شهادات مؤثرة ترويها عائلة الطبيب عدنان البرش ومطالبات بتحقيق العدالة
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
تتردد أصداء الحزن في خيمة الحداد الكائنة ببلدة جباليا، شمال قطاع غزة، على فقد الدكتور عدنان البرش، الطبيب الفلسطيني الذي تأكد خبر استشهاده أثناء احتجازه بأحد السجون الإسرائيلية.
وتحدثت العائلة مع كاميرا الجزيرة، ولم يستطع الطفل يزن (الابن الأكبر للشهيد) التغلب على مشاعره لغياب والده، فقال "لقد كانت صدمة.
ويصف يزن والده بأنه طبيب مدني كرس حياته لعلاج المرضى والجرحى، دون أي انتماء لأي تنظيم مسلح، ويقول "لقد أخذوه من مستشفى العودة شمال قطاع غزة، حيث كان اسمه أول من نودي عليه عبر مكبرات الصوت، ثم نقلوه إلى سجن النقب، ثم عوفر، وأخيرا إلى عسقلان حيث استشهد تحت التعذيب" مطالبا المنظمات الدولية بتحقيق العدالة.
أما ياسمين (زوجة الشهيد) فقالت إن عدنان تخرج من الأردن عام 2009، وحصل على شهادتي البورد الأردني والبورد العربي في الطب، موضحة "أخبرني عدنان أنه تعب بعد 35 عاما من الغربة وقرر العودة إلى غزة لخدمة شعبه كما كان يقول دائما".
ووصفت الدكتور الشهيد بأنه كان مخلصا تماما لمرضاه ويعمل بمهارة فائقة، تاركا وراءه سمعة طيبة. وعلى الرغم من جدول أعماله المزدحم، فإنه أصر على أخذ أسرته معه بالمستشفى حفاظا على سلامتهم، وكان يطمئن عليهم دائما لمدة 25 يوما للتأكد من سلامتهم.
الدكتور البرش تأكد خبر استشهاده أثناء احتجازه بأحد السجون الإسرائيلية (مواقع التواصل) تحقيق العدالةوأعربت أرملة الشهيد عن أسفها لعدم وجود دعم حتى من المنظمة الدولية للصليب الأحمر، في معرفة مصير زوجها بعد اعتقاله، قائلة "لم يساعدني أحد، ولا حتى الصليب الأحمر، في معرفة ما حدث له". وتصر على أن زوجها كان طبيبا مسالما لا علاقة له بالأعمال العسكرية، مضيفة أنه تعرض للتعذيب لمدة 4 أشهر "ومات بكرامته شامخا منتصرا على سجانه".
وفي مناشدة باكية، قالت ياسمين "كنت آمل أن يعود إلينا أسيرا محررا لنستقبله بالورود. وحتى يومنا هذا، لم أستلم جثمانه. أتوق لرؤية جثمانه ودفنه هنا شمال قطاع غزة وزيارة قبره".
ووجهت رسالة مؤثرة إلى منظمات حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية، تحث على التحقيق في ملابسات وفاة زوجها وإعادة العدالة لها ولأطفالها، واختتمت حديثها قائلة "لقد كان كل شيء بالنسبة لنا، وفي غمضة عين رحل".
ومنذ اجتياحه القطاع بريا في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اعتقل الجيش الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون بالطواقم الصحية والدفاع المدني، وأفرج لاحقا عن عدد ضئيل منهم، بينما لا يزال مصير الآخرين مجهولا.
ويشن جيش الاحتلال، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على القطاع المحاصر خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، مما استدعى محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بدعوى إبادة جماعية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أستاذ قانون دولي: القرار الأمريكي بشأن المحكمة الجنائية الدولية «مشين»
علّق الدكتور أنطوان سعد أستاذ القانون الدولي والدستوري ببيروت، على القرار الصادر من الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، قائلًا: «فرض تلك العقوبات على جهاز قضائي دولي يمارس، ويطبق ويسعى إلى تطوير وتدعيم بنيان العدالة الدولية أمر مشين»، مشيرًا إلى أن هذا القرار قد يكون عرضة لطعونات أمام المحكمة العليا.
وأضاف «سعد» خلال مكالمة هاتفية، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنه لا يجب قمع العدالة بدلًا من تعزيزها والوقوف إلى جانبها، مشيرًا إلى أن تلك العقوبات لا يجب أن تفرض في إطار العدالة الدولية التي يجب أن يتم دعمها من قبل الشعوب الصديقة.
وشدّد أستاذ القانون الدولي والدستوري ببيروت، على أهمية تحرك الرأي العام الأمريكي، موضحًا أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية والتي هي سياسة صداقة وحليف درجة أولى لسلطة الاحتلال الإسرائيلي لا يجب أن تكون على حساب مفهوم العدالة.