بغداد اليوم - ديالى

يقف عثمان سليم على قبر ابن عمه في مقبرة صغيرة قرب بعقوبة بعد حلول الذكرى الثانية لوفاته بعد غرقه في جدول مائي قرب منزله وهو يردد عبارة "توفي ولم يبقى على زفافه سوى أسابيع قليلة".

وتشهد ديالى ومركزها مدينة بعقوبة، (54 كم شمال شرق العاصمة بغداد)، من 18-25 حالات غرق سنويا في موسم الصيف في الانهر الرئيسية، فيما يشكل نهر ديالى الاعلى في المعدلات بحسب الاحصائات الرسمية.

ويتحدث عثمان وهو موظف حكومي لـ "بغداد اليوم"، أن "قريته الزراعية فقدت 6 من شبابها على مدار سنوات بسبب الغرق في جدول مائي كبير قادم من بعقوبة".

ويضيف، أن "الصيف تحول الى اشبه باللعنة بسبب فواجع الغرق"، لافتا الى انه "بالرغم من التحذيرات لكن للجدول سحر غريب يجذب اليه الشباب بعد كل فاجعة وكأن شي لم يحدث".

من جانبه، يرى مدير مفوضية حقوق الانسان في ديالى صلاح مهدي، ان "المحافظة تفقد سنويا من 25-30 ضحية بسبب الغرق في الأنهر والجداول سنويا 80% منهم دون 30 سنة".

وأضاف مهدي في حديث لـ "بغداد اليوم"، أن " 75% من حوادث الغرق تحدث في مناطق الارياف بشكل مباشر"، لافتا الى ان" قلة وجود المسابح المؤهلة وارتفاع الحرارة مع انقطاع الكهرباء التي تميز فصل الصيف تدفع الكثيرين الى الانهر رغم خطورتها".

واشار الى ان " مع تحسن الوضع المائي قد يكون صيف 2024 مؤلما اذا لم يجري الانتباه مبكرا وتحديد مواقع السباحة مع توفير مفارز الانقاذ من الشرطة النهرية".

اما عضو لجنة الشباب النيابية الاسبق محمد عثمان فقد أشار في حديث لـ "بغداد اليوم"، الى أن "العراق يفقد أكثر من 200 روح سنويا بسبب الغرق في الانهر والجداول اغلبهم من الاطفال والمراهقين والشباب".

واضاف، أن "الصيف يتحول الى لعنة قاسية في مناطق عدة بسبب تكرار حالات الغرق رغم التحذيرات مؤكدا ضرورة حظر السباحة في الانهر الخطيرة والتي لا تتوفر بها اجراءات السلامة او فرق الانقاذ".


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: بغداد الیوم

إقرأ أيضاً:

الغرق في “العسل الأسود”!

الولايات المتحدة – في كارثة صناعية غريبة شهدتها مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس، غرق أحد الأحياء في فيضان من “العسل الأسود” في 15 يناير 1919 ما تسبب في خسائر بشرية ودمار واسع وتبعات قائمة حتى الآن.

هذه الحادثة التي تعرف بفيضان الدبس في بوسطن وبفيضان الدبس العظيم نجمت عن انفجار خزان ضخم يحتوي على 8.7 مليون لتر من دبس السكر الذي يعرف أيضا بالعسل الأسود بالقرب من شارع كومرشيال بالمدينة. عسل الدبس يستعمل في صناعات متعددة أهمها الكحول وصناعات التخمير والأعلاف.

الخزان الذي انفجر يعود لشركة تقطير في بوسطن تدعى “Purity Distilling Company”، وهي متخصصة في إنتاج مادة الإيثانول المستخدمة في صناعة المشروبات الكحولية وتدخل حتى في صناعة الذخيرة. دبس السكر يستخدم للحصول على الإيثانول عن طريق التخمير. الشركة استخدمت هذا الخزان الموجود في منطقة ببوسطن بالقرب من الميناء لحفظ دبس السكر، فيما امتد خط أنابيب منه مباشرة إلى مباني المؤسسة.

كان هذا الخزان ضخم الحجم يصل ارتفاعه إلى 15 مترا وبقطر 27 مترا، ويمكن أن يحتوي على ما يقرب من 9 ملايين لتر من السوائل.

قبل يوم من الكارثة تم ضخ كمية ضحمة من دبس السكر السائل في الخزان، وتصادف أن ارتفعت درجة الحرارة في طقس بوسطن المتجمد وقتها بشكل حاد من -17 إلى +4 درجة مئوية ما أسهم في التسريع بالكارثة.

حين انفجر خزان دبس السكر الضخم انطلقت موجة بارتفاع ثمانية أمتار بسرعة تقارب 60 كيلو مترا في الساعة متدحرجة في شوارع المنطقة.

وصفت حينها صحيفة بوسطن بوست ما جرى قائلة إن كتلة عميقة غطت الشارع إلى علو الخصر، وأن المارة كانوا يتخبطون في الوحول اللزجة ويحاولون التخلص منها لإنقاذ حياتهم، مشيرة على أن الخيول كانت تنفق مثل الذباب على الورق اللاصق، فيما كان الناس رجالا ونساء تغرق في الوحل أكثر كلما اجتهدت للتخلص منه.

شهود عيان تحدثوا عن سماعهم صوت قعقعة وجلبة هائلة مثل الرعد وقت الحادثة، وأن موجة دبس العسل المتدفقة كانت من القوة بحيث أخرجت قطار شحن عن مساره وتسببت في تدمير السيارات والعربات، كما غمرت المياه العديد من المباني إلى ارتفاع متر، وانهارت المباني الأكثر تضررا.

علاوة على كل ذلك، اشتكى سكان المنطقة من رائحة كريهة تسببت في إصابة الكثيرين بالسعال والاختناق. تسبب فيضان “العسل الأسود” في وفاة 21 شخصا وإصابة 150 آخرين، كما نفق عدد كبير من الخيول وحيوانات أخرى.

حجم الكارثة كان كبيرا حتى أن عمليات الإنقاذ تواصلت لأربعة أيام. مع ذلك لم يتم العثور على جميع المفقودين، كما لم يتم في البداية التعرف على عدد من الأشخاص الفقراء لأن دبس السكر كان سميكا على أجسامهم. رجال الإنقاذ ذكروا أن كل شيء في المنطقة في تلك الأيام كان لزجا.

التحقيق أظهر أن خزان دبس العسل كان مصمما بشكل سيء، وأن جدرانه كانت أقل سمكا من المطلوب، كما جرى استخدام مسامير أقل من اللازم في تثبيت الصفائح المعدنية. علاوة على ذلك ثبت أن الخزان تسربت سوائله في عدة مناسبات منذ بنائه في عام 1915، وأن الشركة تجاهلت تحذيرات من العاملين بهذا الشأن ولم تقم بإجراء اختبارات سلامة كافيه.

بعد مرور مئة عام على الكارثة، أقيمت مراسم لإحياء الذكرى في 15 يناير 2019، جرى خلالها قراءة أسماء الضحايا كما تم استخدام جهاز رادار كاشف لتحديد موقع الخزان الأصلي.

الأمر اللافت ما قيل عن أن رائحة الدبس الحلوة بقيت لعقود عديدة، حتى أنها أصبحت من سمات المدينة، ويشاع أن الرائحة لا تزال ماثلة حتى الوقت الراهن. الكارثة تجسدت أيضا في أعمال إبداعية متنوعة وتحدثت عنها أغاني فرق موسيقية أمريكية، كما أنها أدت إلى تشديد قوانين البناء والسلامة في الولايات المتحدة.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • مصدر في الخارجية الإيرانية لـ بغداد اليوم: نرحب بأي وساطة عراقية مع واشنطن لخفض التوتر
  • مصدر في الخارجية الإيرانية لـ بغداد اليوم: نرحب بأي وساطة عراقية مع واشنطن لخفض التوتر - عاجل
  • الكهرباء تستعد لإطلاق 19 مشروعا جديدا في بغداد إستعداداً لموسم الصيف
  • إستعداداً لموسم الصيف المقبل .. الكهرباء تستعد لإطلاق 19 مشروعا جديدا في بغداد
  • رئيس الوزراء: انتحار الطلاب بسبب الثانوية العامة سنويًا يؤلمني
  • أسعار الدولار في العراق
  • بسبب تسمم كحولي.. وفاة 11 شخصاً بينهم أجانب في تركيا
  • 50 عائلة لبنانية عالقة في ديالى.. دعوات لتحرك عاجل لنقلهم إلى بلادهم
  • الغرق في “العسل الأسود”!
  • ديالى تسجل مصرع شخصين وإصابة 6 آخرين في حوادث سير خلال ساعات