السودان .. ماذا يحدث داخل سجون الحرب؟
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
خلال الأيام الأولى للحرب، اقتحمت قوات الدعم السريع سجون العاصمة السودانية الخرطوم عنوة، وأطلقت سراح كافة المعتقلين. ولك أن تتخيل أن على رأس المفرج عنهم، تجّار مُخدِّرات ولصوصًا كبارًا، وقتلة محكومًا عليهم بالإعدام! لكن تلك السجون التي أُفرغت بالكامل من أصحاب السوابق، أعيد فتحها، مرةً أخرى، لتصبح معتقلات جديدة للأسرى والمخطوفين، قبل أن يتم نقلهم إلى سجون أخرى سرية، يُخّيم عليها الظلام، ويحوم فوقها شبح الموت يوميًا، ولا يعرف الداخل إليها، أين هو، ومتى سيخرج؟
انتهاكات خلف الأبواب الموصدةهكذا هو الحال إذن، بمجرد مرورك بنقاط التفتيش الخاصة بالدعم السريع، يمكن أن تكون ضحية للشكوك وسوء الظن والتفتيش الإجباري، وربما يتمّ اتهامك بلا حيثيات قانونية طبعًا، بأنك رجل "استخبارات" أو "فلولي" تلك الكلمة الفضفاضة التي تشمل كل من لا ينتمي للجنجويد، وبالتالي لهم الحق في قتلك أو اقتيادك إلى مكانٍ مجهول، وتعذيبك، دون أن تحظى بفرصة أن تظلّ صامتًا ولا تتحدث إلا في وجود محاميك.
يحدث ذلك يوميًا، مئات المعتقلين، يتم توقيفهم بصورة عشوائية، في الطُرقات أو من داخل بيوتهم، أو حتى عندما يعترضون على نهب ممتلكاتهم، فيتم الزجّ بهم في سجون قاسية تحت الأرض، أو في أحد أقبية الأبراج المهجورة، لا كهرباء ولا ماء، ولا يتسرب الهواء من أية نافذة، حيث ثمّة حياة كاملة مُنتهكة خلف تلك الأبواب الموصدة.
أشهر وأسوأ المعتقلاتلا أحد يعرف أين تلك السجون، ومن بداخلها، ولكن وفقًا لتقرير صدر عن "محامي الطوارئ" بالسودان، فقد أحصى 44 مركز اعتقال، في الخرطوم فقط، لقوات الدعم السريع، و8 مراكز اعتقال للجيش، وتحدث عن مراكز اعتقال مؤقتة يتم فيها جمع المعتقلين، في مبانٍ سكنية أو أعيان مدنية، قبل أن يتم فرزهم ونقلهم إلى مراكز الاعتقال الدائمة، الأكثرة قسوة.
تكاد تتطابق روايات الذين نجوا من تلك الاعتقالات – بعد أن تمت مساومتهم بدفع مبالغ مالية طائلة، أو هرب منها أفراد الحراسة؛ بسبب ضربات الطيران – حول الأوضاع المأساوية لتلك المُعتقلات، سيئة السُمعة، بطبيعة الحال، ففي واحدٍ منها، يقبع نحو 500 شخص، في مكان ضيق بالكاد يتسع لنصفهم، إذ إنه في حقيقة الأمر مجرد "بدروم" تحت عمارة سكنية، تفتقر إلى التهوية، ولا يوجد فيها مراحيض، وتغمرك أحيانًا بالرطوبة العالية، لدرجة لن تقوى فيها على التنفس، وهي لا تختلف عن بقية المعتقلات، مجرد سجون ينشب فيها الموت أظفاره بين كل حين، والسمّة الغالبة فيها، هي الإساءات العُنصرية.
من أشهر تلك المعتقلات: معسكر هيئة العمليات بضاحية الرياض، ومباني حي المطار، والمدينة الرياضية، وأبراج ومساكن وسط الخرطوم، ومبنى جامعة السودان المفتوحة، ومكتب الوحدة الإدارية بضاحية الحاج يوسف شرقي الخرطوم، و17 مبنى في محطة الكيلو بالحلفايا شمالي الخرطوم بحري، ومعسكر طيبة جنوب الخرطوم، إلى جانب قسم الدرجة الأولى، وسجن سوبا، وقسم أبو آدم، ومباني جوار مركز عفراء وجسر المك نمر في الخرطوم، على سبيل المثال لا الحصر.
وتدُل كثرة تلك المُعتقلات على الأعداد المهولة التي تقبع داخلها، من المدنيين والعسكريين، وتشير بعض التقارير إلى أكثر من 10 آلاف مواطن في معتقلات الدعم السريع، من ضمنهم كبار سن ومعاشيّون وأطفال وذوو احتياجات خاصة، ومجانين، أو من أصيب بالجنون؛ بسبب ما حدث له، منهم تقريبًا حوالي ثلاثة آلاف، ماتوا بسبب التعذيب والجوع والقصف العشوائي، تم دفنهم في مقابر جماعية، أظهرت الأقمار الصناعية بعض الصور منها.
مُعتقلات سياسيةثمة معتقلات سرية، أعدت خصيصَى للسياسيين وكبار ضباط الجيش، على رأسِهم المفتش العام للجيش الفريق مبارك كجو، والقيادي بالمؤتمر الوطني أنس عمر، والدكتور محمد علي الجزولي الأمين العام لتيار نصرة الشريعة ورئيس حزب دولة القانون، وجميعهم ظهروا في مقاطع فيديو قصيرة في الأيام الأولى لخطفهم، وهم يدلون باعترافات بدا جليًا أنهم أُرغموا عليها، ثم اختفوا بعد ذلك، بينما تم اتهام قوات الدعم السريع بتصفية المفتش العام، والذي كان حميدتي يريده أن يذيع البيان الأول لانقلابه، ليقنع الرأي العام بأن ذلك الانقلاب تم بالتنسيق مع ضباط الجيش. وتعج تلك المعتقلات أيضًا، سواء كانت خاصة بالجيش، كالمشافي المحروسة، أو الدعم السريع، بعشرات من قادة ورموز وأعضاء النظام السابق.
الدكتور الرشيد محمد إبراهيم، أحد المفرج عنهم من معتقلات الدعم السريع مؤخرًا، روى وقائع صادمة داخل تلك المُعتقلات، وقال: إن استخبارات الدعم تجبر من تقوم بإطلاق سراحهم، على القسَم على المصحف الشريف، بألا يبوحوا بأي شيء شاهدوه في المُعتقل، بمن في ذلك رفاقهم الذين ماتوا تحت التعذيب.
كما أن الوضوء ممنوع، وكان يُسمح لهم فقط بالتيمّم على الجدران، كذلك ممنوع الاغتسال، ومن يتم القبض عليه متلبسًا بقارورة ماء يتم جلده، وقد شاهد الرشيد عشرات الجثث حوله، ممن لفظوا أنفاسهم ببطء، كثير منهم مرت عليه أيام وهو قد فارق الحياة، دون أن ينتبه إليه أحد، حيث لا تتوفر الأدوية لأصحاب الأمراض المُزمنة، ولا الطعام الذي يقيم أودهم، وكل شيء هنالك يكرّس للمعاناة واليأس.
نساء في سجون الحربممارسة التعذيب والمعاملة القاسية هي الصورة الأكثر رواجًا داخل تلك المُعتقلات، ولا تحظى النساء، ضحايا حملات الخطف بمعاملة أفضل، فهنّ، وعلى كافة المناطق، يتم حملهنّ تحت تهديد السلاح، إلى داخل معسكرات، وعصب عيونهنّ، وتتحول أجسادهنّ إلى ساحة عنف، ومعارك جنسية، وهو ما أشار إليه بيان مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بالاستخدام الوحشي والواسع النطاق للاغتصاب، وغيره من أشكال العنف الجنسي من قِبل قوات الدعم السريع.
حيث أفادت التقارير التي وردت إليهم بأن الكثير من النساء والفتيات قد تعرضن للاختفاء القسري وأعمال ترقى إلى الحد الذي أُجبرن فيه على السُخرة والاستغلال الجنسي. وما لم يذكره التقرير أن العديد من الفتيات خرجن من تلك المعتقلات في أوضاع حرجة، إلى درجة الحمل، بعد أن تناوب عليهنّ عشراتُ الجنود، بصورة سادية.
لا يبدو أن ثمة أحدًا يكترث بالإنسانية التي تُمتهن في سجون الحرب، كما أن تلك الاعتقالات المتواصلة، خلّفت الكثير من الأحزان والمآسي في البيوت، التي فقدت من يعولها، وهنالك، بالمرّة، من لا يعرفون مصير أبنائهم، والأخطر من ذلك أنه لا توجد بعد عمليات منظمة لتبادل الأسرى، ولا توجد أية رقابة على تلك السجون البشعة، أو تصنيف من هم بداخلها، حتى يتسنى التعامل معهم، وهذا بالضرورة يتطلب المزيد من الاحتجاج والتصعيد من أهالي المعتقلين والمنظمات الحقوقية، لوضع حدّ لمعاناة هؤلاء السجناء، ومعاقبة من ينتهكون آدميتهم، دون وجه حقٍّ.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
ماذا تعني سيطرة الجيش على أكبر قواعد الدعم السريع بدارفور؟
الخرطوم- تضاربت التصريحات بين القوة المشتركة للحركات المسلحة وقوات الدعم السريع اليوم الأحد بشأن السيطرة على قاعدة "الزرق" الإستراتيجية في ولاية شمال دارفور غربي السودان، في حين يرى خبراء عسكريون أن دخول القوة المشتركة إلى المنطقة واستيلاءها على عتاد عسكري ضخم يعدان انتصارا عسكريا ومعنويا.
وتقع منطقة "الزرق" قرب مثلث الحدود السودانية التشادية الليبية، مما جعل موقعها إستراتيجيا، خاصة فيما يتعلق بالإمداد العسكري لولاية شمال دارفور التي تشهد عاصمتها الفاشر قتالا شرسا بين الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى منذ 10 مايو/أيار الماضي.
منطقة إستراتيجيةبدأ قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" منذ عام 2017 بإنشاء مشاريع بنى تحتية في المنطقة شملت مدارس ومستشفيات ومحطات وقود ومعسكرات ضخمة لقواته ومستودعات للأسلحة والذخائر، كما شرع في إنشاء مطار بالبلدة التي صارت مقرا لعوائل من عشيرته، وعيّن عمه جمعة دقلو زعيما قبليا في المنطقة.
وفي عام 2017 أيضا نفذ نظام الرئيس المعزول عمر البشير حملة لجمع السلاح في دارفور بقيادة حسبو محمد عبد الرحمن نائب الرئيس السابق، إذ دفع الجيش حينها بدبابات ومصفحات إلى الزرق للمشاركة في الحملة، وهي التي نقلها حميدتي إلى الخرطوم قبل أسابيع من اندلاع الحرب الأخيرة في 15 أبريل/نيسان 2023.
إعلانوبعد تفجر الأزمة كانت الزرق من القواعد الرئيسية التي تستقبل إمدادات الدعم السريع الآتية عبر تشاد وليبيا، وباتت مستودعا للأجهزة والمعدات العسكرية ومركزا لوجستيا للقوات، ونقل إليها المقربون من حميدتي عوائلهم باعتبارها من المناطق الآمنة، لكن الجيش السوداني قصفها بالطيران مرات عدة لتدمير العتاد العسكري.
وتقع الزرق في محلية "أمبرو" التي تشكل مع محليتي الطينة وكرنوي "دار زغاوة" في دارفور، ويقول رموز القبيلة التي ينحدر منها أغلب قيادات وعناصر القوة المشتركة إن قيادة الدعم السريع استولت على المنطقة التابعة لهم تاريخيا، واستبدلوا اسمها من "هاء مي" إلى الزرق بعد طرد سكانها الأصليين وتوطين رحّل يدينون لهم بالولاء.
إستهداف أطفال في الفاشر وزمزم ومجازر بشرية في ابوزريقة ، تردها القوة المشتركة بالردود القوية طُهرت بها المناطق المغتصبة منذ ٢٠١٧، القوة المشتركة لا ترد إلا علي صدور المقاتلين مغتصبي النساء وقتلة الأطفال ، فالحق ينتصر .
— Mini Minawi | مني اركو مناوي (@ArkoMinawi) December 21, 2024
"نصر كبير"أعلن الجيش السوداني في بيان له مساء أمس السبت أن القوة المشتركة التي تقاتل إلى جانبه سيطرت على قاعدة "الزرق" العسكرية وانتزعتها من أيدي قوات الدعم السريع بعد أن قتلت العشرات منها واستولت على عدد من المركبات القتالية.
وفي بيان آخر، قال المتحدث باسم القوة المشتركة أحمد حسين مصطفى اليوم الأحد إن القوة المشتركة والجيش والمقاومة الشعبية "تمكنت من تحقيق نصر إستراتيجي كبير بتحرير منطقة وادي هور بالكامل، بما في ذلك قاعدة الزرق العسكرية ومطارها الحربي".
وأفاد مصطفى بأنهم سيطروا على مطارين و5 مواقع عسكرية هي بئر مرقي، وبئر شلة، ودونكي مجور، وبئر جبريل، ودونكي وخائم.
كما ذكر المتحدث أن قوات الدعم السريع هربت تاركة 700 عنصر بين قتيل وجريح، وجرى أسر عناصر آخرين، علاوة على تدمير أكثر من 122 آلية عسكرية والسيطرة على عدد كبير من الآليات السليمة والمتنوعة بالتسليح والإنتاج.
إعلانولاحقا، نفى المكتب الإعلامي للقوة المشتركة في بيان جديد ما جاء في إعلان قوات الدعم السريع استعادة قاعدة الزرق، ووصفها بأنها "مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة، وهي محاولات فاشلة افتعلتها المليشيات بغرض التغطية على هزيمتها النكراء"، كما نفى استهداف قواتهم المدنيين في المنطقة.
من جانبه، قال مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور المشرف على القوة المشتركة إن قوات الدعم السريع فقدت خط إمداد رئيسي يربطها بدولة ليبيا.
وأشار مناوي إلى أن منطقة الزرق "اغتصبتها" قوات الدعم السريع عام 2017 بدعم من نظام الرئيس السابق عمر البشير، وقال في تغريدة على منصة "إكس" إن "القوة المشتركة ردت بقوة على هؤلاء المغتصبين ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية".
هجوم الحركات المرتزقة(حركة مناوي وجبريل ابراهيم ) الغرض منه التطهير العرقي والدوافع العنصرية وتنفيذا" لأجندة جلاديهم والدولة القديمة لضرب النسيج الإجتماعي بدارفور والإنتهاكات التي إرتكبتها هذه الحركات المرتزقة الإرهابية من قتل للأطفال والنساء وكبار السن وحرق السوق والمستشفى… pic.twitter.com/mi7PdtTDpC
— الباشا طبيق (@Elbashatbaeq) December 22, 2024
تهديد بالانتقامفي المقابل، قال الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع إن "الزرق ليست قاعدة عسكرية كما يزعم مناوي، بل مدينة يسكنها مدنيون".
واعتبر طبيق هجوم القوة المشتركة على المنطقة "عملية انتحارية"، واتهمها بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين.
وتوعد طبيق عبر حسابه على منصة "إكس" القوة المشتركة، وقال "سوف تدفع ثمنا غاليا، وستكون بداية النهاية لها، وحينها لا ينفع صراخ مناوي ومناجاته الأمم المتحدة"، حسب تعبيره.
كما أعلنت قوات الدعم السريع أنها تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة الزرق في ولاية شمال دارفور، وذلك بعد فترة قصيرة من إعلان القوة المشتركة لحركات دارفور سيطرتها على المنطقة.
إعلانوفي بيان رسمي، اتهم الناطق باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي عناصر القوة المشتركة بارتكاب "انتهاكات جسيمة ضد المدنيين العزل" في منطقة الزرق شملت قتل عدد من الأطفال والنساء وكبار السن، بالإضافة إلى حرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المدنيين، فضلا عن تدمير المركز الصحي والمدارس والمرافق العامة والخاصة.
وفي موقف آخر، ذكر بيان باسم أعيان ومواطني منطقة الزرق أن القوة التي هاجمت المنطقة كانت بقيادة عبد الله بندة المطلوب دوليا بتهمتي إبادة جماعية وتطهير عرقي في دارفور.
واتهم البيان القوة المهاجمة بارتكاب "مذبحة راح ضحيتها 39 شهيدا، معظمهم من النساء والأطفال"، وأنها نهبت ممتلكات الأهالي وذبحت المئات من الإبل والمواشي.
عملية استخباريةوفي تعليقه على ما حدث، يرى الخبير الأمني والعسكري أبو بكر عبد الرحيم أن هجوم القوة المشتركة على القاعدة يعد "نصرا عسكريا ومعنويا في عملية خاطفة ومباغتة، مما يشير إلى أنها عملية تكتيكية لعب فيها الجانب الاستخباري والأمني دورا كبيرا لتوجيه رسائل عدة"، ويرجح أن الهدف الأساسي منها لم يكن الاستحواذ على الأرض.
وأوضح عبد الرحيم في حديثه للجزيرة نت أن الزرق من أكبر المراكز اللوجستية لقوات الدعم السريع، إذ تضم معدات متقدمة تشمل أجهزة التشويش التي تستخدم لتعطيل الطيران والاتصالات وتمنح المليشيات تفوقا تكتيكيا في العمليات العسكرية، لأن هذه الأجهزة تعطل التنسيق بين القوات النظامية وتعيق عمليات الاستطلاع الجوي والهجمات الدقيقة.
كما تضم القاعدة مخازن للطائرات المسيّرة ومهبطا للطائرات يستخدم لاستقبال عناصر أجنبية تشرف على تشغيل أجهزة التشويش والمسيّرات.
ويعكس استيلاء القوة المشتركة على عشرات المركبات -منها نحو 30 سيارة مصفحة- وجود عدد كبير من القادة الكبار والشخصيات المهمة في المنطقة، وفقا للخبير الأمني.
إعلان