يواجه قادة حركة حماس، خيارات محدودة جداً للتعامل مع سيناريو قرار قطر المرتقب بطردهم، وإنهاء نشاط المكتب السياسي لحماس في الدوحة، على خلفية مساعي الأخيرة لإعادة تقييم دورها في الوساطة، في ملف التهدئة وإنهاء الحرب بغزة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول مطلع، قوله إن الحكومة القطرية يمكن أن تغلق المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، بعد مراجعة أوسع لوساطتها في الحرب بين إسرائيل وحماس.

وقال المسؤول إن "قطر تدرس إذا كانت ستسمح لحماس بمواصلة تشغيل المكتب السياسي، وتشمل المراجعة الأوسع إذا كانت قطر ستواصل التوسط في الصراع المستمر منذ قرابة 7  أشهر". وأعلنت قطر، الشهر الماضي، أنها بصدد إعادة تقييم دورها في الوساطة في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، في حين قال مسؤول أمريكي، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، إن الولايات المتحدة طلبت من الدوحة طرد حماس، إذا استمرت في رفض اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل. ويعيش معظم قادة حركة حماس خارج حدود قطاع غزة، مقسمين بين تركيا وإيران وقطر ولبنان، إضافة لأن غالبيتهم يقومون بجولات في عدد من الدول القليلة جداً، التي توافق على استقبال مسؤولين في الحركة. وضمن مخاوف الحركة من إمكانية طردها من تركيا، باشرت العام الماضي، باتخاذ سلسلة إجراءات لإصلاح علاقاتها مع سوريا، حيث كان المقر الرئيسي لها قبل مظاهرات عام 2011، في الوقت الذي أشارت تقارير سورية عدة إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يرحب باستضافة مسؤولين من الحركة على الأراضي السورية. سيناريو مستبعد ويرى الكاتب والمحلل السياسي يونس الزريعي، أنه "لا يمكن لقطر أن تطرد قادة حماس من أراضيها، خاصة وأن وجود قيادة حماس بالدوحة يمنحها القوة للعب دور الوسيط بين الحركة وإسرائيل، ويمنحها أيضاً الفرصة للعب أدوار إقليمية ودولية استثنائية ومهمة". وفي حديث عبر موقع "24" الالكتروني، قال الزريعي إن "هذا الطرح يأتي في إطار الحرب الإعلامية، والضغوط على حماس، من أجل التجاوب مع الضغوط التي تمارس عليها بملف التهدئة مع إسرائيل، إلى جانب أنه محاولة لتهدئة الرأي العام الإسرائيلي، وتوجيه رسالة أن تل أبيب تواصل ملاحقة قادة حماس في كل مكان". وأوضح أن وجود أعضاء من المكتب السياسي لحماس في العاصمة القطرية كان باتفاق بين واشنطن وقطر، وأن التلويح بطردهم من الدوحة، قد يكون للضغط على الحركة في ملف التهدئة ليس أكثر. وأكمل: "بتقديري في حال تطبيق هذا الأمر، فإن خيارات حماس محدودة للغاية؛ فليس لديها إلا أن تنقل قيادتها إلى تركيا أو إلى لبنان، ومن المستبعد أن تقرر حماس الانتقال إلى إيران، على الرغم من انها الحليف الذي يدعمها بالمال والسلاح". وأضاف الزريعي أن "انتقال الحركة لتركيا سيكون ملائماً أكثر، وسيعطي قادتها مساحة كبيرة للعمل السياسي، والترويج للمشاريع الجديدة المتعلقة بالدولة الفلسطينية، وبقائهم في الحكم، كما أن مواقف تركيا المعلنة ستكون بمثابة أرضية ترتكز عليها الحركة"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن ذلك سيكون مقروناً باستمرار التوتر بين إسرائيل وتركيا. وأشار إلى أن الانتقال إلى لبنان سيكون خياراً مطروحاً لكنه ليس أساسياً بل ثانوي، خاصة وأن ذلك سيجعل الحركة تحت سلطة حزب الله، وستكون جميع تحركات قادة الحركة وعناصرها محسوبة بدقة، وفي إطار ما يقرره الحزب، وهو ما لا ترغب به قيادة الحركة. إلى ذلك، رأى الزريعي أن انتقال قادة "حماس" إلى لبنان سيجعلهم في مرمى النيران الإسرائيلية، مثلما حدث مع القيادي البارز في الحركة صالح العاروري. وفي الختام، قال الزريعي: "أما بشأن الانتقال إلى  إيران فهو أمر مستبعد للغاية، خاصة وأنه يتعارض مع التعديلات الجوهرية التي تجريها حماس على مشروعها السياسي، كما أن مثل هذا الخيار سيكون محكوماً بشروط من القيادة الإيرانية، كما أنه سيؤثر على شعبية الحركة وسيزيد عزلتها عربياً ودولياً". (24)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المکتب السیاسی إلى لبنان حماس فی

إقرأ أيضاً:

هل سيتحرّك حزب الله داخل سوريا مُجدداً؟ تقريرٌ يجيب

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدث عن المرحلة الجديدة التي تنتظر "حزب الله" بعد تشييع أمين عام "حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله، يوم الأحد 23 شباط.   ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إن مسؤولين إيرانيين توافدوا إلى لبنان لحضور جنازة نصرالله، وأضاف: "قبل مغادرتهما لبنان، التقى رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم".   وتابع: "ما حصل يوضح أنّ إيران لا تزال لديها توقعات كبيرة لحزب الله، فقد تم إضعاف الأخير إلى حد ما من قبل إسرائيل خلال شهرين من القتال من أيلول إلى تشرين الأول 2024".   وأكمل: "كان من المتوقع أن تكون جنازة نصر الله استعراضاً للقوة لحزب الله في 23 شباط، فقد جمعت مؤيدين لإيران من كل أنحاء المنطقة لاسيما من العراق".   وطرح التقرير تساؤلاً أساسياً وهو: "هل يتمكن حزب الله من التعافي من الضربات التي تلقاها؟"، وأردف: "في 23 شباط 2025، ألقى قاسم خطاباً لمدة نصف ساعة في الجنازة التي لم يحضرها بينما الخطاب كان مُسجلاً مُسبقاً وقد أكد أن حزب الله سيواصلُ مقاومته".   وأكمل: "مع ذلك، ليس واضحاً ما إذا كان حزب الله سيُحاول استعادة ترسانته وتأهيلها وبنائها لضرب إسرائيل في المستقبل. لقد التقى القادة الإيرانيون الذين زاروا بيروت، السفير الإيراني في لبنان مُجتبى أماني والذي أصيبَ بجروح إثر عملية تفجير البيجر خلال شهر أيلول 2024. كذلك، التقى الإيرانيون الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام".   يلفتُ التقرير إلى أنَّ "حزب الله يواجه العديد من التحديات، فهو يُعاني من مشاكل التمويل في أعقاب الحرب"، وأردف: "لم يخسر الحزب عدداً كبيراً من القادة والمقاتلين فحسب، بل وأجزاء من ترسانته أيضاً، بل إنه لا يستطيع أن يدفع رواتب عناصره".   وتابع: "إن هذا يشكل صداعاً كبيراً للحزب في الوقت الراهن. كذلك، تُواصل إسرائيل إظهار أنها ستستهدف أعضاء حزب الله الذين يهددون إسرائيل، فالأخيرة ما زالت تحتفظ بـ5 مواقع استراتيجية بالقرب من الحدود".
في المقابل، ينقل التقرير عن موقع "عرب نيوز" قوله إنَّ "حزب الله ما زال حتى الآن الكيان المُسلّح الأقوى في لبنان"، موضحاً أن "منتقدي الحزب يرون أنهُ يُقوّض سيادة الدولة بينما يُلقي حزب الله باللوم على جهات خارجية في التحديات التي تواجهها الدولة".   ورأى التقرير أنَّ "التحدي الرئيسي الذي يواجه حزب الله الآن يتمثل في العودة إلى جنوب لبنان وإعادة بناء ترسانته، وهو ما قد يستغرق سنوات"، وأكمل: "لكن حزب الله كان في هذا الوضع من قبل. فبعد عام 2006، كان عليه أن يعيد بناء ترسانته، وفي ذلك الوقت كان لديه نحو 13 ألف قذيفة. وبحلول عام 2023 أصبح لديه نحو 200 ألف صاروخ وقذيفة وطائرة من دون طيار".   ويقول التقرير إنه "من المرجح أن الحزب ما زال يمتلك نحو 10 إلى 20 ألف صاروخ وقذيفة أخرى"، موضحاً أن "ما ساهم بإضعاف حزب الله إلى حدّ ما هو مشاركته بالحرب السورية".   وتابع: "مع رحيل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، سوف يحتاج حزب الله إلى إيجاد طرق تهريب جديدة. كذلك، فقد أدَّت الغارات الجوية الإسرائيلية في جنوب سوريا الآن إلى سياسة جديدة حيث لا تريد إسرائيل أن تنتشر قوات سوريا الجديدة في جنوب البلاد".   وأكمل: "من الممكن أن يستغل حزب الله هذا الفراغ في السلطة في جنوب سوريا للتسلل مرة أخرى إلى تلك المناطق، فحزب الله لديه بالفعل عناصر هناك، على الأرجح نتيجة لبقايا ما كان يسمى ذات يوم ملف الجولان عندما عمل بالقرب من الجولان بعد عام 2018. كذلك، قد يحاول حزب الله الاستفادة من الغارات الجوية الإسرائيلية من خلال محاولة إقناع الحكومة الجديدة في دمشق بالسماح له بالعمل في جنوب سوريا".   وذكر التقرير أنَّ "حزب الله يستفيد من الوقت، وهذا هو هدفه، فهو يريد أن ينتظر ويرى ثم يعمل ببطء على تآكل سلطة الرئيس ورئيس الوزراء الجديدين في لبنان". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: آن الأوان كي نتيح لسكان غزة خيار مغادرة القطاع
  • حبيت بنت وصارحت أهلها بس رفضوا ماذا أفعل؟ علي جمعة يجيب على شاب
  • قيادي في حماس: الحركة لن توافق على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق غزة
  • "المنظمات الأهلية الفلسطينية": قرار إسرائيل بوقف المساعدات لغزة سيكون له تداعيات خطيرة
  • غوتيريش يحذّر من أن تجدد الحرب على غزة سيكون كارثيا
  • إذا قصفت إسرائيل إيران... هكذا سيكون ردّ حزب الله
  • المشهد اللبناني: بين الاستقرار والكباش السياسي!
  • حماس: لا توجد حاليا أي مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية
  • صحيفة: مصر طلبت من حماس تسليم الصواريخ والقذائف.. بماذا ردت الحركة؟
  • هل سيتحرّك حزب الله داخل سوريا مُجدداً؟ تقريرٌ يجيب