الجزيرة:
2025-01-18@11:05:02 GMT

أسرار الحرف العربي.. عبيدة البنكي خطاط مصحف قطر

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

أسرار الحرف العربي.. عبيدة البنكي خطاط مصحف قطر

إذا لم تكن تعرفه، فقد تعرّفت إليك آثارُه. لا سيما إن كنت تسكن قطر. عبيدة البنكي، خطّاط مصحف قطر، فإن لم تكن فتحت المصحف مؤخرًا وقرأت خط النسخ في أعلى تجلياته، فلا شك أن جيبك لا يخلو من ريال. خطّ البنكي الإصدار الخامس من العملة القطرية، مستخدمًا أربعة أنواع من الخطوط، هي: الثلث، والمحقق، والإجازة، والنسخ.

كألف مكتوبة بالخط الفارسي، كان عبيدة البنكي الرجل الستّيني في بدلته الداكنة وقميصه الأبيض مستندًا على باب داره في تمام التاسعة، ينتظر صحفيًا من الجزيرة نت كان أعطاه موعدًا قبل أسبوع. ما إن نزلتُ من السيارة حتى بدأ ترحيبه.

حين جاوزتُ الباب الخارجي، أشار إليَّ البنكي أن أتجه يمينًا إلى بيت الشَعر الذي اتخذه في فناء منزله، ما زال العرب في الجزيرة العربيّة متشبّثين بنموذج البداوة وعلامة الكرم باتخاذهم لبيوت الشعر ينصبونها في أفنية دورهم، بعد أن ألجأتهم الحضارة إلى سكن المدن. حين دخلت استقبلتني صور البنكي مع الرؤساء تزيّن زوايا مجلسه، على اليمين صورة لتكريمه بوشاح الاستحقاق من صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفي الزاوية المقابلة صورتان للبنكي مع الرئيس التركي المولع بالخط رجب طيب أردوغان.

لا شيء يجمعني بعلم الخط سوى تذوّق الحرف العربي. أما خطي فيكاد يكون رموزًا كثيرا ما يتعسّر عليّ قراءتها. في 2018 رأيتُ فتاةً في مكتبة الشبكة العربية في إسطنبول تجلس وسط أوراقها وقصبها وهي تكتب بخط رقعة أنيق للغاية. فقررتُ أن أوقف مسار التدهور في خطي، بأخذ دروس تقوية عندها. وبعد أشهر من الدروس، تزوجتُ معلمتي، ولكن خطي لم يتحسن.

ما إن استويت على الجلسة المنخفضة، ووضعتُ مذكرتي وقلمي، وقربتُ هاتفي للتسجيل، حتى بادرته سائلًا وأنا أنظر إلى اللوحات المصفوفة في طرف المجلس، "ماهي أول لوحة خططتها؟" رفع رأسه الذي يكلله وقار الشيب ليتذكرّ " كانت أول لوحة خططتها في عام 1975، في دير الزور، كتبت الآية الكريمة "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم" كنت أحاكي فيها الخطاط هاشم البغدادي. كلفتني اللوحة وقتها نصف ليرة سورية، وبعتها بليرة وكنتُ سعيدًا جدًا بمكسبي" وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة.

 

"كانت بداية مبكرة إذن، ينبغي أن يكون عمرك 9 سنوات وقتها!، هل تذكر بدايتك مع الخط" سألته وأنا أقرّب مجلسي من مجلسه.

"منذ طفولتي المبكرة أحببت الخط والرسم، كانت والدتي تقول: كنت إذا أردت التخلص منك، قرّبت لك الأوراق والأقلام، فتنشغل بها وتغيب عن العالم. في المدرسة كذلك حيث كان والدي مديرًا لها، كان عنده أستاذ اسمه حسن خاطر، وكان يعطيني أقلام الفلوماستر أشخوط بيها" قال العبارة الأخيرة بلهجة ديرية ثقيلة. ثم واصل بفصحى سليمة " وأنا في الصف الثاني، جاءنا وفد من وزارة التعليم، فأقامني الأستاذ لأكتب على السبورة. لا أذكر ما كتبت، ولكني أذكر جيّدًا تصفيقهم لي!"

في عام 1977 زار السادات الكنيست الإسرائيلي، وضجّ العالم العربي من الخطوة التطبيعيّة، كان البنكيّ وقتها في الصف السابع، ونشط في كتابة اللافتات التي تخرج في المظاهرات تنديدًا بزيارة السادات، منذ ذلك الحين، صارت المناسبات القوميّة أعيادًا للخطاط الشاب، قال لي وهو يتذكر تلك الأيام "صرتُ زنقيلًا" (= زنقيل من الكلام العاميّ المأخوذ من اللغة التركية، وتعني الغني).

لكن هذا النشاط لم يصيّره محترفًا في الخط، ظل هاويًا.

في الصف التاسع سيتعرف البنكي على لعبة كرة الطاولة، ويحترفها، ويصبح ممثلًا للجمهورية ويشارك في بطولات دولية.

"هل ألهتك كرة الطاولة عن الخط؟" سألته

"بالعكس، أفادتني كثيرًا، لم تكن مضيعة للوقت، كانت علمًا، ضبطني التدريب، وذهبت للبطولات ورأيت أبطال الجمهورية وصرت أتدرب مثلهم.. الانضباط والنجاح الذي حققته في الرياضة، عكسته على الخط فانتعش. تعلمتُ من كرة الطاولة أن الأمر لا يتعلق بالموهبة، بل بالدأب والتمرين المستمر، تحكمك في أعصابك، وتدبيرك لمهاراتك، كل هذه الدروس أفادتني، ربما قادني الله لتلك الرياضة لصقل موهبتي في الخط!" كانت عيناه تلمعان وهو يتحدث عن كرة الطاولة.

"هل لديك طاولة في البيت؟" سألته وأنا أفكر أن أدعوه لمنازلة، لست محترفًا قطعًا، ولكن سنوات ممارستي لهذه اللعبة، تؤهلني للهزيمة من محترف بعد بذله قليلًا من الجهد.

"لا، خشيتُ أن تشغل الأولاد عن دراستهم، ثم لا بد أن تلاعبَ من هو فوق مستواك أو أقوى منك، إذا لاعبتَ من هم دونك سيتراجع مستواك!" قال هذا ثم أشار إليّ لأمد يدي إلى صحن الحلوى بجانبي قائلًا "تفضل كل من الحلوى" ومدّ يده وأخذ قطعة من مكعبات التيراميسو.

"لقد كان تركي للرياضة خطأ قاتلًا! بدأت يدي ترتعش، ولكن بسبب مداومتي على التمرين اليومي في الخط لا يظهر هذا الارتعاش"

"تكتب يوميًا؟ ألا تأخذ راحة ليومين مثلًا من التمرين؟" سألته مستغربًا.

"يومان مدة طويلة جدًا، كان أحمد كامل رئيس الخطاطين في الدولة العثمانية يقول: إذا تركت التمرين يومًا، أعودُ بعده مبتدئًا!.

الخط هندسة روحية، إذا تركت التمرين لا تطاوعك يدك، الدأب الرياضي علمني الالتزام. الخطاطون اليوم يثقون بالتقنية، يحفظون خطوطهم في الأجهزة ثم يركبونها في لوحات، وهذا ليس جيدًا."

لا يترك عبيدة البنكي تمرينه اليومي في حضر ولا سفر. يسيطر على الخطاطين التزام صارم بالتمرين اليومي، ويرونه سبيلًا للإتقان. حين قُطعت يمين سلفهم الوزير ابن مقلة (ت 328هـ / 939 م) الذي بلغ الغاية في فن الخط حتى قال عنه أبو حيان التوحيدي (ذلك نبيُّ فيه، أُفرغ الخط في يده، كما أُوحي إلى النحل في تسديس بيوته).  واظب ابن مقلة على تمرين يده اليسرى حتى أصبحت تضاهي إتقان يمينه. ولم يصلنا خط ابن مقلة وإن وصلتنا دهشة معاصريه من إبداعه.

"على ذكر الخطاطين الأوائل، هل وصلنا خط ابن البواب؟" سألته، كان أبو الحسن علي بن هلال المشهور بابن البواب المتوفى قبل نحو ألف سنة (ت413هـ / 1022م) من أئمة الخط في التاريخ الإسلامي، حتى لقد قال الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء: "الكتابة مُسلَّمة لابن البواب، كما أن أقرأ الأمة أُبيّ بن كعب، وأقضاهم عليّ [بن أبي طالب]، وأفرضهم زيد [بن ثابت]"

"نعم، وصلنا خط ابن البواب، عندي مصحف مطبوع، أصله موجود في مكتبة تشستر في دبلن، وهي طبعة خاصة. لي اهتمام خاص بالمصاحف، وعندي مجموعة طيبة منها."

"كيف وجدت خطه؟" 

"رائع، في يده سرٌ من أسرار الله، كما قال عنه الجيلاني. ولكن مدرسته مختلفة، تأثر به المصريون أكثر من العثمانيين"

دخل فتى وسيم وطويل، يحمل القهوة والعصير. "هذا ابني عبد الرحمن، ولد في عام 2010 ومنذ ذلك العام لم نزر سوريا"

هل لديه اهتمام بالخط؟" سألته ممازحًا.

"حاولتُ معه لكن دون فائدة، لدى بناتي شيء من الاهتمام بالخط"

مددت يدي لأتناول فنجان القهوة من يد عبد الرحمن الذي يعرف تفاصيل الضيافة، فيسكب القهوة بيساره ويقدّمها بيمينه، دون أن يملأ الفنجان "كنا نتحدث عن المصريين والأتراك، كيف هو حال الخط العربي اليوم في تلك البلدان؟"

"لولا إرسيكا لمات الخط العربي! لقد أحياه الأتراك من خلال المسابقات التي تنظمها إرسيكا. في تركيا تقام المسابقات في الخط على مستوى البلديات" تأسس مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية "إرسيكا" في عام 1979 كجهاز متفرّع عن منظمة التعاون الإسلامي، تقدمت تركيا بمقترح مشروع المركز خلال المؤتمر الإسلامي السابع، وتمت الموافقة عليه، ومقره اليوم بإسطنبول. بعد رشفات من فنجانه عاد ليقول " تعرفت على إرسيكا في عام 1990 في أول زيارة لإسطنبول، شاركت بعدها في أربع مسابقات، وفزت بتسع جوائز، ثم صرت محكِّمًا فيها، ولكثرة المسابقات يفوتني أحيانًا معرفتها، هناك مسابقة في ولاية قونية في الشهر القادم ولم أعرف أني أحد محكميها إلا من النت" وانفجر بالضحك.

"أراك في حسابك في موقع إكس كثير التغزل بالشاي، يبدو أنك تحب الشاي لحبك إسطنبول؟"

"أبدا، أحب الشاي كثيرا، الشاي مشروب الحكماء. نحن في دير الزور مثل العراقيين والأتراك، في تعظيم الشاي، لكن طريقتنا في الدير أن نضع الورق بعد أن يُغلى الماء، ولا نطبخه طبخًا كما يفعل غيرنا، ثم نغطيه لمدة ربع ساعة، لابد من تغطيته حتى يتخدر"

ألا تشرب الشاي التركي، المطبوخ في السماور؟

" بلى، لكن الشاي التركي لآخر الليل، هو شغلة مزاج، لدي شاي من مدينة ريزا التركية لونه فاتح، أخلطه بالسيلاني، حتى أجمع بين اللون السيريلانكي والنكهة التركية!"

حين وجدتُ مزاجه قد طاب كثيرًا وأخذ في الحديث عن الشاي بأريحيّة، أردتُ أن ينتقل هذا التدفق إلى قصة كتابته للقرآن. فبادرته:

"احكِ لي قصة كتابتك للقرآن"

"في بداية الألفية عام 2001، أطلقت وزارة الأوقاف في قطر مسابقةً لكتابة المصحف، تقدّم 120 خطاطا، كان المطلوب منهم في المرحلة الأولى كتابة خمس صفحات. انتقل سبعة منهم إلى المرحلة الثانية، وكان المنافسة في كتابة جزئين هما: الثاني والثامن والعشرون، لاختبار المتسابقين في التعامل مع الآيات الطويلة والقصيرة. وتجاوز المرحلة خطاطان كنت أحدهما. وبدأ الخطاطان رحلة كتابة المصحف كاملًا. في 2004 غادرت سوريا إلى قطر للتفرغ لكتابة المصحف، واستغرقتني الكتابة ثلاث سنوات ونصف.  اعتكفتُ، أعمل يوميًا، لا يقطعني شيء إلا الصلاة، كنت بين عبادة وكتابة. بعد إتمامه، سافرت إلى مصر لمراجعة المصحف في الأزهر، راجعوه ثلاث مرات قبل الطبع. ثم ذهبت إلى اسطنبول، لطباعته هناك.

"كيف كانت طقوس الكتابة؟"

"الخط روح، عليك حين تجلس لكتابة الوحي، أن تنزع معانيك السيئة من كبر وغرور، لأنها تنطبع مع الحروف، ولابد من استمطار رحمة الله وأنت تكتب، تستشعر أن الله هو خالقك وخالق فعلك، يمدك بمدده، لابد أن تستصحب الأذكار وأنت تكتب، هناك أذكار خاصة أحرك بها لساني أو أرددها في قلبي وأنا أكتب."

"هل يختلف شعورك حين تكتب آية أو بيتًا شعريًا؟"

" للآيات حالة قدسية وجلال، هذا كلام الله! وأنت مكلف من الله ليس من البشر. لو يعرف الملوك هذه الحالة لقاتلونا عليها بالسيوف، فعلًا إذا رأيتَ وأنت في هذه الحالة أن أحدًا عنده نعمة توازي نعمتك فقد بخست حالك وغبنتها، لقد اصطفاك الله لكتابة كلامه. وهذا كرم من الله.

في القرآن، يرتبط الكرم بالكتابة والعلم، "اقرأ وربك الأكرم"، لم يقل الأعلم! وفي آية أخرى "كرامًا كاتبين"، أين ما نظرت للعلم والكتابة في القرآن عرفت أنها منح إلهية. هذه الحروف عبارة عن أرواح، وينبغي أن تصرف كل حواسك إليها. ابن عربي يقول إن الحروف أمة من الأمم مكلفة مثل البشر!. هذا معنى عايشته؛ تجد حرفًا منضبطا بالقاعدة، لكنه كئيب، وآخر يشع منه النور. بعضها تنصرف عنها وأخرى تقبل عليها وذلك لمكان الروح منها."

"هل تستشعر أن هذا العمل سيبقى صدقةً جاريةً لك على مدى الزمان وعدد القرّاء؟"

"استحضرت هذا المعنى لاحقًا. كانت نيتي كتابة المصحف، كل خطاط غاية أمانيه أن يكتب مصحفا، فحقق لي الله هذه الامنية، وفي مسابقة دولية، وطبع منه ملايين النسخ.  هذا الاصطفاء ليس وراءه عمل أو صلاحٌ منّي، ولكنه محض كرم من الله.

في عام 1983 قال أحد أصدقاء البنكي له "لماذا لا تتعرف على مصطفى طلاس؟"، كان وزير الدفاع السوري وقتها مولعًا بالخط العربي، ومشجعًا للخطاطين، "لقد ذكرتُ لمصطفى طلاس خطاطًا دمشقيًا، فكلفه بكتابة مصحف، ولو كنتُ أعرفك لرشحتك له". قال له الصديق.

"في ذلك الوقت كانت البلاد تمرّ بفوضى سياسية، خططت لوحة كبيرة، كتبتُ فيها البسملة بالخط المحقق، وتحتها كتبت بالنسخ: واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا. حملت لوحتي وسافرت إلى دمشق، وجئت إلى بيت طلاس، دققت الجرس، فقيل لي إنه لم يبت في داره وأنه بات في مكتبه في الأركان. في اليوم التالي ذهبت إليه في مكتبه، فقال لي الموظفون: عنده مراسل مونتي كارلو، لويس فارس، يمكنك أن تأتي في الغد. فعلمت أني مصروف عنه، وأن الذي يريد أن يرتفع بالأشخاص لكتابة كلام الله، لن يرتفع، فأخذت اللوحة وأهديتها لأحد الجوامع. وعدت لداري"

مددت يدي لأطفئ التسجيل، وأنا أشكره على استضافتي وإجراء المقابلة.

فسألني: "هل لك زيارة قريبة لإسطنبول؟"

"نعم، بعد أيام."

"أريد إرسال إحدى لوحاتي لأحد أصدقائي هناك ليقوم بتذهيبها، هل يمكنك أخذها معك."

"بكل تأكيد، تشرفني يا مولانا"

بعد أن غاب قليلًا عاد بلفافة عرضها نصف متر تقريبًا، "هذه هي!" أخرج اللفافة من العلبة الاسطوانية وفتحتها، وإذا مكتوب فيها بخط رائع العبارة التالية:

" قيل لأعرابية ما الجرح الذي لا يلتئم؟ قالت: حاجة الكريم إلى لئيم ثم يرده"

أخذت اللفافة مغتبطًا بنجاحي في تلبية طلب الخطاط الكريم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات کتابة المصحف کرة الطاولة فی الخط فی عام

إقرأ أيضاً:

أبو عبيدة: العدو استهدف مكانا فيه إحدى أسيرات المرحلة الأولى من الصفقة

كشف الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أن قوات الاحتلال قصفت مكانا تتواجد فيه إحدى الأسيرات التي من المتوقع أن يطلق سراحها في صفقة التبادل المرتقبة.

وقال أبو عبيدة في تصريح له: "قام جيش العدو باستهداف مكان تتواجد فيه إحدى أسيرات المرحلة الأولى للصفقة المرتقبة".

وحذر من أن "كل عدوان وقصف في هذه المرحلة من قبل العدو يمكن أن يحوّل حرية أسير إلى مأساة".

وشنت قوات الاحتلال عدوانا جويا واسعا وقصفا غير مسبوق عقب إعلان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الأربعاء، ما تسبب في استشهاد ما لا يقل عن 70 فلسطينيا وجرح المئات.

والأربعاء، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، عن نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لافتا إلى أن تنفيذه سيبدأ الأحد المقبل.


وقال بن عبد الرحمن، في مؤتمر صحفي عقده بالدوحة، إن بلاده يسرها الإعلان عن نجاح الوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة) في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والعودة للهدوء المستدام وصولا إلى وقف دائم لإطلاق النار بغزة.

وأضاف أن "الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل".

وأوضح ابن عبد الرحمن، أن المرحلة الأولى من الاتفاق مدتها 42 يوما، وتتضمن الإفراج عن 33 محتجزا إسرائيليا من الأحياء ورفات الموتى مقابل عدد (لم يذكره) من الأسرى الفلسطينيين.

وأردف: "سيظل الوسطاء في تواصل دائم ومستمر مع طرفي النزاع لتبادل قوائم الأسرى والمحتجزين، وضمان تنفيذ عملية التبادل بشكل آمن وسلس".

وتابع ابن عبد الرحمن: "تتضمن المرحلة الأولى من الاتفاق أيضا تعزيز إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعّال على نطاق واسع في جميع أنحاء غزة، إضافة إلى إعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز".

ولفت إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تشمل كذلك "عودة النازحين داخليا إلى أماكن إقامتهم في القطاع، وتسهيل خروج المرضى والجرحى لتلقي العلاج اللازم".

وأشار ابن عبد الرحمن، إلى أن العمل سيتواصل بين جانبي التفاوض على استكمال الجوانب التنفيذية للاتفاق.

وشكر "مصر والولايات المتحدة على جهودهما التي أسهمت في دفع المفاوضات إلى الأمام".

وكشف ابن عبد الرحمن، أن فرقا من قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على مراقبة تنفيذ الاتفاق.

وفي هذا الصدد، أشار إلى أنه ستكون هناك آليات لمتابعة تنفيذه ومتابعة أي خروق قد تحدث.

وشدد على أن ضمان تنفيذ الاتفاق هو "التزام طرفي الاتفاق وكذلك جهود الوسطاء".

وذكر ابن عبد الرحمن، أن الإعلان عن تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق ستكون بعد الانتهاء من المرحلة الأولى.


لكنه أوضح أن المرحلة الثانية من الاتفاق "تتضمن الإعلان عن استعادة الهدوء المستدام من خلال وقف العمليات العسكرية والعدائية بشكل دائم، بما يساهم في تحقيق الاستقرار والأمان لجميع الأطراف".

وأكد أن مسألة الوصول إلى الحل النهائي تعتمد بشكل رئيسي على الأطراف المعنية.

وأشار ابن عبد الرحمن، إلى أن دور قطر ومصر كوسطاء "يركز على جسر الهوة بين الطرفين وتقريب وجهات النظر، مع الأخذ في الاعتبار العوامل المتعددة التي تؤثر على هذا المسار".

وقال: "كان هناك عمل دؤوب وشراكة مثمرة من جميع الأطراف للوصول إلى هذه المرحلة، وشهدت الأيام الأربعة الماضية اجتماعات متواصلة ومكثفة مع الوفود المصرية والأمريكية إلى جانب الطرفين الأساسيين".

وأضاف: "نحن نأمل أن يبدأ التنفيذ الفعلي للاتفاقية، وأن نتمكن من تجاوز المرحلة الثانية، التي من شأنها أن تضع حدا للحرب تماما، وتفتح الباب أمام مستقبل من السلام والاستقرار".

وأعرب عن تفاؤله بأن الاتفاق "سيأتي بالسلام، والمسؤولية الآن ملقاة على عاتق طرفي الاتفاق".

وتمنى المسؤول القطري عدم تنفيذ عمليات عسكرية خلال المدة التي تسبق بدء تنفيذ الاتفاق.

وفي أول تعليق منها، عدت حركة حماس، عبر بيان، اتفاق وقف إطلاق النار بغزة "ثمرة الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومتنا الباسلة في قطاع غزة، على مدار أكثر من 15 شهرا".

وأضافت: "اتفاق وقف العدوان على غزة إنجاز لشعبنا ومقاومتنا وأمتنا وأحرار العالم، وهو محطة فاصلة من محطات الصراع مع العدو، على طريق تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة".

 وتابعت الحركة: "يأتي هذا الاتفاق، انطلاقا من مسؤوليتنا تجاه شعبنا الصابر المرابط في قطاع غزة العزة، بوقف العدوان الصهيوني عليه، ووضع حد لشلال الدم والمجازر وحرب الإبادة التي يتعرض لها".

وشكرت حركة حماس، الوسطاء الذين بذلوا جهودا كبيرة للوصول إلى هذا الاتفاق، مشيدة بصفة خاصة بالدور البارز الذي قامت به كل من قطر ومصر في إنجاح الوساطة.

فيما بدأت أجواء من الاحتفالات في غزة والضفة ومخيمات النزوح الفلسطيني في لبنان والأردن ابتهاجا بالتوصل إلى الاتفاق.

مقالات مشابهة

  • " Twist Tv " تعزز ريادتها في المحتوى العربي بعرض حصري لفيلم آخر الخط
  • أسطوات مصر| «أطلس الحرف اليدوية».. خريطة بلدنا للموروث الثقافي.. الأرابيسك وحقائب القربة الجلد مهن تراثية بالوادي الجديد والبحر الأحمر
  • أسطوات مصر|هبة النيل والحرفيين والصناع.. رحلة عبر التاريخ مع تراث يتحدى الزمن.. كنوز بشرية حية صنعت الموروث الثقافي فى أشكال خالدة
  • أسطوات مصر .. «هنا القاهرة» كيف حافظ المصريون على الحرف التراثية؟.. نقوش مذهلة بحي النحاسين.. «مشغولات النحاس» بريق يخطف الأنظار
  • أبو عبيدة: جيش العدوِّ استهدف مكان تواجد إحدى أسيرات المرحلة الأولى للصَّفقة
  • أبو عبيدة: كل عدوان في هذه المرحلة من قبل العدو يمكن أن يحوّل حرية أسير إلى مأساة
  • أبو عبيدة: العدو استهدف مكانا فيه إحدى أسيرات المرحلة الأولى من الصفقة
  • فئات مستثناة من إصدار ترخيص الحرف في مشروع قانون العمل الجديد
  • “تعليم نجران” يُفعّل الحرف اليدوية في مدارس المنطقة
  • التنمية المحلية: تدريب شباب المحافظات على الحرف وتوفير فرص عمل لهم