يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على قطاع الغاز “المربح” في روسيا، للمرة الأولى منذ أن غزت موسكو أوكرانيا قبل أكثر من عامين، حسب مجلة “بوليتيكو” الأميركية.

ونقلت المجلة عن 3 دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي، أن المفوضية الأوروبية تستعد، كجزء من حزمة العقوبات الرابعة عشرة، لإصدار حظر على إعادة بيع الغاز الطبيعي المسال الروسي في موانئ الاتحاد الأوروبي.

وقالوا إن المفوضية ستطلب أيضا “فرض قيود على 3 مشاريع روسية جديدة للغاز الطبيعي المسال”.

لكن المقترحات المطروحة على الطاولة، حسب المجلة، “لن تمس سوى جزء صغير من المليارات التي تحصل عليها موسكو سنويا من الغاز الطبيعي المسال، مما يترك لديها الكثير من الأموال التي تدعم آلتها الحربية”.

ووفقا للخبراء والبيانات التي حللتها “بوليتيكو”، فإن العقوبات “لن تصل إلا إلى حوالي ربع أرباح روسيا من الغاز الطبيعي المسال، البالغة 8 مليارات يورو (8.6 مليارات دولار)”.

وتأتي هذه العقوبات، وسط تحذيرات متكررة من أن جهود الاتحاد الأوروبي لـ”خنق” عائدات موسكو من الوقود الأحفوري، باءت بالفشل إلى حد كبير.

ورغم أن الاتحاد الأوروبي حظر واردات الفحم الروسي والنفط الخام المنقول بحرا، فإن العديد من “الثغرات وأساليب المراوغة أدت إلى إبقاء الأموال تتدفق على الكرملين”، وفق المجلة.

وحسب “بوليتيكو”، لم يحرز الاتحاد الأوروبي تقدما يذكر في معاقبة قطاع الغاز الطبيعي المسال، فعلى الرغم من أن خفض الواردات التي شكلت 5 بالمئة فقط من استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي، فإن القطاع ظل بمثابة “بقرة حلوب” يعتمد عليها الكرملين لشن الحرب.

ودون الموانئ الأوروبية كمحطة توقف، سيتعين على روسيا استخدام كاسحات الجليد لاختراق البحر القطبي الشمالي، لتوصيل غازها إلى آسيا، وفقا للمجلة.

ومن شأن ذلك أن يضر بمصنع “يامال” الضخم للغاز الطبيعي المسال في روسيا، وتحديدا في أقصى شمال سيبيريا، الذي تبلغ تكلفته 27 مليار دولار، وفقا لخبيرة الغاز في شركة تحليلات بيانات “كبلر”، لورا بيغ.

وقالت: “إذا لم يتمكنوا من النقل في أوروبا، فقد يضطرون إلى استخدام ناقلات الجليد في رحلات أطول”، مما يعني أن روسيا “قد لا تكون قادرة على إخراج أكبر عدد ممكن من الشحنات من يامال، لأن سفنها لا تستطيع الوصول إلى هناك والعودة بأسرع ما يمكن”.

فيما قال محلل الطاقة في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، بيتراس كاتيناس، إن هذا التحول من شأنه أن يحدث فجوة بقيمة ملياري يورو في عائدات الغاز الطبيعي المسال، وهو مبلغ يمثل 28 بالمئة من أرباح الغاز الطبيعي المسال في روسيا، ويزيد قليلا عن خمس صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي في العام الماضي.

وأضاف كاتيناس أن الحظر “يشكل خطوة أولى جيدة إلى الأمام”، لكنه “ليس كافيا” إذا كان الاتحاد الأوروبي يريد “خنق” التدفقات النقدية للكرملين.

جانبها، كشفت صحيفة “تلغراف” البريطانية في تقرير منفصل، أن شركة “غازبروم” الروسية، تكبدت “أسوأ خسارة لها منذ ربع قرن”، حيث خسرت 629 مليار روبل (7 مليارات دولار تقريبا) خلال العام الماضي، مع انخفاض إيراداتها.

وحسب “تلغراف”، فإن “الخسارة تمثل إذلالا لرجال الأعمال وللنظام أيضا، حيث كان الرئيس الروسي (فلاديمي بوتين) يعتقد أن الشبكة الواسعة من خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز إلى أوروبا، من شأنها أن تجبر الزعماء الغربيين على التراجع والسماح له بالاستيلاء على أوكرانيا”.

وتوقفت “غازبروم” عن نشر تفاصيل صادراتها بداية من عام 2023، لكن مبيعاتها الإجمالية خارج روسيا انخفضت بأكثر من النصف العام الماضي، وفقا للصحيفة البريطانية، التي تقول إن أوروبا عوضت فقدان الغاز الروسي بـ”تكلفة باهظة”، مما يعني أن “موسكو فقدت قبضتها على السوق الغربية إلى الأبد”.

وتعد النرويج الآن أكبر مصدري الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، حيث رفعت مبيعاتها من 79.5 مليار متر مكعب إلى 87.8 مليار متر مكعب. كما ارتفعت الواردات الأوروبية من الولايات المتحدة، من أقل بقليل من 19 مليار متر مكعب في عام 2021 إلى 56.2 مليار متر مكعب في 2023.

فيما قدمت قطر 15.5 مليار متر مكعب العام الماضي، وهو ما يعادل تقريبا مبيعات الغاز البريطانية إلى أوروبا، وفق “تلغراف”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: العقوبات الغربية على روسيا الغاز الروسي المسال الغاز الطبیعی المسال الاتحاد الأوروبی ملیار متر مکعب العام الماضی

إقرأ أيضاً:

واشنطن تتوعّد دول الاتحاد الأوروبي بـ«رسوم جديدة» وفرنسا تردّ!

قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الاثنين، “إن فرنسا ستدعو الاتحاد الأوروبي للرد على أحدث إعلان للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية”.

وقال بارو لقناة تي.إف 1 “إن فرنسا وشركاءها الأوروبيين يجب ألا يترددوا في الدفاع عن مصالحهم في مواجهة تهديدات الرسوم الجمركية الأميركية”.

وكان ترامب قال، أمس الأحد، إنه سيعلن غدا (اليوم) عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومنيوم.

وأضاف ترامب أنه سيعلن أيضا عن رسوم جمركية في إطار إجراءات متبادلة يوم الثلاثاء أو الأربعاء، على أن تدخل حيز التنفيذ على الفور تقريبا.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرسوم الجمركية الجديدة ستضاف إلى الرسوم الحالية على الصلب والألومنيوم.

وفرض ترامب خلال فترة ولايته الأولى رسوما جمركية بنسبة 25% على الصلب و10% على الألومنيوم، لكنه منح لاحقا العديد من الشركاء التجاريين حصصا معفاة من الرسوم، ومن بينها كندا والمكسيك والبرازيل.

ومدد الرئيس السابق جو بايدن تلك الحصص لتشمل بريطانيا واليابان والاتحاد الأوروبي، وانخفضت استفادة الولايات المتحدة من السعة الإنتاجية لمصانع الصلب في السنوات القليلة الماضية.

وأعلن ترامب يوم الجمعة أنه سيفرض رسوما على كثير من الدول هذا الأسبوع. ولم يحدد تلك الدول، لكنه قال إن الرسوم ستفرض “حتى نحظى بمعاملة متساوية مع الدول الأخرى”.

وتتسق هذه الخطوة مع وعد ترامب في حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية على الواردات الأجنبية تعادل الرسوم التي يفرضها الشركاء التجاريون على الصادرات الأميركية.

مقالات مشابهة

  • عرقاب: نقل 30 مليار م3 من الغاز الطبيعي سنويًا عبر أنبوب الغاز العابر للصحراء
  • فون دير لاين: الاتحاد الأوروبي يستثمر 50 مليار يورو في الذكاء الاصطناعي
  • الاتحاد الأوروبي يستثمر 200 مليار يورو في مجال الذكاء الاصطناعي
  • الاتحاد الأوروبي يرفض الرسوم الأميركية على صادرات الصلب والألومنيوم
  • "ترانسنيستريا" المؤيدة لموسكو ترفض عرض الغاز الأوروبي
  • إنتاج أول شحنة من الغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال
  • سعر الغاز الطبيعي الأوروبي يسجل أعلى مستوى له منذ عامين
  • واشنطن تتوعّد دول الاتحاد الأوروبي بـ«رسوم جديدة» وفرنسا تردّ!
  • ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ عامين
  • الاتحاد الأوروبي يهدد أمريكا بالرد على فرض رسوم جمركية جديدة