علوم الفضاء: الصيف القادم الأسوأ بحسب التغيرات المناخية.. فيديو
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
قال الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، إن العالم مستمر في استخدام الوقود الأحفوري، وعدم استخدام الطاقة النظيفة، ما يؤثر بشكل كبير جدًا على المناخ.
وأضاف النهري، خلال مداخلة هاتفية لفضائية "إكسترا نيوز"، أنه من المتوقع أن الصيف القادم يكون أسوأ صيف، إذ انتشرت الأعاصير، منها ما حدث العام الماضي، إذ ضرب "إعصار دانيال" ليبيا، حيث إن ذلك لم يكن يحدث في الماضي، ولكن أصبح يحدث نتيجة للتغيرات المناخية، وتهور الإنسان في التعامل مع البيئة.
وأوضح نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، أن الغابات رئة العالم، فهي تأخذ ثاني أكسيد الكربون وتنتج الأكسجين الذي يحتاجه الإنسان، فمعنى حرق الغابات سواء عمدًا أو بشكل غير مقصود، يؤثر بشكل سلبي جدًا على العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علوم الفضاء التغيرات المناخية الأمم المتحدة ثانى اكسيد الكربون
إقرأ أيضاً:
عندما يلتقي الواقع بالذات.. أنرى الحقيقة أم أنفسنا فقط؟
في خضم الحياة ومجرياتها، نجد أنفسنا بطبيعتنا البشرية بعيدين عن امتلاك حقيقة ثابتة ومطلقة نحتكم إليها ونراها بعين الحياد، فكل إنسان له حقيقة تنبثق منه بما يحمله من تجارب، ومواقف، ومشاعر، وأفكار وقناعات تشكل عدسته الخاصة التي يتسلل النور من خلالها ليرى بها العالم. نحن لا نتفاعل مع الواقع بشكل موضوعي محض بل بمرشحاتنا ونظرتنا الشخصية تجاه الأشياء مما يجعل كل تجربة فريدة من نوعها.
العين ترى لكن القلب والعقل يفسران: إن إدراكنا للواقع ليس مرآة صافية، بل هو انعكاس لأنفسنا، إذ إنه يتأثر بما نحن عليه من مشاعر وأفكار وتجارب ومعتقدات وذكريات، فمن الناحية النفسية مثلاً يقف شخصان أمام مشهد واحد، فقد يرويان روايتين مختلفتين تماماً، السبب لا يكمن في تغيّر الواقع، بل في اختلاف الداخل، فالشخص المتفائل قد يرى في أزمة ما فرصة، بينما يراها المتشائم نهاية طريق، يحيلنا ذلك إلى أن الإنسان يحمّل العالم الخارجي إسقاطات من داخله، وهذا ما يجعلنا نميل أحياناً إلى سوء الفهم أو الحكم المسبق، ولتوضيح الفكرة، تخيل شخصًا يدخل غرفة ليجد أصدقاءه يضحكون، فيعتقد على الفور أن الضحك موجه إليه وأنهم يسخرون منه، لكن الحقيقة هي أن الضحك كان بسبب موقف طريف لا علاقة له به، هذا التفسير المغلوط يعكس كيف أن مشاعرنا وتجارينا السابقة تؤثر على طريقة إدراكنا للأحداث.
ومن هنا يتبين تأثير الإدراك الذاتي، إذ إن تفسيراتنا للأشياء ليست دائمًا محايدة، بل تتشكل بناءً على ما نحمله من أفكار ومشاعر، إن رؤيتنا للأشياء تتشكل أيضًا من خلال البيئة التي نشأنا فيها، مثل القيم، والعادات، والتقاليد، لذلك قد يرى شخص من ثقافة ما سلوكًا معينًا على أنه عادي، بينما يراه شخص من ثقافة أخرى غير مقبول. وهو ما يؤكد مقولة كارل يونغ، أحد أبرز علماء النفس: «لسنا نرى الأمور كما هي، بل كما نحن مهيؤون لرؤيتها».
كيف نقترب من الحقيقة إذا كنا نرى العالم من خلال أنفسنا؟ يكمن ذلك في فهمنا العميق لذاتنا ووعينا تجاه التجارب والأفكار والمشاعر التي شقت طريقها في تفكيرنا ونظرتنا للواقع. إن فهم الذات يمنح الإنسان التوازن في الإدراك، ويحرره من قيد الأحكام المسبقة، ويساعده في بناء علاقات إنسانية أكثر نضجًا، لأن وعيه بذاته يفتح له الباب لتقبّل الآخرين وفهم اختلافاتهم، دون أن يحكم عليهم من خلال عدسته الخاصة. على مجرى ذلك نجد أن كلما زاد وعي الإنسان بنفسه أدرك أنه لا يملك الحقيقة المطلقة، وأن رؤيته لأي موقف قد تكون مشوهة بعوامل داخلية غير مرئية.
إن تغيير طريقة رؤيتنا للعالم لا يتحقق إلا إذا بدأنا أولًا بتفكيك الصورة التي نحتفظ بها عن أنفسنا، ففهم الذات يعد الخطوة الأولى نحو رؤية أكثر وضوحًا وواقعية، مما يعزز قدرتنا على التفاعل مع العالم من حولنا بطريقة أكثر توازنًا وعقلانية، وهكذا ندرك أن أعيننا ليست سوى وسيلة، أما الرؤية الحقيقية فتنبع من أعماقنا، وما دمنا نرى الأشياء كما نحن، فإن مسؤوليتنا تبدأ من الداخل، فبقدر ما نصلح ذواتنا ونفهمها، بقدر ما نصبح أكثر قدرة على رؤية الواقع كما هو لا كما تلوّنه ظلالنا، فالفهم العميق للذات ليس ترفًا، بل ضرورة لكل من يسعى للعيش بوعي وصدق مع نفسه ومع الآخرين.