نفس التاريخ القال ليك الحروب في السودان ما بتنتهي عسكريا الا باتفاق، برضو بقول لينا مافي حزب سياسي في السودان تم اقصاءه أو اقتلاعه من جذوره و منعه من ممارسة السياسة غادر المشهد و انزوى، إنما حاك الدسائس إلى أن أسقط النظام الذي أقصاه.
شفنا الكيزان والانصار في الستينات حلوا الحزب الشيوعي و منعوه من المشاركة في الانتخابات و مارسوا معاهو نفس خطاب الكراهية الذي يمارس ضد الكيزان منذ سقوط الإنقاذ .
مايو كانت من اليسار ممثل في الشيوعي و البعث و القوميين العرب و الناصريين ، قاموا بإقصاء اليمين (الأنصار و الكيزان) ، و بثوا ضدهم نفس خطاب الكراهية الصادر اليوم ضد الكيزان، و كان يصفهم بالرجعية و التخلف، لم يكتفي بالاقصاء بل حاربهم وضربهم بالطيران في الجزيرة أبا في بداية السبعينات ..
اختلف اليسار فيما بينهم في انقلاب فاشل راح ضحيته عشرات القيادات العسكرية و المدنية في مجزرة بيت الضيافة
لم يستسلم اليمين فحاول الانقلاب على سلطة مايو عبر غزو الخرطوم من ليبيا . فقام نميري بالاتفاق معاهم و قاسمهم السلطة …
انقلب النميري على الكيزان فحبس قياداتهم و هدد بتصفيتهم حال عودته من امريكا . الكيزان حركوا الشارع مع بقية التنظيمات السياسية فأطاحوا بنميري و لم يعود للسودان الا بعد اكتر من عشرة سنوات …
الاحزاب اقصت الكيزان وتضامنت لاسقاط الترابي في دائرة الصحافة ، بعدها تحرك اليسار للانقلاب على السلطة لكن الكيزان سبقوهم بانقلاب الإنقاذ ، حاول اليسار الانقلاب على الكيزان بعد سنة واحدة ، لكن الانقلاب فشل و تم اعدامهم في ٢٨ رمضان .
اختلف الكيزان فيما بينهم وطني و شعبي ، فأشعلوا حرب دارفور مات فيها آلاف المواطنين .
تم إسقاط الكيزان و استلم اليسار السلطة بواسطة قحت ، لم يتعلموا شيئا و لم ينسوا شيئا ، فساسيونا كالبوربون، يكررون نفس الفشل ، تم اقصاء الكيزان و بث خطاب كراهية مبالغ فيه ، يشبه تمام خطاب الكيزان في الشيوعي في الستينات .
قحت حاربت الكيزان و أدخلت قياداته السجون و صادروا أمواله و فصلوا أعضاءه من الوظائف المختلفة .
الكيزان لم ينتظروا طويلا حتى يتم قطع رقابهم ، فاستخدموا الجيش و انقلبوا على قحت …
كذلك قحت لم تنتظر أن يتمكن الكيزان من السلطة، فجاءت بالاتفاق الاطاري و اتفقت مع حميدتي على حمايته، فالإتفاق الاطاري كان سينهي الكيزان إلى الأبد (لكن كما قلنا و تسآلنا مرارا هل نجح اي اقصاء في مواجهة اي حزب !) . الإجابة معروفة سلفا هي (لا) كبيرة …
لم ينتظر الكيزان الاتفاق الاطاري ليقص رقابهم ، فضغطوا على البرهان للتراجع عن الاتفاق ، ضغطت قحت على حميدتي ليفرض الاتفاق . و ضغط الكيزان على البرهان ليرفض .
البرهان و حميدتي كانا بمثابة الثقاب و الوقود ، فإشتعلت البلاد ، و الان تتدمر …
قحت و الدعم يلومون البرهان و الكيزان . الكيزان و البرهان يتهمون قحت و حميدتي . و المواطن يصرخ بينهم و من تحت ارجلهم …
قحت وقعت اتفاقا مع حميدتي لإيقاف الحرب ، لاحظ انها أو اتباعها كانوا يصفونه بأسوأ ما انتجه الكيزان ، و حميدتي و جنوده ينادون بقتل الكيزان و يبررون في هذه المرحلة بأن حربهم ضد الكيزان و يسألون عنهم في القرى و المدن لاغتيالهم و سحقهم …
الكيزان ينادون بسحق الدعامة و منع عودة قحت و وصفوهم بالعملاء .. (نفس الخطاب) .
قحت تقول: ان التاريخ يوضح لنا بأنه لم تنتهي اي حرب بإنتصار ساحق للجيش ، إنما انتهت كل الحروب في السودان باتفاق . و يجب ان يجلس البرهان و حميدتي لإنهاء هذا الصراع فورا ، واعادة السلطة إلى (المدنيين) ما عدا الكيزان (الذين اشعلوا الحرب و يديرونها، حسب ما يقولون) .
طالما جلست قحت و اتفقت مع حميدتي (أسوأ منتجات الكيزان) لإيقاف الحرب الدائرة الان ، لماذا لا تجلس قحت مع الكيزان ( الذين اشعلوا الحرب و يتحكمون في الجيش ويديرون هذه الحرب ، حسب ما يقولونه) .
لماذا لا تقول لنا قحت أن نفس التاريخ الذي لا يذكر حربا انتهت في السودان بإنتصار طرف على آخر ، نفس التاريخ يوضح لنا انه لم يتم اقصاء حزب سياسي من المشاركة السياسية الا وقد انقلب على السلطة أو أشعل البلاد .
التاريخ واحد و كلنا شهود عليه …
اذن بدلا عن فعاليات الميديا التي تنادي بتفويض الجيش، و الأخرى التي تنادي بإيقاف الحرب ، يفترض ان يتفق الجميع على جلوس كل القوى السياسية للاتفاق على كيفية إنهاء هذه الحرب .
البرهان و حميدتي ليس بإمكانهما إيقاف هذه الحرب لأنها حرب سياسية في المقام الأول و ما هؤلاء الا أدوات لها .
من بيدهم ايقافها هم فقط من يمثلون قحت و الحركة الإسلامية.
جلوس حمدوك و علي كرتي سيوقف هذه الحرب خلال ٢٤ساعة .
غير ذلك ستستمر حتى تنهار كل البلاد و نعض على بنان الندم …
ما جعلك تجلس مع حميدتي(أسوأ منتجات الكيزان) لإنهاء الحرب لا يمنعك من الجلوس مع على كرتي لذات الهدف ، بل مع الشيطان ذات نفسه إن كنت صادقا في رغبتك لإيقاف الحرب، إن كنت صادقا في مقالك و وسمك #لا_للحرب
سالم الأمين بشير
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی السودان مع حمیدتی هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
حميدتي وبحربه على الشعب السوداني قرض ولاد أهلو جت عليهم؛ بحيث لم يتبق سوى (..)
حميدتي وبحربه على الشعب السوداني قرض ولاد أهلو جت عليهم؛ بحيث لم يتبق سوى والده وعمه وعبد الرحيم والقوني وعياله من صلبه وعيالهم المتمرغين في الدعة!
حسين مللاسي
تعليق من حسن مختار
بالجد في أسر من حواضن الدعم السريع فقدوا عدد كبير من رجالهم كمثال أسرة العمدة شنيبات مات هو اول أسابيع الحرب في مواجهة مع المساليت ومات اخوه بأم درمان ومات ثلاثة من أبنائه في جبهات متفرقة بين المدرعات وبحري وآخرهم سيف بتاع الالغام في الفاشر والابن الرابع مفقود ولعله مات محروقا بغارة طيران.. بإختصار دا مثال لأسرة واحدة فقدت جل رجالها وهذا غير المصابين.. هل دفع هؤلاء الناس حياتهم وقطعوا نسلهم من أجل الديمقراطية القحطية؟ ام من أجل زوال دولة ستة وخمسين التي اسسها الناظر دبكة؟ ام من اجل ان تستمتع نساؤهم بالمسروقات من ممتلكات سكان الخرطوم والجزيرة؟؟ وهل سيستطعن المحافظة على تلك الأموال؟ غايتو العملوها حميدتي والعبيط عبدالرحيم ومعهم رجال الادارة الأهلية المرتشين في اهلهم سيسطرها التاريخ