حرب المظاهرات الجامعية يشتعل وبقوة وجامعات جديدة حول العالم تنضم إلى الحراك الطلابي المناصر لغزة
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
وفي دبلن، نصب الطلاب خياما الجمعة مما أجبر الجامعة على تقييد دخول الحرم الجامعي اليوم السبت وإغلاق معرض (كتاب كيلز)، أحد أهم عناصر الجذب السياحي في أيرلندا.
وأقيم مخيم الاحتجاج بعد أن قال اتحاد الطلاب إن الجامعة فرضت عليه غرامة قدرها 214 ألف يورو (230 ألف دولار) بسبب خسائر تكبدتها نتيجة احتجاجات في الشهور القليلة الماضية لا تتعلق فقط بالحرب في غزة.
ويطالب المحتجون جامعة ترينيتي كوليدج بقطع العلاقات الأكاديمية مع إسرائيل وسحب استثماراتها من الشركات التي لها علاقات بدولة الاحتلال.
ونشر رئيس اتحاد الطلاب لازلو مولنارفيا صورة لمقاعد مكدسة عند مدخل المبنى الذي يضم معرض (كتاب كيلز).
اظهار أخبار متعلقة وقالت جامعة ترينيتي كوليدج إنها قصرت دخول الحرم الجامعي على الطلاب والموظفين والمقيمين لضمان السلامة، وإن معرض كتاب كيلز سيُغلق السبت. كما نُظمت احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات في أستراليا وكندا.
وفي جامعة لوزان السويسرية، سيطر نحو 100 طالب على مبنى وقدموا عدة مطالب، من بينها إنهاء التعاون العلمي مع إسرائيل.
وقال أحد المحتجين للتلفزيون السويسري السبت: "الفلسطينيون يموتون منذ أكثر من 200 يوم، لكن لا أحد يسمعنا".
وأضاف: "الآن هناك حركة عالمية لدفع الحكومات إلى اتخاذ إجراءات، لكن هذا لا يحدث.
ولهذا السبب نريد إشراك الجامعات الآن".
وذكرت الجامعة أنها قد تسمح للطلاب بالبقاء في المبنى حتى يوم الاثنين بشرط ألا يعطل ذلك العمل في الحرم الجامعي.
وقال رئيس الجامعة فريدريك هيرمان لراديو (آر.تي.إس): "نحن بالجامعات لسنا مطالبين باتخاذ مواقف سياسية".
وقالت ليندا دويل رئيسة جامعة ترينيتي كوليدج في بيان صدر قبل أيام إن الجامعة تراجع استثماراتها، ولكن القرار يعود إلى الأكاديميين فيما يتعلق بالعمل مع المؤسسات الإسرائيلية.
كما تظاهر طلاب أمام "كلية لندن الجامعية" (UCL)، السبت، للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإيقاف التعاون بين الكلية وإسرائيل.
وندد المحتجون بالتعاون القائم بين إسرائيل وبين كلية لندن الجامعية، التي تعدّ من أبرز المؤسسات التعليمية في بريطانيا. كما طالبوا إدارة الكلية بالتنديد بجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
وفي المكسيك، نصب طلاب من مختلف كليات الجامعة الوطنية المستقلة خياما للتضامن مع غزة، والتنديد بالهجوم الإسرائيلي المستمر على القطاع.
وأقام الطلبة المحتجون خيامهم أمام مقر الجامعة في العاصمة المكسيكية "مكسيكو سيتي"، للاحتجاج على استمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة، ودعوة حكومة بلادهم لقطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب.
كما أعرب الطلاب عن دعمهم للاحتجاجات المستمرة في الولايات المتحدة، وأدانوا سياسة كندا وبريطانيا الداعمة لإسرائيل.
وأكد الطلاب على استمرارهم في الاحتجاج لغاية قطع الحكومة المكسيكية لعلاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.
من جهة أخرى، تجمعت مجموعة "طلاب ضد الإبادة الجماعية في فلسطين" في حرم معهد "مكسيكو سيتي"، لمطالبة الحكومة المكسيكية بإدانة الهجمات الإسرائيلية.
وتظاهر مكسيكيون مرات عدة أمام مبنى السفارة الإسرائيلية بعاصمة بلادهم للاحتجاج على الهجمات المستمرة في غزة
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
هل يمكن أن تتحول المظاهرات إلى قوة ضغط حقيقية تجبر الحكومات على كسر الصمت؟
بالأمس شهدت العديد من العواصم والمدن حول العالم مظاهرات تنديدا واستنكارا لعودة الاحتلال الإسرائيلي إلى عدوانه على قطاع غزة، وارتكابه أفظع المجازر بحق الشعب الفلسطيني. وطالب المتظاهرون بوقف سلسلة الجرائم والتهجير والإبادة الجماعية التي يشهدها القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، في ظل ضوء أخضر ودعم أمريكي مطلق، وصمت من المجتمع الغربي وتواطؤ عربي، مما أسفر عن سقوط أكثر من 165 ألف شهيد وجريح فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، بالإضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود.
تضامنا مع قطاع غزة، اندلعت شرارة إضراب عالمي شامل، مثلّت لحظة فارقة في خضم الغضب الشعبي العربي والدولي المتصاعد ضد العدوان الإسرائيلي المستمر، وجاء هذا الإضراب بمثابة صرخة مدوية في وجه المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، والتي تستهدف الأطفال والنساء والمدنيين على مرأى ومسمع من العالم، وقد اتخذ الإضراب الذي دعت إليه قوى شعبية ووطنية، بعدا غير مسبوق من حيث اتساع نطاقه الجغرافي وتنوع المشاركين فيه، وسط دعوات واسعة للتظاهر وتصعيد الحراك الشعبي.
تميز إضراب الأمس باتساع نطاقه ليشمل عدة دول عربية، منها الأردن ومصر وتونس والمغرب والكويت ولبنان وسوريا، حيث أعلنت النقابات المهنية والهيئات التعليمية والتجارية التزامها الكامل بالإضراب، ويعكس هذا التوسع احتضان الشارع العربي للقضية الفلسطينية ورفضه القاطع للمجازر الإسرائيلية والإجرام الممنهج بحق الشعب الفلسطيني.
في الأراضي الفلسطينية، اتخذ الإضراب طابعا رسميا في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تعطيل المدارس، وتوقفت الدوائر الرسمية عن العمل، جاء ذلك في رسالة سياسية موجهة للاحتلال والمجتمع الدولي، مفادها أن الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية يقفون صفا واحدا في وجه العدوان. والجدير بالذكر أن الدعوات في دول عربية كمصر والأردن كانت حريصة على التمييز بين الإضراب المدني العام والعصيان المدني ضد الحكومات، مما يعكس وعيا سياسيا بضرورة توجيه الجهود نحو الاحتلال الإسرائيلي وحده.
بالأمس، انتشرت على نطاق واسع دعوات للتظاهر أمام سفارات الاحتلال الإسرائيلي والسفارات الغربية، تعبيرا عن الرفض الشعبي للدعم الغربي المطلق لحرب الإبادة، وخاصة الدعم العسكري والسياسي الأمريكي، وفي مشهد غير مسبوق، تتجه الأنظار نحو عواصم أوروبا والولايات المتحدة، حيث يُتوقع انضمام فعاليات شعبية ضخمة إلى الإضراب العالمي خلال الساعات القادمة، وسط استعدادات لتظاهرات أمام سفارات الاحتلال ومقرات حكومية غربية.
شهدت عواصم أوروبية كبرى، مثل لندن وبرلين ومدريد وباريس، في الأيام الأخيرة، تظاهرات حاشدة تندد بالإبادة الجماعية في غزة، وتصف ما يحدث بأنه أبشع صور التمييز العنصري والتطهير العرقي في التاريخ الحديث، حيث رفع المتظاهرون شعارات تطالب بمحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب، داعين حكوماتهم إلى عدم الصمت ووقف التواطؤ مع آلة القتل الإسرائيلية.
بات واضحا أن الاحتلال لا يواجه مقاومة عسكرية في غزة فحسب، بل مقاومة شعبية عالمية متزايدة. فكل متجر أُغلق بالأمس، وكل تظاهرة انطلقت، وكل مدرسة أضربت، هي جزء من معركة أوسع ضد نظام القتل والاستيطان والإرهاب الذي يمثله الاحتلال الإسرائيلي
إن الإضراب لا يقتصر على التضامن الرمزي، بل يعكس تطورا في أدوات المواجهة الشعبية العالمية مع الاحتلال، ومع دعوات لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في غزة إلى فعاليات حقيقية وفاعلة، يتبين أن هذا الإضراب ما هو إلا بداية لسلسلة من التحركات الشعبية التي قد تتطور إلى انتفاضة عالمية ضد الاحتلال ونظام الفصل العنصري الذي يجسده.
اتسم البيان الصادر عن القوى الوطنية في غزة بنبرة حادة، إذ وصف ما يجري بأنه "جريمة إبادة جماعية" تستوجب استنفار الأمة العربية والإسلامية قاطبة، وكل أحرار العالم، فالرسالة التي صدرت "بلسان كل طفل ذبيح، وكل امرأة مكلومة، وكل شيخ مقهور" ليست مجرد خطاب عاطفي، بل هي تعبير عن حالة الغليان الشعبي الفلسطيني الذي يزداد تصميما على مواصلة المواجهة رغم الفقر والحصار والقصف والدمار.
لقد بات واضحا أن الاحتلال لا يواجه مقاومة عسكرية في غزة فحسب، بل مقاومة شعبية عالمية متزايدة. فكل متجر أُغلق بالأمس، وكل تظاهرة انطلقت، وكل مدرسة أضربت، هي جزء من معركة أوسع ضد نظام القتل والاستيطان والإرهاب الذي يمثله الاحتلال الإسرائيلي.
يمثل الإضراب العالمي اليوم بداية مرحلة جديدة من المواجهة، إذ أصبحت الشعوب تقود معركة الكرامة بعد تخاذل الأنظمة الرسمية. وإذا ما استمرت هذه التحركات وتطورت إلى مظاهرات متكررة وإضرابات دورية، فقد نشهد خلال الأيام المقبلة بوادر انتفاضة شعبية عالمية ضد الاحتلال، تماثل في رمزيتها انتفاضة جنوب أفريقيا ضد نظام الفصل العنصري، أو مقاطعة العالم لهذا النظام.
لقد أثبتت غزة مرة أخرى، بصمودها وتضحياتها، قدرتها على تحريك ضمير العالم، وأخيرا، ويبقى السؤال مطروحا: هل يمكن أن تتحول المظاهرات إلى قوة ضغط حقيقية تُجبر الحكومات على كسر الصمت؟ أم أن النظام الدولي سيظل أسيرا لمعادلات المصالح والدعم الأمريكي للاحتلال الفاشي؟