الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم برنامجاً حافلاً بالمحاضرات الثقافية والندوات الحوارية في أبوظبي الدولي للكتاب
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية عدداً من الفعاليات الثقافية الوطنية الموازية في النسخة33 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وتعددت الفعاليات وتنوعت لتحظى باهتمام رواد المعرض بمختلف فئاتهم.
ففي ندوة حوارية عن كتاب زايد.. رحلة في صور، أجراها الأستاذ وليد غيلان مع الأستاذة نوف الجنيبي مديرة تحرير مجلة ليوا، قالت فيها: إن هذا الكتاب المميزٌ بمظهره والقيّم بجوهره، تحتفي صفحاته بمجموعة كبيرة من الصور التاريخية التي تروي جوانب مهمة من حياة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإنجازاته الخالدة طيب الله ثراه.
وأشارت إلى أن الكتاب يوثق أيضاً جوانب من الدور الكبير الذي أداه الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان – رحمه الله- حيث كان مرافقاً للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ما أثرى سيرته وجعلها تتسم بطابع وطني مميز.
وتطرقت الجنيبي إلى مزايا الكتاب فقالت: إنه يتألف من 448 صفحة من القطع الكبير، وفيه 640 صورة فوتوغرافية قيّمة تم انتقاؤها مما يحتفظ بها الأرشيف والمكتبة الوطنية بين مجموعاته الخاصة في أرشيفات الصور، وهذا ما جعل الكتاب يمثل موسوعة بصرية من الصور النادرة للشيخ زايد، والتي تجسد إرثه العظيم، وقيمه النبيلة، وعطاءه وحبه لوطنه.
وفي ندوة أخرى شارك في تنظيمها الأرشيف والمكتبة الوطنية بعنوان: "إطلالة على المدوّنة الرحلية الغربية وما حوته من انطباعات ومشاهدات" استعرض الباحث الدكتور منّي بونعامة أهم وأبرز آثار الرحالة الغربيين إلى منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية؛ على اختلاف أجناسهم ومشاربهم وأصولهم، سواء كانوا من البرتغال أو هولندا، وفرنسا وبريطانيا، وأمريكا وغيرها، وقد تحدث بوضوح عن أهدافهم، ورغباتهم في المغامرة والاستطلاع، والمعرفة واستكشاف سحر الشرق وثقافته وتراثه وماضيه العريق الحافل بالقصص والحكايات.
وقد دوّن أولئك الرحالة مشاهداتهم وانطباعاتهم، ورصدوا كثيراً من المعلومات والمعطيات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وما يتصل بيوميات وحياة المجتمع الخليجي والإماراتي على وجه الخصوص.
وأكد بونعامة أن ما دوّنه الرحالة قد شهد تفاوتاً في صحة المعلومات المرصودة واختلافها؛ لأنها كتبت تبعاً للغرض والحاجة من تدوينها، مشيراً إلى أن كتابات الرحالة زخرت بكثير من الصور التي اختزنوها في ذاكرتهم ومشاهداتهم وانطباعاتهم عن المنطقة وحياة أهلها وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وما أثارتهم رؤيته، واستوقفتهم مشاهدته، فاستغرقوا في وصف الأرض، وجغرافيتها، وتضاريسها، ومناخها، ومواردها، وبرها وبحرها وجوها، وسكانها وحالتهم السياسية والاجتماعية والثقافية، وعاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم.
ونظمت منصة الأرشيف والمكتبة الوطنية أيضاً ندوة حوارية بعنوان: (دور مؤسسات الترجمة في تعزيز التلاقح الثقافي وحوار الحضارات: الأرشيف والمكتبة الوطنية نموذجا) قدمها الأستاذ الدكتور صديق جوهر خبير الترجمة في الأرشيف والمكتبة الوطنية، والباحث الأستاذ وليد غيلان، وقد استعرضت الندوة تاريخ الترجمة في أوروبا وفي العالم العربي والإسلامي، ثم تحولت إلى واقع الترجمة في العالم العربي في الوقت الراهن وتحدياتها.
وعلى صعيد متصل نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية أيضاً محاضرة عن قراء الوثائق التاريخية قدمتها الاستاذة فاطمة المزروعي رئيس قسم الارشيفات التاريخية، عرّفتْ فيها الوثيقة التاريخية، وتحدثت عن أهميتها في صون وحفظ التراث المادي والمعنوي، وفي رصد تاريخ تطور المدن والمباني التاريخية، بالإضافة إلى الأهمية التاريخية والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية للمجتمعات وتطورها.
وعددت المزروعي أنواع الوثائق، وأنواع المصادر التاريخية، وتطرقت للمصادر التي يعتمد عليها الأرشيف والمكتبة الوطنية في الحصول على الوثائق التاريخية.
واستعرضت المحاضرة نموذجاً كاملاً ومتكاملاً لوثائق الاتحاد كمثال مهم وحي معروض على منصة الأرشيف الرقمي للخليج العربي ((AGDA الذي يزود الباحثين بما يرغبون به من وثائق وصور وخرائط وغيرها.
وعلى مدار أيام المعرض كان ركن الأطفال في منصة الأرشيف والمكتبة الوطنية يستقبل الأطفال من رواد المعرض، ويقدم لهم فعاليات تعليمية توعي بالقيم الوطنية التي تعزز مفاهيم الولاء والانتماء للوطن، وتبرز القدوات المثالية للأجيال.
نوف الجنيبي تتحدث عن كتاب زايد رحلة في صورندوة (الترجمة والحراك الثقافي)التي نظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية في منصتهفاطمة المزروعي تحاضر في قراءة الوثائق التاريخية
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأرشيف والمكتبة الوطنية الجزيرة العربية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان شبه الجزيرة العربية معرض أبوظبي الدولي للكتاب ندوة حوارية منطقة الخليج الأرشیف والمکتبة الوطنیة الترجمة فی
إقرأ أيضاً:
الأدب الإماراتي يضيء بلغات أخرى
هزاع أبوالريش
تلعب المؤسسات الثقافية ودور النشر المحلية دوراً رائداً ومتميّزاً في مجال ترجمة الأعمال الأدبية الإماراتية إلى اللغات الأخرى، وهو ما يسهم في تقديم المنتج الإبداعي للعالم، ويرسّخ حضور المبدع الإماراتي على الساحة العالمية. كما أن الترجمة تبنى جسور التواصل مع الثقافات الأخرى، وطالما ساهمت في إثراء الحضارات الإنسانية عبر التاريخ.
بداية تقول شيخة عبدالله المطيري، رئيس قسم الثقافة الوطنية، بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث: «تبسط المكتبات أرففها أمام ما يصلها من نتاج معرفي وثقافي من أقلام اللغات الأم، لتكون المكان الذي يليق بالعقول المنتجة من أبناء البلد، كما يكتمل عطاؤها حين تجد مساحة رائعة للكتب المترجمة، والتي تحدث التواصل الإنساني بين العالم. ونحن في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث نهتم كثيراً باقتناء الكتب المترجمة من نوادر الإصدارات وما يصدر حديثاً، لذا يتم البحث الدائم عن هذه الترجمات وتوفيرها للباحثين من مرتادي المكتبة. كما يحرص المركز على إقامة الندوات المتخصصة في مجال ترجمة الأدب والعناية بعمل المترجمين وتقديم المنصة الجيدة للتواصل بينهم وبين القارئ».
وتضيف: يحرص المركز كذلك على اقتناء المخطوطات المترجمة من القرون العلمية الأولى ويرفد بها المشتغلين في قطاع البحث من مؤسسات وأفراد، ويشرك المجتمع في هذه المعرفة من خلال إقامة معارض تتحدث عن النتاج المترجم، ويستضيف المركز بشكل دائم الباحثين من أقطار العالم المختلفة على تنوع لغاتهم وثقافاتهم، وذلك بسبب وجود المكتبة العالمية التي توفر لهم ما يبحثون عنه.
مبادرات وطنية
من جانبه يقول محمد أحمد صبري، مترجم ومحرر صحفي، تحظى مهنة الترجمة باهتمام كبير في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتلعب العديد من المؤسسات الثقافية دوراً محورياً في هذا المجال، حيث تعمل على إثراء الثقافة العربية بترجمات أدبية إماراتية لها قيمتها الفكرية التي تستحق الإطلاع عليها ومتابعتها من مختلف الدول الأخرى. وهناك العديد من المؤسسات والجهات الحكومية التي لديها مبادرات مميزة في ترجمة الأعمال الإماراتية إلى اللغات الأخرى، حيث يترجم سنوياً مئات الأعمال الأدبية الإماراتية إلى اللغات الأخرى، وتأتي هذه المبادرات الوطنية كفرصة من أفضل الممارسات في مجال الترجمة الأدبية. ومن بين الجهات الفاعلة أيضاً في مجالات أخرى، ما يقوم به مركز الترجمة في أكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية والأمنية في إثراء مهنة الترجمة التخصصية في أحدث المجالات العلمية والأمنية، مما تعكس هذه الجهود التزام الإمارات بنقل التراث الأدبي والفكري إلى القارئ العربي، وإلى العالم، حيث يسهم في بناء جسور ثقافية بين الشعوب، بما يرسخ ذلك المكانة الثقافية لدولة الإمارات على الصعيد العالمي.
ويرى الشاعر الدكتور طلال سعيد الجنيبي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تزخر بالعديد من الجهات التي تعتني بمسألة الترجمة، والجدير بالذكر أن الترجمة تمثل جسراً معرفياً ما بين الإبداع بلغته الأصلية وما بين العالم الذي نفتح عليه، والجدل القائم الذي لم ينتهي، إن كان الشعر خيانة للنص الأصلي أو كان إيصالاً لأفكارها ومضمون ما تحتويه، ولكن يبقى أن للترجمة رؤية مختلفة نسعى من خلالها إلى نقل مضامين وفكر وإبداع مجتمع ومبدعين يمثلون هذه الثقافة المعنية. وفي الإمارات نقف على الكثير من الجهات التي تعتني بالأعمال الأدبية الإماراتية وترجمتها والاحتفاء بالأدباء والمثقفين في المحافل الدولية لتوقيع إصداراتهم الأدبية المترجمة إلى اللغات الأخرى، وهذا ما يشجع المبدع لأن ينتج ويبدع ويستمر في الوهج والتألق الفكري لأنه يشعر من خلال هذا الاحتفاء بأن إصداره الأدبي وصل إلى الآخر ولامس فكره، ورسالته الأدبية اجتازت وطنه وتعدّت محيطه لتستقر بمكانٍ آخر، وحاز على شريحة أوسع من الجمهور ونطاق أبعد من نطاقه المحلي، فكل ذلك يصب في قيمة الأدب المحلي وثيمة الجهود المبذولة لخدمة الإبداع الإماراتي ووصوله إلى الآخر.