في غزة المحاصرة والمدمّرة.. من لم يمت بالقصف مات جوعا أو يكاد وعليه الاختيار فإما غداء وإما عشاء
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
سلاح القوت أصبح هو أمضى من وجع الفقد. فأي شعور بالعجز هذا الذي ينتاب ربّ أسرة وهو يرى أطفاله يتضورون جوعا وهو لا يملك من أمرهم شيئا؟
مخالب الجوع تنهش أجساد الصغار والكبار في قطاع غزة الرازحة سماؤُه وأرضه تحت القصف الأسرائيلي المتواصل على مدار الساعة منذ قرابة سبعة أشهر.
إذا كانت مشاهد الدمار والدماء والأشلاء المتناثرة فوق الركام أو تحته قد أصبحت أمرا مألوفا لدى من قُدّرت له النجاة من الآلة العسكرية للدولة العبرية، فإن سلاح القوت أصبح أمضى من وجع الفقد.
فأي شعور بالعجز هذا الذي ينتاب ربّ أسرة وهو يرى أطفاله يتضوّرون جوعا وهو لا يملك من أمرهم شيئا؟
فمن لم يمت بالقصف قد ينتهي به المطاف إلى الموت جوعا بسبب شحّ الطعام أو قُلْ غيابه في كثير من الأحيان. نوعٌ من الموت البطيئ الذي لا يمكن لأيّ كان أن يتحمله مهما بلغ صبره وقويت عزيمته.
بسبب قلة الغذاء، أصبح الشبع ترفا والبقاء على قيد الحياة غاية بحد ذاتها لدى بعض العائلات التي باتت تقتات بالحد الأدنى من الوجبات. منذ أن بدأت الحرب قبل قرابة سبعة أشهر، انخفض بشكل كبير عددُ الشاحنات التي تدخل المناطق الساحلية في القطاع المحاصر ما أثر خصوصا على سكان الشمال.
يشتكي بعض الفلسطينيين هناك من أنهم لم يحصلوا على بعض الخضروات منذ أسابيع وأن عليهم ترشيد الطعام الذي تقدمهم لهم الجمعيات الخيرية.
ناهض المصري نازح من بيت لاهيا يعترف بأنه يجد نفسه أحيانا مضطرا للتخلى عن وجبة أو أكثر. فيقول: "في بعض الأيام إذا تناولت الغداء فإنني لا أتعشى وفي بعض الأوقات، إذا حدث وتناولنا فطور الصباح فإننا نهمل وجبة الغداء. يجب أن نتدبر أمورنا فنحن في حالة حرب وعلينا التصرف على هذه الأساس. نقتسم الطعام على قلته ونحمد الله على ما أعطانا."
عائلة ناهض مؤلفة من 16 فردا دون حساب الأولاد والأحفاد وهو يقول "إن الاحتياجات كبيرة. في المقابل انخفض عدد الشاحنات التي تدخل القطاع بل انعدمت أحيانا. نحن لم نحصل على الخضروات منذ شهر ونصف."
وعن المساعدات يقول مروان الزيد وهو نازح آخر من بيت لاهيا: " في غزة، هناك شحّ في كل شيء. لا خضراوات ولا طرودا غذائية. نحن نحصل عليها مرة في الشهر" ويضيف: " لولا فضل الله والمطبخ العالمي (الذي قتلت الغارات الإسرائيلية 7 من أعضائه قبل فترة) والجمعيات الخيرية الأخرى لا نعرف ما كان حلّ بنا".
المجاعة تطل برأسها في شمال غزة بشهادة الأمم المتحدة
فاقمت ندرة الطعام إذا معاناة السكان في هذا القطاع المدمّر. حيث سُوّيت أغلب المناطق بالأرض وكادت معالمها أن تُمحى بسبب القصف البري والجوي والبحري الذي تشنه تل أبيب على غزة في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في أكتوبر تشرين الثاني الماضي.
الأمم المتحدة: إعادة إعمار جميع الوحدات السكنية التي دمرتها إسرائيل في غزة قد تستغرق 80 عاماحرب غزة: لا تقدّم في مفاوضات الهدنة.. حماس تتمسك بشروطها ونتنياهو يرفض إنهاء الحرب مقابل الأسرىتقارير: قادة حماس يعلنون عن احتمال الرد يوم الخميس على مقترح وقف إطلاق النارفيديو: انتفاضة الطلبة في الجامعات الأمريكية دعماً لغزة تمتد لجامعات أوروبافيديو: أهالي الرهائن الإسرائيليين يتهمون نتنياهو بتقويض الاتفاق مع حماسوسط جحيم خيام النايلون.. نازحو غزة محاصرون بين موجات الحر وتفشي الأوبئةأمام هذا المشهد الكارثي، كانت مديرة برنامج الأغذية العالمي هي أرفع مسؤول أممي يدق ناقوس الخطر حيث صرحت سيندي ماكين الجمعة قائلة أن المدنيين في شمال القطاع يرزحون تحت وطأة مجاعة حقيقية بعد أكثر من ستة أشهر من الحرب والقيود التي تفرضها الدولة العبرية على عملية دخول المساعدات الإنسانية إلى هناك.
وقالت المسؤولة الأممية أيضا في مقابلة مع شبكة إن بي سي الأحد: " إنه أمر مرعب، هناك مجاعة مكتملة الأركان في الشمال وهي تزحف نحو الجنوب".
هذا التحذير الأممي لم يكن الوحيد من نوعه، إذ سبقه تصريح آخر في مارس آذار الماضي أعرب فيه برنامج الغذاء العالمي عن ذات المخاوف وقالت إن المجاعة ستضرب القطاع في مايو أيار الجاري.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع اتفاقية دفاع مع المملكة حرب غزة: لا تقدّم في مفاوضات الهدنة.. حماس تتمسك بشروطها ونتنياهو يرفض إنهاء الحرب مقابل الأسرى شاهد: إنقاذ العالقين بمياه الفيضانات من فوق أسطح المباني في البرازيل مجاعة قصف برنامج الأغذية العالمي إسرائيل طوفان الأقصى حركة حماسالمصدر: euronews
كلمات دلالية: فلسطين روسيا إسرائيل حركة حماس قطاع غزة غزة فلسطين روسيا إسرائيل حركة حماس قطاع غزة غزة مجاعة قصف برنامج الأغذية العالمي إسرائيل طوفان الأقصى حركة حماس فلسطين روسيا إسرائيل حركة حماس قطاع غزة غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلاديمير بوتين السعودية ألمانيا السياسة الأوروبية یعرض الآن Next حرب غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أوكسفام: الآن فقط نكتشف حجم الدمار في غزة
قالت منظمة أوكسفام البريطانية إن إسرائيل دمرت أكثر من 80% من شبكات المياه والصرف الصحي في قطاع غزة، مما أدى إلى ظروف صحية كارثية.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية لدى أوكسفام في قطاع غزة كليمنس لاغواردا في بيان أمس الثلاثاء "الآن وقد توقفت القنابل بدأنا فقط للتو ندرك حجم الدمار الهائل".
وأوضحت المنظمة أن إسرائيل دمرت 1650 كيلومترا من شبكات المياه والصرف الصحي.
وأشارت إلى أن السكان في شمال غزة وفي مدينة رفح جنوبي القطاع يعيشون على 5.7 لترات من المياه فقط يوميا، أي أقل من 7% من معدلات ما قبل الحرب. وقالت إن هذا لا يكاد يكفي لدفقة واحدة لتنظيف المرحاض.
وأعربت أوكسفام عن تطلعها إلى استمرار وقف إطلاق النار وتدفق الوقود والمساعدات حتى يتمكن الفلسطينيون من إعادة بناء حياتهم.
???? BREAKING: People in North Gaza and Rafah are surviving on just 5.7 litres per day – less than 7% of pre-conflict levels. That’s barely enough for a single toilet flush.
Read our full release: https://t.co/dLzGLFE1E8 pic.twitter.com/qOYNIx7OCc
— Oxfam International Media Team (@newsfromoxfam) February 18, 2025
في السياق نفسه، قالت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية ليلى بكر إن مستوى الدمار بسبب الحرب على غزة على امتداد البصر.
إعلانودعت بكر في مقابلة مع الجزيرة إلى تأهيل الظروف المعيشية لمساعدة أهل غزة على إعادة الإعمار وإعادة بناء حياتهم الطبيعية.
وأشارت إلى أن ارتباط الناس بالأرض ما زال قويا، رغم كمية الأنقاض والركام واحتشاد السكان في أماكن غير صالحة للعيش.
وقد أظهر تقييم أصدرته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي أن إعادة بناء غزة والضفة الغربية تتطلب 53.2 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة، منها 20 مليارا خلال السنوات الثلاث الأولى.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل حيز التنفيذ بمرحلته الأولى التي تمتد 6 أسابيع، وذلك بعد حرب إبادة ضد قطاع غزة على مدى 15 شهرا أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 160 ألف شخص، جلهم أطفال ونساء، ودمار هائل لم يعرفه العالم منذ الحرب العالمية الثانية.