قال رئيس الحركة العالمية لمناهضة الفصل العنصري فرانك شيكاني إن ما أراه في فلسطين أسوأ من سياسة الفصل العنصري التي تعرضت لها جنوب أفريقيا؛ فنحن لم يكن لدينا احتلال، ولم يكن لدينا جيش يتحكم في تحركاتنا، ولكن النظام الإسرائيلي يمارس أكثر من ذلك في حق الفلسطينيين.

وأضاف أن التحدي أمام النضال الفلسطيني أنه لا أحد يهتم بهم، فقد تركهم المجتمع الدولي من دون أي حماية، ومن دون حقوق أو حق تقرير المصير، ويتم اعتقالهم، وحبسهم، وقتلهم من دون أن يقلق أحد عليهم.

وكان القس "فرانك شيكاني" سابقا يشغل منصب رئيس مجلس الكنائس العالمية، وهو أحد القيادات البارزة في المؤتمر الوطني الأفريقي، وهو أيضا رئيس اللجنة التوجيهية التي تحضّر للمؤتمر الدولي لمناهضة الفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي الذي سيعقد في جمهورية جنوب أفريقيا خلال الفترة من 10 إلى 12 مايو/أيار الجاري.

وقبيل انعقاد جلسات هذا المؤتمر، أجرت الجزيرة نت حوارا خاصا مع شيكاني، الذي وجّه رسالة لزعماء العالم، وقال "أود أن أقول لأي زعيم في العالم: لا يمكنك أن تكون جزءًا من الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، لأن اتفاقية الإبادة الجماعية التي وقّعت عليها كل الدول تقول إنك يجب أن تمنعها، وإذا لم تمنعها فأنت ترتكب جريمة في الحقيقة".

وعن أجندة المؤتمر والقضايا التي سيطرحها، قال شيكاني سيكون لدينا برنامج حافل بالموضوعات والجلسات النقاشية، وستكون لدينا أصوات من قطاع غزة والضفة الغربية، وأصوات الذين فقدوا منازلهم وأراضيهم، وسنخصص جزءًا للسجناء والرهائن، وسنسلط الضوء على الألم الذي يمر به الناس، وكذلك قضية الجنود من جنوب أفريقيا والمواطنين الذين يذهبون ليكونوا جنودًا في إسرائيل في مخالفة للقانون.

وإلى تفاصيل الحوار..

لماذا ينعقد هذا المؤتمر؟

التحدي حول النضال الفلسطيني أنه لا أحد يهتم بهم؛ فقد تركهم المجتمع الدولي من دون أي حماية على الإطلاق، فلقد تعرضوا للاحتلال منذ 57 عامًا، ومن دون أي حقوق أو حق تقرير المصير، ويتم اعتقالهم وحبسهم وقتلهم من دون أن يقلق أحد عليهم.

والآن لدينا إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، لقد مات تقريبًا 34 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء. وقال لنا الأصدقاء الفلسطينيون: هل يمكنكم مساعدتنا؟ لأن جنوب أفريقيا هي الدولة الوحيدة التي ستفهم حالتنا، لأنها مرت بنظام الفصل العنصري، والفلسطينيون يمرون بنظام الفصل العنصري الاستيطاني الاستعماري.

والهدف هو تحريك العالم بالطريقة التي فعلتها جنوب أفريقيا عندما كانت لدينا حركة مناهضة للفصل العنصري على مستوى العالم من أجل دعمنا، والفلسطينيون في الحالة نفسها التي كنا فيها.

لقد دعم الأميركيون نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، والبريطانيون، والفرنسيون، والألمان، والأمر نفسه يحدث مع الفلسطينيين، ولهذا السبب شعرنا بأن من الضروري عقد مؤتمر يجمع الناس من قارات العالم من أجل وضع إستراتيجيات مشتركة.

وهنا يأتي دور الأهداف الإستراتيجية للمؤتمر، مثل النظر في التحدي، وطبيعة المشكلة، وإستراتيجيات إنهاء نظام الفصل العنصري الاستعماري، وتحريض الناس في كل دولة بنفس الطريقة التي فعلناها مع جنوب أفريقيا في أيام الفصل العنصري، فلا يمكن الاستمرار في هذا النظام الاستعماري.

لماذا جنوب أفريقيا؟

عندما وافقت جنوب أفريقيا على تنظيم هذا المؤتمر كان ذلك قبل أن تذهب إلى رفع قضية أمام محكمة العدل الدولية ضد الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وهي بذلك تؤكد الموقف الذي تتخذه دوما.

ولطالما قلت إن العمل في محكمة العدل الدولية يخبرنا عن ماهية الجنوب أفريقيين، فهم بقدر صغر بلدهم فإنهم يعملون على أساس العدل، ولا يهم مدى قوة القوي ضد العدل، ونحن سنتبع دائمًا مسارًا عادلاً.

لقد قاتلنا ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا سنوات عديدة، وكانت هناك لجنة خاصة في الأمم المتحدة ضد الفصل العنصري، وألغيت هذه اللجنة بعد أن أصبحنا أحرارا، وغيروا اسمها إلى اللجنة العملية لحقوق الإنسان.

لكننا بحاجة إلى تأسيس حركة مكافحة الفصل العنصري التي ستتعامل مع كل الحالات في العالم كما كانت في جنوب أفريقيا، لأن هناك حالات فصل عنصري ويجب التعامل معها.

ومن ثم يجب أن نعود إلى تلك الإستراتيجية التي تتعامل مع العنصرية والنظام العنصري الذي يميز بين الناس، ونحن نناشد الأمم المتحدة لإعادة تنشيط اللجنة الخاصة بمكافحة الفصل العنصري حتى نستطيع التعامل مع جميع الحالات، وليس فقط في فلسطين.

ومن أجل ذلك أصبح هذا المؤتمر جزءًا من الحركة التي تقودها جنوب أفريقيا لفضح نظام الاستعمار الاستيطاني الذي ينكر حقوق الناس، ويحتلهم لسنوات عديدة.

في الحقيقة، ما أراه في فلسطين أسوأ من سياسة الفصل العنصري، فنحن لم يكن لدينا احتلال، صحيح أننا كنا مضطهدين لكنهم لم يحتلونا، ولم يكن لدينا الجيش يتحكم في تحركاتنا، ولكن النظام الإسرائيلي لا يوفر للناس أي حقوق، ومن أجل كل ذلك نحن نتخذ الموقف الذي اتخذناه ونستضيف هذا المؤتمر، والعالم كله يفهمنا ويأتي للانضمام إلينا.

وهل موقف الكنائس العالمية يدعم هذا المؤتمر؟

الكنائس العالمية جزء من هذه الحملة، ونريد أن نحصل على دعم الكنائس في جميع أنحاء العالم من أجل فلسطين ضد نظام الفصل العنصري، وبالطريقة نفسها التي وقعت مع جنوب أفريقيا.

الكنائس الأوروبية والأوروبيون عامة أمام تحديات كثيرة، فهم يعاملون إسرائيل كحالة خاصة، لأنهم هم الذين اضطهدوا اليهود، وارتكبوا جرائم ضد الإنسانية والهولوكوست ضدهم، والآن بسبب شعورهم بالذنب هذا فإنهم يظلمون الفلسطينيين. ونحن نرى أن هذا أمر خاطئ وغير مقبول، ونتوقع من الكنائس أن تتخذ موقفا، ونحن نتلقى العديد من تضامنها لكي تكون جزءًا من هذه الحملة.

كيف تنظرون إلى العدوان الإسرائيلي على غزة؟

لقد قررنا أن نستمر في هذا المؤتمر حتى خلال الانتخابات في جنوب أفريقيا، لأنه تم تحديد موعدها بعد أن حددنا تاريخ انعقاد المؤتمر، وقلنا إننا لا نستطيع تأجيل المؤتمر بسبب شدة الوضع في غزة، ولهذا السبب تحديدا من المهم بالنسبة لنا أن نتخذ موقفًا.

ويجب إسقاط شرعية هذا النظام العنصري الإسرائيلي الذي يحاول أن يظهر كأنهم ضحايا، في حين أنهم يقومون بإبادة جماعية ضد الفلسطينيين، وسنتمكن في المؤتمر من تسليط الضوء على كل ذلك، وفضحه بشكل أكبر، وتحريك العالم ضد هذا الظلم.

هل الفصائل الفلسطينية مدعوة؟

أنا لا أحب كلمة "فصائل"، أنا أقول أحزابا سياسية أو حركات مقاومة أو حركات تحرر، ومهما كانت التسمية فقد استشرناهم قبل أن ندعو لانعقاد هذا المؤتمر للتأكد من أنهم يفهمون ما نقوم به ولماذا نفعل ذلك، وكان لدينا دعم من الجميع، ولكننا لم ندعهم للمشاركة لأن هذا ليس مؤتمرا لأحزاب سياسية، فهو يتعلق بالمجتمع المدني، وهذا مسار مختلف تمامًا.

وبمجرد أن ننتهي من المؤتمر سنعود إليهم ونتحدث عن خارطة طريق نحو حرية فلسطين، لأن كل ما نقوم به يجب أن يدعم ما يقومون به، بالضبط كما فعلنا في جنوب أفريقيا مع حركات التحرير وأولئك الذين دعمونا على الصعيد الدولي من أجل تحقيق التقدم على طريق النضال وتحقيق الأهداف.

وكذلك الأمر بالنسبة للسلطة الفلسطينية والحكومات الأخرى، فالأمر لا يتعلق بالحكومات، وإلا كنا سندعو الرئيس الجنوب أفريقي لتنظيم المؤتمر، ثم يأتي الرؤساء الآخرون وهكذا، ونحن نتواصل مع السفارة الفلسطينية هنا.

ما أجندة المؤتمر؟

لدينا برنامج حافل بالموضوعات والجلسات النقاشية، وستكون لدينا أصوات من فلسطين، وأصوات من غزة، وأصوات من الضفة الغربية، وأصوات الذين فقدوا منازلهم أو هُدمت، وأصوات أولئك الذين فقدوا أراضيهم، وسنخصص جزءًا لأصوات السجناء والرهائن وغيرهما، وسنتمكن من تسليط الضوء على الألم الذي يمر به الناس.

وتتبع ذلك حلقات نقاش حول مختلف القضايا التي تؤثر على الناس مثل حق العودة، لأن الإسرائيليين لا يسمحون للفلسطينيين الذين ذهبوا إلى المنفى أو اللاجئين بالعودة إلى منازلهم.

وسنتعامل مع الرهائن لأن ما يقومون به في غزة هو اختطاف الناس واحتجازهم كرهائن، ولا يمكنك القول إنهم سجناء لأنهم لا يتعاملون معهم كسجناء حرب، وسنناقش القضية المتعلقة بالاحتلال والأعمال غير القانونية المتعلقة به، وكذلك قضية الجنود من جنوب أفريقيا والمواطنين الذين يذهبون ليكونوا جنودًا في إسرائيل في مخالفة للقانون.

وهناك العديد من الجوانب التي سيتعامل معها المؤتمر والتي تؤثر جميعها على الفلسطينيين، ونحرص على أن نطور إستراتيجيات لكل واحدة منها.

غزة تنزف، فما ما رسالتكم إلى العالم؟

أود أن أقول لأي زعيم في العالم: لا يمكنك أن تكون جزءًا من الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، لأن اتفاقية الإبادة الجماعية التي وقعت عليها كل الدول تقول إنك يجب أن تمنع الإبادة الجماعية، وإذا لم تمنعها فأنت ترتكب جريمة في الحقيقة.

وقد مر الفلسطينيون بعملية إبادة جماعية منذ النكبة عام 1948، وعندما يقول الناس إن الفلسطينيين عنيفون أو إرهابيون، أقول لهم: لا، فإذا قمت بحصار الولايات المتحدة مثلا 16 عامًا فلن يسمحوا لك بذلك، وسيقاتلونك، ولا تتوقع أن يكون الفلسطينيون محتلين ومحاصرين ولا يفعلون أي شيء.

أعتقد أنه من الضروري للعالم أن يقول إن هذا الظلم يجب أن ينتهي، ويجب أن يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون معًا في سلام، هذا ما نريده، ولسنا ضد أي شخص، لكننا ضد الظلم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات نظام الفصل العنصری الإبادة الجماعیة فی جنوب أفریقیا ضد الفلسطینیین لم یکن لدینا هذا المؤتمر فی فلسطین جزء ا من من دون یجب أن من أجل

إقرأ أيضاً:

الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟

نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا يسلط الضوء على الاستراتيجيات التي يعتزم الجيش الأمريكي تطبيقها في السنوات القادمة لتطوير قدراته وتعزيز هيمنته، وأبرز الأسلحة التي ستكون تحت تصرف رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب خلال ولايته الثانية.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب سيمتثل في البداية لميزانية الدفاع لسنة 2025، والمقدرة بـ865 مليار دولار، واستراتيجية الدفاع الوطني التي اعتُمدت في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2022.

وترجح الصحيفة إجراء تعديلات جذرية في استراتيجيات الجيش الأمريكي خلال السنوات القادمة، استنادًا إلى دراسات وتجارب من أهمها تلك المتعلقة بالخبرة المكتسبة من الحرب الروسية الأوكرانية.



الردع الشامل للأعداء
أوضحت الصحيفة أن مسألة الردع الاستراتيجي تمثل أولوية بالنسبة لوزارة الدفاع الأمريكية، وأضافت أن البنتاغون يرى أن الأسلحة النووية ستكتسب في المستقبل القريب تأثيرا ردعيا لا يمكن لأي عنصر آخر من عناصر القوة العسكرية أن يحل محله.

لذلك يعتزم البنتاغون -وفقا للصحيفة- تحديث قدراته النووية الاستراتيجية والبنية التحتية الإنتاجية والقاعدة العلمية والهندسية.

وقد تم إنشاء معظم أنظمة الردع النووي في الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن العشرين وما قبل ذلك. وبعد عدة عمليات تحديث، من المنتظر أن تنتهي صلاحية جميع الأنظمة العاملة حاليًا في منتصف ثلاثينيات القرن الحالي.

وحسب الصحيفة، تعتقد وزارة الدفاع الأمريكية أن إعادة تمويل المنصات النووية وأنظمة التسليم وأنظمة الدعم المرتبطة بها سوف تتطلب استثمارات كبيرة على مدى العشرين عاماً المقبلة.

ومن المقرر أن يحل الصاروخ الباليستي العابر للقارات "إل جي إم-35 إيه سينتنيل" محل الصاروخ الباليستي العابر للقارات "مينتمان 3" والذي تم تطويره في سبعينيات القرن العشرين.

وحسب المطورين، سيحتفظ صاروخ "إل جي إم-35 إيه سينتنيل" بخصائص التكيف السابقة، مع توفير قدرات وأمان وموثوقية أكبر. كما سيتم استبدال صاروخ "إيه جي إم 86" الذي دخل الخدمة سنة 1982.

ومن المنتظر أن يتم تطوير الغواصة النووية الاستراتيجية "كولومبيا" لتعويض الغواصات النووية الاستراتيجية من طراز "أوهايو" انطلاقا من تشرين الأول/ أكتوبر 2030. وقد انطلقت أشغال بناء السفينة الأولى من هذا المشروع في أيلول/ سبتمبر 2020.

وأضافت الصحيفة أنه من المقرر تخصيص أموال إضافية للصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات من طراز "يو جي إم-133 ترايدنت 2". ومن المقرر أن تظل هذه الصواريخ في الخدمة مع البحرية الأمريكية طوال فترة خدمة الغواصات من طراز "أوهايو"، أي إلى أوائل أربعينيات القرن الحادي والعشرين، وهو الموعد المحدد لنشر أولى الغواصات النووية من طراز كولومبيا.

كما دخلت القاذفات الاستراتيجية من طراز "نورثروب غرومان بي-21 رايدر" مرحلة الإنتاج الكامل في السنة المالية 2024. وتؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن هذه الطائرات، عند دخولها الخدمة، ستكون طائرات منخفضة التكلفة مجهزة بتقنيات متطورة. كما تؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن القاذفة ستشكل عنصرا رئيسيا في ترسانة مشتركة من الأسلحة التقليدية والنووية.

ومن المنتظر أن تحل مقاتلات "إف 35" القادرة على حمل الأسلحة النووية والعادية محل المقاتلات القديمة من الجيل الرابع، بما في ذلك "إف 15 إي"، وستكون مخصصًة لتنفيذ مهمات الردع النووية لحلف الناتو.

وقد حصلت بعض مقاتلات "إف-35 إيه" التي تمتلكها الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الأوروبيين على شهادة القدرة التشغيلية النووية في بداية السنة المالية 2024.

التفوق الجوي
ذكرت الصحيفة أن المجمع الصناعي الدفاعي الأمريكي يستمر بالتركيز في المجال الجوي على تنفيذ مشروع "الجيل المقبل من الهيمنة الجوية"، والذي يقوم على نشر مجموعة كاملة من الأنظمة المتصلة، والتي يمكن أن تشمل المقاتلات والطائرات المسيرة والأقمار الصناعية ومنصات الفضاء الإلكتروني.

في هذه المرحلة، يتمثل الاستثمار الرئيسي في الطائرة المقاتلة من طراز "لوكهيد مارتن إف-35 لايتنينغ الثانية"، والتي ستكون العمود الفقري للقوات الجوية.

في إطار برنامج "إف-35"، يتم تطوير وإنتاج وتوريد ثلاثة أنواع من مقاتلات الجيل الخامس الضاربة، وهي النسخة التقليدية للإقلاع والهبوط "إف-35 إيه" والمخصصة لسلاح الجو، ونسخة الإقلاع القصير والهبوط العمودي "إف-35 بي" لمشاة البحرية، و"إف-35 سي" الخاصة بالقوات البحرية.

وفقًا للبنتاغون، فإن خاصية التخفي التي تتميز بها طائرة "إف-35"، وأجهزة الاستشعار المتطورة والتكامل الوظيفي الذي يسمح بتبادل المعلومات بشكل سلس، كلها مميزات تجعل هذه الطائرة أذكى وأكثر فتكًا وقدرة على الصمود في ساحات المعارك.

كما يستمر تمويل نظام الطائرات المسيرة التابع للبحرية الأمريكية من طراز "بوينغ أم كيو-25 ستينغراي"، التي ستوفر لوزارة الدفاع ناقلة وقود مسيرة من شأنها مضاعفة القوة الضاربة لجناح حاملة الطائرات مع توفير المراقبة البحرية.



وأضافت الصحيفة أن ميزانية السنة المالية 2025 تتضمن أيضًا شراء طائرة نقل من طراز "بوينغ كيه سي-46 بيغاسوس"، والتي ستحل محل الناقلات القديمة. كما تتضمن ميزانية السنة المالية 2025 تمويل جهود القوات الجوية الأمريكية لاستبدال أسطول طائرات الإنذار المبكر المحمولة جوا من طراز "بوينغ إي 3 سينتري" بأخرى من طراز "بوينغ 737".

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة خصصت مبالغ لتمويل مختلف أنظمة الحرب الإلكترونية. بالإضافة إلى التعديلات الحالية على طائرة الحرب إلكترونية من "بوينغ إي إيه-18 جي غرولير"، فإن جهاز التشويش من الجيل القادم سيضمن إمكانيات متقدمة في مجال الهجوم الإلكتروني الجوي ضد رادارات الدفاع الجوي المتقدمة.

وتتضمن ميزانية السنة المالية 2025 أيضًا تخصيص أموال لتعزيز قدرة نظام التحذير في طائرة "إف-15 إيغل"، ونظام الإجراءات الإلكترونية المضادة المتكامل في طائرة "إف/إيه-18 هورنت".

التفوق على الأرض
وقالت الصحيفة إن وزارة الدفاع الأمريكية تخطط لاتخاذ القرار النهائي بشأن الصورة المستقبلية والهيكل التنظيمي للقوات البرية الأمريكية في سنة 2040 خلال العامين المقبلين.

وتخطط المؤسسة العسكرية الأمريكية لمعرفة ماهية ساحات المعارك والبيئة التشغيلية في المستقبل المنظور، ومما لا شك فيه أن هذه الدراسات سوف تتأثر إلى حد كبير بالخبرة القتالية المكتسبة من النزاع المسلح في أوكرانيا، وفقا للصحيفة.

ويعد مشروع التقارب التابع للجيش الأمريكي، والذي انطلق في 2020 ويهدف إلى تحسين قدرات الجيش، منصة للقيام بهذه التجارب.

ينص المشروع على استبدال الدبابات التقليدية بدبابات روبوتية ونقل جزء كبير من الأعمال العسكرية الشاقة، وخاصة المهام عالية المخاطر، إلى الآلات والروبوتات بدلاً من الجنود. وقد خصصت ميزانية 2025 حوالي 13 مليار دولار لتحديث الأسلحة والمعدات العسكرية للجيش الأمريكي وسلاح مشاة البحرية، بما في ذلك المركبات المدرعة متعددة الأغراض ومركبات القتال البرمائية ومركبات المشاة القتالية.

الهيمنة في البحار والمحيطات
تتضمن طلبات الميزانية للسنة المالية 2025 تخصيص 48.1 مليار دولار للاستثمار في القوة البحرية الأمريكية، ببناء ست سفن جديدة، بينها غواصة نووية متعددة المهام من طراز "فيرجينيا"، ومدمرتين من فئة "آرلي بيرك" مزودة برادار متطور، وسفينة إنزال من فئة "سان أنطونيو"، وسفينة إنزال متوسطة الحجم.

وتتضمن ميزانية السنة المالية 2025 تمويلًا إضافيًا لبناء حاملات طائرات جديدة تعمل بالطاقة النووية من فئة "جيرالد فورد" و"يو إس إس جون إف كينيدي"، المقرر تسليمها إلى البحرية في 2025، و"يو إس إس إنتربرايز" المقرر دخولها الخدمة في 2028، فضلا عن حاملة أخرى من فئة "يو إس إس دوريس ميلر".

ومن المقرر وضع حجر الأساس للناقلة "دوريس ميلر" في كانون الثاني/ يناير 2026، وإطلاقها في تشرين الأول/ أكتوبر 2029، ودخولها الخدمة في 2032.

ما المتوقع من ترامب؟
وذكرت الصحيفة أن من المتوقع تخصيص حوالي 143.2 مليار دولار للبحث والتطوير والاختبار والتقييم، ويشمل ذلك الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس ومختلف أنواع التجارب.



ومن المنتظر تخصيص 17.2 مليار دولار للعلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك الاستثمارات في البحوث الأساسية بقيمة إجمالية تبلغ 2.5 مليار دولار.

وحسب البنتاغون، تتيح هذه الإجراءات للقوات المسلحة الأمريكية تحقيق مزايا مستدامة في إدارة العمليات العسكرية.

وختمت الصحيفة أنه من المستبعد أن يتخذ الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أي قرارات في المستقبل القريب بمراجعة البرامج والتمويلات المعتمدة سابقا لتطوير قدرات الجيش الأمريكي.


مقالات مشابهة

  • امتحانات الفصل الدراسي الأول في مدارس حلب تسير وفق الخطة التي وضعتها وزارة التربية والتعليم
  • وسط حضور إعلامي متميز.. إقامة المؤتمر الصحفي الاستباقي لبطولة العالم للقوارب الكهربائية “E1” بجدة
  • هذه الدول التي لديها أطول وأقصر ساعات عمل في العام 2024 (إنفوغراف)
  • المشاط تعقد اجتماعات ثنائية مع ممثلي حكومة جنوب أفريقيا وباكستان خلال منتدى «دافوس»
  • ارتفاع التضخم في جنوب أفريقيا يزيد من احتمالات خفض الفائدة
  • الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟
  • فاس تستقبل خبراء العالم في سرطان الجهاز البولي التناسلي
  • حدث لم يحدث.. مايكل جوردان يهزم كريستيانو رونالدو!
  • جنوب أفريقيا تطلب العودة الى استضافة سباق الفورميلا وان
  • فلسطين.. إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال بلدة بيتا جنوب نابلس