محمد زكي عيد يكتب: التغذية العلاجية وصحة الإنسان
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
التغذية العلاجية تعد أحد العناصر الأساسية في العلاج الشامل للعديد من الأمراض والحالات الصحية المختلفة. فهي تهدف إلى استخدام الغذاء والعناصر الغذائية بشكل محسوب ومدروس للتأثير على الصحة وعلاج المشاكل الصحية المرتبطة بالتغذية. وتتضمن التغذية العلاجية تعديل نوعية وكمية الطعام المستهلكة وتوجيهات خاصة للعناصر الغذائية المهمة.
** لذلك سنلقي نظرة عامة في السطور القادمة على أهمية التغذية العلاجية في العلاج:
أولا: تعمل علي تحسين الحالة الصحية:تعتبر التغذية العلاجية أداة قوية لتحسين الحالة الصحية بشكل عام. فمن خلال تناول الطعام الصحي والمتوازن يمكن تقوية الجهاز المناعي وتعزيز وظائف الجسم المختلفة مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض ويعزز الشفاء منها.
ثانيا: معالجة الأمراض المزمنة:
تعتبر التغذية العلاجية جزءًا مهمًا من إدارة الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم. فمن خلال اتباع نظام غذائي ملائم يمكن تحسين مستويات الكولسترول والسكر في الدم وبالتالي السيطرة على الحالة المرضية وتقليل المضاعفات المحتملة.
ثالثا: تساهم في دعم العلاج الدوائي:
قد تساعد التغذية العلاجية في تعزيز فعالية العلاج الدوائي. فبعض الأدوية قد تتفاعل مع بعض العناصر الغذائية وقد يؤثر نظام غذائي غير صحي على امتصاص الدواء واستفادة الجسم منه. لذا من خلال تعديل النظام الغذائي وفقًا لتوصيات العلاج الدوائي يمكن تحسين استجابة الجسم للأدوية وتعزيز فعاليتها.
رابعا: تخفيف الأعراض والتسهيلات:
قد يكون للتغذية العلاجية تأثير إيجابي على تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة مثل الروماتيزم والتهاب الأمعاء العصبي. فمن خلال تجنب بعض الأطعمة التي تزيد من الالتهابات وتسبب تهيج الأعراض يمكن تحقيق تحسن ملموس في الراحة والتسهيلات اليومية.
خامسا: تعزيز الشفاء والتئام الجروح:تلعب التغذية العلاجية دورًا هامًا في تعزيز الشفاء والتئام الجروح. فبعض العناصر الغذائية مثل البروتينات والفيتامينات والمعادن تساهم في تجديد الأنسجة وتعزيز نمو الخلايا الصحية مما يسرع عملية التئام الجروح ويقلل من خطر العدوى.
سادسا: إدارة الوزن والتغذية السليمة:يمكن أن تكون التغذية العلاجية أداة فعالة في إدارة الوزن والحفاظ على توازن صحي. فمن خلال تناول الطعام المناسب من حيث السعرات الحرارية والعناصر الغذائية يمكن التحكم في الوزن وتجنب المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة أو النقص الغذائي.
** مما سبق يتضح أن العناصر الغذائية يمكن أن تؤثر على الأدوية بعدة طرق، وفيما يلي بعض الأمثلة الشائعة لذلك:
١-امتصاص الدواء:
هناك بعض العناصر الغذائية التي يمكن أن تتداخل مع عملية امتصاص الدواء في الجهاز الهضمي. على سبيل المثال الكالسيوم الموجود في منتجات الألبان قد يتداخل مع امتصاص بعض المضادات الحيوية مما يقلل من فعاليتها. لذا يُفضل تجنب تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم في نفس الوقت الذي يتم فيه تناول هذه الأدوية.
٢-تأثير الطعام على السرعة ومدة عمل الدواء:
تناول الطعام قد يؤثرعلى سرعة امتصاص الدواء ومدة عمله في الجسم. فبعض الأدوية تحتاج إلى تناولها على معدة خاوية لضمان امتصاصها السريع وفعاليتها القصوى في حين أن بعض الأدوية تحتاج إلى تناولها مع الطعام للحد من الآثار الجانبية أو تحسين امتصاصها. لذا، ينبغي اتباع توصيات الطبيب أو الصيدلي المتعلقة بتناول الدواء مع أو بدون الطعام.
٣- تفاعلات الأدوية مع العناصر الغذائية:
قد يحدث تفاعل بين الأدوية وبعض العناصر الغذائية مما يؤثر على فعالية الدواء. على سبيل المثال الجريب فروت وعصيره يمكن أن يؤثر على عمل بعض الأدوية بزيادة تركيزها في الدم مما يزيد من خطر حدوث آثار جانبية. لذا، قد يكون من الضروري تجنب تناول الجريب فروت أو استشارة الطبيب قبل تناوله إذا كنت تتناول أدوية معينة.
من المهم أن تفهم أن هذه الأمثلة هي أمثلة عامة، وأن تأثير العناصر الغذائية على الأدوية يعتمد على نوع الدواء والعنصر الغذائي والجرعة المتناولة. لذا، من الضروري استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول الأدوية مع الطعام أو تناول الأطعمة الغنية بعناصر غذائية معينة أثناء استخدام الأدوية. كما يمكن للمتخصصين في الرعاية الصحية تزويدك بمعلومات محددة حول التفاعلات المحتملة والتوصيات الخاصة بكل حالة.
وفي النهاية يمكننا القول إن التغذية العلاجية تلعب دورًا حيويًا في العلاج الشامل والوقاية من الأمراض. وذلك من خلال تناول الطعام الصحي والمتوازن وتعديل النظام الغذائي بما يتناسب مع الحالة الصحية وبالتالي يمكن تحقيق تحسين كبير في الصحة والعافية. ومع ذلك، ينبغي دائمًا استشارة أخصائي التغذية المؤهل للحصول على توجيهات محددة وشخصية لتلبية الاحتياجات الفردية والتأكد من تحقيق أفضل النتائج.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بعض العناصر الغذائیة التغذیة العلاجیة تناول الطعام بعض الأدویة فمن خلال یمکن أن من خلال
إقرأ أيضاً:
ذياب بن محمد: الإمارات أَوْلَت أهمية كبرى لتوفير الرعاية الصحية العالية الجودة
بحضور سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «إرث زايد الإنساني» التي تتبع لها مؤسسة «محمد بن زايد للأثر الإنساني»، أعلنت المؤسسة مع عدد من شركائها إطلاق مبادرة «صندوق البدايات» في إفريقيا لتحسين صحة الأمهات والمواليد الجدد وتقليل نسبة الوَفَيات بينهم.
وأُعلن إطلاق المبادرة خلال فعالية أُقيمَت في مستشفى كند في مدينة العين (المعروف سابقاً باسم مستشفى الواحة)، وهو أوَّل مستشفى حديث أُنشِئ في إمارة أبوظبي.
ورافق سموّ الشيخ ذياب بن محمد، خلال إطلاق المبادرة: عبدالرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، والشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة، ومنصور المنصوري، رئيس دائرة الصحة - أبوظبي، والدكتورة مها بركات، مساعدة وزير الخارجية للشؤون الطبية وعلوم الحياة، وخومبيز كاندودو شيبوندا، وزيرة الصحة في مالاوي، والدكتور سابين نسانزيمانا، وزير الصحة في رواندا، والدكتورة ميكدس دابا، وزيرة الصحة في إثيوبيا، وناصر أحمد مزروعي، وزير الصحة في زنجبار.
وستقدِّم مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني، الدعم المالي الأوَّلي لـ «صندوق البدايات»، الذي سيتعاون مع عدد من الحكومات الإفريقية والمنظمات الوطنية والخبراء الدوليين لتفادي نحو 300 ألف حالة وفاة، بتحسين الرعاية الصحية لنحو 34 مليون أُمّ وطفل في دول كثيرة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بحلول عام 2030.
ويأتي إنشاء الصندوق في إطار التزام خيري مشترك بنحو 600 مليون دولار يدعم صحة الأمهات والمواليد الجدد، ويُسهم في تفادي وفيات الرُّضَّع، وسيخصّص 100 مليون دولار من الالتزامات الخيرية المشتركة لمبادرات تعزِّز صحة الأم والوليد.
وتقدِّم مؤسسة محمد بن زايد دعماً مالياً بقيمة 125 مليون دولار للصندوق والمبادرات الداعمة لها.
وستقدِّم مؤسسات صندوق الاستثمار للأطفال، ودلتا للأعمال الخيرية، وإلما، وغيتس دعماً مماثلاً، وستقدم مؤسستا هوراس دبليو جولدسميث، وباتشورك كوليكتيف وغيرهما تمويلاً إضافياً.
وقال سموّ الشيخ ذياب بن محمد «يشرِّفنا عبر المؤسسة تقديم الدعم والرعاية لصندوق البدايات، وجهوده الرامية إلى منح المزيد من الأمهات وأطفالهن فرصة التمتُّع ببداية صحية وحياة مشرقة. ودولة الإمارات أَوْلَت منذ قيامها أهمية كبرى لتوفير الرعاية الصحية العالية الجودة للجميع عبر مختلف مراحل الحياة، واستطاعت الإمارات بفضل الخبرة والمعارف التي اكتسبتها في هذا المجال تطوير الشراكات المؤثرة والتعاون مع مختلف الحكومات والجهات الفاعلة لبناء مستقبل واعد وصحي للأجيال المقبلة».
وتعاني مناطق إفريقيا الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى، من أعلى نسبة من الوفيات بين الأطفال الحديثي الولادة في الشهر الأوَّل من حياتهم، ومن نسبة 70% من الوفيات بين الأمهات أثناء الوضع أو بعده، على الرغم من إمكانية تفادي معظم تلك الوفيات بتحسين مستوى الرعاية الصحية للمواليد والأمهات.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية «لا شكَّ أنَّ العالم أحرز تقدُّماً حقيقياً نحو الحدِّ من عدد وفيات الأمهات والأطفال خلال العقدين الماضيين. وعلى الرغم من التقدُّم الحاصل، فإننا وبمعدل حالة كلَّ سبع ثوان، ما زلنا نشهد تعرُّض آلاف الأمهات أو أطفالهن المولودين حديثاً للوفاة، بسبب عوامل يُمكن الوقاية منها. لذا نرحِّب بإطلاق صندوق البدايات، ونتطلَّع إلى العمل من كثب مع جميع المعنيين لوضع حدٍّ لهذه المآسي التي يُمكن الوقاية منها».
وقالت الدكتورة ميكدس دابا «ينبغي أن لا تموت الأمهات والأطفال حديثو الولادة لأسباب نعرف كيفية منعها. إننا جميعاً نتحمَّل مسؤولية مشتركة لبناء أنظمة صحية قابلة للصمود وتزويدها بالموارد الكافية، كي تتمكَّن من حماية حياة كلِّ حامل وكلِّ مولود جديد. وعبر توجيه الاستثمارات والابتكارات نحو المجالات الملائمة، نجحت بلدان عدّة في مختلف أنحاء العالم في إحداث تحوُّل في رعاية الأمهات والمواليد الجدد، ولا يوجد سبب يمنع إفريقيا من القيام بإنجاز مماثل».
وبالتعاون مع شركاء التنفيذ في الدول المعنية، سيعمل صندوق البدايات في 10 دول، هي إثيوبيا وغانا وكينيا ومالاوي وليسوتو ونيجيريا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وزيمبابوي، وسيواصل حشد التمويل واستثماره في مبادرات متعددة السنوات. وسيركِّز على تعزيز الكوادر الصحية وتجهيز المرافق عبر حزمة من التدخُّلات المثبتة، والعمل على تخفيض تكلفتها عن طريق آليات الشراء الموحَّدة.
وعبر الاستفادة من الابتكارات، وتمكين القوى العاملة الماهرة، وبناء أنظمة قوية للبيانات والإحالة، يهدف الصندوق إلى دعم الحكومات في منح الأمهات والأطفال أفضلَ فرص ممكنة للتمتُّع بمستقبل صحي.
وقالت روبين كالدر، رئيسة مؤسسة إلما الخيرية «من دواعي سرورنا أن نشارك الجهات الأخرى هذه الروح التفاؤلية، ونضمَّ تمويلنا إلى تمويلاتهم في صندوق البدايات، حتى نتمكَّن من تجاوُز الأساليب التقليدية القائمة على تقديمِ مِنَحٍ دوريَّةٍ من حين إلى آخر، ونعمل عوضاً عن ذلك على ضخِّ رؤوس أموال تستثمر في الأدوات والتقنيات والكوادر البشرية وغيرها، ما يسفر عن الحدِّ بشكل كبير ومستدام من وَفَيات الأمهات والمواليد الجدد في إفريقيا. إننا نأمل بأن نقلل وفيات مئات الآلاف من الأمهات وأطفالهن الحديثي الولادة، وتجنيب الأجيال المقبلة ما تخلِّفه هذه الخسارة العميقة من دمار على الأُسر والمجتمعات».
وقال مارك سوزمان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة غيتس «خلال العقد الماضي، ابتكر الباحثون طرائق جديدة ومذهلة للحفاظ على حياة الأمهات وأطفالهن وصحتهم، لكن هذه الحلول لا تزال غير قادرة على الوصول إلى الأشد احتياجاً إليها. إننا ملتزمون بالعمل مع الأطراف الحكومية والعاملين في الصحة والشركاء البارزين، لمعالجة هذا التفاوت غير المقبول، وتسريع وتيرة التقدُّم في مجال صحة الأم والوليد».
وقالت أليس كانجيثي، الرئيسة التنفيذية لصندوق البدايات «بتوافر الدعم من المنظمات الخيرية والجهود الثنائية، يمكن للحكومات الأفريقية أن تقف في طليعة المساعي الرامية إلى تعزيز صحة الأمهات والأطفال الحديثي الولادة، وتحقيق ابتكارات رائدة. ومن المؤكَّد أنَّ القارة باتت تحقِّق تقدُّماً ملحوظاً، لكن تحقيق التغيير المستدام يتطلَّب عملاً تعاونياً تتضافر فيه الجهود. وأودُّ أن أُعرب عن امتناني للحكومات الإفريقية والمنظمات الوطنية والخبراء والمستثمرين المؤسسين الذين يشكِّلون جزءاً من هذا الجهد التعاوني الفريد، للدفع نحو تغييرات مستدامة تعمُّ إفريقيا بأكملها». (وام)