بوابة الوفد:
2024-11-26@19:12:19 GMT

الحالة «الترامبية»!

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

كنت أظن أن هوس الناس بشخصية الفتوة البلطجى هى ظاهرة منتشرة فقط فى دول العالم التالت والرابع باعتبار أن أغلب شعوبها مغلوبة على أمرها،ضائع حقها، فتجد فى شخص الفتوة المعادل الموضوعى لضعفها وانكسارها، فهو يشبع حاجتها للانتقام ممن ظلموه، لكن أن تنتشر ظاهرة الإعجاب بالبلطجية إلى دول العالم الأول التى يحصل المواطن فيها على كافة حقوقه وحيث الجميع أمام القانون سواء، فالموضوع هنا يحتاج دراسة من علماء النفس لتفسير تلك الظاهرة.

صدق أو لا تصدق مثلًا أن نسبة كبيرة من الشعب الأمريكى تنتظر بفارغ الصبر الانتخابات الرئاسية المقبلة لإعادة انتخاب ترامب وما أدراك من هو ترامب الذى ضرب خلال رئاسته السابقة بكل التقاليد والأعراف عرض الحائط. لكن الجماهير الأمريكية تشعر حاليا بحالة من الملل الشديد، ليس بسبب الركود الاقتصادى والتضخم وارتفاع الأسعار وتراجع الحلم الأمريكى وغيرها من المشاكل التى أثرت سلبًا على الثقافة الأمريكية فى السفر والانطلاق والفسحة والأكل فى المطاعم وتحول الشعب إلى التضحية بكل هذا الترف وأصبح حبيس البيوت، بل مصدر ذلك الملل هو ابتعاد الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب عن دائرة الضوء قبل أن يعود إليها مؤخرًا من خلال محاكمته. لكن لا يزال الشعب الأمريكى يفتقد ترامب والتعليقات النارية والقرارات الغريبة التى كان يتخذها وكانت تحدث حالة من الجدل التى كانت ربما العزاء الوحيد الذى جعل الأمريكيين يصبرون للبقاء فى البيوت بسبب الأزمة الاقتصادية.

الطريف أنه حتى من انتخبوا الرئيس الحالى جو بايدن يفتقدون ترامب والصخب الذى كان يحدثه بتوزيعه الشتائم علي كل من يخالفه ليل نهار طيلة فترة رئاسته، وحماقاته التى لم يسلم منها أحد والتى أحدثت شرخا واضحا فى المجتمع الأمريكى لن يلتئم بسهولة، وجرحا لن يندمل بسرعة، وخناقاته عالية الصوت مع الإعلام الذى كان يتعامل معه بنظرية المؤامرة متهما إياه بأنه إعلام فاشل منحاز ويفتقد المصداقية والمنهجية، وتلك الغوغائية التى كان يتحلى بها وبالذات فى أيام الانتخابات الرئاسية التى سقط فيها سقوطا ذريعا، وكاد ان يسقط معه الحزب كله عندما أبدى تبرما واعتراضا على نتيجة الانتخابات وهدد بعدم تسليم السلطة معتقدا أن الصوت العالى قد يرهب المؤسسات الأمريكية ويجعلها ترضخ لطلبه.

عدد كبير من وسائل الإعلام وخاصة بعض القنوات الشهيرة مثل السى إن إن وال آل سى بى انصرف عنها جمهور المشاهدين حيث لم يعد أمام هذه القنوات مايجذب الناس بعد توارى ترامب عن الأنظار وهو الذى كان يشعلها على مدار الساعة ولعل احدهم فى احدى القنوات صاح فى اجتماع مجلس التحرير قائلا:وجدت طريقة لاستعادة المشاهدين، فأنصت الجميع له حيث قال بثقة: نعود للتحرش بترامب إعلاميا من جديد.على الطرف الآخر كان ترامب هو الآخر يشعر بالملل الذى يسود البلاد خاصة أنه ممنوع من السوشيال ميديا التى كان من خلالها يخاطب أنصاره ومؤيديه وكانت سببًا أساسيًا فى شعبيته الكبيرة التى يتمتع بها والتى يعول عليها كثيرا للعودة للبيت الأبيض.

«مارفى كالب» محلل ومؤرخ أمريكى كبير أصدر كتابا عن ترامب تحت عنوان عدو الشعب، حرب ترامب على الصحافة، المكارثية الجديدة وخطرها على الديمقراطية الأمريكية.الكتاب حقق مبيعات ضخمة حيث جاذبية العنوان لمؤيدى ترامب قبل معارضيه، ويكشف المؤلف فى جانب من الكتاب ما أطلق عليه صفقة شيطانية غير معلنة بين ترامب وتلك القنوات،هى تهاجمه فيعود لها مشاهدوها، وهو يشتمها فيسترد شعبيته. وهو مايذكرنى بنظرية السح الدح امبو أغنية عدوية الشهيرة التى لاحظ احمد عدوية ارتفاع الإقبال عليها كلما هاجمها النقاد وقت ظهورها لدرجة أنه كان يتصل بهم راجيا منهم أن يهاجموه بضراوة كلما قدم أغنية جديدة وربما لم يكن نجمنا الكبير يتوقع أن تصبح نظريته التى أسسها بتلقائية شديدة واحدة من أهم نظريات الإعلام والسياسة فى العالم سوف يطبقها ترامب وإعلامه يمكن لنا وبكل ثقة أن نسميها نظرية ترامب الدح امبو!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هشام مبارك طلة المواطن الشعب الأمريكى التى کان

إقرأ أيضاً:

تاريخهم فى الملاعب لا يُذكر.. أنصاف لاعبين يتنمرون على الكرة النسائية!!

فى مشهد يعكس غياب الوعى الرياضى، يتجرأ بعض اللاعبين محدودى التاريخ فى الملاعب على مهاجمة كرة القدم النسائية فى مصر، فى محاولة للنيل من هذه الرياضة التى تشهد تطورًا كبيرًا فى الآونة الأخيرة، هذه التصرفات تقلل من قيمة اللعبة وتؤثر سلبيًا على عزيمة اللاعبات، بل تسيء إلى روح المنافسة واحترام التطور الرياضيين، فكرة القدم النسائية ليست مجرد لعبة، بل رمز للإصرار والطموح الذى يستحق الدعم، وليس التنمر ممن لم يتركوا بصمة تُذكر فى عالم الكرة.

وبالرغم من التطور الذى شهدته كرة القدم النسائية فى الآونة الأخيرة، بمشاركة الأهلى والزمالك لأول مرة فى تاريخ اللعبة التى انطلقت عام ١٩٩٩، الأمر الذى ساهم فى زيادة عدد المتابعين نظرًا للشعبية الجارفة التى يمتلكها القطبين، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين مازالوا يرفضون فكرة ممارسة النساء لهذه الرياضية، مبررين ذلك بأنها ترتبط بالعنف والالتحامات والخشونة، وهى أمور تتناقض، حسب رأيهم، مع الصفات التقليدية المرتبطة بالنساء مثل الأنوثة والرقة، على الرغم من النجاح الذى تحقق خلال المواسم الماضية، مثل تنظيم دورى متكامل، وتفوق بعض الأندية، ووجود لاعبات ومدربين يستحقون التكريم، إلا أنه مع كل خطأ يحدث فى المباريات، يظهر البعض لرفع لافتات التهكم مثل المرأة مكانها المطبخ.

وتسببت تصريحات أحمد بلال، لاعب الأهلى الأسبق، التى أثارت استياء وغضبًا واسعًا بين العديد من اللاعبات والمشجعين للكرة النسائية، إذ كتب «بلال» عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: «كرة نسائية إيه اللى بيلعبوها فى مصر.. دا الستات مبيعرفوش يطبخوا.. هيعرفوا يلعبوا؟»، وبعد هجوم واسع من متابعى الكرة النسائية، اضطر لحذف المنشور بعد دقائق من نشره، تصريحات أحمد بلال دفعت النجوم والمسئولين للرد عليه، وقال شادى محمد مدير جهاز كرة القدم النسائية: «للأسف وسائل التواصل الاجتماعى تستخدم النجوم بشكل خاطئ، وتقلل منهم ولا بد أن ينتبه النجم أو المسئول لكل كلمة يكتبها أو يقولها، وما يتردد من مقولة إن الست مكانها المطبخ وغيرها من الأقاويل هى دعابة غير لائقة ومصر فيها ستات وبنات كتير بـ ١٠٠ راجل، وتحملن مسئوليات كبيرة فى تنشئة وتربية أبطال ومهندسين وأطباء وعلماء، هناك لاعبة فى الأهلى عمرها ١٥ سنة وتتولى رعاية أسرتها البسيطة، كم امرأة تحملت مسئولية أولادها بعد وفاة زوجها ووصلت بهم لأعلى مكانة ممكنة؟».

واستشهدت دينا الرفاعى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة والمشرفة على كرة القدم النسائية، بالإنجازا التاريخى الذى يحققه فريق مسار «توت عنخ أمون» سابقًا، الذى فرض نفسه على الساحة الإفريقية بقوة، بعدما تأهل للدور نصف النهائى لبطولة دورى أبطال إفريقيا، ليصبح أول فريق مصرى يصل إلى هذا الدور، ومازال لديه الأمل والطموح فى بلوغ النهائى والمنافسة على اللقب، ليسطر تاريخًا جديدًا لكرة القدم النسائية.

مقالات مشابهة

  • الحب والدعم كانا من العوامل المهمة التى ساعدتنى على التعافى
  • يا وزير اسرع كرم عمر الجزلى وهو حى يرزق قبل ان يلتحق بالرفيق الاعلى
  • زاخاروفا: إسقاط القضايا المرفوعة ضد ترامب يظهر الطبيعة الدورية المفاجئة للعدالة الأمريكية
  • كشف حساب للدور الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى
  • حنان أبوالضياء تكتب عن: الهوية الأنثوية المشوشة فى Wild Diamond
  • اللجوء.. وكرم شعب
  • تاريخهم فى الملاعب لا يُذكر.. أنصاف لاعبين يتنمرون على الكرة النسائية!!
  • أفلام وفعاليات مهرجان القاهرة السينمائى 45 «كامل العدد»
  • حقيقة الحالة الصحية لـ محمد منير
  • ردا على دعمه الكبير فى سباق الانتخابات الرئاسية.. مخاوف أمريكية من إهداء ترامب منصبًا كبيرًا لإيلون ماسك