كيف تحول اقتناء حقائب اليد الفاخرة من رفاهية باهظة إلى استثمار مربح؟
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
قد يفوق سعر حقيبة يد نسائية جلدية -لا تتجاوز أبعادها 15×20 سنتيمترا- سعر سيارة صغيرة، إذ باتت هذه الإكسسوارات الفاخرة في سنوات قليلة مرغوبة جدا لدرجة أنها أصبحت استثمارا ماليا، وبدأ تداولها في سوق موازية.
ولم تعد المجلات النسائية مثلا، في العامين الأخيرين، تتحدث عن "امتلاك" أو "وضع" أو "شراء" هذه الحقيبة أو تلك، بل أصبحت تستخدم تعبير اختيار حقيبة "للاستثمار" فيها.
وتوضح نجمة الشبكات الاجتماعية ماي بيرتلو المتخصصة في السلع الفاخرة المستعملة ومديرة المنتجات في "فينتد"، أن قيمة بعض الحقائب الفاخرة تزيد أحيانا "بمجرد الخروج من المتجر".
وتشرح الباريسية التي اشترت في بداياتها بضع حقائب عادية أن "الاستثمار في حقيبة يد يعني ببساطة استخدامها (أو عدم استخدامها)، ثم إعادة بيعها مع استرداد قيمة الاستثمار على الأقل".
تقول بيرتلو إنها اهتمت بشراء حقائب يد قديمة تُعرض في مزادات لدار "دروو" عندما كانت طالبة، مسترشدة بنصائح "جدات الثمانينيات"، وتعلمت تصليحها، وكان ترتديها عندما تذهب إلى الجامعة، لكنها بدأت بتوسيع نطاق اهتمامها، ولجأت إلى شراء هذه الحقائب وإعادة بيعها إلى الخارج.
وتتزايد الحسابات المختصة في "الاستثمار" بحقائب اليد زيادة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجتذب خصوصا الشابات اللواتي لا تتوافر لديهنّ الإمكانات للاستثمارات التقليدية.
"الانجرار" للعبة المزايداتلكن هذه الاستثمارات لا تخلو من المخاطر، بحسب مؤسسة موقع "بلان كاش" الفرنسي لتعليم الاستثمار للنساء ليا لوجون، والتي تنصح مثلا بعدم المشاركة في المزاد في اليوم الرئيسي تفاديا "للانجرار" إلى لعبة المزايدات.
وباتت دور المزادات تعوّل كثيرا على الإقبال على حقائب اليد الفاخرة المستعملة، وتوليها اهتماما لا يقلّ عن تركيزها على بيع لوحات كبار الفنانين.
واستعاضت "كريستيز" مثلا عن قسم الأزياء لديها بقسم للإكسسوارات، وحققت من خلالها مبيعات بقيمة 35.8 مليون دولار في هذا القطاع عام 2023.
وتوضح مديرة هذا القسم لوسيل أندرياني أن "الطلب كبير جدا"، مشيرة إلى أن "النموّ الذي يشهده هذا القسم استثنائي". وتفيد بأن 61% من الزبائن في قطاعها هم من جيل الألفية الذين تراوح أعمارهم بين 25 و35 عاما، وأكثر من نصفهم يشاركون للمرة الأولى في المزادات الحضورية أو الافتراضية للدار.
وتلاحظ رئيسة قسم المنتجات الجلدية في منصة "كولِّكترز سكوير" المتخصصة التي أسسها موظفون سابقون في دار "آركوريال"، سارة بناني، أن ثمة منتجات ذات قيمة مؤكدة في هذه السوق، ومنها "حقيبتا (بيركين) و(كيلي) من دار (إيرميس)، والإصدارات المحدودة من حقائب (سبيدي)، وصناديق (لوي فويتون) القديمة، وحقائب (شانيل) المصنوعة من الجلود غير التقليدية، والتي شهدت أسعارها والطلب عليها زيادة كبيرة منذ إعلان دار الأزياء توقفها عن استخدام هذا النوع من الجلود".
"أعلى درجات الرفاهية"وتعرض "كريستيز" و"كولِّكترز سكوير" حقائب "بيركين" في المزادات بسعر يبدأ من نحو 100 ألف دولار، في حين أنها قد تباع أحيانا بسعر نهائي فعلي يصل إلى نحو نصف مليون دولار.
فالدور المنتجة لهذه الحقائب تدير ببراعة لعبة العرض والطلب، فتحرص "إيرميس" مثلا على عدم بيع أي قطعة من "بيركين" إلا على قائمة الانتظار، مما يؤدي إلى نشوء اقتصاد موازٍ، وإلى مبيعات قياسية عبر المنصات.
ورفع شخصان من ولاية كاليفورنيا الأميركية دعوى قضائية ضد العلامة التجارية الفرنسية بعدما سئما الانتظار، متهمين إياها بانتهاج نظام يشجع المستهلكين على شراء كمية من الإكسسوارات ليكسبوا مكانة كافية تخوّلهم شراء "بيركين".
أما حقيبة 2.55 المبطّنة الشهيرة ذات السلسلة من "شانيل"، فكانت تباع بنحو 1600 دولار عام 2005، لكنّ ثمنها ناهز 11 ألف دولار عام 2024، بزيادة قدرها نحو 20% في عام واحد فحسب.
وتوضح الدار الباريسية ردا على سؤال عن هذه الزيادة، أن "الاستحصال على المواد التي تلبّي" متطلباتها "بات يتسم بقدر متزايد من الصعوبات"، وأن التضخّم أثّر على أسعار هذه المواد.
وتضيف "شانيل" أنها تحرص على "الاستمرار في تجسيد أعلى درجات الرفاهية"، رافضة "الاستسلام لإغراء زيادة حجم المبيعات".. ولكن ليس لإغراء زيادة الأسعار.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ظاهرة غريبة.. هواتف مستعملة باهظة الثمن بسبب تطبيق التيك توك
يشهد موقع “إيباي” للتجارة الإلكترونية ظاهرة غير مسبوقة، وهي عرض هواتف ذكية بعدة أسعار تعد باهظة الثمن تتجاوز حوالي 10 آلاف دولار وذلك لاحتوائها على تطبيق “تيك توك” مثبت فيها وقد تبرز هذه الظاهرة في خضم العديد من المخاوف المتزايدة وذلك من حظر وشيك لتطبيق التيك توك في الولايات المتحدة.
وفقا لموقع digitaltrends قد رُصدت العديد من الهواتف المعروضة وبأسعار يعد مبالغا فيها، على الرغم أنها تعد في المقابل مستعملة وقديمة بشكل نسبي إذ وجد العديد من أصحابها أن وجود تطبيق تيك توك بها يعد مبرر لرفع أسعارها.
وتعود جذور الأزمة إلى العديد من المخاوف العميقة لدى الإدارة الأمريكية من النفوذ الصيني المتزايد في مجال التكنولوجيا الرقمية
ومن جانبها تتهم شركة “بايت دانس” الصينية، المالكة لتطبيق “تيك توك”، العديد من بيانات المواطنين الأمريكيين، والقيام بإرسالها إلى الصين، وهي عدة اتهامات لم تثبت حتى الآن، وتقوم الشركة بنفيها بنحو مستمر.
تطبيق التيك توكويشير خبراء إلى أن هذه الظاهرة قد تذكّر بحالات مماثلة من المضاربة والاستغلال، مثل ما قد حدث خلال جائحة كورونا، إذ ارتفعت أسعار المستلزمات الأساسية لعدة ارتفاعات خيالية، وهناك حادثة أخرى مع لعبة P.T وذلك في منصة بلايستيشن 4 في عام 2014
ويؤكد المحللون أن مستقبل “تيك توك” في السوق الأمريكية لازال غامضًا، مستشهدين بأمثلة العديد من شركات التكنولوجيا العملاقة السابقة التي فقدت هيمنتها وذلك لهدة أسباب مختلفة، مثل نوكيا وذلك في سوق الهواتف المحمولة، وياهو في مجال محركات البحث، وماي سبيس في وذلك مجال التواصل الاجتماعي.
وفي المقابل، يُنصح بتجنب شراء العديد من الهواتف وبأسعار مبالغ فيها وذلك داخل الولايات المتحدة وذلك لأجل الوصول إلى المنصة التي ترُفع الحظر عنها مؤقتًا وذلك لمدة قدرها 75 يومًا، والبحث عن العديد من البدائل القانونية والتي تعد آمنة للوصول إلى التطبيق، والحذر في الوقت نفسه من عمليات الاحتيال المرتبطة بالأزمة