يكرر مسؤولون في "قوى الثامن من آذار" وتحديداً "الثنائي الشيعي" ان التخلي عن رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية غير ممكن في المرحلة الحالية وان الحل الوحيد لخصومه او المعارضين لوصوله هو القبول بمبدأ المفاوضات على قاعدة "يا بتقنعني يا بقنعك"، وهذا ما ترفضه المعارضة، لكن الواضح ان ترشيح فرنجية بات امرا ثابتاً واصبح التنازل عنه بعد الحرب المندلعة في جنوب لبنان صعباً للغاية في ظل المعادلات التي بدأت ترسم في المنطقة.



يتجنب "حزب الله" الحديث عن انعكاس نتائج الحرب الحالية على الواقع اللبناني ويحرص دائما على التأكيد انه ليس في وارد الذهاب الى الاستفادة من انتصاراته العسكرية لتعزيز حضوره ونفوذه السياسي في الداخل اللبناني، وهذا ينطبق طبعا على الاستحقاق الرئاسي، لكن بالرغم من ذلك، ومن دون ادنى شك، سيتأثر لبنان بنتائج المعاركة اذ ان التوازنات الجديدة ستفرض نفسها بشكل مباشر وغير مباشر على الداخل في ظل ارتباط غالبية القوى اللبنانية بالقوى الاقليمية والدولية. 

في حال حقق الحزب انتصارا واضحا في الجنوب وفرض شروطه على تل ابيب في ظل رغبة اميركية بتأمين الحدود وعدم الذهاب الى حرب شاملة، فإن عودته الى الداخل اللبنانية ستكون مدعومة بدعم شعبي كبير في البيئة الشيعية تحديدا، وبغطاء اميركي، اذ ان واشنطن ستسعى بشكل اكيد الى القيام بمقايضة مع الحزب بين المسألة الحدودية والاستحقاقات الداخلية، ومن المتوقع ان يتجاوب ضمن رؤيته للمعركة، مع الاميركيين مقابل تسهيل حصوله على ضمانات داخلية. 

ولعل أهم هذه الضمانات هي تكريس منصب رئاسة الجمهورية ليكون حليفاً للحزب، الامر الذي سيترافق مع عملية ترسيم الحدود والتنقيب عن الغاز وغيرها من الخطوات في الجنوب التي ستجعل من الاستقرار هو سيد الموقف،  لكن الحزب لن يقدم كل هذا الامر الا في حال استطاع حماية ظهره في الداخل وفي المؤسسات الدستورية، وعليه يصبح ايصال رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية اكثر سهولة بالنسبة لحارة حريك..

قوة الحزب بعد الحزب قد تتمثل ايضا في تشتت خصومه، ف"لقاء معراب" الذي عقد أخيرا اثبت ان قوى المعارضة ستكون امام تحدي التماسك في ظل استمرار الحرب في الجنوب وفي غزة، فالحزب التقدمي الاشتراكي لم يشارك وكذلك حصل نوع من المقاطعة لعدد كبير من النواب السنّة الذين يعارضون "حزب الله" ما يوحي بأن عملية اعادة التموضع ستكون سمة المرحلة المقبلة من دون منازع وقد يستفيد منها فرنجية بشكل صريح. 

حتى تكتل "لبنان القوي" الذي يعاني من تصدعات جدية، قد يساهم الخارجون او المفصولون منه بإنتخاب فرنجية نكاية برئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل او لقناعة سياسية، وعليه فإن حظوظ فرنجية وفرصه ترتفع وحتى واقع المجلس النيابي يتبدل لمصلحة حلفائه، لذا وانطلاقا من ذلك، يصبح التنازل عن دعمه في هذه اللحظة السياسية امرا غير منطقي وغير متوقع، فكيف اذا كان "حزب الله" يتعامل وفق منطق الربح والخسارة؟ 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

كرامي زار شيخ العقل: لحوار ينتج رئيساً للجمهورية

 استقبل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى في دار الطائفة في بيروت اليوم النائب فيصل كرامي، وتناول اللقاء بحث في القضايا العامة المطروحة لا سيما مستجدات الوضع في الجنوب والاعتداءات الاسرائيلية، إضافة إلى تقديم المعايدة بمناسبة عيد الأضحى المبارك. 

 وبعد اللقاء صرّح النائب كرامي: "زيارتنا لسماحة شيخ العقل، زيارة مودّة ومحبة واحترام وتواصل ومعايدة، وتأكيد على الصِلات التي تجمع بين اللبنانيين وعلى الثوابت الوطنية، التي تحمي البلد من كل المخاطر الداخلية والخارجية التي يتعرّض لها". 

 أضاف: "كان حديثاً في العمق من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتشريعية ايضاً ووجدنا تطابقاً في وجهات النظر، خصوصاً لجهة حماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية والجهد المطلوب لتوحيد الصفوف، في مواجهة هذا العدو الغاشم الذي لا يأبه في ضربه المدنيين والقرى والأبرياء. وفي هذا السياق نؤكّد بأن حماية لبنان تكون من خلال وحدتنا الوطنية، وبدء عجلة المؤسسات الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، ونلاحظ في الآونة الأخيرة تراجع وتيرة حركة الأفرقاء حيال هذا الموضوع، حيث تأخذ الحرب وتوترات الجنوب مداهماً، أمّا حماية الجنوب كما حماية لبنان فمن خلال المؤسسات الدستورية".  

وتابع: "اننا بحاجة لرئيس للجمهورية وإلى تواصل وتفاهم وحوار بين جميع الأطراف، من هنا ندعو الجميع للعودة الى العقل والرشد وعدم الرهان على الخارج وعلى الحروب والعدو، من أجل فرض الشروط في لبنان، ولن تكون ثمة شروط تفرض على اللبنانيين، في ظل التوجهات التي نعيشها اليوم، ولذا، فإن الحلّ الوحيد بين اللبنانيين هو التواصل والحوار". 

 كما استقبل مستشار نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الدكتور غازي قانصوه، ناقلاً تحيات سماحة الشيخ الخطيب وباحثاً بعددٍ من القضايا المشتركة. كذلك استقبل رئيس لجنة وقف بيروت الدرزي السيد أكرم الزهيري. 
 ‎

مقالات مشابهة

  • ستكون أشد وطأة: سيناريو مرعب لـ حرب لبنان.. كارثة غزة جنة أمام المتوقع!
  • قوى الثامن من آذار تؤيد اليمين؟
  • هوكشتاين ولودريان يبحثان خفض التصعيد في الجنوب والملف الرئاسي
  • ترقّب لمحادثات هوكشتاين ولودريان اليوم.. والموفد الاميركي يقترح حصر العمليات في شبعا
  • كرامي زار شيخ العقل: لحوار ينتج رئيساً للجمهورية
  • متعهد حفلات شهير: "أصالة" ستغني في لبنان ونضال الأحمدية تبتز الفنانات
  • هل يتراجع حزب الله عن التصعيد على جبهة الجنوب؟!
  • توتر الجنوب مستمر.. قصف إسرائيلي يطالُ منطقتين
  • بعد تصدره في الانتخابات الفرنسية.. ماذا تعرف عن حزب التجمع الوطني؟
  • حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة