عقد الجامع الأزهر الشريف ، حلقة جديدة من اللقاء الأسبوعي من البرامج الموجهة للمرأة والأسرة، تحت عنوان "أمانة الكلمة" وذلك بحضور  د . هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر ، ود. تهاني أبو طالب، أستاذ القانون المدني بجامعة الأزهر وأدارت الندوة د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر، واستهلت د. هبة عوف، حديثها بالتعريف بنعمةِ البيان، مبينة قيمة أمانة الكَلِمَة في القُرْآنِ الكَرِيم والسُنْة، وعرضت صورا مِنْ أمانةِ الكَلِمَة في الإسلامِ.

وأوضحت د .هبة عوف، طُرُق الوصول إلى أمانة الكَلِمَةِ، والآثار المُترتبة عليها، وأسباب غيابها، وذكرت أن الكلمة ليست شيئًا يُلفظ فيُهمل، بل هي ذات شأنٌ عظيم، ولها تبعات دنيوية وأخروية، فالكَلِمَةِ أمانة ضخمة في دين الله، ونحن مسئولون بين يدي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عن هذه الأمانة، مضيفة: كم مِنْ رجالٍ ونساءٍ غيبتهم اللحود، ومازالت كَلِمَاتِهم سِراجًا يُضئ الطريق للسالكين.

من جانبها ذكرت د. تهاني أبو طالب، أن القانون اهتم بأمانة الكلمة وواجه المعلومات المغلوطة، وتعامل مع الكذب وترويج الشائعات، وبينت أن القانون يوجب مراعاة أمانة الدقة في المعلومات في كل العلاقات، فعلى البائع والمنتج مثلا تبصير المشتري والمستهلك بعيوب المنتج، وعلى كل من يطلع بسبب عمله على أسرار كالطبيب والمحامي أن يمتنع عن إفشاء الأسرار التي أؤتمن عليها بسبب عمله، ويحق لمن تضرر من هذا الفعل أن يطلب من القضاء إلزام المخطئ بتعويضه عن هذا الضرر.

وأضافت: واجه القانون كل المواقف التي يدلي فيها الأفراد بمعلومات مغلوطة تضر بالآخرين بعقوبات رادعة كشهادة الزور أمام القضاء الجنائي والمدني في تعاملات مالية، أو شهادة الأطباء ومن يعاونهم في أمر يخص عملهم، وكذلك الخبراء الذين يستعين بهم القضاء في أمور فنية كالمهندسين وخبراء الخطوط والمترجمين، لأنهم جميعا إن لم يراعوا أمانة الكلمة ستضيع بسببهم الكثير من الحقوق، وتزيد أهمية أمانة الكلمة على الجانب الآخر من حياتنا ، حيث نعيش ثورة رقمية تجعل الخبر أو المنشور بين يدي آلاف الأشخاص في دقائق معدودة، وبالتالي يزداد قدر الضرر المترتب عليه إن كان غير دقيق أو مُضَلِّل لم تراع فيه أمانة الكلمة.

من جانبها أوضحت د. سناء السيد، أن الكلمة يرفع الله بها أقوامًا، ويحط بها آخرين، فبالكلمةِ يدخل العبد في الإسلام، وبها يخرج، وبها يفرَّق بين الحلال والحرام، وبها تنفَّذ الأحكام، وبها تُستحَلُّ الفروج وبها تحرم، وبها يجلد القاذف وبها ينطق الشاهد، وبها ينصر المظلوم ويقتص من الظالم، وبها يُؤمر بالمعروف ويُنْهى عن المنكر، وبها تثبت الحقوق وتُحقن الدماء، وبها تشتعل الحروب، وبها تتوقف، وبها يتم البيع وينفسخ.

وأضافت: وسوس الشَّيطان لأبينا آدم وأمِّنا حواء بكلِمة، فكان الخروج من الجنة، وتابع إبليس نشاطه فوسوس لقابيل بكلمة، فقتل أخاه هابيل. وفي المقابل كانت الكلِمات من سورة طه سببًا في إسلام الفاروق عمر- رضي الله عنه-، وكانت كلمات مصعب بن عمير - رضي الله عنه- العذْبة سببًا في دخول نِصْف أهل المدينة المنوَّرة في دين الله الحقّ.

جديرٌ بالذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الک ل م ة

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: الدعاء يرد القضاء.. والإلحاح فيه عبادة ومفتاح استجابة

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الدعاء ليس مجرد عبادة روحية، بل وسيلة ترد البلاء وتعدل القضاء، مشيراً إلى أن الله تعالى قد يُقدِّر البلاء ويُقدِّر معه الدعاء الذي يرفعه، كاشفا عن محاذير تُحرم العبد من إجابة الدعاء، أبرزها التعجل واليأس.  

هناك شروط لا يستجاب الدعاء إلا بها فما هى؟.. شيخ الأزهر يوضحهاشيخ الأزهر: الله لا يقبل الدعاء إذا كان لغرض فاسد أو بشيء مستحيل

وسلّط الإمام الأكبر، خلال حديثه اليوم ببرنامج «الإمام الطيب»، الضوء على فلسفة الدعاء في الإسلام، ردا على تساؤلات حول جدواه إذا كان القضاء مكتوباً، موضحا أن "الدعاء والبلاء يتعارجان إلى يوم القيامة"، وأن مَثَلُ الدعاء كمَثَل الترس في الحرب؛ فكما يرد الترسُ السهامَ، يرد الدعاءُ البلاءَ، لافتاً إلى أن العلماء قالوا إن رد البلاء بالدعاء من جملة القضاء نفسه.  

وحذّر شيخ الأزهر، من التعجل في طلب الاستجابة، مستذكرا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «يُستجاب للعبد ما لم يعجِّل»، مؤكداً أن اليأس أو انقطاع الرجاء قد تحرم العبد من فضل الله، وأن الإيمان يقتضي أن يظل العبد تحت كنف الأقدار، محتاجاً إلى ربه، كما أن الصلوات الخمس تحميه من تسلل الشيطان إلى نفسه.

وفي إجابة عن سؤال حول "كيف نُجيب دعاء الله لنا؟"، أوضح شيخ الأزهر أن العلاقة بين العبد وربه تبادلية في الدعاء، فكما يدعو الإنسان ربه، فإن الله يدعو عباده إلى الإيمان والطاعة، مستشهدا بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾، موضحا أن إجابة دعاء الله تكون بالالتزام بشرعه، بينما كرمه الواسع قد يستجيب حتى للعاصين المضطرين.

وعن أكثر الأدعية التي يرددها في حياته، كشف عن تعلقه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»، بالإضافة إلى الدعاء القرآني: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»، مؤكدا على أن الإلحاح في الدعاء هو أمر مستحب، داعياً المسلمين إلى الثقة في كرم الله والصبر على ابتلاءاته، مع العمل بالأسباب وعدم إهمال الأخذ بالحذر، كما أمر القرآن.

مقالات مشابهة

  • اعتكاف النساء في رمضان.. الأزهر العالمي للفتوى يوضح الشروط والطريقة
  • شيخ الأزهر: الدعاء يرد القضاء والإلحاح فيه عبادة ومفتاح استجابة
  • شيخ الأزهر: الدعاء يرد القضاء.. والإلحاح فيه عبادة ومفتاح استجابة
  • ملتقى الجامع الأزهر: الأمة الباحثة عن نهضتها في غير التراث كشجرة تبحث عن مائها دون جذور
  • باحثة بالجامع الأزهر: الزكاة طهارة للمُزكِّي ومالِه وليست مجرد فرضا
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: الصدقة في الإسلام باب من أبواب البر
  • شيخ الأزهر يوضح شروط استجابة الدعاء وآداب المناجاة مع الله
  • شيخ الأزهر يوضح شروط وآداب الدعاء المستجاب
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: حسن الظن بالله من أعظم العبادات القلبية
  • زكاة الفطر ووجوب إخراجها.. مدير إدارة الرواق بالجامع الأزهر يوضح