جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-17@15:53:43 GMT

من الحبر إلى النصر

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

من الحبر إلى النصر

 

 

سمية بنت سامي المفرجية *

"ليس من العدل أن يقدموا هم على الشهادة، ونكتفي نحن بالنشر والمشاهدة".. لطالما راودني هذا الحديث بعد كل مقطع يُعرض لغزة، فكلُّ ما أملكه الحِبْر، وكل ما أستطيع فعله الكتابة والنشر، ولعلَّ "الطوفان" حطَّم فكرتي هذه بل واقتلعها بقوة، فنحن نستطيع بأصابعنا صُنع أسلحة تقتل دون إراقة قطرة دم واحدة، وتجاهد مع المجاهدين بكل أَنَفَة وبسالة، بل وتحقن الدماء، وتكون درعا للاحتماء.

يُمثل كُتَّاب أي شعب مستعمر بحبرهم ذاكرةً حافظةً للحكايات الإنسانية التي خاضها الشعب بكل قهر، ويبقَى الأدب بالنسبة لي من أفضل الوسائل التي تجعل القضية حاضرةً على الدوام في الأذهان؛ فهو يتجاوز أرقام الضحايا، وصور الدمار وغيرها من المعطيات الخبرية الجامدة ليحفر في أعماق الوجدان ببطء وإصرار خندقًا يصعب طمره بما تعرضه دولة الشر من أكاذيب وادعاءات، صحيح أن من عاش الحدث وعاصره يختلف عن ذاك الذي سمع ورُوِي له، ولكن ما زلتُ مُوقِنةً بأن كل إنسان يجاهد في ثغره، والنكبة هذه المرة تُرْوَى بلسان العالم أجمع، فكل ما كتب بحبر صادق سيخلد، وأظن أن أرشيف هذه النكبة سيكون ضخما؛ فأقلام أحرار العالم انتفضت للكتابة، وتحدَّثوا عن القضية بشكل أكبر مما مضى، وأصبح حبرهم المنشور يؤرق المتصهينين الذين فرضوا قيودًا صارمة تمنع النشر، بجانب تلاعبهم بالكلمات ووضعها في غير موضعها، كأن يقولوا عن المجاهد "إرهابي"، والشهيد "قتيل"، وهم يبررون ذلك بأنهم محايدون ديمقراطيون!

حين نَزَل القرآن الكريم دعا العرب إلى ضرورة استخدام الكتابة في بعض المعاملات، فضلًا عن قسمه بالكتابة وأدواتها في فاتحتي القلم والطور: "ن والقلم وما يسطرون"، "والطور وكتاب مسطور في رق منشور"، والكتابة بأنواعها تستطيع تغيير المعادلة وقلبها رأسًا على عقب في هذه الحرب إن كان غرضها نصرة الأقصى، والحبر يمكن مشاهدته، وسماعه، وتجسيده حين يتحول لشكل من أشكال الفن، وإن كان الأدب نافذة تنفتح على الداخل؛ فأستطيع القول أن الفنون بأنواعها تمثل بوابةً تنفتح على العلم والعالم معًا، وإن لم يحرك الحرف المكتوب وجدانك، فإن خشبة المسرح، وشاشة العرض، والأنغام التي تسيل لأذنيك ستتكفل بذلك حتما؛ فهذه الوسائل أكثر إقناعًا، فكيف بنا ونحن نشاهد حربًا واقعية لم تتدخل يد كاتب في تحديد مشهدها القادم؟ وماذا عسى لأقلامنا أن تكتب وتصف؟ وهل سننشر أخبار الإبادة ونعيد تغريدها فقط أم سنجتهد ونصنع محتوى خاصا لا ينتهي بانتهاء الحرب؟

يُقاوم حِبْر يحيى البشتاوي فيدخل دور المسرح بعمله "عائد إلى حيفا" ويبكي المشاهدين على المدرجات، وقد استمد البشتاوي عمله من رواية الشهيد غسان كنفاني "عائد إلى حيفا" التي صدرت عام 1968، فحول الرواية لمسرحية تنتمي لفن المونودراما، وأضاف لها وحذف بحسب الأحداث التي طرأت وتطورت في القضية، ومثل غنام صابر غنام تسع شخصيات، ولم أشعر لوهلة وأنا أشاهد المسرحية أنه تكلف، ولم أشعر كذا بأنه يجسد نصًّا مكتوبًا بل يُحاكي الواقع اليومي، الواقع الذي يعيشه ويراه، أنهيت المسرحية وقلبي منقبض، منقبض كأن يدًا تعصره، انهمرت علي مشاعر الغربة والقهر والانقسام دفعة واحدة، أحسست بقهر خالد، وحسرة أمه، فممثل واحد بلهجته العفوية الفلسطينية استطاع إيقاظ الضمير الغائب فيَّ، فما عسى شعب كامل أن يفعل؟ نشيد "موطني" الذي صدح به الجمهور كان وقعه مختلفا عن كل المرات التي أسمعه فيها بشرود وأنا أقطع مسافات طويلة بسيارتي في شوارع مسقط، "ميم" موطني حين تخرج بانطباق شفاه الفلسطيني تختلف عن تلك التي نستعملها يوميًا، هي ميم الأنفة والصمود والتحدي، كذا فإن الكوفية هي الزي الوحيد الذي استعان به في التمثيل وكان يحركها فتنطق بكلمات أخرى خارج النص، تشاهد وتحس ولا تسمع، يتحرك تارة، ويهرول تارة أخرى وكأن الريح تحت خشبة المسرح، يسرد غنَّام الأحداثَ التاريخية بيُسر ويحرك الكلمات بخفة وكأنه يرتب طاولة مكتبه، فيعيد بكلماته تشكيل الهوية الفلسطينية في عقول الحاضرين، مما جعل أحد الحضور يصيح بلكنة بدوية متفاعلا مع الأحداث: "خالد لم يمت، جميع أبنائنا فداء لفلسطين" وإن كان الاحتلال يستطيع زعما تقسيم الأرض، والشعب، والحرية، فالحبرُ سيلمُّ الشتات، ويوحِّد الأرض، وسيحمي القلوب العربية من أن تحيد بوصلتها عن قضيتها الأولى.

كما تمكَّن الشعراء من إذابة حبرهم في حناجر المطربين الأحرار؛ فقد ذاب حبر الشاعر فيصل الشريف في حنجرة المطرب والملحن التونسي لطفي بوشناق حين صدح بأغنية "وا أمتاه" التي تعاتب صمت الأمة، وتشرح الحال الفلسطيني، وقد جاء في أول بيتين منها:

وا أمتاه الصمت قد أردانا   إنا سئمنا الجور والطغيانا

سفك العداة دماءنا في غزة  والغرب قد كانوا لهم أعوانا

وبجانب الشريف، تعيدني الذكرى لأنشودة أمي فلسطين التي أداها المبدعان: حمود الخضر، ومشاري العرادة، والتي تجاوزت مشاهداتها المليون مشاهدة، وقد علمت مؤخرا أنها من كلمات الشيخ الداعية يوسف القرضاوي، واسم القصيدة في الحقيقة "ثورة لاجئ"، وهي مُقتبسة عن موقف حقيقي حصل في حياة فضيلته؛ حيث قال: "لقيته غلامًا لم يبلغ الحلم، قد فر من خيام اللاجئين باكيًا، حزينًا، حانقًا، فكان بيني وبينه حوار سجلته في هذه القصيدة"، وقد تُوفِّي القرضاوي قبل عامين، بيد أنَّ معاني كلماته لا تزال حاضرةً في المسيرات والوقفات المعادية للاحتلال.

ولا أنسى في هذا المقام ذكر عنقاء فلسطين الراحلة ريم بنا، والتي غنَّت الكثير عن أرضها، وقدمت التراث الفلسطيني إلى العالم أجمع، وكانت تحرص على تقديم طموحات وأحلام ومعاناة أبناء شعبها بصوتها الصوفي العذب، كما أنها حرصت على الغناء أمام الأطفال وتقديم الأغاني التراثية الفلسطينية لهم في المهرجانات؛ حتى تكون القضية حاضرة دائمًا في أذهانهم، ومن بين الأغاني التي غنتها وأحدثت ضجة: أغنية "الغائب" للشاعر العبقري راشد حسين، والذي كتب الأغنية بعد أن أصدرت إسرائيل قانون الغائبين؛ حيث تقوم بموجبه بمصادرة أملاك الفلسطينيين الذين هاجروا إلى بلدان أخرى بحجة غيابهم، ولكن الغريب في القانون أن إسرائيل قامت بتطبيقه على الأوقاف الدينية فصادرتها، فكتب الشاعر قصيدته الساخرة التي سيُكفِّر سامعُها راشدَ حسين إنْ لم يفهم المعنى العميق الذي تقصده الأبيات.

ومن خلال تصفُّحي لعدد لا بأس به من الكتب، أيقنتُ أن بعض الكلمات لا تُقرأ بل تُشَاهَد، وبعض الكتاب لا يكتبون بل يتحولون لمصورين سينمائيين، ولعل الدكتور وليد سيف خير من يمثل هذا المعنى؛ إذ استطاع بكتابته "مسلسل التغريبة الفلسطينية" نبشَ الجرح الفلسطيني الغائر، وإعادة رواية أحداث نكبة 1948 على لسان أبطال عاشوا النكبة، وتلظوا بنار التهجير والتنكيل، وبجانب مسلسل التغريبة أذكر فيلم "إسماعيل"، الذي يحكي عن الفنان الفلسطيني إسماعيل شموط حين كان شابًّا يكافح ليعيل أبويه بعد تهجيرهم، وقد كتب السيناريو حاتم الشريف، ولا يمكن كذا تجاهل فيلم "الهدية" المرشح للأوسكار؛ فالفيلم يصور القمع الذي يتعرض له الفلسطينيون في الأراضي المحتلة يوميا في ظل وجود الأسوار، والحواجز، والوجود العسكري المستمر، وقد كتبته وأخرجته فرح النابلسي، التي أرادت من خلاله إعلاء كرامة الإنسان الفلسطيني، وفرض حرية التنقل التي يجب أن يتمتع بها دون قيود وتفتيش مستمر، وقد ركزت نابلسي في كتابتها على الإنسان المنفرد، وأرى أنها أجادت في اختيار هذه الزاوية للمعالجة؛ فنحن قد نعتاد الأعداد الكبيرة الضخمة ونألفها، ولا نبالي بالفرد الواحد.

قد تكون المواجهة "بالفضح"، فحين تكتب فأنت تقاوم مع الفلسطينيين بحبرك، وتفضح الجرائم التي يحاول الاحتلال التستر عليها وإخفاءها، فقد يخفون المقاوم بالاغتيال والسجن والإبعاد، ولكن لن يستطيعوا حبس كلمة خرجت من حنجرة تضوعت بالصدق، وأنت تستطيع بحبرك الثائر إعادة تشكيل ملامح غزة، وبعث صوت الضحكات التي قصفت، فسلاحك الحبر، وثغرك الكتابة والنشر، فالحبر أجر، والحبر جبر، والحبر يبشر بنصر تلو نصر، وأقول في عدة أبيات:

حبري ثار مع الثوار         وفداءً للأقصى سار

كلماتي قد تحدث فرقا       وكذا فيلمك والأوتار

ياسينًا قد تصنع أيضًا       وستوجع كل الأشرار

وستجتاز القبة حتمًا        شوكة نار ضد العار

وبنشرك قد تنقذ طفلا      سبب أنت لفك حصار

 

* طالبة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ضرورة وجود أفق سياسي للشعب الفلسطيني.. تطورات الأوضاع في قطاع غزة| تفاصيل

تواصل إسرائيل منع دخول المساعدات إلى غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار، ما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني، فضلا عن قطع التيار الكهربائي ومياه الشرب عن القطاع.

ضرورة وجود افق سياسي للشعب الفلسطيني

أكد وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى يوم الجمعة، ضرورة وجود «أفق سياسي للشعب الفلسطيني».

وبحسب ما نشرته وكالة «رويترز»، جدد الوزراء دعمهم لاستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق، ولوقف دائم لإطلاق النار.

ولم يرد في مسودة نهائية للبيان الختامي أي ذكر لـ«حل الدولتين» للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ تخلى وزراء الخارجية عن بعض الصياغات التي أكدت أهميته في مسودات سابقة.

وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خروقاتها لوقف إطلاق النار في اليوم الـ54 في مختلف مناطق قطاع غزة، ما خلف عددا من الشهداء والجرحى.

وخلال الـ24 ساعة الماضية، استشهد الطفل سراج كريم نصير، وأصيبت والدته إصابة حرجة بعد استهدافهم من قبل طيران الاحتلال المسير داخل مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة.

كما استشهد الطفل أمجد حازم عابد (ثلاث سنوات) بعد إطلاق النار عليه من قبل الطيران المسير في حي الشجاعية شرق غزة، ليلتحق بوالده الذي ارتقى بداية الحرب.

وصباح اليوم الجمعة، جدد جيش الاحتلال إطلاق النار المكثف في أحياء رفح الجنوبية وشرقي خان يونس.

وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 48,525 شهيدا و111,955 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.

وتواصل إسرائيل إغلاق معبر كرم أبو سالم لليوم الـ13 على التوالي، وسط تدهور الأوضاع المعيشية نتيجة الإغلاق.

  تنفد بسرعة كبيرة

حذر رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)  من أن المخزونات في قطاع غزة "تنفد بسرعة كبيرة"، حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس.

وقال توم فليتشر في مؤتمر صحفي إنه بعد دخول الهدنة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في 19 يناير، تم تحقيق تقدم كبير في توفير الغذاء والدواء للملايين الذين كانوا في حاجة ماسة إليها، إضافة إلى بدء إعادة تشغيل المستشفيات. "لكن، منذ أحد عشر يومًا، لم يدخل أي شيء إلى المنطقة".

وأكد أن فترة "أحد عشر يومًا هي فترة طويلة جدًا لمنع وصول المساعدات إلى المدنيين الذين هم في أمس الحاجة إليها"، وأشار إلى أن إمدادات المساعدات "تنفد بسرعة كبيرة".

كما ذكر أن "عدم إيصال الوقود يعني إغلاق الحاضنات"، محذرًا من أن الوضع "سيتحول بسرعة كبيرة إلى أزمة إنسانية جديدة".

 كان فليتشر زار القطاع في بداية فبراير، وقال وقتها "كان الوضع أسوأ مما توقعت. وقد أعددت نفسي للأسوأ".

وتحدث عن "صدمته" من رؤية الكلاب تنبش الأنقاض، مضيفًا "سألت زميلي الذي كان معي، لماذا الكلاب سمينة جدًا؟ فقال لأنها تبحث عن الجثث".

وأوضح أنه لاحظ أن الناس كانوا نحيفين، مشيرًا إلى أن الوضع كان مؤلمًا حتى على بعد عدة كيلومترات.

وتمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، وأوقفت الأحد، إمدادات الكهرباء لمحطة تحلية المياه الرئيسية التي تزود ما لا يقل عن 600 ألف شخص.

قطع الكهرباء عن غزة 

اعلن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين الاحد أنه أعطى تعليماته لوقف إمداد غزة بالكهرباء، وذلك بعد أسبوع من قرار الدولة العبرية بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المدمر.

 وقال كوهين في مقطع مصور: "وقعت للتو أمرا بوقف إمداد قطاع غزة بالكهرباء فورا"، مضيفا "سنستخدم كل الأدوات المتاحة لنا لاستعادة الرهائن وضمان عدم وجود حماس في غزة في اليوم التالي" للحرب.

ويغذي الخط الكهربائي الوحيد بين إسرائيل وغزة محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع التي تخدم أكثر من 600 ألف شخص.

ويعول سكان غزة خصوصا على الألواح الشمسية والمولدات للحصول على الكهرباء، وخصوصا أن الوقود ينقل إلى القطاع بكميات ضئيلة.

وسارعت حماس إلى التنديد بالقرار الإسرائيلي، وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق في بيان: "ندين بشدة قرار الاحتلال قطع الكهرباء عن غزة بعد أن حرمها من الغذاء والدواء والماء"، معتبرا أنها "محاولة يائسة للضغط على شعبنا ومقاومته عبر سياسة الابتزاز الرخيص والمرفوض".

كما أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه شنّ غارة جوية على "إرهابيين" كانوا "يحاولون زرع عبوة ناسفة قرب قواته في شمال قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل عدد منهم. 

ودخلت الهدنة في غزة حيّز التنفيذ في يناير بعد أكثر من خمسة عشر شهرا من الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وأعرب المبعوث الأمريكي الخاص بشأن الرهائن المحتجزين في غزة عن ثقته بإمكان التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم "في غضون أسابيع"، واصفا المحادثات المباشرة غير المسبوقة التي أجراها مؤخرا مع حركة حماس بأنها "مفيدة جدا".

والأحد قطعت إسرائيل الخط الوحيد الذي كان يمد قطاع غزة بالكهرباء، وذلك بعد أسبوع من قرار آخر بمنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع المدمر.

ويغدي الخط الكهربائي محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع التي تخدم أكثر من 600 ألف شخص، مما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من "تداعيات خطيرة".

تحدى سافر للقانون الدولى والمعايير الإنسانية

 في هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن  بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي يتبع كافة السياسات، لفرض حصار خانق على الفلسطينيين،  سواء من خلال اتباع سياسة التجويع بمنع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة فى تحدى سافر للقانون الدولى والمعايير الإنسانية،  وأيضا من خلال قطع الكهرباء عن قطاع غزة، إضافة إلى مواصلة ارتكاب جرائم وممارسة أعمال استفزازية بهدف خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس،  وذلك لاعتبارات سياسية وشخصية تتعلق بمجده الشخصى وبطموحه السياسى، وأيضا تتعلق بالمخططات الصهيونية بشأن دولة إسرائيل الكبرى في المنطقة. 

واضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " أن قيام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجراء مباحثات سرية ومباشرة مع حماس، أغضب نتنياهو خاصة أنه يريد أن يحتكر المعلومة التى تصل إلى إدارة ترامب،  إضافة أنه يرغب فى الاستفادة من دعم الولايات المتحدة الأمريكية فى تحقيق مخططات التهجير الطوعى، لذلك يرفض الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وبالتالى يقوم بممارسات استفزازية من شأنها العمل على اجبار الفلسطينيين على الهجرة، وفى نفس الوقت يتبع سياسية الخداع الاستراتيجي   بإرسال وفود للتفاوض، ومن جهة أخرى يمنع دخول المساعدات ويقطع الكهرباء عن القطاع، تزامنا مع التوسع في العمليات العسكرية بالضفة الغربية ومواصلة أعمال التهويد فى القدس، وأيضا التوسع في احتلال مزيد من الأراضي السورية.

وتابع: ظنى أن الرئيس الأمريكى بعد إجراء مفاوضات مباشرة مع حماس، سيتم ممارسة ضغوط على نتنياهو خلال الفترة المقبلة،  للاستمرار فى اتفاق وقف إطلاق النار على الأقل تمديد المرحلة الأولى بالاتفاق على هدنة مؤقتة لمدة شهرين مقابل الإفراج عن عدد من الرهائن الأحياء، مع النظر فى الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين فى ظل إصرار مصر والموقف العربى والإسلامي الموحد والذى تبنى واعتمد الخطة المصرية لإعادة الاعمار.

مقالات مشابهة

  • عطوان: اليمن هو الوحيد الواقف في الخندق الفلسطيني
  • “المنتدى الفلسطيني” في بريطانيا يكفل 40 عائلة في غزة
  • اغتصاب الشعب الفلسطيني
  • المنتدى الفلسطيني في بريطانيا يكفل 40 عائلة في غزة خلال إفطاره السنوي
  • محكمة نمساوية: حل الشرطة لمعسكر التضامن الفلسطيني غير قانوني
  • الشاعر شكيب جهشان.. معلم الانتماء الوطني الفلسطيني والجندي المجهول
  • الثقل النوعي لغزة في النضال الفلسطيني.. دور المقاومة وتحديات المستقبل
  • وقفات في حجة تأكيداً على الاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني
  • بيان مجموعة السبع لم يؤكد على الالتزام بحل الدولتين للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي
  • ضرورة وجود أفق سياسي للشعب الفلسطيني.. تطورات الأوضاع في قطاع غزة| تفاصيل