عبر التاريخ، كانت الجامعات في كثير من الأحيان بمثابة بوتقة للحركات الإيديولوجية التحويلية التي أعادت تشكيل المجتمعات.  فمن صعود النازية في ألمانيا إلى حماسة الماوية في الصين، تتردد أصداء الأيديولوجيات المختلفة والمتطرفة احيانا عبر الزمن، تاركة بصمة لا تمحى على نسيج الحضارة.

 يرصد الكاتب البريطاني جيك واليس سيمونز، في مقاله بموقع التليجراف، تصاعد موجة جديدة من التطرف، حيث تمزج عناصر النشاط السياسي "المستيقظ" مع الحماسة الإسلامية، عبر حرم الجامعة، مما يلقي بظلاله على الخطاب الأكاديمي والوئام المجتمعي.

 يتعمق المقال في قلب الأزمة التي تتكشف داخل الأبراج العاجية للأوساط الأكاديمية ويحاول البحث عن أسباب تلك الأزمة.

يسلط سيمونز الضوء على المسار المحفوف بالمخاطر الذي تسلكه الجامعات وهي تتصارع مع تقارب التطرف الأيديولوجي، ومع محاولة موازنتها بين الحرية الأكاديمية وحرية التعبير وما يلمح له الكاتب من معاداة السامية والعنف.

يكشف تحليل سيمونز جذور هذا التقارب الأيديولوجي وتداعياته، ويكشف التهديد المتعدد الأوجه الذي يشكله على التماسك المجتمعي والحرية الفكرية. 

وبينما تجتاح نيران الاحتجاج حرم الجامعات، يطلق سيمونز نداء واضحًا لليقظة والتأمل.  ومن خلال مواجهة شبح التطرف الإيديولوجي وجهاً لوجه، فهو يتحدى القراء ليحسبوا الحقائق غير المريحة الكامنة تحت سطح الخطاب الأكاديمي.  

ومن خلال القيام بذلك، فإنه يقدم صرخة حاشدة للمدافعين عن الحرية الفكرية وأبطال النقاش العقلاني للوقوف بحزم ضد مد التطرف الزاحف.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

مرصد الأزهر: التفكك الأسري عامل رئيس في انجراف الشباب نحو التطرف الفكري

أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن التفكك الأسري يشكل بيئة خصبة تجعل الشباب أكثر عرضة لتبني أفكار متطرفة تتسم بالعنف والتحريض كما يمثل أحد أبرز الأسباب التي تدفع الشباب نحو تبني الأفكار المتطرفة، لا سيما في المجتمعات التي تعاني من هشاشة اجتماعية واقتصادية.

وأوضح المرصد أن فقدان البيئة الأسرية المستقرة، وغياب التوجيه العاطفي والنفسي، يجعل الشباب أكثر عرضة للفراغ الفكري والانجراف خلف تنظيمات متطرفة توفر لهم شعورًا زائفًا بالانتماء والقبول.

مرصد الأزهر يدين استهداف إسرائيل خيمة الصحفيين في غزةمرصد الأزهر يدين المخطط الإرهابي لاستهداف مساجد المسلمين في سنغافورة

وأشار المرصد إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تلعب دورًا محوريًا في انتشار الفكر المتطرف بين الشباب، إذ تستغل التنظيمات المتطرفة هذه المنصات للتواصل المباشر معهم، وبث رسائلها بشكل سريع وغير مباشر. 

وفي ظل ضعف الروابط الأسرية والتواصل العاطفي، يبحث كثير من الشباب عبر هذه الوسائل عن من يشاركهم أفكارهم ومشاعرهم، وهو ما تستغله تلك التنظيمات في استقطابهم.

وشدد المرصد على أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب حلولًا متكاملة، تبدأ من تعزيز دور الأسرة في التنشئة السليمة، مرورًا ببرامج توعوية في المؤسسات التعليمية، وانتهاءً بتوظيف التكنولوجيا لنشر قيم التسامح والتعايش. 

ودعا المرصد إلى ضرورة تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للشباب، وتحصينهم ضد محاولات الاستقطاب.

واختتم المرصد بالتأكيد على أن الوقاية من التطرف تبدأ من  خلال تعزيز استقرار الأسر، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم للشباب في الأسر المفككة، حتى لا يجدوا أنفسهم فريسة للأفكار المتطرفة.

وشدد على  دور المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني  الذي لا يقل أهمية في توجيه الشباب نحو القيم المعتدلة، من خلال برامج ترشدهم إلى طرق التفكير الصحيحة التي تعزز من تماسكهم الاجتماعي، وتحميهم من الانزلاق إلى التطرف.

مقالات مشابهة

  • لا لتجريم ستات الشاى
  • ميشيل أوباما تكشف سبب انتشار شائعات طلاقها من زوجها
  • تحولات الغزالي الفكرية.. من العقل الفلسفي إلى الذوق الصوفي
  • هذا هو حصان طروادة الذي سيفكّك الغرب
  • صحيفة بريطانية تكشف عن بداية أزمة في الموانئ الأمريكية
  • أستاذ علاقات دولية: زيارة ماكرون تكشف الدعم الأوروبي للرؤية المصرية لحل أزمة غزة
  • مرصد الأزهر: التفكك الأسري عامل رئيس في انجراف الشباب نحو التطرف الفكري
  • مدرب مساعد من 5 سنين.. أنوسة كوتة تكشف مفاجآت جديدة في واقعة التهام نمر يد عامل سيرك طنطا
  • إسرائيل تقرر إبعاد مدير الحرم الإبراهيمي وتغلق أبوابا بالمسجد
  • الاحتلال يضع أقفالا جديدة على أبواب الحرم الإبراهيمي