معرض أبو ظبي للكتاب .. جناح مصر يناقش مصير الصحافة والإعلام الثقافيين في ظل تحديات العالم الرقمي
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
معرض أبو ظبي للكتاب .. أقيمت خلال اليوم السادس من أيام معرض أبو ظبي الثالث والثلاثون للكتاب، في جناح "ضيف الشرف" جمهورية مصر العربية، فعالية نقاشية حول (الصحافة والإعلام الثقافيين في ظل تحديات العالم الرقمي)، شارك فيها الكاتب والشاعر والروائي علي عطا رئيس تحرير سلسلة "الإبداع العربي"، والكاتب الصحفي والباحث الجزائري خالد عمر بن ققة، والكاتب الروائي والإعلامي شريف عبد المجيد، وأدار الحلقة الكاتبة الصحفية حسناء الجريسي رئيس القسم الثقافي بمجلة الأهرام العربي.
بدأت الجريسي بالترحيب بالمشاركين، وأجاب الكاتب علي عطا وتبعه الكاتب والباحث خالد عمر، ردًا على سؤال الجريسي، حول ما أهم التحديات التي تواجه الصحافة الثقافية في ظل العصر الرقمي، التحدي الأهم أنه في وقتنا الحالي أصبحت الثقافة الثقافية لا تجد اهتمامًا مما كان عليه الأمر في السنوات الماضية، حيث إننا نفاجأ في كثير من الصحف أن تتقلص المساحة المخصصة للثقافة من وقت إلى آخر لحساب تخصصات صحفية أخرى، إلى جانب أنه يجب في الصحفي الثقافي أن يكون على دراية بتخصصه بالمتابعة للأحداث والمنتج الأدبي والإبداعي بتنوعاته المختلفة، وأرى أن هناك أيضًا مشكلة في إعداد الصحفي ليكون محررًا ثقافيًا جيدًا.
وحول سؤال آخر عن المواقع الإلكترونية، هل أضرت بالمحتوى الثقافي؟ أُجابا، أن الآن الصحافة الورقية تشاركها الصحافة الإلكترونية، بل إن الإلكترونية أصبحت مداها يتسع بالفعل، لكن لو الحديث عن السوشيال ميديا بشكل عام، فإن هناك تجاوزات وأمور سطحية، تُنشر على أنها ثقافة، وهناك بعض المواقع الصحفية تقع في مثل هذا الخطأ، من التعامل مع المنتج المقدم من خلال ظاهرة "التريند"، التي تجتذب أعدادًا مهولة من مشاهدي المحتوى أو المتلقين، مما يعمل على سطحية التناول والمعلومات المغلوطة، وأرى أن هذا أمر يرجع لما قلنا من أننا لم نهتم بأن نُعد المحرر الثقافي بشكل جيد، مما يستدعي النظر إلى المحرر الثقافي الذي يحب تخصصه فيعمل على إثقال نفسه بالقراءة والدورات التي تُعلى من مستواه، وبالطبع سيكون متميزًا عن غيره.
على ذكر أن هناك تراجعًا في الصحافة الثقافية الورقية وانتشارًا أوسع للإلكترونية، مع أنه هناك مجلات ثقافية متخصصة ومواقع منتشرة بشكل واسع في مصر والعالم العربي، فكيف نضع كلمة تراجع في ظل هذا الانتشار.
وتابعا، أننا نعيش حالة تراجع عامة، سواء أكان ذلك في المجلات الثقافية أم الصحف، لأننا حينما نقارن بين نسبة التوزيع فيما كانت عليه سابقًا وننظر إلى التوزيع في الوقت الحالي، سنجد هوة شاسعة تؤكد الانصراف عن الصحف الورقية. وإيمانًا واقعيًا أن هذا الأمر ظاهرة طارئة، ومسألة الرقميات وهيمنتها والذكاء الاصطناعي، ممكن جدًا أن تكون هذه مرحلة وستنقضي، والاعتقاد أننا لم نصل إلى واقع حتمي يمتد إلى الأبد، فهي مجرد طفرة قد تستمر لفترة طالت أم قصرت، وسنجد أنفسنا أمام صيغ جديدة للصحافة، وربما يمكن أن يكون للصحافة الورقية عودة مرة أخرى فتنتعش.
وتحدث شريف عبد المجيد، بداية أريد أن أسجل أن الصحافة الثقافية الورقية، مع أهميتها، لكن الصحافة الإلكترونية تقدم أدوات أكثر متوافقة مع التكنولوجيا، في ثلاثة عناصر، هي: "الإنفوجراف"، في الصحافة الورقية لا تتاح مساحة في الصفحة الثقافية، وفي الغالب تكون صفحة واحدة أو اثنتان على الأكثر، فلا توجد مساحة كافية للرؤية البصرية لنشر الإنفوجراف، وبالتالي هذا عنصر جديد لم يكن موجودًا في الصحافة الورقية بشكل منتظم، ثم تأتي "صحافة الفيديو"، فلا يمكن استخدامه في الصحافة الورقية لأنه مصمت، فيمكن استخدام "صحافة الفيديو" في إنتاج أفلام وثائقية أو تسجيلية. وآخرها "الاستايل شو" وهو وضع عدد كبير من الصور لتحقيق واحد مهم، أيًا كان عدد الصور المرفق مع الموضوع، لكن المساحة المتاحة في الصحافة الثقافية الورقية لن يسمح لي مع الموضوع بأكثر من ثلاث صور على أقصى تقدير، ولذلك أرى أن العصر يرجح كفة الصحافة الثقافية الإلكترونية على الورقية، ومع ذلك أرى أيضًا أنها لن تُلغى تمامًا، لأن هناك نوعيات من الكتابة المتخصصة كالتحقيقات والملفات والأعداد الخاصة التي يحب القارئ إكمالها وقراءتها بشكل واف، لأن القارئ على الإنترنت يضع نصب عينيه رؤية عدد كبير من العناوين ونبذة عن العنوان دون قراءة الموضوع كاملًا.
وحول التحديات التي تواجه الإعلام الثقافي في ظل هذا العصر الرقمي، قال إننا في الإعلام إذا لم نطور أنفسنا ونكون قريبين من صحافة المواقع وصحافة المنصات، بتغيير طريقة المشاهدة التي يمكث فيها المشاهد لمتابعة برنامج ساعتين وثلاث ساعات سننتهي. فالتغير واجب لمواكبة هذا العالم الجديد.
وكان من فقرات البرنامج الثقافي أيضًا، إذاعة جلسة بعنوان: "نجيب محفوظ وهؤلاء" بمشاركة: الأديب الكبير بهاء طاهر، والفنان التشكيلي جمال قطب، وأدارها الدكتور محمد بريري، ضمن محور (نجيب محفوظ في ذاكرة معرض القاهرة الدولي للكتاب)، للاحتفال في دورته الرابعة والثلاثين ببلوغ الأديب العالمي نجيب محفوظ سن التسعين.
تشارك جمهورية مصر العربية "ضيف شرف" معرض أبو ظبي الثالث والثلاثون للكتاب، وذلك ببرنامج ثقافي وفني، ووفد رسمي وثقافي على رأسه الأستاذة الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وقطاعات وزارة الثقافة بمنتجها الإبداعي المطبوع والفني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض أبو ظبي معرض أبو ظبي للكتاب الصحافة الثقافیة الصحافة الورقیة معرض أبو ظبی فی الصحافة
إقرأ أيضاً:
مؤتمر بمسقط يناقش تحديات الترجمة وتعزيز مكانة اللغة العربية
العُمانية: أقيم اليوم بمحافظة مسقط المؤتمر الرابع عشر للتعريب بعنوان «توظيف المصطلحات العلمية والتقنية في فضاءاتها التخصصية»، ويستمر يومين.
ويهدف المؤتمر -الذي جاء بتنظيم مركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية التابع للأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومكتب تنسيق التعريب التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»- إلى تعزيز جهود توحيد المصطلحات العلمية والتقنية في العالم العربي، ودعم استخدامها في الفضاءات التخصصية بما يسهم في تطوير المحتوى العلمي العربي، كما يسعى إلى مناقشة التحديات التي تواجه الترجمة والتعريب، واستعراض الآفاق المستقبلية لهذه المجالات في ظل التحول الرقمي المتسارع.
رعى حفل افتتاح المؤتمر سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة.
وأوضح الدكتور عبدالله بن سيف التوبي، مدير مركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية في كلمة له أنَّ المؤتمر يهدف إلى تعزيز جهود الترجمة والتعريب بما يتماشى مع رؤية المركز الاستراتيجية (2024-2030)، الهادفة إلى بناء قاعدة معرفية قوية تُبرز مكانة اللغة العربية في المجالات العلمية والتقنية.
وأشار إلى أنَّ المؤتمر يعكس التعاون الوثيق بين مكتب تنسيق التعريب بالرباط ومركز الترجمة والتعريب، ويُبرز أهمية التكامل بين المؤسسات العربية في دعم اللغة العربية بوصفها لغة علم ومعرفة.
وبيّن أن المؤتمر يُعنى بطرح رؤى عملية لتعزيز التعريب وتوظيف المصطلحات العلمية والتقنية في مختلف المجالات، مُشيرًا إلى أهمية تبادل الخبرات بين المشاركين من مختلف الدول العربية لتحقيق أهداف المؤتمر، ودعم مسيرة اللغة العربية نحو المزيد من الريادة العلمية والثقافية.
من جانبه، أشار الدكتور مراد العلمي الريفي، مدير مكتب تنسيق التعريب التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، في كلمته خلال فعاليات المؤتمر، إلى أهمية هذا الحدث في تعزيز مكانة اللغة العربية، مؤكدًا على دورها المحوري كوعاء فكري ووجداني يعكس الهوية الثقافية والحضارية للوطن العربي.
وتطرق إلى الأهمية التاريخية لمؤتمرات التعريب، التي تُعقد بشكل دوري منذ انطلاقها، والتي تهدف إلى دعم اللغة العربية في مختلف المجالات العلمية والتعليمية والثقافية، بالإضافة إلى السعي لتعزيز حضورها في مواجهة التحديات التي تواجهها، سواء من حيث توحيد المصطلحات أو إنتاج معاجم متخصصة تسهم في إثراء المحتوى العلمي العربي ومواكبته للتطورات الحديثة.
وأكد الدكتور الريفي أن هذه المؤتمرات تشكل منصة حيوية لبحث سبل تطوير اللغة العربية وسبل إدماجها في المناهج التعليمية، بالإضافة إلى دورها في دعم الأبحاث العلمية والتكنولوجيا، بما يعزز مكانتها على المستوى الإقليمي والدولي.
تضمن حفل افتتاح المؤتمر عرضًا مرئيًّا عن مركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية، وعرضًا مرئيًّا عن مكتب تنسيق التعريب، كما سيشهد تنظيم عدد من حلقات العمل لمناقشة مشروعات معاجم علمية ممثلة في «مشروع معجم مصطلحات الاقتصاد»، و«مشروع معجم مصطلحات المحاسبة والمراجعة المالية»، و«مشروع معجم قانون المال والأعمال» والتي أشرف مكتب تنسيق التعريب على إعدادها، بمشاركة فرق علمية عربية متخصصة.
وأقيمت ندوة علمية بعنوان «توظيف المصطلحات العلمية والتقنية في فضاءاتها التخصصية»، بمشاركة فيها نخبة من الباحثين والمختصين، وتتناول عدة محاور رئيسية ممثلة في واقع الترجمة والتعريب والآفاق المستقبلية، وتجارب الباحثين والمؤسسات في الاستفادة من المعاجم المختصة في مجال العلوم والتقنية، والمناهج الدولية في اختيار المصطلحات العلمية والتقنية ومؤشرات نجاحها، ورقمنة المصطلحات العلمية والتقنية؛ ما يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز توحيد المصطلحات العربية وتطوير استخدامها في المجالات العلمية والتقنية.
الجدير بالذكر أنَّ مؤتمر التعريب يُعدُّ إحدى أبرز الفعاليات الدورية التي ينظّمها مكتب تنسيق التعريب بالرباط منذ دورته الأولى عام 1961، ويهدف إلى تطوير وتعزيز اللغة العربية بوصفها أداة علمية وثقافية قادرة على مواكبة التطورات العالمية.