أقيمت خلال اليوم السادس من أيام معرض أبو ظبي الثالث والثلاثون للكتاب، في جناح "ضيف الشرف" جمهورية مصر العربية، فعالية نقاشية حول (الصحافة والإعلام الثقافيين في ظل تحديات العالم الرقمي)، شارك فيها الكاتب والشاعر والروائي علي عطا رئيس تحرير سلسلة "الإبداع العربي"، والكاتب الصحفي والباحث الجزائري خالد عمر بن ققة، والكاتب الروائي والإعلامي شريف عبد المجيد، وأدار الحلقة الكاتبة الصحفية حسناء الجريسي رئيس القسم الثقافي بمجلة الأهرام العربي.

بدأت الجريسي بالترحيب بالمشاركين، وأجاب الكاتب علي عطا وتبعه الكاتب والباحث خالد عمر، ردًا على سؤال الجريسي، حول ما أهم التحديات التي تواجه الصحافة الثقافية في ظل العصر الرقمي، التحدي الأهم أنه في وقتنا الحالي أصبحت الثقافة الثقافية لا تجد اهتمامًا مما كان عليه الأمر في السنوات الماضية، حيث إننا نفاجأ في كثير من الصحف أن تتقلص المساحة المخصصة للثقافة من وقت إلى آخر لحساب تخصصات صحفية أخرى، إلى جانب أنه يجب في الصحفي الثقافي أن يكون على دراية بتخصصه بالمتابعة للأحداث والمنتج الأدبي والإبداعي بتنوعاته المختلفة، وأرى أن هناك أيضًا مشكلة في إعداد الصحفي ليكون محررًا ثقافيًا جيدًا.وحول سؤال آخر عن المواقع الإلكترونية، هل أضرت بالمحتوى الثقافي؟ أُجابا، أن الآن الصحافة الورقية تشاركها الصحافة الإلكترونية، بل إن الإلكترونية أصبحت مداها يتسع بالفعل، لكن لو الحديث عن السوشيال ميديا بشكل عام، فإن هناك تجاوزات وأمور سطحية، تُنشر على أنها ثقافة، وهناك بعض المواقع الصحفية تقع في مثل هذا الخطأ، من التعامل مع المنتج المقدم من خلال ظاهرة "التريند"، التي تجتذب أعدادًا مهولة من مشاهدي المحتوى أو المتلقين، مما يعمل على سطحية التناول والمعلومات المغلوطة، وأرى أن هذا أمر يرجع لما قلنا من أننا لم نهتم بأن نُعد المحرر الثقافي بشكل جيد، مما يستدعي النظر إلى المحرر الثقافي الذي يحب تخصصه فيعمل على إثقال نفسه بالقراءة والدورات التي تُعلى من مستواه، وبالطبع سيكون متميزًا عن غيره. على ذكر أن هناك تراجعًا في الصحافة الثقافية الورقية وانتشارًا أوسع للإلكترونية، مع أنه هناك مجلات ثقافية متخصصة ومواقع منتشرة بشكل واسع في مصر والعالم العربي، فكيف نضع كلمة تراجع في ظل هذا الانتشار.  وتابعا، أننا نعيش حالة تراجع عامة، سواء أكان ذلك في المجلات الثقافية أم الصحف، لأننا حينما نقارن بين نسبة التوزيع فيما كانت عليه سابقًا وننظر إلى التوزيع في الوقت الحالي، سنجد هوة شاسعة تؤكد الانصراف عن الصحف الورقية. وإيمانًا واقعيًا أن هذا الأمر ظاهرة طارئة، ومسألة الرقميات وهيمنتها والذكاء الاصطناعي، ممكن جدًا أن تكون هذه مرحلة وستنقضي، والاعتقاد أننا لم نصل إلى واقع حتمي يمتد إلى الأبد، فهي مجرد طفرة قد تستمر لفترة طالت أم قصرت، وسنجد أنفسنا أمام صيغ جديدة للصحافة، وربما يمكن أن يكون للصحافة الورقية عودة مرة أخرى فتنتعش.وتحدث شريف عبد المجيد، بداية أريد أن أسجل أن الصحافة الثقافية الورقية، مع أهميتها، لكن الصحافة الإلكترونية تقدم أدوات أكثر متوافقة مع التكنولوجيا، في ثلاثة عناصر، هي: "الإنفوجراف"، في الصحافة الورقية لا تتاح مساحة في الصفحة الثقافية، وفي الغالب تكون صفحة واحدة أو اثنتان على الأكثر، فلا توجد مساحة كافية للرؤية البصرية لنشر الإنفوجراف، وبالتالي هذا عنصر جديد لم يكن موجودًا في الصحافة الورقية بشكل منتظم، ثم تأتي "صحافة الفيديو"، فلا يمكن استخدامه في الصحافة الورقية لأنه مصمت، فيمكن استخدام "صحافة الفيديو" في إنتاج أفلام وثائقية أو تسجيلية. وآخرها "الاستايل شو" وهو وضع عدد كبير من الصور لتحقيق واحد مهم، أيًا كان عدد الصور المرفق مع الموضوع، لكن المساحة المتاحة في الصحافة الثقافية الورقية لن يسمح لي مع الموضوع بأكثر من ثلاث صور على أقصى تقدير، ولذلك أرى أن العصر يرجح كفة الصحافة الثقافية الإلكترونية على الورقية، ومع ذلك أرى أيضًا أنها لن تُلغى تمامًا، لأن هناك نوعيات من الكتابة المتخصصة كالتحقيقات والملفات والأعداد الخاصة التي يحب القارئ إكمالها وقراءتها بشكل واف، لأن القارئ على الإنترنت يضع نصب عينيه رؤية عدد كبير من العناوين ونبذة عن العنوان دون قراءة الموضوع كاملًا. وحول التحديات التي تواجه الإعلام الثقافي في ظل هذا العصر الرقمي، قال إننا في الإعلام إذا لم نطور أنفسنا ونكون قريبين من صحافة المواقع وصحافة المنصات، بتغيير طريقة المشاهدة التي يمكث فيها المشاهد لمتابعة برنامج ساعتين وثلاث ساعات سننتهي. فالتغير واجب لمواكبة هذا العالم الجديد.

وكان من فقرات البرنامج الثقافي أيضًا، إذاعة جلسة بعنوان: "نجيب محفوظ وهؤلاء" بمشاركة: الأديب الكبير بهاء طاهر، والفنان التشكيلي جمال قطب، وأدارها الدكتور محمد بريري، ضمن محور (نجيب محفوظ في ذاكرة معرض القاهرة الدولي للكتاب)، للاحتفال في دورته الرابعة والثلاثين ببلوغ الأديب العالمي نجيب محفوظ سن التسعين.

تشارك جمهورية مصر العربية "ضيف شرف" معرض أبو ظبي الثالث والثلاثون للكتاب، وذلك ببرنامج ثقافي وفني، ووفد رسمي وثقافي على رأسه الأستاذة الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وقطاعات وزارة الثقافة بمنتجها الإبداعي المطبوع والفني.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جناح ضيف الشرف جمهورية مصر العربية الصحافة والاعلام الصحافة الثقافیة الصحافة الورقیة فی الصحافة

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي للغة العربية.. احتفاء بلغة الضاد وتنوعها الثقافي

يحتفل العالم العربي اليوم، 18 ديسمبر، باليوم العالمي للغة العربية، وهي لغة تعد ركنًا من أركان التنوع الثقافي للبشرية وإحدى اللغات الأكثر انتشارًا واستخدامًا في العالم. اعتمدت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي قرار الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم، والذي يشمل كل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. في هذا السياق، نستعرض لكم بعض المعلومات الهامة عن اللغة العربية في يومها العالمي.

اللغة العربية وأهميتهااللغة الرسمية للأمم المتحدة: يحتفل العالم باللغة العربية في 18 ديسمبر، وهو اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة رقم 3190(د-28) في 18 ديسمبر 1973، والذي نص على إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.انتشار اللغة العربية: يتحدث باللغة العربية يوميًا ما يزيد عن 450 مليون نسمة من سكان العالم. يتوزع الناطقون بالعربية بين المنطقة العربية وعدد من المناطق الأخرى مثل تركيا، تشاد، مالي، السنغال، وإرتيريا.اللغة العربية في الدين: للعربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة القرآن الكريم، ولا تتم الصلاة في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. كما أنها لغة شعائرية رئيسية لدى بعض الكنائس المسيحية في المنطقة العربية، وكتبت بها العديد من الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.قدرات اللغة العربيةالقدرة على التعريب: تتميز اللغة العربية بقدرتها على التعريب واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة معينة.تأثير اللغة العربية: سادت اللغة العربية لقرون طويلة بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، وأثرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في العديد من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي.لغة رسمية: تعد اللغة العربية لغة رسمية في نحو 25 دولة.الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية

الهدف من الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هو إذكاء الوعي بتاريخ اللغة العربية وثقافتها وتطورها من خلال إعداد برامج وأنشطة وفعاليات خاصة. هذا اليوم يشمل:

إحياء الفعاليات الثقافية

 

 تشهد احتفالات اليوم برامج وفعاليات متنوعة تبرز جماليات اللغة العربية على المستويين الشعري والفني. من أبرز هذه الفعاليات:

مائدة مستديرة تناقش موضوعات مثل "الفلسفة والشعر: دور الشعر العربي في تشكيل المعارف والتحولات الاجتماعية"، و"اللغة العربية والفنون: تعزيز التنوع الثقافي".مناقشات حول "البصمة العربية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي".تقدير الإرث الثقافي

تؤكد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في احتفالاتها السنوية مكانة اللغة العربية باعتبارها وعاءً للتنوع الثقافي والإبداع. فقد ساهمت اللغة في توحيد الشعوب ونقل المعارف عبر طرق التجارة البرية والبحرية، وأقامت جسورًا ثقافية بين الشرق والغرب.

 

مقالات مشابهة

  • احتفالية الإمارات بـاليوم العالمي للغة العربية ترسخ الهوية وتعزز الحضور الثقافي
  • “التدريب التقني” يحقق المركز السادس في كفاءة المواقع الإلكترونية والمحتوى الرقمي
  • كيف يمكن مواجهة »تعفن الدماغ« أحد تحديات العصر الرقمي؟
  • اليوم العالمي للغة العربية.. احتفاء بلغة الضاد وتنوعها الثقافي
  • 7 دول عربية وأجنبية بمعرض تراثنا: منصة لتعزيز التعاون الثقافي بين مصر والعالم
  • وسِّع عقلك.. لا تدع العالم الرقمي يسرق أخلاقك
  • الصحافة البرازيلية: فينيسيوس يتوج بجائزة أفضل لاعب بالعالم في الدوحة
  • ما مصير كميات الحنطة والشلب التي تزرع خارج الخطة الزراعية؟
  • مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية تعلن عن توسّع برنامج دعم الأندية
  • "الأغذية العالمي": هناك حاجة ماسة إلى مليارات الدولارات لمعالجة بؤر الجوع حول العالم