إشعار قبل 48 ساعة.. اجتماع بين إسرائيل ومنظمات إغاثة بشأن عملية رفح
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
كشف مسؤولون في منظمات إنسانية دولية، أن مسؤولا بوزارة الدفاع الإسرائيلية "أكد لهم أن وكالات الإغاثة ستتلقى إشعارا يطالبهم بإخلاء مواقعهم في مدينة رفح" جنوبي قطاع غزة، وذلك "قبل" شن العملية العسكرية المرتقبة، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وأضاف التقرير أن وزارة الدفاع "اجتمعت مع أكثر من 10 مجموعات إنسانية، الأسبوع الماضي، لمناقشة العملية العسكرية المرتقبة في رفح"، وذلك حسب ممثلي 3 وكالات إغاثة دولية، تحدثوا للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
ولجأ أكثر من مليون فلسطيني لمدينة رفح الحدودية مع مصر، بعد فرارهم إثر العلميات العسكرية الإسرائيلية في مناطق القطاع الأخرى. وتواجه إسرائيل معارضة دولية كبيرة لإجراء عملية عسكرية في رفح المكتظة بالسكان.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الاجتماع مع المنظمات الإغاثية أجري الأربعاء، "ولم تتم مشاركة خطط حماية المدنيين، بل تحدث الإسرائيليون عن توجه مجموعات الإغاثة إلى (منطقة آمنة) واسعة في المواصي، التي تقع على بعد 5 أميال شمال وسط رفح، حيث من المتوقع أن يتم إجلاء موظفي الإغاثة والمدنيين إليها".
وقال الرئيس التنفيذي لمنظمة "أنيرا" الإغاثية التي تعمل في غزة منذ عام 1984، شون كارول، لواشنطن بوست: "دون خطط كافية توفر الحماية، فإن منظمات الإغاثة الدولية والمدنيين ينتابهم القلق بشأن الخسائر التي قد تنجم عن اجتياح رفح".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بإحدى منظمات الإغاثة التي حضرت الاجتماع: "لم يكن الأمر متعلقا بما إذا كانت ستحدث [عملية عسكرية]، بل بمتى ستحدث".
ولم ترد الجهات المختصة في الحكومة الإسرائيلية على طلب تعليق من الصحيفة حول هذا الاجتماع.
وطالما أكدت الإدارة الأميركية أنها لن تدعم أية عملية عسكرية في رفح دون خطة موثوقة لحماية المدنيين الفلسطينيين، تشمل توفير الغذاء والماء والمأوى.
وحذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، من أن شمالي قطاع غزة يعاني "مجاعة شاملة" تتمدد إلى جنوب القطاع الفلسطيني.
وقالت ماكين في مقابلة مع قناة "إن بي سي" الأميركية ستبث كاملة الأحد: "هناك مجاعة، مجاعة شاملة في الشمال، وهي تتجه نحو الجنوب"، وفق فرانس برس.
وتابعت مديرة الوكالة التابعة للأمم المتحدة: "عندما تكون هناك نزاعات كهذه، تثير مشاعر قوية، ومع ما يحدث في الحرب، تحدث المجاعة".
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن الوضع الغذائي "تحسن بشكل طفيف" في القطاع الفلسطيني، "لكن خطر المجاعة لا يزال قائما".
وتخضع المساعدات الدولية لرقابة إسرائيلية صارمة، ويمر معظمها من مصر عبر معبر رفح، وتصل بكميات غير كافية نظرا للاحتياجات الهائلة لسكان غزة، الذين بلغ عددهم قبل الحرب 2.4 مليون نسمة.
وأسفرت الحرب حتى الآن، عن مقتل نحو 36 ألف شخص، معظمهم نساء وأطفال، في قطاع غزة، نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، وفق السلطات الصحية في القطاع، فيما يقدر عدد الموجودين تحت الأنقاض بالآلاف.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، عندما شنت حركة حماس هجوما على إسرائيل، قتلت خلاله نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، واحتجزت 253 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قد أكد، الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي سيشن هجوما بريا في رفح "مع أو من دون" هدنة مع حركة حماس في غزة.
وقال: "فكرة أننا سنوقف الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها غير واردة".
واستؤنفت في القاهرة، السبت، المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، على خلفية اتهامات متبادلة بعرقلة أي اتفاق.
مساء السبت، أكد مسؤول كبير في حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، أن الحركة "لن توافق بأي حال من الأحوال" على اتفاق هدنة في غزة لا يتضمن صراحة وقف الحرب.
واتهم المسؤول، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأنّه "يعرقل شخصيا" جهود التوصل لاتفاق هدنة وذلك "لحسابات شخصية"، وفق ما نقلته فرانس برس.
ونقلت الوكالة ذاتها عن مسؤول إسرائيلي، في وقت سابق السبت، قوله إن حركة حماس "تعرقل إمكان التوصل إلى اتفاق" تهدئة في غزة بإصرارها على وقف الحرب في القطاع.
واعتبر المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته أيضا أن "المعلومات التي تفيد بأن إسرائيل وافقت على وضع حد للحرب، في إطار اتفاق على تبادل للسجناء أو بأن إسرائيل ستسمح للوسطاء بضمان وقف الحرب، غير دقيقة. إلى الآن، لم تتخل حماس عن مطلبها وضع حد للحرب، وهي بذلك تعرقل إمكان التوصل إلى اتفاق" بشأن مقترح للتهدئة بعد نحو 7 أشهر على اندلاع الحرب في قطاع غزة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مجاعة شاملة وقف الحرب قطاع غزة فی غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
سلطات الاحتلال تتهم قطر بإعادة تمرير المقترح المصري للصفقة
اتهم مصدر سياسي إسرائيلي، قطر، بلعب دور سلبي في المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في غزة، زاعما أن قطر دعمت موقف حركة حماس باتجاه رفض الخطة المصرية، والتي تعتمد أساسا على مقترح سابق للمبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف.
"مصر ذهبت بقوة ضد حماس"
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "معاريف"، إن القطريين حاولوا إقناع الأمريكيين بقبول اقتراح محدود يركز فقط على إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي في غزة، عيدان ألكسندر دون مراعاة الخطة الأوسع.
وأكد المسؤول "أن المخطط المصري الذي وافقت عليه إسرائيل والولايات المتحدة يشكل خطوة بالغة الأهمية، فلقد أخذ المصريون النقاط الرئيسية في مخطط ويتكوف، وعززوا وأكدوا على مطلب نزع سلاح حماس كشرط للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد، وبالتالي ذهبوا بقوة ضد حماس". وفق قوله.
ومن المقرر أن يجتمع المجلس السياسي والأمني الإسرائيلي اليوم الخميس لبحث متابعة السياسة الإسرائيلية في غزة، وخطة متابعة عملية "الجيش" في القطاع، والمحادثات بشأن صفقة الأسرى.
وبحسب مصدر سياسي، ورغم مطالبة بعض وزراء الحكومة، أمثال بن ايتمار غفير وبتسيئيل سموتريتش، باتخاذ قرار دون تأخير بشأن توسيع نطاق القتال في غزة لـ"هزيمة حماس"، فإن المستوى السياسي يميل إلى إعطاء فرصة لجهود الوسطاء الرامية إلى جلب حماس إلى صفقة تعتمد على النسخة الأخيرة من خطة ويتكوف التي اقترحتها مصر.
وبحسب المصدر، فإن المفاوضات بشأن الصفقة أحرزت تقدما كبيرا، لكن ما غيّر الديناميكية هو موقف وسيط آخر، قطر.
ومع ذلك، قال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، إنه "قد يكون للاجتماع الذي عقده ترامب الثلاثاء في واشنطن مع رئيس وزراء قطر أهمية بالغة لاستمرار مفاوضات الصفقة. جاء رئيس وزراء قطر إلى البيت الأبيض لإقناع ترامب بالموافقة على مخطط محدود. نأمل أن يكون الرئيس الأمريكي هو من ضغط على محاوره القطري للترويج للمخطط المصري، الأقرب إلى مخطط ويتكوف، والمتفق عليه بيننا وبين واشنطن والقاهرة".
"المقترح المصري"
ونقلت مصر مؤخرا مقترحا إلى حركة حماس يتضمن شرطا أساسيا وهو نزع سلاح المقاومة، ويشمل وقفا مؤقتا لإطلاق النار لمدة 45 يوما، يتخللها إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين في الأسبوع الأول، مقابل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
واعتبرت حماس المقترح "تجاوزًا للخطوط الحمراء ورفضته بشكل قاطع، وأوضحت الحركة أن مصر أبلغتها ولأول مرة بشكل واضح وصريح بأنه لا اتفاق لوقف الحرب دون التفاوض على نزع سلاح المقاومة”.
وأكدت الحركة أنها "أبلغت القاهرة أن المدخل لأي اتفاق هو وقف الحرب والانسحاب وليس السلاح، وأن نقاش هذه المسألة مرفوض جملة وتفصيلا".
ورغم أن مصر قالت إن المقترح الذي يتضمن نزع السلاح في قطاع غزة، كان إسرائيليا، إلا أن مصادر سياسية وإسرائيلية أكدت أن المقترح مصري خالص، ويستند أساسا إلى خطة المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف.
وتقدر "تل أبيب" وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، بحسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومطلع آذار/ مارس الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" و"إسرائيل" بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 آذار/ مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.