عبر التاريخ، كانت الجامعات في كثير من الأحيان بمثابة بوتقة للحركات الإيديولوجية التحويلية التي أعادت تشكيل المجتمعات.  فمن صعود النازية في ألمانيا إلى حماسة الماوية في الصين، تتردد أصداء الأيديولوجيات المختلفة والمتطرفة احيانا عبر الزمن، تاركة بصمة لا تمحى على نسيج الحضارة.

 يرصد الكاتب البريطاني جيك واليس سيمونز، في مقاله بموقع التليجراف، تصاعد موجة جديدة من التطرف، حيث تمزج عناصر النشاط السياسي "المستيقظ" مع الحماسة الإسلامية، عبر حرم الجامعة، مما يلقي بظلاله على الخطاب الأكاديمي والوئام المجتمعي.

 يتعمق المقال في قلب الأزمة التي تتكشف داخل الأبراج العاجية للأوساط الأكاديمية ويحاول البحث عن أسباب تلك الأزمة.

يسلط سيمونز الضوء على المسار المحفوف بالمخاطر الذي تسلكه الجامعات وهي تتصارع مع تقارب التطرف الأيديولوجي، ومع محاولة موازنتها بين الحرية الأكاديمية وحرية التعبير وما يلمح له الكاتب من معاداة السامية والعنف.

يكشف تحليل سيمونز جذور هذا التقارب الأيديولوجي وتداعياته، ويكشف التهديد المتعدد الأوجه الذي يشكله على التماسك المجتمعي والحرية الفكرية. 

وبينما تجتاح نيران الاحتجاج حرم الجامعات، يطلق سيمونز نداء واضحًا لليقظة والتأمل.  ومن خلال مواجهة شبح التطرف الإيديولوجي وجهاً لوجه، فهو يتحدى القراء ليحسبوا الحقائق غير المريحة الكامنة تحت سطح الخطاب الأكاديمي.  

ومن خلال القيام بذلك، فإنه يقدم صرخة حاشدة للمدافعين عن الحرية الفكرية وأبطال النقاش العقلاني للوقوف بحزم ضد مد التطرف الزاحف.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

كما يليق بمعجزة

بقلم :- ناهد بدوي

 

الحروف أبطال الثرثرة. تلك التى نلقى بها كهواء حلم كثيرًا أن يلتقطها فيثرثر، يكنس المقهى ويرشها بالماء الممزوج بماء الورد ويجلس فى ركن بجوار الحمام يراقب الأفواه ويلاحق الألسن، يجاهد فى الخفاء لرفع لسانه الذى يبدو خفيفًا، لكنه أثقل من سجادة فارسية لم يعرف أبدًا سبب ذلك الثقل ولم يحاول أحد.

فى الصباح يهندم نفسه ويختلس النظر إلى مرآة الحمام المقشرة والمكسورة يبلل شعره ويسرحه بأصابعه، يغسل وجهه من تراب الكنس ويبتسم لنفسه، يحاول النظر إليها بعينيها فيتحسر لكنه يصر على انتظارها أمام المقهى فى طريقها لعملها فى محل الملابس يراها تكنس المحل وتلقى بترابه أسفل الرصيف فيجرجر ترابه إليها ويمزج الترابين صانعًا لنفسه أملًا صغيرًا تراه من خلف الزجاج.. يبتسم كأنه أمام مرآته ويظل واقفًا حتى يهشه صاحب المحل.

يعود إلى المقهى وينتظر موعد انصرافها، يعزى نفسه بالتجسس على قصص العجائز عن زمن الحب الصامت من خلف الشبابيك. 

فى الليل تقدمت إليه، لم يصدق أنها تناديه قالت: معايا بواقى من أكل الغدا، شكلك جعان، تحب تتعشى؟ صرخ من فرحته: أ أ أ حب. 

ضحكت حتى بان أول لسانها وتركت له الطعام ومضت تاركة إياه واضعًا يده على فمه وعيناه مفتوحتان كطبق ورواد المقهى غارقين فى الضحك، بينما صوت أجش يأتى من طرف المقهى لرجل عجوز يدندن "خايف أقول اللى فى قلبى تتقل وتعاند ويايا". 

 

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي يستقبل سفير المغرب لبحث تعزيز العلاقات الأكاديمية والبحثية
  • كما يليق بمعجزة
  • استمرار التصعيد في أزمة العيادات.. والأطباء تكشف عن تطور
  • التيك توك في تونس: بين حُماة الأخلاق بالقانون وحماة الحرية بالحرية
  • مشروع قانون بألمانيا يستهدف الفعاليات المؤيدة لفلسطين
  • أوكرانيا تكشف تفاصيل انتشار قوات كوريا الشمالية في روسيا
  • شيخ الأزهر: نتمنى صياغة منهج دراسي يعمم على دول العالم الإسلامي لمواجهة التطرف
  • سارت بملابسها الداخلية.. اعتقال طالبة إيرانية تعرّت في الحرم الجامعي
  • إلغاء اختبار الإمسات لطلبة الصف الثاني عشر بدءاً من اليوم وتحديث معايير القبول الجامعي
  • هيدي كرم تكشف عن أزمة تربية الأبناء وتأثيرها في فيلم "آل شنب"