، وتشجيع الطلاب غير الممارسين على المشاركة في الأنشطة الرياضية. إضافة إلى ذلك، تم العمل على اكتشاف وتفجير طاقات الطلاب المميزين والموهوبين في مختلف المجالات الرياضية، وإتاحة الفرصة لهم لإبراز مهاراتهم والمساهمة في إثراء الأنشطة الرياضية بالجامعات.
وفي ختام فعاليات المهرجان، تم توجيه الشكر لجميع الجهات التي ساهمت في إنجاح الحدث، وتم تقديم درع الاتحاد الرياضي المصري للجامعات إلى كل من:
• الجامعات الكندية المستضيفة لفعاليات المهرجان، كما تم تكريم د.هادية حمدي نائب رئيس الجامعة.
• الجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني؛ تقديرًا لمشاركتها الفاعلة في تنظيم المهرجان.
• السيد حسين وراسمي، رئيس اتحاد الطلاب الأفارقة، على جهوده في تعزيز التعاون بين الطلاب الأفارقة.
• رؤساء الوفود المشاركة في المهرجان، حيث تم تكريمهم وتقديم هدايا تذكارية لكل المشاركين في فعاليات المهرجان، تعبيرًا عن الامتنان لمشاركتهم القيمة.