عمرو وردة: على التوأم الوثوق في قدراتي وأطلب من الناس تسامحني
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
قال عمرو وردة لاعب منتخل مصر، إنه يتواصل مع كل اللاعبين وعلي رأسهم النني وحجازي وترزيجيه وبالطبع محمد صلاح ومتواصل كل فترة للاطمئنان علي بعضنا.
وأضاف وردة في تصريحات خاصة لبرنامج الكابتن عبر قناة dmc أنه أخطأ سابقا ويجب أن يسامحه الناس، قائلا: “ربنا بيسامح ولكن الناس مصممة تواصل النقد”.
وتابع أنه حاول التواصل مع الجهاز الفني للمنتخب الوطني ولكنه لم ينجح في التواصل معهم وأنه سبق وتدرب في الاتحاد السكندري تحت قيادة التوام وأنه يدعمهم ويساندهم و"ربنا كاتب لكل شخص الخير في الوقت المناسب".
وأضاف عمرو وردة، أنه حاول التواصل مع التوام ويطلب منهم الفرصة وأن يثقوا فيه لأن حتي مع كوبر لم يلعب في مركزه وأنه كان أمامه فرصة للعب للمنتخب اليوناني وهو صغير ولكنه رفض ويرغب في اللعب لمنتخب مصر.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
لقمة العيش.. بطعم العذاب
سواعد لا تعرف للراحة طريقا، شيدت مبانى وأنارت شوارع ومدنا ومهدت الطرق، أصحابها يرتقون المرتفعات لأداء عملهم، ومنهم من يحفرون الأرض لكسب لقمة العيش.
أجساد أنهكتها سنوات الشقاء التى رسمت ملامح وجوههم الشاحبة، يقدمون أعمارهم فداء لغيرهم، ورغم ذلك يتقاضون جنيهات قليلة دون مظلة اجتماعية تحميهم.
ووسط موجة الغلاء الناتجة عن ارتفاع أسعار المحروقات، ووسط الظروف الصعبة التى أفسدت حياة ملايين المصريين، ما زال هناك أناس يواصلون كفاحهم دون ملل، يشعرون بشرف لقمة العيش حتى لو كانت بطعم العذاب.
ورغم خطورة العمل الذين يقومون به إلا أن قلوبهم المليئة بالإيمان تدفعهم لخوض مغامرات يومية، تتطلب قدرات بدنية عالية و«قلوب ميتة» فتجد بعضهم يصعدون لمرتفعات عالية لتشييد المبانى، أو تنظيف زجاجها أو للقيام بأعمال الإنارة، تجدهم صامدين بين السماء والأرض، يعملون بجد، منهم من كتب عليه القدر فقدان أحد أطرافه أو فقدان حياته نتيجة لعدم توافر وسائل الأمان، إلا أن الباقين ما زالوا يعملون بجد بحثا عما يسد رمقهم ورمق أسرهم فى ظل موجة الغلاء الفاحش التى يعانى منها الجميع.
«سعيد» ماسح زجاج المبانى: «حياتى بين السما والأرض»
على ارتفاعات شاهقة تجده معلقًا فى الهواء، حياته ومستقبل أسرته مرتبطة جميعا ببعضها، تحمله بعض الحبال المشدودة على خصره النحيل، يقضى قرابة 10 ساعات بين السماء والأرض ويستمد العزيمة من ترتيل آيات القرآن الكريم.
«سعيد» يحمل فى قلبه إيمانًا قويًا وثقة لا تلين.. يتحدى الصعاب ويتغلب عليها بجرأة وإصرار.. لا يبالى الارتفاعات الشاهقة فى سبيل تأدية عمله، ويقول: «حياتى كلها بين السما والأرض».
الشاب الثلاثينى الذى امتهن المهنة عن والده بعد وفاته منذ 10 سنوات، وتعلم منه كيف يحمل نفسه قدر المستطاع لمواصلة العمل، يقول: «العمر أقدار.. بس إحنا لازم ناخد بالأسباب».
يشير الشاب إلى أنّ والده توفى وأصبح هو عائل الأسرة دون معاش أو دعم أو حماية اجتماعية، ويخشى أن يحدث له حادث يعجزه عن العمل ويصبح «عالة» على أسرته، وتابع: «أحسن لى إنى أموت ولا إنى أتكسر وأعيش عاجز».
يصمت الشاب للحظات متذكرا أنه ذات يوم كاد الحبل أن ينقطع لولا رعاية الله له، واستطاع أن ينقذ نفسه قبل أن يسقط على الأرض، وتابع: «كنت بنظف برج من 15 دور وكنت فى الدور الـ13 وفوجئت بانقطاع الحبل».
«قبل ما بطلع أمارس عملى بتأكد من سلامة الحبل أولا».. لكن ما حدث فى هذا اليوم كان مفاجأة، استغاث باحدى الشركات التى تقع بالدور العاشر واستطاع موظفوها أن يدخلوه من النافذة قبل أن ينقطع الحبل.
يومية ماسح الزجاج لا تتعدى 150 جنيهًا، ومع ارتفاع أسعار السلع الأساسية أصبحت الحياة عبئًا كبيرًا عليه، ويقول: «البيت عايز 300 جنيه يوميًا على الأقل ولكن بقول يا رب».
تدمع عيناه بشكل لا إرادى ويتذكر حكاية صديق عمره الذى سقط من الطابق التاسع، وتوفى على الفور، وقال إنّ الموت يأتى فى لحظة ويخطف من يعاونه على الشقاء، وتابع: «مرة واحدة مالقتوش جنبى.. وسمعت صريخ الناس فى الشارع».
لا يتمالك «سعيد» نفسه من البكاء، ويقول إن حياته قد تنتهى مثل صديقه الذى ترك طفلين ووالدتهما التى تسعى الآن للعمل فى المنازل كعاملة نظافة لكى تستطيع أن تسد احتياجاتها هى وأطفالها، وتابع: «نفسنا فى معاش اجتماعى.. والحكومة تبص علينا بنظرة شفقة».
«ناصر» الكهربائى: «لقمة العيش على جثتى»
بين أسلاك كهرباء أعمدة الضغط العالى تجده صامدًا، لا يهاب الموت، يتعامل مع كابلات الشحنات العالية باتزان شديد، لا يبالى ما حدث مع غيره من زملائه فى المهنة، والذين توفى بعضهم متفحمًا على ارتفاعات عالية، بينما تم بتر عضو من أعضاء بعضهم الآخر إثر تعرضهم لصعقات كهربائية.
قضى «ناصر» الرجل الأربعينى، قرابة 20 عامًا بين أعمدة الإنارة، ويقول: «الكهرباء مالهاش كبير والموت قد يأتى فى أى لحظة»، ويشير إلى أنّ المشكلة الكبيرة التى تواجهه هى المصاريف اليومية التى تفاقمت عليه، بحيث أصبح يعمل نهارًا وليلًا حتى يستطيع أن يسد احتياجات أسرته المكونة من 4 أبناء وزوجته، وتابع: «بدل ما أخفف ساعات العمل علشان أقلل نسبة الخطورة أصبحت أعمل لفترة أطول وبالتالى زادت الخطورة ولكن ما باليد حيلة».
«لقمة العيش بقت على جثتى».. يستكمل «ناصر» حديثه قائلاً: بحاول أن أحمى نفسى أثناء التعامل مع الكهرباء بارتداء القفازات الخاصة لعزل الكهرباء عن جسدى، ولكن القدر قد يقول كلمته فى أى وقت.
«ناصر» يظهر كمثال حى على الشجاعة والإصرار والإقدام على الموت يوميًا، ويضيف: «مش مهم أعيش قد ما مهم أوفر لقمة كريمة لعيالى ولو مت أبقى ميت بطل ومكفى بيتى».
يستكمل «ناصر» حديثه مشيرا إلى أنّ مفك الاختبار لا يفارقه قط، يختبر عمود الضغط قبل صعوده، والأسلاك قبل لمسها، والقفازات الخاصة التى تحميه من تآكل أصابعه بسبب التيار سواء الضعيف أو العالى.
«عبدالعال» البنا: «بنسى حرقة الأسمنت بنظرة من عيالى»
يرتدى قبعة من القماش، و«بوت» من البلاستيك يصل إلى ركبته، ملابس رثة تخفى عضلات رجل خمسينى مَنَّ الله عز وجل عليه بقوة تمكنه من مواصلة شقاء حياته لسد احتياجات أسرته المكونة من 4 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة.
على ارتفاعات شاهقة تجده يضع قوالب الطوب كأنها لوحة يرسمها بإبداع، يقف على حمالة من الخشب ومن أسفله الموت فى أى لحظة، يقضى قرابة 10 ساعات من العمل الشاق، ويقول: «شغلانتى عايزة مخ وعضلات وتركيز».
لا تتعدى يومية «عبدالعال» الـ200 جنيه، ويحرص على عدم تناول الطعام خارج المنزل لتوفير المال، ويعتمد فقط على ما يوفره صاحب العمل له وللعمال من طعام، وتابع: «اللى ربنا بيرزق بيه باكله وبحمد ربنا علشان الـ200 جنيه يبقوا فى جيبى».
«عبدالعال» عامل البناء الذى يواصل رحلته مع الحياة، اتخذ من حرفة والده نشاطًا له، ورفض أن يورثها لأبنائه وقال: «عايز عيالى يبقوا أحسن منى بكتير».
يرتدى «عبدالعال» ملابس بسيطة ورثها عن والده، بينما يحمل فى قلبه رغبة قوية فى توفير حياة أفضل لأبنائه.
وعلى الرغم من ظروفه المادية الصعبة، ووسط صرخات المواطنين من نار الأسعار، إلا أنه يسعى جاهدا لتوفير احتياجات عائلته، مؤكدا قدرته على تحمل مسئولية أسرته، ولكنه يؤكد أن هناك تحديا جديدا يواجه العاملين فى مهنة البناء وهى ظهور المعدات الجديدة التى تهدد كثيرا من البيوت بالخراب ».. مشيرا إلى أن الكثير من المقاولين يفضلون استخدام الآلات الجديدة لرفع الأسمنت وتحضير الخرسانة، والاعتماد فقط فى البناء على بناء الطوب، وتابع: «تحضير الأسمنت ورفعه دى حاجات كنا بناخد عليها فلوس زيادة لكن بطلت من ساعة المعدات ما ظهرت، ولكن ربنا هو الرزاق».
«عيد» عامل البالوعات: «أنزل ولا أضمن الطلوع»
عيد عبدالملك خليل، عامل تسليك البالوعات، يعمل بجد داخل شركة المياه والصرف الصحى، ويعتبر من الجنود المجهولين الذين يبذلون جهودًا كبيرة فى صمت لخدمة المجتمع. يُعرف بلقب «صاحب المهام الصعبة» نظرًا لتفانيه فى أداء عمله الذى يتطلب الشجاعة وتحمل الظروف الصعبة.
عندما تدق عقارب الساعة الخامسة صباحًا، يكون «عيد» قد بدأ يومه بالفعل. يستيقظ مُسرعا ويتناول وجبة الإفطار فى عجالة ليكون جاهزًا لبدء يومه الطويل، يخرج من منزله متجها نحو مقر عمله داخل شركة المياه، ليكون فى انتظار بلاغ للطوارئ من أحد المواطنين بوجود بالوعة مغلقة تسببت فى فيضان من المياه وسط الشارع.
رغم أن «عيد» يقضى معظم وقته فى الشوارع، إلا أنّ ابتسامته التى لا تغيب مألوفة للجميع، فما أن تقترب منه حتى يقول «الدنيا لسه بخير».
«التعب للناس وقضاء الحوائج ليه ثوابه والرزق بيزيد».. قالها عامل التسليك وهو يشعر بالفخر لما يقوم به فى خدمة المواطنين، لا يبالى بالضغوط التى يتعرض لها من البعض، ويقول: «فيه ناس عاوزين كن فيكون، ومرتبى مايعديش 3 آلاف جنيه وعندى 4 عيال».
استكمل الرجل الأربعينى حديثه وقال إن هناك أياما يخرج فيها طوارئ لأكثر من 8 مرات وفى كل مرة يشعر بالتعب الشديد، وتابع: «الساعة اللى باخرج فيها أيام الشتاء تعبها يقارب تعب أسبوع كامل فى الأيام العادية.. لكن الجنيه اللى بكسبه بيشيل التعب».
عامل البالوعات كثيرًا ما يحرص على تلاوة القرآن الكريم بعد أن يذهب إلى الجامع ويؤدى صلاة العصر. يمسك بمصحفه ثم يقرأ القرآن ويقول: «أحاول استغلال أى وقت بكون فاضى فيه علشان الموت ممكن ييجى فى أى وقت».
«الحياة بيكون فيها بركة لما براعى ربنا فى شغلى وبحرص على التقرب إلى الله».. يستكمل «عيد» حديثه ويشير إلى أن راتبه ضعيف جدا مقابل أهوال الحياة ومتطلباتها ولكن «البركة» التى تحل عليه وعلى أسرته جعلته يستطيع أن يسد احتياجاته، وتابع: «اللى بيتعب بيلاقى ولما براعى ربنا فى لقمة عيشى ربنا بيبارك فى قرشى».
يستكمل عامل البالوعات حديثه، ويقول إنه يحاول أن يمرن جسده على التنفس تحت ضغط شديد، بالشهيق والزفير بشكل مستمر لساعات طويلة، كما يرتدى كمامة بها بعض العطور لكى تعاونه على التغلب على رائحة البالوعات، وتابع: «الخوف والرعب كله لو مية الصرف كانت قريبة من أسلاك الكهرباء القديمة الواصلة من مبانى قديمة ومتهالكة».