متلازمة الحرب ووصمة الغزي تلاحقان النازحين الفلسطينيين في مصر
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
وصلت أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى جمهورية مصر العربية هربا من حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة المستمرة لليوم 212، مقدمين كل مدخراتهم ومثقلين بالديون فقط من أجل النجاة بالنفس وتوفير أبسط الحاجات الإنسانية لأطفالهم وعائلاتهم.
ووصل نحو 100 ألف فلسطيني إلى مصر من غزة منذ بدء الحرب الحالية، بحسب ما أفاد السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح لوكالة "فرانس برس".
ويحرم هؤلاء النازحون حتى الآن من تسجيل أطفالهم في المدارس، أو فتح أعمال تجارية رسمية أو حسابات مصرفية أو السفر أو الحصول على التأمين الصحي.
يقول سراج (29 عاما) إنه حتى الآن يشعر بالصدمة في كل يوم وفي كل موقف يحدث له رغم وصوله إلى مصر منذ شهر تقريبا، مضيفا "جميع من سبقوني قالوا لي إن ذلك سيحدث معي لكني لم أتوقع أن يكون ذلك بهذه القوة".
ويكشف سراج لـ "عربي21" أنه يسكن حاليا في موقع قريب من مطار جوي، ويسمع يوميا أصوات الطائرات سواء المدنية أو الحربية، وأنه في كل مرة يشعر بالتوتر والخوف اللحظي حتى يدرك أن هذا الصوت لا يشبه في معناه ما كان يسمعه دائما في غزة ومختلف الأماكن التي نزح إليها داخل القطاع.
ويذكر "كنت خارجا من أحد المقاهي بعد لقاء أحد الأصدقاء من غزة كان قد سبقني إلى مصر ضمن تحويلة طبية ومكث في المستشفى حتى الأسبوع الماضي، ومرت طائرة حربية وبصوت مرتفع، أردت الانبطاح على الأرض.. الصوت باغتني بعد فترة طويلة من نسيان صوت الطائرات الحربية".
ويضيف "نظرت إلى صديقي فوجدت نظرة معتادة على ملامحه، وليس نظرة استغراب من تصرفي الذي كان وشيكا، كلنا نعلم ما هذه الأصوات وماذا تمثل لنا، وحتى الآن وعند أي صوت مفاجئ مثل إغلاق باب بقوة أو سقوط زجاجة على الأرض نعود لنربط الأمور بالخطر الذي كان يتربص بنا ومازال يهدد أهلنا داخل القطاع".
من ناحيتنها، تقول رشا (48 عاما) إنها منذ مجيئها إلى مصر رفقة أولادها وبقاء زوجها في غزة بسبب ظروف عمله، تكافح من أجل الاعتياد على وضعها الجديد التي تكاد لا تصدقه.
وتذكر رشا لـ "عربي21" "في السابق أي مشوار أو تحرك كان صعبا ومعاناة كبيرة، من انتظار لساعات من أجل تحصيل سيارة أجرة مكتظة أو المشي على الأقدام لفترة طويلة وسط زحام الناس الشديد، كنا أيضا نتنقل بشاحنات النقل والباصات الصغيرة، حيث تركب النساء في المقاعد الأمامية في كابينة السائق، بينما يتكدس الرجال والشباب في صندوق النقل الكبير متمسكين بالقضبان الحديدية أو بعض الحبال التي يضيفها صاحب المركبة".
وتقول "في أول مرة خرجت فيها مع أولادي ضمن نزهة، طلبوا تناول الأيس كريم، مع أول لحظة تذوقته بها انفجرت بالبكاء، والله لم يهن علي أن أكون بأمان وأتناول الأيس كريم وأهلي في خطر وقلق مستمر حول التهديد باجتياح رفح".
وتبين أنها حتى الآن وفي كل خروج من المنزل تردد بسبب صعوبة المواصلات التي كانت خلال الحرب، قائلة: "بعدها أتذكر أنني لست في الحرب وأنه بإمكاني أخيرا الذهاب إلى الطبيب من أجل علاج ألم أسنان إبنها الصغير أو عمل نظارة لمعالجة الانحراف لابنتها الأخرى التي خسرت نظارتها الخاصة خلال الحرب ولم تتمكن من عمل غيرها".
وتكشف "رغم نعمة الأمان ألا أننا أيضا غير مستقرين ونفتقد لأمور أساسية حتى عودتنا إلى غزة إن شاء الله، حتى الآن مش عارفين نسجل الأولاد في مدرسة، في البداية قالوا ممكن يتم التسجيل في مدرسة خاصة سورية أو دولية، ثم قالوا أن الدراسة ستكون في العام الجديد أن هذا العام انتهى تقريبا ولا مجال لاستدراكه، حتى أنه لا يوجد موقف واضح من السفارة الفلسطينية، التي أعلنت قبل شهور عن برنامج للتعليم الإلكتروني ثم أوقفته بحسب ما قالوا لنا، ننتظر حتى العام الدراسي الجديد ونرى ما الذي سيحدث".
بدوره، يقول محمد (32 عاما) إنه يعمل حاليا على إعادة فتح مطعم للوجبات السريعة الذي تدمر في غزة، مضيفا "المطعم هو مصدر رزقي الوحيد، وبعد سفري رفقة عائلتي جرى تدمير المطعم بشكل كامل".
ويكشف محمد لـ "عربي21" إنه يعمل حاليا على إعادة فتح مشروعه بشكل مؤقت في مصر من أجل تدبير مصدر دخل، موضحا "لكن لا يمكنني إتمام ذلك باسمي وأوراقي، أنا مضطر لعمل كل المعاملات الرسمية باسم أحد المواطنين المصريين إذا كنت أريد فتح المحل في مكان معروف مثل أحد المولات".
ويبين "طبعا هناك أمور صعبة ومعوقات كثيرة مثل عدم إمكانية فتح حساب بنكي في مصر، البنك الوحيد الذي واقف على ذلك، وهو بنك خليجي، طلب مني ورقة تفيد عملي في شركة ما، وأنا لست كذلك".
بدوره، يقول عمر (28 عاما) إنه بعدما وصل إلى مصر كان مضطرا للسفر إلى السعودية ضمن زيارة عمل كان مخطط لها من قبل الحرب لحضور مؤتمر ضمن المجال الذي يعمل به لتمثيل شركته العالمية.
ويكشف عمر لـ "عربي21" أن الأمر قد يبدو بسيطا ويمكن حله بحجز التذكرة والتوجه إلى المطار وتنتهي الأمور، موضحا "لكن هذا لا يحدث مع الفلسطيني، وخاصة القادم من غزة، لأني عرفت أنه حال مغادرتي مصر قد لا أتمكن من العودة إليها، لذلك يوجد ما يسمى تنسيق المطار".
ويشرح عمر "تنسيق المطار هو نفس تنسيق شركة هلا، أي دفع أموال من أجل المرور عبر وسيط لتنسيق السفر أو المرور مع جهة أمنية ما، الفارق أن ثمنه هذه المرة 300 دولار فقط وليس 5000 مثل الخروج من غزة تجاه مصر".
ويضيف "حتى تنسيق المطار مش جديد علينا، وكنا نضطر لعمله إذا أدرنا دخول مصر وليس زيارة دولة أخرى مثل تركيا، وذلك من أجل تفادي ما يسمى "الترحيل" المهين والطويل الذي يستهدف الشباب والرجال".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر غزة مصر غزة الاحتلال حقوق الحرب على غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حتى الآن إلى مصر من أجل من غزة
إقرأ أيضاً:
حوارية نقدية لرواية ” قطة فوق صفيح ساخن “
#سواليف – محمد الاصغر محاسنه / عمان .
بتنظيم من #منتدى_العشيات ومنتدى الفريق الإبداعي اقيم مساء في مقر منتدى الفريق الإبداعي #جلسة_نقدية حوارية عنوانها متلازمة الموت في رواية “قطة على صفيح ساخن ” للكاتب مراد سارة . الحوارية التي ادارها الأديب جروان المعاني ، وبمشاركة الناقدة جمانة الرمحي التي تحدثت عن الموت والمخيم متلازمة اللجوء ،سردية أنتجها القاص في اللاوعي فظهرت في ثنايا الحكاية .
مراد وهرهورة بطلا الرواية يصفان نزاع الروح بين الحياة والموت تحت صفيح الزينكو في مخيم شنلر
حكاية الموت بدأت ولم تنته بعد . وفي نهاية الحوارية شكر الكاتب المشاركين والحضور وقرأ من روايته التي نالت إعجاب الحضور . الأمسية التي حضرها جمع من المهتمين بالشان الثقافي.