أخبار الاقتصاد والأعمال متى يحين "الوقت المناسب" للتوقف عن رفع أسعار الفائدة؟
تاريخ النشر: 31st, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الصحافة العربية عن متى يحين الوقت المناسب للتوقف عن رفع أسعار الفائدة؟، وبينما تتطلع البنوك المركزية لإنهاء تلك السياسة الرفع الحاد لأسعار الفائدة مدعومة بما أظهرته ضغوط الأسعار أخيراً من علامات على التراجع وتباطؤ .،بحسب ما نشر سكاي نيوز، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات متى يحين "الوقت المناسب" للتوقف عن رفع أسعار الفائدة؟، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
وبينما تتطلع البنوك المركزية لإنهاء تلك السياسة (الرفع الحاد لأسعار الفائدة) مدعومة بما أظهرته ضغوط الأسعار أخيراً من علامات على التراجع وتباطؤ وتيرة التضخم، إلا أن "القرارات القادمة المنتظرة سوف تكون على حافة السكين" وفق وصف تقرير نشرته رويترز، في إِشارة إلى ما تتطلبه تلك القرارات من حذر.
يأتي ذلك على اعتبار أن التوقف في وقت مبكر جداً قد يتسبب في تخفيف الظروف المالية بسرعة كبيرة، الأمر الذي يؤدي إلى إعادة إشعال الضغوط التضخمية، بينما قد يؤدي التوقف المتأخر إلى حدوث أزمة ائتمانية وحالة ركود".
وبينما لا تزال معدلات التضخم مرتفعة في جميع أنحاء العالم، إلا أن بعض الاقتصادات الكبرى تشهد تباطؤاً بوتيرة أسرع بما يفوق التوقعات، ما خفف الضغوط عن البنوك المركزية بتلك الاقتصادات.
ورغم هذه المعطيات الإيجابية، رفعت الاقتصادات المتقدمة معدلات الفائدة في اجتماعاتها الأخيرة أو أبقت عليها كما هي، على النحو التالي:
الولايات المتحدة: رفع الفيدرالي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، إلى نطاق 5.25 بالمئة و 5.50 بالمئة (الزيادة الـ 11 في آخر 12 اجتماعاً). بينما ترك رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الباب مفتوحاً لمزيد من الارتفاعات.
منطقة اليورو: رفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة 25 نقطة أساس إلى 3.75 بالمئة (أعلى مستوى منذ مطلع الألفية).
نيوزيلندا: أبقى البنك الاحتياطي النيوزيلندي أسعار الفائدة كما هي، بعد أن رفعها في مايو إلى أعلى مستوى لها في 14 عاماً عند 5.5 بالمئة. وتشير التقديرات إلى أن ذلك القرار "ربما يشكل نهاية دورة التشديد النقدي المستمرة منذ 20 شهراً".
كندا: رفع بنك كندا أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى في 22 عاماً عند 5 بالمئة. وبحسب ما أظهره محضر اجتماع البنك فإن صانعي السياسة ناقشوا تأخير هذه الخطوة، لكنهم قرروا أنهم لا يستطيعون المخاطرة بانتعاش التضخم، وفيما لا يتوقع البنك تراجع التضخم إلى هدف 2 بالمئة حتى منتصف العام 2025.
أستراليا: حافظ البنك المركزي على سعر الفائدة الرئيسي عند أعلى مستوى في 11 عاماً عند 4.1 بالمئة، وذلك بعد أن خفف تباطؤ التضخم في الربع الثاني من الضغط لمزيد من الزيادات.
النرويج: رفع البنك المركزي النرويجي، في يونيو، أسعار الفائدة أكثر من المتوقع بمقدار 50 نقطة أساس إلى أعلى مستوى في 15 عاماً عند 3.75 بالمئة، وتشير التقديرات إلى رفعه مرة أخرى في أغسطس، لا سيما وأن التضخم الأساسي في النرويج سجل رقماً قياسياً بلغ 7 بالمئة في يونيو، ما يعني أن دورة التضييق لم تنته بعد.
السويد: بعد أن رفع المركزي السويدي الفائدة إلى 3.75 بالمئة في اجتماعه السابق في يونيو، من المتوقع أن يواصل تلك الوتيرة في اجتماع سبتمبر، في ضوء معدلات التضخم التي لا تزال أعلى بكثير عن هدف الـ 2 بالمئة، مسجلة 6.4 بالمئة في يونيو.
سويسرا: ترى الأسواق أن هناك فرصة بنسبة 50 بالمئة في قيام البنك الوطني السويسري برفع أسعار الفائدة مرة أخرى في سبتمبر بعد أن هدأ التضخم إلى 1.7 بالمئة في يونيو. ورفع البنك الوطني السويسري أسعار الفائدة إلى 1.75 بالمئة من -0.75 بالمئة في يونيو من العام الماضي.
اليابان: أبقى بنك اليابان معدل الفائدة المستهدف عند -0.1 بالمئة، لكنه هز الأسواق بجعل سياسته للتحكم في منحنى العائد أكثر مرونة.
بريطانيا: يجتمع بنك إنجلترا في 3 أغسطس، فيما تراجعت التوقعات برفع سعر الفائدة بشكل كبير بعد أن أظهرت أحدث البيانات أن التضخم قد انخفض أكثر من المتوقع في يونيو.
إلى أين يقود الفيدرالي الأميركي الأسواق؟
تشكل اتجاهات الفيدرالي الأميركي وسياساته عاملاً رئيسياً مُحدداً لاتجاهات عديد من البنوك المركزية الكبرى، في الوقت الذي تتأهب فيه الأسواق لانتهاء دورة تشديد السياسة النقدية بنهاية العام الجاري.
وفي هذا السياق، تحدث أكاديميون اقتصاديون في تصريحات لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" عن أبرز الاتجاهات القادمة للفيدرالي حتى نهاية العام الجاري، ويُمكن إيجاز تعليقاتهم فيما يلي:
أستاذ الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا الجنوبية، أريس بروتوباباداكيس:
- الزيادة التي أقرها الفيدرالي الأميركي أخيراً جاءت متوافقة إلى حد كبير مع غالبية التوقعات السابقة، ولذلك كان رد فعل السوق محدوداً للغاية.
-توقعات السوق منقسمة في الوقت الحالي بشأن ارتفاع آخر هذا العام، وما إن كان الفيدرالي سوف يوقف وتيرة رفع الفائدة أم يواصل الرفع مرة أخرى بـ 25 نقطة أساس جديدة.
"في تصوري الشخصي، فإنه سيكون هناك رفع آخر قبل نهاية العام الجاري للفائدة.. لا أعتقد بأن التضخم سوف يزول بهذه السرعة (وصولاً إلى المعدل المستهدف عند 2 بالمئة)".
أما الأستاذ الزائر بجامعة فلوريدا الأميركية، جاي ريتر، فيقول لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أيضاً:
- الزيادة المحتملة في تصور عدد من المحللين الاقتصاديين "تعتمد بالأساس على ما سوف يحدث بخصوص معدلات التضخم".
- "رفع الفائدة 25 نقطة أساس كان أمراً متوقعاً، حتى أن أسواق الأسهم والسندات لم تتحرك نتيجة القرار، وبالتالي أرى أن مزيداً من التغييرات هذا العام سوف تعتمد على ما معدلات التضخم؛ فإذا ظل التضخم متواضعاً (يتباطأ على النحو الحالي)، فمن غير المرجح حدوث زيادات جديدة في المستقبل".
وبدوره، يلفت أستاذ الاقتصاد بكلية ويليامز، كينيث كوتنر، في إفادته لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إلى أن:
- الزيادة الأخيرة لم تخالف التوقعات، حتى بعد الإعلان عن معدل التضخم المعتدل لمؤشر أسعار المستهلك.
- أنا شخصياً اعتقدت أن هناك فرصة لأن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتأجيل رفع سعر الفائدة، ولكن بالنظر إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد أبلغ بوضوح أنه سيكون هناك زيادة بمقدار 25 نقطة أساس ، فإن هذه الخطوة كانت متسقة مع ما كان يقوله.
- أعتقد أن باول كان واضحاً تماماً .. سيراقب بنك الاحتياطي الفيدرالي البيانات الواردة عن كثب، وليس هناك شك في أنه مستعد لرفع أسعار الفائدة أكثر إذا لزم الأمر. ولكن إذا كان إصدار التضخم في مؤشر أسعار المستهلكين الشهر المقبل معتدلاً مثل الإصدار الأخير ، فأعتقد بأنهما سيتوقفان مؤقتاً في الاجتماع القادم.
البيانات الاقتصادية تضغط على منطقة اليورو
أما فيما يخص "منطقة اليورو"، فإن البنك المركزي الأوروبي "يمر حاليا بأصعب الاختبارات التي تمر بها البنوك المركزية وذلك بسبب التضخم المرتفع من جهة و الأرقام الاقتصادية"، بحسب المستشار الاستراتيجي للأسواق في OneRoyal سام حيدر، في تصريحات له نهاية الأسبوع لـ "سكاي نيوز عربية".
بينما ذكرت المدير المؤسس لبرنامج الدراسات الأوروبية بجامعة فيكتوريا، آمي فيردون، في تعليق سابق لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أنه "من غير الواضح اليوم ما إذا كان ذلك يعني أن المركزي في سبتمبر بحاجة إلى زيادة أسعار الفائدة أكثر أو التوقف مؤقتاً.. لا يزال سبتمبر بعيداً (..) إذا كان هناك خطر من استمرار التضخم لفترة أطول، وإذا لم يكن من المتوقع حدوث التضخم بما يكفي، سيظل البنك المركزي الأوروبي بحاجة إلى رفع أسعار الفائدة أكثر"، وفي سياق البيانات السلبية التي تسجلها القارة، بما في ذلك تقلص النشاط الاقتصادي (بأسرع معدل في ثمانية أشهر في يوليو).
- البنك المركزي الأوروبي، قال في بيانه إن التضخم يستمر في الانخفاض، ولكن لا زالت التوقعات تشير إلى أنه سيظل مرتفعاً للغاية لفترة طويلة جداً.
- أكد المجلس الحاكم للبنك عزمه على "ضمان عودة التضخم إلى هدفه المتوسط الأجل البالغ 2 بالمئة في الوقت المناسب"، وأنه لن يخفض بأي حال من الأحوال معدلاته في الاجتماعات المقبلة.
- رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، قالت في مؤتمر صحافي في فرانكفورت "سنكون في غاية الانفتاح في ما يتعلق بالقرارات التي ستتخذ في سبتمبر وفي الاجتماعات التالية" والتي ستعتمد على البيانات الاقتصادية المتاحة.
- أوضحت لاغارد "ننتقل إلى مرحلة نعتمد فيها على البيانات الاقتصادية" التي سيتقرر في ضوئها "ما إذا كنا نرفع (المعدلات) أو إذا سنتوقف عن ذلك".
بنك إنجلترا
على الجانب الآخر، ورغم جملة الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد البريطاني، فقد أعطت بيانات التضخم الأخيرة ارتياحاً لصانعي السياسة النقدية بالبلاد، بعد أن تراجع (بما يفوق التوقعات) إلى 9.7 بالمئة في يونيو، وهو أدنى مستوى منذ 14 شهراً، الأمر الذي من شأنه تخفيف الضغط على بنك إنجلترا لمواصلة رفع معدلات الفائدة بشكل حاد.
المحلل الاقتصادي في صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أنور القاسم، يقول لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" تعليقاً على تلك المعدلات: "هذه أخبار طيبة لرئيس الوزراء البريطاني الذي وعد بأن يخفض التضخم إلى الحد الأدنى عند 2 بالمئة، وهذا شبه مستحيل إن لم يكن مستحيلاً؛ فمن الواضح أن سياسة رئيس الوزراء تعاني نتيجة عديد من العوامل التي تعاني منها بريطانيا كباقي دول العالم، لكن بريطانيا تعاني بشكل أكبر إذا علمنا أن البريكست كان له أثر تدميري على الاقتصاد".
ويشير بشكل خاص إلى "الارتفاع الكبير في الأسعار الذي ضرب بريطانيا"، موضحاً أن كل العالم قد تضرر من الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة وسلاسل الغذاء، لكن بريطانيا بالتحديد كانت الأكثر تضرراً مع ارتفاع أسعار الغذاء إلى ثلاثة أضعاف أسعارها قبل عامين، وفيما انخفضت نسبياً أسعار الطاقة إلا أن الدولة دفعت مئات المليارات لتخفيف وطأة الغلاء على المواطنين.
وبالتالي فإن "بيانات التضخم الأخيرة وإن كانت أخباراً جيدة، إلا أنها لن تحل مشكلة الاقتصاد، لا سيما أيضاً وإذا أخذنا في الاعتبار الزيادة التي وعد بها رئيس الوزراء الموظفين من 6 إلى 7 بالمئة وهي زيادة غير كافية، قد تسد رمق بعض الموظفين لكنها لن تحل مشكلة الاقتصاد والموظفين، في وقت تشهد فيه البلاد أكبر أزمة إضرابات (..) المشكلة الأساسية لن تحل إذا أخذنا في الاعتبار أن معظم الوظائف خسرت بحدود ما بين 25 إلى 35 بالمئة من قيمة الأجور وهذا يعني أن زيادة الرواتب 6 أو حتى 15 بالمئة سيكون أقل بكثير".
وتبعاً لذلك يتوقع القاسم مواصلة أسعار الفائدة الاتفاع لكن بوتيرة أقل مما كانت عليه، قد ترتفع ربع نقطة أو نصف نقطة كحد أقصى وستواصل الارتفاع حتى نهاية العام "وسنرى مع مواصلة انخفاض التضخم في بداية العام المقبل إذا صارت الأمور على ما هي عليه، ولكن لن يصل إلى الحلم الذي يطمح إليه رئيس الحكومة"، مشيراً إلى أن أسعار الفائدة ارتفعت 13 مرة بينما الأسعار لا تزال في ارتفاع، وبالتالي شكلت قرارات رفع الفائدة جرعة مخففة من دعم الاقتصاد لكنها غير كافية، في ضوء عوامل أخرى تؤثر على الوضع الاقتصادي والتضخم بالتحديد.
بنك اليابان.. إشارات لإمكانية رفع الفائدة
أما فيما يخص بنك اليابان، فقد خفف قبضته بشكل مفاجئ على عوائد السندات بعد سماحه للعائد بالتحرك فوق مستويات النصف نقطة مئوية، في أول إشارة منه بأن احتمالية رفع الفائدة أصبحت ممكنة في الاجتماعات القادمة في ظل الارتفاعات الحالية للتضخم والتي لامست أعلى مستوياتها في عقود.
وفي الاجتماع الذي استمر يومين وانتهى الجمعة، ثبت بنك اليابان المركزي معدل الفائدة قصير المدى عند -0.1 بالمئة، بما يتفق مع التوقعات، وعائد السندات الحكومية لمدة 10 سنوات عند 0 بالمئة.
كما حافظ على التوجيه الذي يسمح لعائد 10 سنوات بالتحرك بنسبة 0.5 بالمئة صعودًا وهبوطًا حول هدف 0 بالمئة، وشدد على أن هذا المستوى سيكون "مرجع" وليس "حدًا صارما".
وفي هذا السياق، كان كبير استراتيجي الأسواق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في BDSwiss مازن سلهب، قد ذكر لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن "بنك اليابان لن يقدم على رفع الفائدة إلا في حالة ارتفاع التضخم.. ارتفاع معدلات التضخم سيكون نقطة تحول في سياسة بنك اليابان". وأوضح أن "الارتفاع الحالي في أسعار الطاقة يجعل من تراجع التضخم في اليابان تحدياً كبيراً، وكذلك فيما يخص الغذاء، لا سيما وأن التضخم في اليابان يعتمد بشكل أساسي على ارتفاع أسعار الطاقة، خاصة أن طوكيو ثاني أكبر مستورد بعد الصين.
52.39.193.4
اقرأ على الموقع الرسمي
وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل متى يحين "الوقت المناسب" للتوقف عن رفع أسعار الفائدة؟ وتم نقلها من سكاي نيوز نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
علما ان فريق التحرير في صحافة العرب بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: ايجي بست موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
عاجل - البنك المركزي يصدر بيانا مهما بشأن أسعار الفائدة.. ماذا قال؟
قررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركزي المصري في اجتماعهـا يـوم الخميس الموافـق 26 ديسمبر 2024 الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 27.25% و28.25% و27.75%، على الترتيب. كما قررت الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند 27.75%. كما تقرر خلال الاجتماع تمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة إلى الربع الرابع من عام 2026 والربع الرابع من عام 2028 عند 7% (± 2 نقطة مئوية) و5% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط على الترتيب، وذلك اتساقا مع التقدم التدريجي للبنك المركزي نحو اعتماد إطار متكامل لاستهداف التضخم.
على الصعيد العالمي، واصلت البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة والناشئة خفض أسعار العائد تدريجيا في ضوء استمرار تراجع معدلات التضخم، مع الإبقاء على سياسات التشديد النقدي، إذ إن معدلات التضخم المحققة لا تزال تتجاوز المستويات المستهدفة. ويتسم معدل النمو الاقتصادي باستقراره إلى حد كبير وتشير التوقعات إلى أنه سوف يستمر عند مستوياته الحالية، وإن كان لا يزال أقل من مستويات ما قبل جائحة كورونا. ومع ذلك، تظل توقعات النمو عُرضة لبعض المخاطر ومنها التأثير السلبي للتشديد النقدي على النشاط الاقتصادي، والتوترات الجيوسياسية، واحتمالية عودة السياسات التجارية الحمائية. وبالنسبة للأسعار العالمية للسلع الأساسية، فقد شهدت تقلبات طفيفة في الآونة الأخيرة، وتشير التوقعات بانخفاض محتمل في أسعارها، وخاصة منتجات الطاقة. ومع ذلك، لا تزال المخاطر الصعودية تحيط بمسار التضخم، بما في ذلك اضطرابات التجارة العالمية والتأثير السلبي لأحوال الطقس على الإنتاج الزراعي.
وعلى الجانب المحلي، تفيد المؤشرات الأولية للربعين الثالث والرابع من عام 2024 باستمرارية تعافي النشاط الاقتصادي، مع تسارع وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي مقارنة بالربع الثاني من عام 2024. ومع ذلك، يظل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي أقل من طاقته القصوى، مما يدعم الانخفاض المتوقع في التضخم خلال عام 2025، ومن المتوقع أن يحقق طاقته القصوى بنهاية السنة المالية 2025/2026. وفيما يتعلق بالأجور، لا تزال الضغوط التضخمية الناجمة عنها محدودة في ظل ضعف معدل النمو الحقيقي للأجور.
وعلى الرغم من أن المعدل السنوي للتضخم العام شهد استقرارا خلال الثلاثة أشهر الماضية، فقد تراجع في نوفمبر 2024 إلى 25.5٪ نتيجة انخفاض أسعار المواد الغذائية، إذ سجلت أسعار المواد الغذائية الأساسية والخضروات الطازجة أدنى معدل تضخم سنوي لها فيما يقرب من عامين عند 24.6٪ خلال نوفمبر 2024. بينما ارتفعت الأسعار المحددة إداريا للسلع غير الغذائية، بما في ذلك منتجات الوقود والنقل البري ومنتجات التبغ، بما يتسق مع إستراتيجية زيادة الإيرادات الرامية إلى الحد من العجز المالي. وعليه، انخفض المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 23.7٪ في نوفمبر 2024 مقابل 24.4٪ في أكتوبر 2024. وتشير هذه النتائج، جنبا إلى جنب مع تحسن توقعات التضخم وعودة معدلات التضخم الشهرية إلى نمطها المعتاد، إلى أن التضخم سوف يواصل مساره النزولي.
وبعد عامين من الارتفاع الحاد في معدلات التضخم عالميا، بدأ التضخم في الاقتصادات المتقدمة والناشئة في التراجع، وإن كان لا يزال أعلى من معدلاته المستهدفة. وبالمثل، بدأ معدل التضخم العام في مصر في التراجع خلال الآونة الأخيرة، ومن المتوقع أن يسجل نحو 26% في الربع الرابع من عام 2024 في المتوسط، متخطيا بذلك المعدل المستهدف للبنك المركزي البالغ 7% (± 2 نقطة مئوية). ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية المحلية والعالمية خلال الفترة 2022-2024، من أهمها: (1) تراكم الاختلالات الخارجية نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية للمواد الغذائية خلال عام 2021، والتضخم المستورد، وتخارج استثمارات حافظة الأوراق المالية عقب اندلاع الصراع الروسي الأوكراني، (2) وصدمات العرض المحلية وعدم ترسيخ توقعات التضخم، وأخيرا (3) إجراءات ضبط أوضاع المالية العامة بهدف التشديد المالي ووضع الدين على مسار نزولي. وقد أدت هذه التطورات مع تحركات سعر الصرف إلى تخطي التضخم معدله المستهدف، إذ بلغ المعدل السنوي للتضخم العام ذروته عند 38.0% في سبتمبر 2023 قبل انخفاضه إلى 25.5% في نوفمبر 2024.
وبدءا من مارس 2024، اتخذ البنك المركزي المصري عددا من الإجراءات التصحيحية بهدف استعادة استقرار الاقتصاد الكلي، مما أدى إلى احتواء الضغوط التضخمية وخفض التضخم العام. ومن أبرز هذه الإجراءات السياسة النقدية التقييدية التي اتبعها البنك المركزي، وتوحيد سوق الصرف الأجنبي مما ساعد على ترسيخ توقعات التضخم، وجذب المزيد من تدفقات النقد الأجنبي. ورغم ذلك، تتضمن المخاطر المحيطة بالتضخم احتمالات تفاقم التوترات الجيوسياسية وعودة السياسات الحمائية وزيادة تأثير إجراءات ضبط المالية العامة. وتشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءا من الربع الأول من عام 2025 مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026.
وبالنظر إلى توقعات التضخم وتطوراته الشهرية، ارتأت لجنة السياسة النقدية أنه من المناسب تمديد الأفق الزمني لمستهدفات التضخم إلى الربع الرابع من عام 2026 والربع الرابع من عام 2028 عند 7% (± 2 نقطة مئوية) و5% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط، على الترتيب، ومن ثم إتاحة مجال لاستيعاب صدمات الأسعار دون الحاجة للمزيد من التشديد النقدي، وبالتالي تجنب حدوث تباطؤ حاد في النشاط الاقتصادي.
وفي ضوء ما تقدم، ترى اللجنة أن الإبقاء على أسعار العائد الأساسية للبنك المركزي دون تغيير يعد ملائما حتى يتحقق انخفاض ملحوظ ومستدام في معدل التضخم، بما يؤدي إلى ترسيخ التوقعات وتحقيق معدلات التضخم المستهدفة. وسوف تتخذ اللجنة قراراتها بشأن مدة التشديد النقدي ومدى حدته على أساس كل اجتماع على حدة، مع التأكيد على أن هذه القرارات تعتمد على التوقعات والمخاطر المحيطة بها وما يستجد من بيانات. وسوف تواصل اللجنة مراقبة التطورات الاقتصادية والمالية عن كثب وتقييم آثارها المحتملة على المؤشرات الاقتصادية، ولن تتردد في استخدام كل الأدوات المتاحة للوصول بالتضخم إلى معدلاته المستهدفة من خلال الحد من الضغوط التضخمية من جانب الطلب واحتواء الآثار الثانوية لصدمات العرض.