كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أمس السبت، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لجأ إلى تسريب مواقف سياسية حول مفاوضات وقف النار في غزة وتبادل الأسرى مع حماس، تحت ستار "شخصية وهمية".

إقرأ المزيد رغم التفاؤل المصري.. إعلام إسرائيلي: فرص التوصل لاتفاق في القاهرة ضئيلة

ونقلت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية أمس عن "مصدر سياسي" قوله إن إسرائيل لن توافق في أي حال من الأحوال على إنهاء الحرب مؤكدا أن الجيش سيدخل إلى مدينة رفح كما قرر المستوى السياسي باتفاق أو بغيره.

بدورها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن ذات "المسؤول" قوله إن فرص التوصل إلى اتفاق ضئيلة.

وتزامنت هذه التسريبات مع جو من الإيجابية تحدثت عنه وسائل الإعلام المصرية، التي أشارت إلى تقدم في المفاوضات التي تجري في القاهرة بوساطة مصرية - قطرية - أمريكية.

كما جاءت على خلفية ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية حول تعهد واشنطن لحماس بأن يكون تنازلها عن بعض مطالبها من أجل التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى، بداية لوقف إطلاق نار شامل ينهي الحرب.  

لكن مراسل القناة 12 الإسرائيلية، يارون أبراهام، فضح نتنياهو في رسالة مباشرة له عبر التلفزيون، كاشفا أن مكتبه السياسي هو من يسرب الأخبار، وأنه هو بنفسه يتستر تحت اسم "المسؤول الكبير" لتمرير مواقف إلى الإعلام. 

وقال أبراهام، إن "المسؤول السياسي الذي نشر التسريبات بشأن المفاوضات مع حماس هو رئيس الوزراء نتنياهو"، مضيفا "أرفض المشاركة في لعبة مكتب رئيس الوزراء هذا. المسؤول السياسي هو نتنياهو".

ירון אברהם על ההודעות החריגות של "הגורם המדיני" במהלך השבת: "אני מסרב לשתף פעולה עם המשחק הזה, הגורם המדיני הוא ראש הממשלה נתניהו"@yaronavrahampic.twitter.com/qcVwXlCFd6

— החדשות - N12 (@N12News) May 4, 2024

من جهتها، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن "تصريح نتنياهو تحت غطاء مسؤول مجهول لا يمثل وجهة نظر المجلس الوزاري، وإن المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه وهدد بدخول رفح، حتى في حال التوصل لاتفاق هو نتنياهو".

ولفتت إلى أن النهج الذي انتهجه نتنياهو يشير إلى رغبته في عدم إظهار أنه معرقل لمفاوضات التهدئة أمام واشنطن والحفاظ في الوقت نفسه على تماسك حكومته.

وهاجم بعض أهالي المختطفين نتنياهو، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، واتهموه بمحاولة إفشال صفقة تبادل الأسرى، معتبرين أنه يفضل سموتريتش وبن غفير على إعادة أبنائهم. 

بدوره، هاجم الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، التسريب، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تتلق أي رد رسمي على الخطوط العريضة للاتفاق بعد، واصفا لجوء نتنياهو لتسريب مواقف تحت غطاء شخصية مجهولة بأنه "هستيريا".

المصدر: RT+ إعلام إسرائيلي

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو بيني غانتس حركة حماس صفقة تبادل الأسرى طوفان الأقصى وسائل الاعلام

إقرأ أيضاً:

الإعلام الأمريكي يستعد لمواجهة ترامب "المرعب"

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، سيتوجّب على الإعلام الأمريكي التعامل مجدّداً مع رئيس خارج عن الأنماط المتعارف عليها، ومثير للانقسام ساهم في توسيع جمهور الوسائل الإخبارية، لكن أيضاً بحسب خبراء، في تنامي التهديدات المحدقة بحرّية الإعلام، في سياق اقتصادي يشتدّ صعوبة.

واعتبر آدم بينينبرغ، الأستاذ المحاضر في الصحافة في جامعة نيويورك، أن "المسألة لا تقضي بمعرفة إن كان ترامب سيهاجم الإعلام، فهو سيقوم بذلك، بل بالأحرى إن كانت الوسائل الإعلامية ستصمد في وجه هذه الهجمات". وشدّد على "جسامة هذا الرهان، إذ عندما تترنّح الصحافة، تدفع الديمقراطية الثمن".

"The Art of the Image: Trump as His Own Executive Producer" by Shane Goldmacher via NYT New York Times https://t.co/AlBa13zUdR

— Rimond Poon (@Addbirdpoon) January 18, 2025

ودعت صحيفة "نيويورك تايمز"، التي نشرت وابلاً من الأخبار الحصرية عن البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى، أمس الجمعة، في افتتاحية إلى "التصدّي لتكتيكات التخويف، التي يعتمدها دونالد ترامب".

وتوقّع آدم بينينبرغ "ملاحقات قضائية ومضايقات وحملات تشهير، في حقّ غرف التحرير" أكثر شدّة مما كانت عليه الحال في الولاية الأولى، مشيراً إلى ضرورة أن تعزّز المجموعات الإعلامية "فرقها القانونية وميزانياتها، لمواجهة إجراءات تكميمية"، فضلاً عن أمنها السيبراني.

رقابة ذاتية

ولم ينتظر ترامب البداية الرسمية لولايته الجديدة كي يخوض هذه المعركة. ففي منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أطلق ملاحقات قضائية في حقّ الصحيفة المحلية في آيوا "دي موين ريجستر"، ومجموعة محلية لاستطلاع الآراء، إثر نشر استطلاع يشير إلى فوز كامالا هاريس في الولاية، التي كانت من نصيب ترامب في نهاية المطاف.

وقبل أيّام، وافقت قناة "إيه بي سي" على دفع 15 مليون دولار، لإنهاء ملاحقات ضدّها، على خلفية التشهير بالرئيس المنتخب.

وبحسب "وول ستريت جورنال" التي كشفت عن الأمر، أمس الجمعة، تدرس "سي بي إس" أيضاً احتمال التفاوض على اتفاق لوضع حدّ لملاحقات قضائية، أطلقها دونالد ترامب متّهماً إياها بمحاباة كامالا هاريس في أحد برامجها الرئيسية.

This is the #GoodTimes.
An Illustrated Guide to Trump’s Conflict of Interest Risks https://t.co/VcFhWx7z8v

— Jeff (Gutenberg Parenthesis) Jarvis (@jeffjarvis) January 17, 2025

وسبق للجنة التحرير في "نيويورك تايمز"، أن أشارت إلى أنه "بالنسبة إلى خدمات إعلامية أصغر وأقلّ استدامة مالياً، قد تكون كلفة الدفاع في حال تقدّم ترامب وحلفاؤه بدعوى وحدها كافية للتشجيع على الرقابة الذاتية".

وقبل حتّى تنصيب الملياردير الجمهوري رئيساً، كثّفت شخصيات أمريكية كبيرة مؤثّرة في المشهد الإعلامي المبادرات تجاهه، ولعلّ أبرزها كان إعلان مارك زوكربيرغ رئيس "ميتا" التي تضمّ "فيس بوك" و"انستغرام"، التخلّي عن برنامج تقصّي الحقائق في الولايات المتحدة، ما يشكّل انتكاسة كبيرة لجهود احتواء التضليل الإعلامي.

ورأى مارك فيلدستين، الأستاذ المحاضر في الصحافة في جامعة ماريلاند، أن "قيام مدراء وسائل إعلام تقليدية وشركات تكنولوجية كبيرة، بخطب ودّ إدارة ترامب المقبلة من خلال التحبّب إليها مصدر قلق كبير".

عملة ذات وجهين 

وليست العلاقات المشحونة بين رئيس والإعلام بالجديدة في المشهد الأمريكي، بحسب ما أكّد آدم بينينبرغ. وهو ضرب مثل ريتشارد نيكسون (1969-1974) الذي "بلغت به البارانويا حدّاً" جعله "يجيِّش كلّ الماكينة الحكومية ضدّ الصحافيين".

وفي ظلّ احتدام المنافسة مع شبكات التواصل الاجتماعي وانتشار المعلومات المضلّلة، تعاني وسائل الإعلام من تراجع عائداتها الإعلانية وثقة الجمهور على السواء.

وتمرّ "واشنطن بوست" المملوكة لمؤسس "أمازون" جيف بيزوس، والتي نشرت الكثير من الأخبار الحصرية عن سيّد البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى، بمرحلة حرجة بعد مغادرة عدّة أسماء فيها، إثر رفض الإدارة الدعوة في الصحيفة إلى انتخاب كامالا هاريس خلال الحملة الانتخابية.

ومنذ دخوله معترك السياسة وخصوصاً خلال حملته الأولى وولايته الأولى في البيت الأبيض، ساهم ترامب الذي فجّر الفضائح والجدالات في زيادة عدد متابعي بعض وسائل الإعلام والمشتركين فيها. لكنها عملة ذات وجهين، "عندما تُركز وسائل الإعلام على إثارة مشاعر الغضب والرفض، فإن هذا قد يسهم في نشر معلومات مضللة"، بحسب بينينبرغ.

وصرّح الأستاذ الجامعي أن "فترة ترامب الثانية ستختبر ليس فقط قدرة وسائل الإعلام التقليدية على التحمل أو التعامل مع الظروف الصعبة، ولكن أيضاً مدى جدواها".

مقالات مشابهة

  • عاجل | نتنياهو: نوضح للعالم بأسره أنه حين يلتحم الشعب الإسرائيلي فلا قوة تكسره
  • خبير بالشأن الإسرائيلي: نتنياهو يهدف لتضييق فرحة الفلسطينيين بقرار وقف إطلاق النار
  • هل تبدأ حرب جديدة بين ترامب ووسائل الإعلام؟
  • خبراء .. حرية الإعلام الأمريكي مهددة عهد ترامب
  • الإعلام الأمريكي يستعد لمواجهة ترامب "المرعب"
  • لبنان تقبض على جاسوس لصالح إسرائيل
  • إعلام إسرائيلي: الجيش يخطط لإقامة 14 موقعا عسكريا جديدا على امتداد الحدود مع غزة
  • الإعلام الغربي ينقلب على نتنياهو: يستعد لرفض صفقة السلام
  • الشيكل الإسرائيلي يتعافى بعد اتفاق وقف الحرب في غزة
  • بعد اتفاق وقف النار.. تحالف نتنياهو ومشروعه الى التصدع والانهيار