جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-18@03:00:09 GMT

صلالة.. ومشروع سوق الذهب الجديد

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

صلالة.. ومشروع سوق الذهب الجديد

 

 

عمير العشيت **

alashity4849@gmail.com

 

يُعد الذهب أحد أهم المُقتنيات المُحبَّبة للإنسان، فهو من أندر المعادن وأغلاها على مستوى العالم، وعلامة فارقة بين الأغنياء والفقراء.. ولقد حرصت دول العالم على الاستعانة بعنصر الذهب كونه الملاذ الوحيد لحماية مخزونها النقدي، وتلجأ إليه وقت الحاجة او لتغطية عجزها المالي؛ كونه يتمتع بمكانة خاصة عن كثير من العملات والسلع الأخرى نتيجة الطلب عليه، ويمكن بيعه في أي زمان ومكان؛ وبالتالي أصبحت أسواق الذهب واجهة اقتصادية للمؤسسات التجارية والأفراد على حدٍّ سواء، وتنتشر في كافة المدن الحضارية المزدحمة بالسكان، وأكثر من يرتادها الزوار والسياح.

والشاهد من القول أنَّ أسواق الذهب تلعب دورًا مباشرًا في الحركة التجارية والبورصات العالمية، واستخدامه كمؤشر لتقلبات الأسواق المالية وتثبيت القيمة النقدية، ويحافظ على قيمته الشرائية في مواجهة تدهور قيمة العملات الورقية.

لذا؛ فلا عجب عندما نشاهد انتشار أسواق الذهب في كافة المدن الرئيسية في السلطنة؛ حيث من المعروف أنَّ المجتمع العماني مُحِبٌّ لشراء الذهب والاحتفاظ به، وبيعه ورهنه أثناء الحاجة. وفي ولاية صلالة، يوجد سوق للذهب تأسَّس في ستينيات القرن الماضي وسط المدينة، والسوق مكوَّن من حارات ضيقة تكفي لمسار مركبة واحدة، ويفتقر الموقع لمواقف السيارات، ولمرور سيارات الإسعاف والحريق، كما أنَّ السوق محاط بأحياء سكنية قديمة تسكنها عمالة وافدة وأغلبهم من العمالة السائبة الذين يُفضِّلون هذه المساكن حتى يكونوا بعيدين عن أنظار رجال الشرطة ولجان التنفيش. والغريب أن هذا السوق لا يوجد فيه أي موظف أو عامل عُماني؛ فأين دور لجان تفتيش العمال في هذا الجانب؟!

فالسوق في وضعه الحالي لا يرقى إلى المواصفات المطلوبة لأسواق الذهب، نظرا للتطوُّر العمراني الذي طرَأ على ولاية صلالة، وكونها قلعة سياحية وتحتضنُ ثاني أكبر الجاليات من العمالة الوافدة في السلطنة.

ولحلِّ مُعضلة هذا السوق القديم، فقد قامت الجهات المعنية قبل ثلاث سنوات تقريبا بإنشاء سوق بديل للذهب غرب مدينة صلالة، في مساحة شبه مفتوحة جهة الغرب، من الممكن استثمارها لمواقف السيارات بدلا من استراحة نافورة المياه المتوقفة ولم تلقَ أيَّ إقبال جماهيري منذ إقامتها، والمساحة غير شاغرة، وفكرة المشروع الجديد ستفتح آفاقًا واسعة؛ منها: وظائف شاغرة للباحثين عن عمل وأيضا للأسر المنتجة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كما أنه يحمل مؤشرات وبوادر اقتصادية جيدة على إنعاش الأنشطة التجارية في الولاية.

إلا أنَّ المشروع تعثَّر فجأة لأكثر من سنة، مع أنه وصل لمرحلة الانتهاء من هيكله الخارجي تقريبا، وصُرِفَت عليه مبالغ طائلة. وهكذا حال بعض المشاريع الضخمة في هذه الولاية كمشروع منطقة وسوق الحصن القريب من الشاطئ، والذي اكتفى بإنشاء عِدَّة مبانٍ تعجُّ بـ"الكوفي شوبات" والمقاهي، ويفتقر لمعارض المنتجات والصناعات الحرفية المحلية. وبجانب هذه المباني، يقبع سوق الحصن التاريخي العريق كالطفل اليتيم ينتظر من يعيله، وأيضًا مجمع بلدية ظفار المطل على مركز المدينة، والذي ظلَّ على هيكله الخارجي لأكثر من ثلاث سنوات، وكذلك مقاعد موقف حافلات الأجرة... وغيرها من المشاريع، ألا توجد مساءلة ومحاسبة عن تأخُّر وتعثُّر هذه المشاريع الحيوية وفق ما جاء مع النهج السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- في إعلاء مبادئ الشفافية والنزاهة والمساءلة والمحاسبة وإشراك المجتمع في المساهمة الفاعلة في تعزيز منظومة الرقابة؟! كذلك لِمَ لا تفرض الشروط الجزائية على المقاولين إذا كانوا هم المتسببين في تعثر هذه المشاريع الحيوية، كما نصت المادة (630) من قانون المعاملات المدنية العماني: "يجب على المقاول إنجاز العمل وفقا لشروط العقد وفي المدة المتفق عليها"؟ كذلك أين دور جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة -الذي يُشيد له الجميع بالجهود والإنجازات الكبيرة التي حقَّقها في محاربته لجرائم الفساد والرشاوى والتزوير، واسترجاع ملايين الريالات والأراضي والمال العام لخزينة الدولة، ومحاسبة المقصرين في شأن المخالفات المالية؟ أين دوره من هذه المشاريع الوطنية والحيوية ومساءلة الجهات المسؤولة عن تأخيرها، وهذه من اختصاصاته الرئيسية وفق ما جاء في المادة (31) من قانون جهاز الرقابة المالية والإدارية، البند رقم (2) والتي تنصُّ على أنه "كل تصرف يترتب عليه صرف حق أو ضياع حق من الحقوق المالية في الجهات الخاضعة لرقابة الجهاز، أو إلحاق ضرر بها، أو تأخر في إنجاز المشروعات الإنمائية، أو من شأنه أن يؤدي إلى ذلك"؟

إنَّ تعثُّر مثل هذه المشاريع من شأنه أن يؤدي لإهدار مزيدٍ من المال العام، ويضرُّ بالمصلحة العامة بلا أدنى شك.

** كاتب وباحث

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الوادي الجديد: مركز الداخلة ينظم سوق اليوم الواحد بمدينة موط

نظم اليوم مركز ومدينة الداخلة بالوادي الجديد، سوق اليوم الواحد بمدينة موط، بالسوق الحضاري المجاور لموقف القرى بالخط الغربي، تنفيذًا لتوجيهات اللواء أ.ح دكتور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، وتعليمات اللواء مهندس ياسر كمال الدين محمد إمام، بشأن التوسع في إقامة "سوق اليوم الواحد" بمختلف قرى ومراكز المحافظة، لتوفير السلع الغذائية والمنتجات الأساسية بأسعار مخفضة.

ويهدف السوق إلى توفير جميع السلع الأساسية من خضروات وفاكهة ولحوم ودواجن وأسماك وطيور، إلى جانب السلع التموينية والغذائية، والمنتجات اليدوية والمنزلية، ومنتجات قرى المركز، وذلك بأسعار تنافسية تناسب جميع الفئات، ما يسهم في تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين.

كما يعزز السوق من دعم المنتجات المحلية، عبر تمكين المزارعين والمنتجين من تسويق منتجاتهم مباشرة للمستهلكين، وهو ما يسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

شهد السوق إقبالًا واسعًا من المواطنين الذين أعربوا عن رضاهم بجودة المنتجات وتنوعها وأسعارها المناسبة.

وأكد اللواء ياسر كمال رئيس مركز ومدينة الداخلة، أن السوق مفتوح أمام الجميع لعرض منتجاتهم، مشيرًا إلى أن تنظيم هذه الأسواق يأتي ضمن سلسلة من المبادرات لتحسين مستوى المعيشة وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.

وأضاف رئيس المركز أن الوحدة المحلية ستواصل تنظيم الأسواق بشكل دوري في مختلف قرى وتجمعات المركز، مشيرًا إلى أن "سوق اليوم الواحد" أصبح نموذجًا للأسواق المنظمة التي تلبي احتياجات الأهالي وتدعم المنتج المحلي بأسعار في متناول الجميع.

تخفيف الاعباء المعيشية وتعزيز الأمن الغذائي
تأتي إقامة "سوق اليوم الواحد" ضمن استراتيجية محلية شاملة تستهدف تعزيز الأمن الغذائي وتخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الحالية وارتفاع الأسعار. وتُعد هذه المبادرة إحدى الآليات الفعالة التي تتبعها محافظة الوادي الجديد لتوفير السلع والمنتجات الأساسية للمواطنين في أماكن إقامتهم دون الحاجة للتنقل لمسافات طويلة أو الاعتماد على الأسواق التقليدية التي قد تشهد تفاوتًا في الأسعار.

وتعكس هذه الجهود التزام الأجهزة التنفيذية بتوجيهات القيادة السياسية الرامية إلى تحسين جودة الحياة في المجتمعات المحلية، وتوفير بيئة اقتصادية مرنة ومتكاملة، ترتكز على العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، بما يعزز من الترابط المجتمعي ويحقق التنمية المنشودة في ربوع المحافظة.

مقالات مشابهة

  • دور المفتشية العامة لوزارة المالية في تعزيز الحكامة المالية
  • الوادي الجديد: مركز الداخلة ينظم سوق اليوم الواحد بمدينة موط
  • محافظ الوادى الجديد يوجه بتكثيف الرقابة على المحال التجارية ومنافذ البيع والشراء
  • الرقابة المالية: 4 تريليونات جنيه قيمة التداول في البورصة خلال الربع الرابع من 2024
  • للنشر 11 مساء .. الرقابة المالية: 2.1 تريليون جنيه قيمة رأس المال السوقي للأسهم المقيدة بالبورصة خلال 3 أشهر
  • عاجل | بالتفاصيل.. خطة وزارة التموين لضبط سوق الذهب
  • المالية تناقش خيارات إعادة إطلاق سوق دمشق للأوراق المالية
  • دنيا زاد: مجموعة العمل المالي “GAFI” هيئة لتعزيز آليات الرقابة في التحقيقات المالية والقضائية
  • حازم المنوفي: قانون العمل الجديد خطوة نحو التوازن والاستقرار في السوق
  • نائب رئيس الرقابة المالية: القطاع العقاري يستوعب 14% من حجم العمالة