معاداة السامية في مستوى غير مسبوق.. ما أصل التعريف والظاهرة؟
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
أعربت رابطة مكافحة التشهير، الأحد، عن قلقها من بلوغ الأعمال المعادية للسامية المسجلة في عام 2023 "مستوى غير مسبوق"، واعتبرت في تقريرها السنوي العالمي أن الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة أججت "حريقا كان بالأساس خارجا عن السيطرة.
وكتب أوريا شافيت، الأستاذ في جامعة تل أبيب في التقرير، أنه "إذا استمر الاتجاه الحالي، ستنتهي إمكانية عيش حياة يهودية في الغرب: وضع نجمة داود، وارتياد معابد ومراكز مجتمعية، وإرسال الأطفال إلى مدارس يهودية، والانتساب إلى نادٍ يهودي في حرم جامعي أو التحدث بالعبرية".
وجاء في التقرير السنوي لرابطة مكافحة التشهير، وهي منظمة كبرى في مجال الدفاع عن حقوق اليهود، إن الحوادث المعادية للسامية تزايدت قبل اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.
وقال جوناثان غرينبلات، رئيس الرابطة، ومقرها نيويورك، إن " هجوم حماس المروع على إسرائيل في 7 أكتوبر، أعقبه تسونامي من الكراهية ضد المجموعات اليهودية في كل أنحاء العالم".
وأضاف "تقرير هذا العام مثير للقلق بشكل مذهل، مع مستويات غير مسبوقة من الأعمال المعادية للسامية الموثّقة، بما في ذلك بالولايات المتحدة".
وأكد التقرير، الذي أُعد بالاشتراك مع جامعة تل أبيب، أن الحوادث المعادية للسامية في عام 2023 تخطت إلى حد كبير أرقام 2022 في معظم البلدان التي تضم مجموعات يهودية كبيرة، وبينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأستراليا وإيطاليا والبرازيل والمكسيك.
وسجلت الرابطة وقوع 8873 حادثة معادية للسامية في الولايات المتحدة في عام 2023، مقارنة بـ 3697 حادثة في عام 2022.
وأعلنت الرابطة في موقعها الإلكتروني، قبل أيام، زيادة بنسبة 140 في المئة في معاداة السامية في الولايات المتحدة عن عام 2022، وهو أعلى مستوى منذ أن بدأت في تتبع هذه البيانات في عام 1979.
إذ جرى تسجيل 8873 حادثة اعتداء وتخريب ومضايقة خلال عام 2023، كأعلى حصيلة منذ 45 عاما، بحسب رابطة مكافحة التشهير، المعنية برصد الانتهاكات ضد اليهود.
وقالت الرابطة إن الزيادة غير المسبوقة في الحوادث المعادية للسامية، ترتبط جزئيا بردود الفعل على هجوم 7 أكتوبر في إسرائيل، والحرب المستمرة في غزة.
وذكرت أنها سجلت 5204 أعمال معادية للسامية بعد أكتوبر 7 الماضي، وأشارت إلى أن المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم، واجهت توترات وكراهية متزايدة، في الجامعات، وفي الساحات العامة، وفي المظاهرات المناهضة لإسرائيل.
التعريف والأصلوتعرف الرابطة "معاداة السامية" على أنها "السلوك العدائي تجاه اليهود لمجرد أنهم يهود. وقد يتخذ شكل التعاليم الدينية التي تعلن دونية اليهود، على سبيل المثال، أو الجهود السياسية لعزلهم أو اضطهادهم أو إيذائهم بطريقة أخرى. وقد تتضمن أيضا آراء متحيزة أو نمطية حول اليهود".
وتعرفها الموسوعة البريطانية على أنها "العداء أو التمييز ضد اليهود كمجموعة دينية أو عرقية".
وفي عام 1879، أوجد الصحفي الألماني فيلهلم مار مصطلح معاداة السامية، للإشارة إلى الحملات المعادية لليهود التي كانت تجري في وسط أوروبا في ذلك الوقت، وفق الموسوعة البريطانية، ومتحف الهولوكوست في الولايات المتحدة.
وفي 26 مايو 2016، تبنت الدول الأعضاء ال 31 في التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة (IHRA)، الذي تعد الولايات المتحدة عضواً فيه، تعريفا لمعاداة السامية هو "تصور معين لليهود يمكن التعبير عنه على أنه كراهية لليهود"، كما أنه "المظاهر الخطابية والمادية لمعاداة السامية موجهة نحو الأفراد اليهود أو غير اليهود أو ممتلكاتهم، وتجاه مؤسسات المجتمع اليهودي والمرافق الدينية". وفق ما جاء على موقع وزارة الخارجية الأميركية.
وتشير الموسوعة البريطانية بالتفصيل إلى أنه تمت معاداة اليهود في العصور القديمة والحديثة، وتقول إنه "حتى قيام الثورة الفرنسية عام 1789، ظل وضع اليهود في أوروبا هشا، وتمت معاملتهم كغرباء، مع قليل من الحقوق المدنية".
ومع ظهور القومية في المجتمع الأوروبي في القرن الـ19، اكتسبت معاداة السامية طابعا عنصريا وليس دينيا، إذ شجبت الشعوب المتجانسة عرقيا وجود عناصر يهودية "غريبة" في وسطها، وغالبا ما كان أتباعها يتهمون اليهود بأنهم مواطنون خائنون.
وفي ذلك الوقت، انتشرت النظريات العلمية التي تزعم أن اليهود أدنى مرتبة من "العرق" الآري، هو ما أعطى معاداة السامية دعما شعبيا، خاصة في البلدان التي أمكن فيها جعل اليهود كبش فداء للمظالم الاجتماعية أو السياسية القائمة.
وفي الثلث الأخير من القرن الـ19، تشكلت الأحزاب السياسية المعادية للسامية في ألمانيا وفرنسا والنمسا. وعملت منشورات مثل "بروتوكولات حكماء صهيون" على إيجاد أو توفير الدعم لنظريات بشأن وجود مؤامرة يهودية عالمية.
وكان ذلك واضحا بقوة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، خاصة في فرنسا وألمانيا وبولندا وروسيا وأماكن أخرى، التي فر منها العديد من اليهود من الاضطهاد أو المذابح في جنوب شرق أوروبا إلى بريطانيا والولايات المتحدة.
وأدت الاضطرابات الاقتصادية والسياسية واسعة النطاق التي سببتها الحرب العالمية الأولى إلى زيادة معاداة السامية في أوروبا بعد الحرب. وفي ألمانيا ما بعد الحرب، حاول القوميون إلقاء اللوم على اليهود في الهزيمة.
وبحلول عام 1933، انتشر اضطهاد اليهود في جميع أنحاء ألمانيا، وكان "الحل النهائي" الذي عمل الزعيم النازي، أدولف هتلر، من أجله، هو حرق اليهود وإبادة الجنس اليهودي بأكمله، وبالفعل قُتل ملايين اليهود في معسكرات الاعتقال قبل هزيمة النازية في عام 1945.
ويقول متحف الهولوكوست إن المحرقة على يد ألمانيا النازية وأعوانها، خلال الفترة ما بين 1933 و1945، هي "المثال الأكثر تطرفا لمعاداة السامية في التاريخ".
وتقول الموسوعة البريطانية إن "عاصفة العنف ضد السامية التي أطلقتها ألمانيا النازية تحت قيادة أدولف هتلر من عام 1933 إلى عام 1945 لم تصل إلى حد مرعب في ألمانيا نفسها فحسب، بل ألهمت أيضا الحركات المناهضة لليهود في أماكن أخرى".
وانتشرت معاداة السامية في فرنسا وفي إنكلترا وفي الولايات المتحدة.
ودفع استمرار معاداة السامية في القرن الحادي والعشرين إلى النظر في كيفية تعريف هذه الظاهرة ومكافحتها، وأدخلت التشريعات الدولية والمحلية لهذا الغرض.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة معاداة السامیة فی المعادیة للسامیة الیهود فی فی عام عام 2023
إقرأ أيضاً:
الإمارات تدين الفظائع التي ترتكب في السودان وتدعو إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار
دعت دولة الإمارات العربية المتحدة كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الموافقة على وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، وعلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات بحسن نية.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري في السودان، وإنما فقط حل سياسي يعكس إرادة الشعب السوداني.
وأوضح البيان إلى أنه: «مع دخول حرب السودان المدمرة عامها الثالث، تصدر الإمارات العربية المتحدة دعوة عاجلة للسلام. إن الكارثة الإنسانية التي تتكشف في السودان هي من بين أشد الكوارث في العالم: أكثر من 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة عاجلة، والمجاعة تنتشر، والمساعدات يتم حظرها عمداً».
وأضاف البيان: «وما زالت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ترتكب الفظائع. إن الهجمات المستمرة للقوات المسلحة السودانية - التي تميزت بتكتيكات التجويع، والقصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان، والأعمال الانتقامية ضد المدنيين، بما في ذلك عمال غرف الاستجابة للطوارئ، والاستخدام المبلغ عنه للأسلحة الكيميائية - ألحقت معاناة لا يمكن تصورها بالسكان المدنيين الذين هم بالفعل على شفا الانهيار. تدين الإمارات هذه الفظائع بشكل لا لبس فيه وتدعو إلى المساءلة. كما تدين الإمارات بشدة الهجمات الأخيرة على المدنيين في دارفور، بما في ذلك الاعتداءات الوحشية على مخيمي زمزم وأبو شوك بالقرب من الفاشر، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى. يجب على جميع أطراف النزاع وقف الاستهداف المتعمد للعاملين في المجال الإنساني والقصف العشوائي للمدارس والأسواق والمستشفيات».
وتابع البيان: في هذه اللحظة من المعاناة الهائلة، تدعو الإمارات العربية المتحدة إلى اتخاذ إجراءات فورية على ثلاث جبهات:
يجب أن تصمت البنادق. وتحث الإمارات كلا من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الموافقة على وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار وعلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات بحسن نية. لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري - فقط حل سياسي يعكس إرادة الشعب السوداني.
وعرقلة المعونة أمر غير معقول، كما أن تسليح المعونة الإنسانية والإمدادات الغذائية عمل مدان. يجب على كلا الطرفين السماح بالوصول الفوري والآمن والعاجل للمنظمات الإنسانية للوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها في جميع أنحاء السودان. وتدعو الإمارات الأمم المتحدة إلى منع الأطراف المتحاربة من استخدام المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية أو سياسية. حياة الملايين من المدنيين تعتمد على ذلك.
ويجب على المجتمع الدولي أن يعمل على وجه السرعة لتيسير عملية سياسية، وزيادة المساعدة الإنسانية، وممارسة ضغط منسق على جميع الجهات الفاعلة التي تغذي الصراع. وندعو إلى الانتقال إلى حكومة مستقلة يقودها مدنيون—وهي الشكل الوحيد للقيادة التي يمكن أن تمثل شعب السودان تمثيلا شرعيا وتضع الأساس لسلام دائم. لا يمكن للعالم أن يسمح للسودان بالتحول إلى مزيد من الفوضى والتطرف والتشرذم.
منذ اندلاع النزاع، قدمت الإمارات العربية المتحدة أكثر من 600 مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية للسودان والدول المجاورة—بما في ذلك من خلال وكالات الأمم المتحدة، بنزاهة، على أساس الحاجة ودون تمييز. ولا نزال ملتزمين بدعم الشعب السوداني والعمل مع الشركاء الدوليين للتخفيف من المعاناة والضغط من أجل السلام.
لقد حان وقت العمل الآن. يجب أن يتوقف القتل. يجب أن يبنى مستقبل السودان على السلام والعدالة والقيادة المدنية المستقلة عن السيطرة العسكرية-وليس على طموحات أولئك الذين يسعون إلى إطالة أمد الحرب على حساب شعبهم.