وخان هو أول بريطاني مسلم يتسلم منصب عمدة لندن.

وكان خان قد عبر عن فخره بأنه مسلم، وبأصوله الباكستانية، وقال إنه "لندني، بريطاني، من أصول باكستانية، ومشجع لنادي ليفربول".

 وتعرّض المحافظون الذين يتولون السلطة منذ 14 عاما في المملكة المتحدة، لأسوأ انتكاسة لهم منذ 40 عاما في الانتخابات التي دُعي فيها الناخبون للتصويت في انتخابات تشريعية فرعية فاز بها حزب العمال وتزامنت مع اقتراع لتجديد بعض المسؤولين المحليين في إنجلترا وويلز وفي 11 بلدية.

وأظهرت النتائج فوز حزب العمال بأكثر من 180 مقعدا ورئاسة 8 مجالس محلية إضافية، فيما خسر المحافظون نحو 470 مقعدا و10 مجالس محلية على الأقل. وتعزز المكاسب الكبيرة التي حققتها المعارضة العمالية فرص تولي زعيمها كير ستارمر رئاسة الحكومة بعد الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا العام.

وفي خطاب ألقاه عقب إعلان النتائج، قال خان إنه "يتشرف" و"فخور" بفوزه مضيفا أنه يأمل بأن تكون هذه السنة عام "تغيير كبير" مع "حكومة عمّالية". سوناك "ينقذ الموقف" وإلى جانب لندن، تُعلن السبت نتائج ستة انتخابات محلية أخرى في مدن كبرى، من بينها مانشستر وليفربول.

وفي ويست ميدلاندز حيث يسعى رئيس البلدية المحافظ آندي ستريت للفوز بولاية ثالثة، أفادت تقارير بأنه طلب إجراء إعادة فرز في إحدى الدوائر، وسط تنافس محموم للغاية.

والجمعة، أعلنت أربع نتائج مع انتخاب ثلاثة رؤساء بلديات من حزب العمال في إيست ميدلاندز ونورث إيست ويورك وشمال يوركشير، حيث تقع الدائرة الانتخابية لرئيس الوزراء، فيما احتفظ رئيس البلدية المحافظ بمقعده في تيز فالي.

ورحب ريشي سوناك بهذا الانتصار وهنأ الفائز، معتبراً أن ذلك دليل على أن المحافظين لا يزال بإمكانهم تغيير الاتجاه قبل الانتخابات التشريعية. وساهم ذلك، بحسب وسائل إعلام بريطانية، في تخفيف حدة المعارضة لسوناك داخل حزب المحافظين في الوقت الحالي.

وأكدت صحيفة التايمز أن رئيس الوزراء "أنقذ الموقف". هجوم عنصري على خان وكشفت دراسة أجرتها وحدة البحث التابعة لمنظمة السلام الأخضر (غرينبيس) استخدام عبارات عنصرية ومعادية للإسلام ضد عمدة لندن صادق خان في مجموعات فيسبوك يديرها مسؤولون وأعضاء من حزب المحافظين في بريطانيا.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، قامت وحدة البحث بدراسة 36 مجموعة فيسبوك مغلقة تنتقد سياسات خان الذي ينتسب لحزب العمال.

وأشارت الدراسة إلى أن سياسة فرض رسوم يومية على السيارات ذات الانبعاثات العالية في لندن هي أشد السياسات المنتقدة في هذه المجموعات.

وشاركت منشورا يتهم خان بـ"محبة الإرهاب" و"بيع لندن للإسلاميين". وأوردت منشورا آخر يشير إلى أن "قوى الظلام التي دمرت الأميرة ديانا قد تدمر هذا الطفيلي الطماع أيضا (في إشارة إلى خان)".

ونقلت منشورا كتب فيه "سيواجه خان انتفاضة شعبية كبيرة وسنشهد أوقاتًا لن يستطيع فيها المسلمون المشي في الطرقات".

من جانبه أعرب خان لصحيفة "ذا غارديان" عن أهمية هذا الموضوع له ولأسرته ولأمن موظفي بلدية لندن. وقال إن حزبه تقدم بشكوى للشرطة بشأن تلك المجموعات.

وعلى الرغم من النتائج الإيجابية لحزب العمال في انتخابات عمدة لندن وفي انتخابات المجالس المحلية، قالت عضوة بارزة في البرلمان، إن حزب العمال يجب أن يعيد بناء الثقة مع الناخبين المسلمين، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وأشارت إيلي ريفز، نائبة منسق حملة حزب العمال، بحسب الهيئة إلى أن حزبها يحتاج إلى إعادة بناء الثقة مع الناخبين المسلمين، وسط رد فعل "عنيف" وواضح ضد موقفه من غزة.

كما أقرت بأن حزبها بحاجة إلى الكثير من العمل قبل الانتخابات العامة المقبلة.

وفي 58 دائرة محلية حللتها "بي بي سي" تُمثل نسبة المسلمين فيها أكثر من 1 من كل 5 أفراد- انخفضت حصة حزب العمال من الأصوات بنسبة 21٪ عن عام 2021، وهي المرة الأخيرة التي تم فيها التنافس على معظم المقاعد.

ويعتبر انخفاض ثقة الناخبين المسلمين في حزب العمال هو الجانب السلبي الرئيسي بسبب موقف زعيم الحزب مما يجري في غزة، ورفضه الدعوة لوقف شامل لإطلاق النار في بداية الحرب.

وأضافت ريفز: "أتفهم مخاوف الناس بشأن ما يحدث في غزة. الخسائر في الأرواح هناك ضخمة، ولهذا السبب دعونا إلى وقف فوري لإطلاق النار".

مطالبة بانتخابات مبكرة الجمعة، طالب حزب العمال المعارض في بريطانيا رئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك، بالدعوة لإجراء انتخابات تشريعية بعد فوز الحزب بمقعد جديد في البرلمان وبعشرات المقاعد الأخرى في الانتخابات المحلية.

وخلال انتخابات تشريعية فرعية الجمعة، فاز حزب العمال في دائرة بلاكبول الجنوبية قبل أشهر قليلة من انتخابات في كل أنحاء البلاد متوقعة في النصف الثاني من العام، وترجح استطلاعات الرأي أن يمنى خلالها حزب المحافظين الذي يتولى السلطة منذ 14 عاما، بهزيمة كبيرة.

وفاز المرشح عن حزب العمال كريس ويب في بلاكبول بنيله 58,9% من الأصوات.

وأشاد زعيم الحزب كير ستارمر بالنتيجة، معتبرا أنها "لم تكن مجرد رسالة صغيرة... وليست مجرد همس"، بل "صرخة من بلاكبول: نريد التغيير".

وأضاف: "تتحدث بلاكبول باسم البلاد بأكملها قائلة: لقد سئمنا، بعد 14 عاما من الفشل، و14 عاما من التراجع، نريد طي الصفحة وبداية جديدة مع حزب العمال". وفي حين أشار إلى أن بريطانيا تتطلع إلى "التغيير"، رأى أنه "حان الوقت لرئيس الوزراء أن يترك البلاد تعبر عن ذلك في انتخابات تشريعية".

ودُعي الناخبون إلى صناديق الاقتراع، الخميس للتصويت في هذه الانتخابات التشريعية الفرعية، عقب استقالة النائب المحافظ سكوت بنتون، بسبب قضية تتعلق بممارسة ضغوط. وتعود آخر انتخابات محلية على غالبية المقاعد التي شملها تصويت الخميس، إلى عام 2021، أي في ذروة شعبية رئيس الوزراء آنذاك المحافظ بوريس جونسون

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: انتخابات تشریعیة رئیس الوزراء فی انتخابات حزب العمال إلى أن

إقرأ أيضاً:

من داخل سجن سيليفرى.. عمدة إسطنبول المسجون يكتب: تركيا تنزلق نحو الاستبداد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

من زنزانته في سجن سيليفري، ضاحية إسطنبول، أصدر أكرم إمام أوغلو، عمدة أكبر مدينة تركية والمنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان، تحذيرًا قويًا بشأن حالة الديمقراطية في تركيا. في مقالٍ نشرته صحيفة نيويورك تايمز، يشرح إمام أوغلو تفاصيل اعتقاله في ١٩ مارس على يد شرطة مدججة بالسلاح، والحملة القمعية الأوسع التي تلته، واصفًا إياها بأنها خطوة مدروسة لإسكات المعارضة وتدمير المؤسسات الديمقراطية.
كتب: "ما حدث أشبه باعتقال إرهابي، وليس اعتقال رئيس بلدية منتخب". وأكد أن التوقيت لم يكن مصادفة: فقد جاء الاعتقال قبل أربعة أيام فقط من موعد إجراء حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، لانتخاباته التمهيدية للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهي انتخابات تشير استطلاعات الرأي إلى أن إمام أوغلو قد يهزم أردوغان فيها.
استراتيجية الإقصاء
وفقًا لإمام أوغلو، فإن اعتقاله وإيقافه عن العمل جزء من حملة أوسع نطاقًا دبرها أردوغان للقضاء على منافسيه السياسيين من خلال التلاعب القانوني والترهيب. ويؤكد أن التهم - التي تتراوح بين الفساد ومساعدة حزب العمال الكردستاني المحظور - تفتقر إلى أدلة موثوقة، وتصاحبها حملة تشويه لا هوادة فيها في وسائل الإعلام الموالية للحكومة.
هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها إمام أوغلو ضغوطًا من الدولة. فمنذ فوزه التاريخي في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول عام ٢٠١٩، خضع لما يقرب من ١٠٠ تحقيق وأكثر من اثنتي عشرة قضية أمام المحاكم. من مزاعم تزوير الانتخابات إلى الإلغاء الغريب لشهادته الجامعية بعد ٣١ عامًا من تخرجه، يُصرّ إمام أوغلو على أن الهدف واضح: منعه من الترشح واستنزاف رصيده السياسي.
ويكتب: "لقد تحولت الجمهورية التركية إلى جمهورية خوف. يُمكن إلغاء الأصوات ومصادرة الحريات في لحظة". ويضيف: "اجتمع الناس من جميع الأعمار والخلفيات حولي، ونظموا وقفات احتجاجية رافضين الصمت".
أمة في حالة احتجاج
أدى اعتقال إمام أوغلو إلى حملة قمع شاملة تجاوزت نطاق منصبه بكثير. اعتُقل ما يقرب من ١٠٠ شخص، بمن فيهم كبار المسؤولين البلديين وقادة أعمال بارزون، بناءً على لائحة اتهام بُنيت إلى حد كبير على تصريحات من مصادر مجهولة. وسبقت الاعتقالات حملات تضليل، صوّرت العملية على أنها مكافحة للشبكات الإجرامية، بدلًا مما يراه الكثيرون تطهيرًا سياسيًا.
ومع ذلك، كان رد الفعل الشعبي سريعًا ومتحديًا. رغم الحظر الحكومي على الاحتجاجات وحواجز الشرطة، خرج مئات الآلاف إلى الشوارع، من إسطنبول إلى معاقل أردوغان التقليدية مثل ريزه. وانضم الكثيرون إلى حزب الشعب الجمهوري تضامنًا، معتبرين اعتقال إمام أوغلو اعتداءً واضحًا على الديمقراطية. 
حتى تحت الضغط، عقد حزب الشعب الجمهوري انتخاباته التمهيدية كما هو مخطط لها. ووفقًا لأرقام الحزب، صوّت ١٥ مليون شخص، من بينهم ١.٧ مليون عضو مسجل، لإمام أوغلو لقيادة الحزب في السباق الرئاسي.
أزمة قيم عالمية
خارج حدود تركيا، خيّب صمت القوى العالمية آمال رئيس البلدية المسجون. فبينما أعرب قادة الديمقراطيين الاجتماعيين ومنظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء أوروبا عن دعمهم، كانت ردود الفعل الرسمية من الحكومات الغربية خافتة. ولم تُبدِ الولايات المتحدة سوى "مخاوف"، وتجنب معظم القادة الأوروبيين اتخاذ موقف حازم.
يُحذّر إمام أوغلو، فى مقاله، من أن هذا الصمت يُخاطر بتطبيع الاستبداد تحت ستار البراجماتية الجيوسياسية. ويُضيف قائلاً: "لا يُمكن للديمقراطية وسيادة القانون والحريات الأساسية أن تدوم في صمت". ويُحذّر من التضحية بالقيم الديمقراطية من أجل مصالح استراتيجية قصيرة الأجل، مُشيرًا إلى دور تركيا في الأمن الأوروبي في خضمّ حالة عدم الاستقرار العالمي من أوكرانيا إلى غزة.
يُؤكّد إمام أوغلو أن ما يتكشف في تركيا ليس صراعًا محليًا معزولًا، بل جزء من معركة عالمية أوسع ضدّ صعود الحكام الأقوياء المُستبدين. ويُطالب الدول الديمقراطية والمواطنين في كل مكان بمُوازاة عزم أولئك الذين يُقوّضون الحريات بنفس القوة في الدفاع عنها.
ويكتب: "إن بقاء الديمقراطية في تركيا أمرٌ بالغ الأهمية ليس فقط لشعبها، بل أيضًا لمستقبل الديمقراطية في جميع أنحاء العالم". ويرى أن التحدي يكمن في الدفاع عن المؤسسات، وإعلاء العدالة، ومقاومة القمع، ليس فقط من خلال الدبلوماسية، بل من خلال التعبئة الشعبية والتضامن الدولي. رغم سجنه، لا يزال إمام أوغلو متفائلاً. ويضع ثقته في الشعب التركي والمجتمع المدني والعالم الديمقراطي الأوسع. ويؤكد: "مصير الديمقراطية يعتمد على شجاعة الطلاب والعمال والنقابات والمسؤولين المنتخبين - أولئك الذين يرفضون الصمت".
 

مقالات مشابهة

  • كييف: إجراء الانتخابات يحتاج إلى مزيد من الوقت
  • بعد نهاية الحرب..أوكرانيا: لا انتخابات رئاسية في البلاد سريعاً
  • وزيرة التنمية المحلية للمحافظين: التصدي بكل حزم لأي حالات بناء مخالف خلال العيد
  • 4 أبريل.. عقد الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين لمناقشة التجديد النصفي وانتخاب النقيب والمجلس
  • أردوغان يتهم المعارضة بمحاولة التستر على الفساد
  • جديد وغير تقليدي.. طريقة عمل سندوتش رنجة سوري في العيد
  • من داخل سجن سيليفرى.. عمدة إسطنبول المسجون يكتب: تركيا تنزلق نحو الاستبداد
  • ألمانيا.. مقتل شخص جرّاء تحطّم طائرة بولاية «بادن»
  • مصدر صدري: عدم مشاركة مقتدى بالانتخابات دعما للفساد والجريمة وتجارة المخدرات
  • تيار الحكمة: لا مشكلة لدى الإطار بشأن مشاركة الصدر بالانتخابات من عدمها