مقابل الهدوء في جنوب لبنان.. لا تصعيد ولا ثمن سياسي
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
ذكر موقع "العربية" أنه من المنتظر أن يتوجّه المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين إلى لبنان في مهمة جديدة يسعى من خلالها إلى منع التصعيد وإيجاد حلّ بين حزب الله وإسرائيل. وأشارت مصادر العربية في العاصمة الأميركية إلى أن مهمة هوكشتاين جزء من التنسيق المسبق بين الفرنسيين والأميركيين.
فالموفد الفرنسي الخاص جان ايف لودريان كان في العاصمة الأميركية، وتحدّث إلى المسؤولين الأميركيين والمهتمّين بالشأن اللبناني، ونتج عن هذه الزيارة تقارب كبير بين الفرنسيين والأميركيين حول ما يعملان عليه.
أما مجيء هوكشتاين إلى لبنان بعد وزير خارجية فرنسا فيأتي من ضمن "منافسة منظمة بين الدولتين" ولأن الأطراف الإقليميين، وحتى المحليين اللبنانيين، يريدون أن تكون واشنطن منخرطة في العمق في هذه العملية.
وأكد جميع المتحدثين في العاصمة الأميركية أن الخطتين، الفرنسية والأميركية متشابهتان، في قضية الحدود وأيضاً في قضية الرئاسة اللبنانية. لا إعمار إيرانياً
فيما أشارت كل المعلومات المنشورة حتى الآن أن الخطة الدولية تقوم، بالتوالي، على منع التصعيد، ثم وقف أعمال العنف، ثم إنشاء منطقة داخل الأراضي اللبنانية بدون عناصر حزب الله، وبالتوازي دعم الجيش اللبناني عسكرياً ومالياً لنشر ستة آلاف جندي في المنطقة الحدودية.
الاختلاف الوحيد بين الطرفين الفرنسي والأميركي كان على عمق المنطقة التي ينسحب منها حزب الله، فالفرنسيون يتحدثون عن 10 كيلومترات والأميركيون يتحدثون عن 7 كيلومترات.
الاختلافات الحقيقية بين الطرفين تقوم على قضية سياسية تتعلّق بإعادة الإعمار في الجنوب، وتشير مصادر العربية في واشنطن إلى أن الأميركيين يصرّون على أن يكون الإعمار في الجنوب مهمة لبنانية عربية دولية، وألا يسمح الأطراف لحزب الله، ومن خلفه إيران، بالقيام بهذه المهمة لأنهم سيستغلون ذلك سياسياً وأمنياً.
تطبيق على خطوات
كذلك من الملاحظ أيضاً أن الأطراف الدوليين، خصوصاً فرنسا والولايات المتحدة ردموا الهوة المتعلقة بتطبيق القرار 1701 فالأميركيون كانوا منفتحين على تطبيقات أمنية في المنطقة الحدودية، وليس على التطبيق الكامل للقرار الدولي.
فيما سعى الفرنسيون إلى إنجاز التطبيق الكامل للقرار، وبالتالي تحاشي استصدار قرار جديد أو التفاوض على ترتيبات جديدة.
والآن، يعتبر الطرفان بحسب مصادرنا في واشنطن، أن أي تطبيق للترتيبات الأمنية سيكون "تطبيقاً تدريجياً"، وأن من الاستحالة أن يتمّ تطبيق القرار دفعة واحدة، فالهمّ الأول هو إبعاد حزب الله عن الحدود، وعدم السماح بعمليات اقتحام مماثلة ليوم 7 تشرين الأول، عندما اقتحمت حماس جنوب إسرائيل.
لا ثمن يناله حزب الله
في موازاة ذلك هناك توافق آخر مثير للاهتمام بحسب مصادر العربية وهو رفض الأطراف الدوليين لإعطاء حزب الله أي ثمن سياسي مقابل التوافقات في الجنوب، خصوصاً في رئاسة الجمهورية اللبنانية.
وتبدو المجموعة الخماسية أقرب من أي وقت آخر إلى موقف متشدد في قضية الرئاسة اللبنانية، فالأميركيون، وعلى مرّ الأشهر الماضية، ومنذ فراغ الرئاسة اللبنانية كانوا يتحدثون عن رئيس غير منخرط في الفساد، ويستطيع أن يعمل مع حكومة جديدة على إصلاحات جذرية في الاقتصاد والإدارة في لبنان.
فيما كان الفرنسيون يبدون قبولاً أو حتى يروّجون لترشيح سليمان فرنجيه، على مبدأ أنه أفضل من الفراغ.
والآن تتحدّث مصادر العربية أن أطراف الخماسية، خصوصاً الفرنسيين والأميركيين، متوافقون على أن لا حظوظ لـ سليمان فرنجيه في الرئاسة اللبنانية، وأن الثنائي الشيعي بات يفهم أن هذا الموقف هو موقف الدول المهتمة بالشأن اللبناني، وأن سليمان فرنجيه يفهم أيضاً ذلك لكنه لا يتحدث عن أنه سينسحب، بل يريد من مَن رشّحه أن يقول له ذلك.
يفهم الأميركيون والفرنسيون بشكل خاص أن حزب الله عدّل أيضاً من موقفه، فهو لا يتمسّك بانتخاب سليمان فرنجيه لكنه يريد رئيساً غير معاد له ولا يشكل خطراً عليه. الموقف الرسمي
بدوره قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ "العربية" إن الولايات المتحدة تتابع التنسيق مع الشركاء بمن فيهم فرنسا والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر لدعوة الرسميين اللبنانيين إلى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتطبيق الإصلاحات الاقتصادية الضرورية وعلى رأسها الإصلاحات المطلوبة للحصول على برنامج صندوق النقد الدولي.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن بلاده تؤكد أن "الزعماء المنتخبين من قبل الشعب هم الذين يشكلون حكومتهم وأن اللبنانيين يستحقون حكومة تتجاوب مع مطالبهم وتكون خالية من الفساد وتعمل وتأخذ القرارات الصعبة التي تخرج البلاد من أزماتها".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرئاسة اللبنانیة مصادر العربیة سلیمان فرنجیه حزب الله
إقرأ أيضاً:
أمين عام حزب الله : التفاوض يجري تحت سقف وقف العدوان بشكل كامل وحفظ السيادة اللبنانية (تفاصيل)
يمانيون /
أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، استعداد المقاومة للصمود في وجه أي تحدٍ، مشدداً على أن المقاومة مستمرة ولن تتهاون في الدفاع عن لبنان.
وقال الشيخ قاسم، في خطاب له اليوم الأربعاء، إن ثمن قصف العدو للعاصمة بيروت هو قصف وسط تل أبيب، مؤكداً أن المقاومة لن تسمح بإيذاء اللبنانيين دون رد قاسٍ.
وأكد أن الحزب يتابع عن كثب المفاوضات الجارية، ولكن لن يتنازل عن أي من حقوق لبنان، مشدداً على أن “تفاوضنا ليس تحت النار لأن إسرائيل هي تحت النار أيضاً”.
وشدد على أن الحزب قادر على خوض حرب طويلة، وأن المقاومة مستمرة حتى تحقيق الأهداف.
وأضاف أن الحزب لن يقبل بأي حلول مساومة، مؤكداً أن “خيرونا بين السلة والذلة.. وهيهات منا الذلة”.
وأشاد بدعم المقاومة لغزة، معتبراً أن المقاومة كانت تخوض معركتين في آن واحد: معركة دعم غزة ومعركة صد العدوان الإسرائيلي على لبنان.
كما تطرق الشيخ قاسم إلى مسألة المفاوضات مع العدو الإسرائيلي، مؤكداً أن المقاومة لن تتنازل عن أي من حقوقها، وأن التفاوض يجري تحت سقف وقف العدوان بشكل كامل وحفظ السيادة اللبنانية.
وأكد الشيخ قاسم أن استشهاد الحاج محمد عفيف النابلسي، مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب، يعد خسارة كبيرة في ميدان الإعلام المقاوم، مشيرا إلى أن النابلسي كان شخصية بارزة ومؤثرة في حزب الله، حيث ساهم بشكل كبير في إدارة التغطية الإعلامية خلال حرب يوليو 2006، وتولى مسؤولية وحدة العلاقات الإعلامية منذ عام 2014.
ووصف الشيخ قاسم محمد عفيف بأنه “أيقونة إعلامية” وصاحب رؤية استراتيجية، مشيرًا إلى أنه كان دائمًا حاضرًا في الميدان وعضدًا للسيد حسن نصر الله.
وأضاف أن النابلسي سد ثغرة إعلامية مهمة من خلال مؤتمراته الصحفية التي كانت تهدف إلى فضح العدو وتبيان إنجازات المقاومة.
وأكد الشيخ قاسم أن اغتيال النابلسي جاء نتيجة للتهديدات المستمرة من العدو الإسرائيلي، الذي خاف من تأثيره الكبير على الساحة. ورغم استشهاده، شدد قاسم على أن روح المقاومة ستبقى حية، وأن العدو لن يتمكن من قتلها.
وتحدث الشيخ قاسم عن صمود المقاومة أمام التحديات، مشيرًا إلى أن الإصابات مؤلمة ولكن هناك الكثير من الكوادر القادرة على مواجهة هذه التحديات.
كما أكد الشيخ قاسم أن المقاومة مستمرة في دعم غزة وصد العدوان الإسرائيلي على لبنان، مشددًا على أن العمليات العسكرية لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.